Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

منوعات

الأحد 24 سبتمبر 2023 12:26 مساءً - بتوقيت القدس

منى بشناق.. ترسم الأدب بخيالها

رام الله - "القدس" دوت كوم - روان الأسعد

بأسلوبها السردي القوي، إلى جانب قدرتها على نسج روايات من نسج الخيال تحاكي الواقع، بما تمزجه فيها من موضوعات معاصرة، استطاعت الكاتبة منى بشناق أن تغذي حواس القراء وتعانق قلوبهم بما تحكيه حروفها من نصوص أدبية تحكي حال الكثيرين وتعبر عن مكنوناتهم لتعزف على أوتارهم وتجذبهم، محركة بداخلهم الشغف للقراءة والاستماع وصولا لنهايات صادمة في رواياتها المحبوكة بدقة متناهية، وبتركيبة أدبية ومزيج فريد من نوعه لتوصل فكرتها عبر السطور.

البداية ..
تكتب رواياتها وتتنقل بين النصوص بسلاسة وخفة لتتلاعب بالحروف الأبجدية كعازف متمرس يخرج سيمفونية عذبة تشد المشاعر والفكر فتكتب أروع الكلام بنضج أدبي وخيال خصب وعذب ساعدتها موهبتها على صناعته من ثمانية وعشرين حرفا لتخرج بروايات أدبية استطاعت العبور نحو العالم. الكاتبة العشرينية بشناق من مدينة نابلس استطاعت بموهبتها إغناء المشهد الثقافي والأدبي، لتكون هويتها الأدبية جواز سفرها لايصال رسالتها لكل مكان  في إطار روائي بلاغي وشيّق، إذ تناولت قضايا مجتمعية تعكس الواقع الفلسطيني والعربي.


تتحدث منى عن بداياتها: بدأت الكتابة في الخامسة عشرة من عمرها، واستمرت في الكتابة حتى نشرت رواية (رجل في المنفى) عام 2012 ورواية (ذهب مع تشرين) عام 2017 ثم رواية (وِزْرَ أخرى) هذا العام، حصلت على شهادة البكالوريوس في العلاقات العامة والاتصال من جامعة النجاح الوطنية، وأعمل بها. اكتشفت الموهبة من خلال القراءة، كنت أقرأ العديد من الروايات والكتب وكنت أحس بكل كتاب أنهيه. هنالك سر يجذبني ويشدني نحوه اكثر من كونه كتاب يقرا فقط كنت اشعر بأن عندي كلام مشابه لما قرأت، وافكار مشابهة لافكار الكاتب، وعندما تحاورت مع نفسي قررت بأن أكتب واخوض في هذا المجال، كتبت اربع روايات بفترة المدرسة، على دفاتري وكنت أعطيهم لاهلي واصحابي ومعلماتي في النطاق الضيق، الى أن وصلت لمرحلة يشجعني فيها الجميع لان أجعل كتاباتي تبصر النور فقررت أن اكتب وانشر.

أعمالها الأدبية ..
وعن روايتها الاولى تقول بشناق: عندما دخلت الجامعة ولدت أولى رواياتي وهي (رجل في المنفى) وطبعتها ونشرتها بشكل شخصي وكانت هي بداية الانطلاق لأستمر واكمل بهذا المشوار، وهي رواية تناولت موضوع الغربة وصعوباتها والخلاف الاسلامي والمسيحي في الزواج بالنسبة للثقافة العربية، بعد التجرج كتبت روايتي الثانية وهي "ذهب مع تشرين" والتي  تحدثت عن الوطن في طابع روائي اجتماعي ورومانسي، وعن الصراع العقلي والقلبي الذي تمر به كل انثى، ضمن موضوع قصة مشوقة وصادمة في نهايتها، والرواية شاركت في معارض دولية حول العالم تقريبا في اكثر من 15 دولة وانقبلت في دخولها لمكتبة الكونغرس الامريكية ومكتبة دبي بعدها كتبت آخر رواية "وزر أخرى".
وتابعت: أستلهم الرواية من رساله معينة او فكر معين، أريد الحديث عنه ثم أقرر أن أبني رواية خياليه بشخوصها وما فيها من أحداث، لكن من حيث الموضوع تكون واقعيه جدا، من الخيال أنسج حروفي وأعتبر ان هذه هي الموهبة تمكن الشخص وقدرته على صناعة قصة من مخيلته تبدو واقعية بشكل كامل تقنع القارئ انها حدثت بالفعل وبذات الوقت تحمل معنى ورسالة.
واسترسلت: تستغرق الرواية معي أحيانا ستة شهور، وأحيانا سنة كاملة، وهذا يعتمد على نوع الرواية وما تحتاجه لأحداث ومعلومات. صحيح ان رواياتي خيالية، ولكن اذا احتاجت لمعلومات وارقام لا بد ان تكون صحيحة من أجل المصداقيه والفائدة التي يتوجب على الكاتب تقديمها للقراء بالتالي تحتاج وقت من حيث الكتابه والتحضير ثم ارسالها للتدقيق واخيرا الطباعة، أما عن طقوسي بالكتابة فانا من الناس التي تحب الكتابة بالفترة المسائية واصنع أجوائي الخاصة فأستمع للموسيقى الهادئة واكتب، فهذا الجو يعطيني قدرة ان استرسل في الكتابة وأنهي صفحات على نفس واحد، فالهدوء والموسيقى تصنع لي جوا كاملا متكاملا للكتابة واكون برفقة الخيال والكلمات والادب حتى استحضر كل نص ادبي وكلمة ادبية ملفتة وملهمة للقارىء. 

التنوع والاختلاف ..
وعن تنوعها في رواياتها وعدم التزامها بنمط أو قالب جامد قد يقود للمل في بعض الأحيان، قالت: انا بكل رواية أختار موضوعا مختلفا عن الرواية السابقة لأن واجب الكاتب ان يقدم فائدة من خلال طرحه لئلا يكون مستهلكا، والاهم من ذلك أن يحكي عنه بطريقته الخاصة، لذا من المهم جدا كون الكاتب مثقفا يمتلك نظرة وحكمة ليكون قادرا من خلال رواية ادبية بلاغية أن ينقل المتعة والفائدة لمن يطالع حروفه ليستمتع ويكمل الروايه لنهايتها، خاصة ان القارئ اسهل شيء عنده ان يغلق الكتاب ويقول لن اكمله وهنا يكمن ذكاء الكاتب في اختياره لمحتوى الرواية بطريقة سليمة ليجعل القارىء يغلق دفتي الكتاب ويقول ان الكاتب استطاع الابحار به لعالم الرواية وأضاف له قيمة.

 ذهب مع تشرين ..
وعن رواية (ذهب مع تشرين) قالت: تحمل هذه الرواية رسالة وطنية لتوصل للعالم ماذا يحصل بفلسطين ليس بشكل مفصل عن الاحداث الداخليه في بلدي ولكن ضمن اطار المعلومات التي يجب ان يعرفها الناس خارج حدودنا الجغرافيه، تناولت فيها حرب غزة بما فيها الارقام الحقيقية للمجازر التي ارتكبت فيها، والاحداث على الحواجزالعسكرية الاسرائيلية التي تحدث مع الشباب وللاسف منذ انهيت الروايه عام 2017 وحتى اليوم لازالت تحدث وتتكرر فلا استطيع القول انها مواضيع قديمه لانها مشاهد يوميه لازلنا نعيشها يوميا، هذه الروايه وصلت للعالم كما تمنيت لانها شاركت بمعارض دوليه اكثر من 15 دوله عربيه وأصبحت من بين الكتب المتداولة في مكتبة الكونغرس الأميركية في الزاوية العربية.
واكملت: من خلال الرواية استطعت ايصال رسالة وطني وما يحدث فيه للعالم وانقل الواقع الذي نعيشه في سياق قصه تحكي عن صحفيه تكتب عن هذه الاحداث والارقام وتحكي عن قصص الشباب التي تصلها نتيجة الاحداث وتدور القصص في ممرات متعدده، اما على الصعيد المحلي تحدثت عن العقل والعاطفه وكيف نضيع فيما بينهما ولا نستطيع التمييز ايهما الاصح ، طبعا بطلة الروايه تظل طوال الوقت تلحق عقلها بعيدا عن قلبها لتصل مرحله تنهار فيها وتكتشف بأن عاطفتها هي من كانت تتحكم بها وليس عقلها، فالفكرة أنه لا أحد منا يستطيع العيش بقلب أو عقل بدلا عن الاخر فكلاهما يكمل الاخر لذا يتوجب علينا الموازنة بينهما مع احترام عاطفتنا وان كانت مخالفة للعقل، الى أن تنتهي الرواية نهاية صادمة جدا بالنسبة للبطلة التي تخسر في النهاية العديد من الأمور ولكنها كانت تستحق خسارتها.

وِزْرَ أخرى ..
تحمل رواية( وِزْرَ أخرى) المنشورة في عام 2022 معاني متعددة تعكس رسالة العدالة وكيف تسير الأقدار، وتحكي قصة دكتور في التنمية البشرية يفقد ابنه في حادث مجهول في مدينة مانهاتن الأميركية، حيث سارت حياته وأحلامه ومفاجآت حدثت معه حتى وصل إلى الحقيقة الصادمة، الرواية اجتماعيه رومانسية ونهايتها صادمة ايضا ومشوقة للغاية.
تحدثت بشناق عنها قائلة: كتبت عن العدالة الالهية في الارض والتي جسدتها من خلال دكتور في التنمية البشرية، فلسطيني ولكنه يعيش في منهاتن ويفقد ابنه جراء حادثة صادمة ليعيش مراحل كثيره ليمر بظروف تجعله تائها ما بين الرجوع للوطن او البقاء في الغربه لما حققه من نجاحات في خضم هذا الصراع يلتقي بفتاة بالنسبة له هي تحقيق لكل احلامه لكن الأحداث تنتهي نهايه صادمه في حدث معين يكشف له ما حل بابنه وكيف لقدر واحد أن يكون منصفا لكل الاشخاص، وهنا أريد القول بانه رغم ايماننا بالعدالة إلا أن الفرق كبير جدا بين ان ندرك الشيء وان نؤمن فيه لان الايمان الحقيقي يجب أن نشعره ونصدق فيه بكلامنا ومشاعرنا وتصرفاتنا، وبطل الروايه كان من الناس التي تمتلك ايمانا فكانت خاتمة الروايه صادمه وكيفيه كشف الاحداث وتقبله لما مر فيه ضمن نص سردي حزين في نهاية الرواية على لسانه. 



رسالة وأمنية ..
اما رسالتها للجيل الجديد: انا اعتبر ان فئة الشباب والجيل الجديد اليوم هم القوة الكامنة القادرة على التغيير والاصلاح، وبنفس الوقت قد يكونوا السبب في الهزيمة، وهذا يرجع للعقول والتفكير والاهتمامات المسيطرة عليهم بالوقت الحالي. وهنا كل شخص منهم ممكن أن يحمل رسالة قادرة على التغيير او اضافة الفائدة الحقيقية، سواء كانت رسالته من خلال فن، ادب، موسيقى، او اي موهبة او محتوى قيّم يقدر على تحقيق الأثر، رسالتي لهذا الجيل ان لا يتوقفوا عن الحلم او ملاحقة الشغف، والتعمق في القيمة الحقيقية لا الانبهار بقشور الاشياء، نحن قوة يمكنها صنع التغيير وتحقيق الاثر، فقط ان ادركنا في اي اتجاه وعبر اي شخص ووسيلة يمكننا العثور على طريقها. وختاماً، الابداع ليس في جعل الاشخاص يتابعون، بل بجعلهم يشعرون.
بشناق التي  ترشحت لجائزة البوكر ولغسان كنفاني وقبلت رواياتها في مكتبة الكونغرس الامريكية وايضا شاركت في معارض دولية حول العالم وتشارك أعمالها الأدبية المختلفة في المعارض الدولية (مصر، وبيروت، ودبي، والشارقة، والرياض، وإسطنبول، والأردن، والجزائر، والعراق، وتونس، والمغرب، وأبو ظبي) وبمعرض فلسطين للكتاب الدولي، تقول عن أمنيتها: اولا أشكر كل من احتضن موهبتي الأدبية وأتمنى أن أكون من الكتاب الفلسطينيين الذين يصدح اسمهم بالوطن حتى اكون قادرة على رفع اسم الرواية العربية والادب العربي، خاصة في هذا الزمن والمحافظة على قيمة الكتاب والثقافة، وبتمنى اكون من المؤثرين بالايجاب من خلال رواياتي وأن تساهم كتابتي الأدبية في الحفاظ على اللغة والرسالة وإغناء الواقع الأدبي في فلسطين ومستقبلا على الوطن العربي.

دلالات

شارك برأيك

منى بشناق.. ترسم الأدب بخيالها

المزيد في منوعات

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)