Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 08 سبتمبر 2023 10:00 مساءً - بتوقيت القدس

هل بات برنامج "تصميم الألعاب" حاجة ملحّة في السوق الفلسطيني؟

نابلس- "القدس" دوت كوم- وفاء أبو ترابي

في ظل تسارع جهود التحول الرقمي، وتداخل التقنيات التكنولوجية في مختلف مجالات الفنون التطبيقية، بات السوق الفلسطيني واقفاً على شفا أبواب جديدة ستفتح آفاقاً متعددة لدى المهتمين والمتخصصين بتلك الفنون، لاسيما في قطاع "تصميم الألعاب" الذي سيشهد مرحلة فارقة في تناقل المعارف والخبرات المتعددة بين مستخدميه.


وظهر هذا البرنامج (أي تصميم الألعاب) بين الأوساط الأكاديمية الفلسطينية في الآونة الأخيرة، حيث تنفرد جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس في طرحه ضمن أقسام كلية "الفنون الجميلة" للسنة الثالثة على التوالي، فيما يسعى لتلبية احتياجات المستخدمين المختلفة وسط بيئة تفاعلية متطورة، وذلك عبر دمج أشكال متعددة من الوسائط وبرمجتها ضمن سيناريوهات متنوعة.


وتحدث المحاضر في قسم تصميم الألعاب بالجامعة، محمد الشخشير، لـ "القدس" دوت كوم، عن أهمية هذا البرنامج الذي تتمحور دراسته حول تقاطع بين تخصصات مختلفة بما في ذلك الرسوم المتحركة والتصميم الجرافيكي والبرمجة، ما يتيح للشخص المتعلم متابعة مجموعة من المسارات المهنية والمتوافرة في السوق المحلي أو العالمي، حيث أن الأخير صار بحاجة لهذا البرنامج بشكل كبير، وذلك في ظل التطور التقني الذي يشهده العصر الحالي.


ولا يزال السوق الفلسطيني ناشئاً في مجال الألعاب الرقمية –وفق الشخشير-، والذي يتوقع بأن تشهد السنوات القادمة مستقبلاً مشرقاً لهذا المجال، قائلاً: "إن السوق المحلي سيشهد نقلة نوعية في مواكبة التطورات العالمية، والانتشار التكنولوجي والابتكارات في كل من البرامج والأجهزة الالكترونية، ما تدفعه إلى النمو والازدهار بشكل أسرع في مجال تصميم الألعاب".


ويستطرد، الشخشير: "كما أن مصممي الألعاب باستطاعتهم العمل في شركات التكنولوجيا والوسائط المتعددة والإعلام، أو حتى تنفيذ مشاريع شخصية أو إيجاد وظائف في مجالات غير تقليدية بمختلف المؤسسات، وذلك بعد تعلمهم مهارات البرمجة والتصميم المختلفة، بالإضافة إلى تصميم البرامج الذكية التي يمكنها إنشاء عوالم افتراضية باستخدام ألعاب الفيديو والذكاء الاصطناعي وآلية توظيفها في المجالات التعليمية أو الطبية أو الدعاية والإعلان وغيرها".


وأوضح أن هذا البرنامج يدمج العملية التعليمية والتي تستمر لمدة أربعة سنوات ما بين الوسط الأكاديمي وسوق العمل، مضيفاً بأن الطالب في هذا البرنامج يتعلم أساسيات البرمجة وتاريخ ونظريات التصميم المتعددة، عدا عن محركات الألعاب والأساليب المتعلقة في برمجة وتصميم الشخصيات بناء على أفكار إبداعية يسعى لتنفيذها خطوة بخطوة حتى يحقق الأهداف المنشودة منها.


ويستطيع مصمم الألعاب الناشئ اكتساب المهارات الأساسية في التصوير الإخراج، ومعالجة الصور والتصميم بواسطة برامج ثلاثية وثنائية الأبعاد، وكذلك إنتاج الألعاب الالكترونية سواء كانت ترفيهية أو تعليمية، كما يستخدم تطبيقات الحاسوب وبرامج الوسائط المتعددة التي تساعده في تصميم المطبوعات من إعلانات ومجلات وصحف بالإضافة إلى مواقع "الويب" أيضاً.


ويتعلم مصمم الألعاب طرق إعداد سيناريوهات تتضمن أفكاراً ذات محتوى تفاعلي لإنشاء مواقف تعليمية حاسوبياً، وإنتاج برامج معاصرة تجمع ما بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز، ما يضيف متعة خاصة على العملية التعليمية في المدارس والجامعات.


وفي الوقت الحاضر، يتنامى سوق الألعاب الالكترونية بوتيرة متسارعة بالتزامن مع الانتشار الواسع للأجهزة الالكترونية والبرامج الذكية، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حجم سوق الألعاب العالمي قد بلغ أكثر من (190) مليار دولار أمريكي في عام 2021، وأنه من المتوقع أن يصل إلى ما يزيد عن (300) مليار دولار بحلول عام 2028.


وقال الشخشير: "نحث المهتمين في مجالات التكنولوجيا والتصميم بأن يخطو نحو برنامج تصميم الألعاب حيث أن العمل التجاري والاستثماري والتسويق وغيرها من دعائم الاقتصاد المعاصر، باتت تعزز التوجهات الحديثة للشركات والمؤسسات في صناعة الهوية الاقتصادية التي تتوافق مع التطور التكنولوجي ومستجدات الحياة المعاصرة، ما يفتح أبواباً عديدة أمام مصممي الألعاب للانخراط في سوق العمل وتنمية ابداعهم الذاتي وتوظيف أفكارهم الحضارية ضمن مواد تفاعلية مختلفة".


ويلفت إلى أن مصمم الألعاب إذا كان مستمتعاً بالعمل بواسطة برامج الحاسوب التقنية ويحقق إنجازاً مبهراً في تطوير أفكار خلاقة وإبداعية فإن نيل شهادة "بكالوريوس" بهذا المجال مناسبة له، مبيّناً أن المصمم قد يستغرق وقتاً طويلاً في تصميم ألعاب الفيديو مع مراعاته لعدد من العناصر التقنية لتطوير هذه الألعاب بما فيها البرمجة والترميز والبناء التقني للعبة من حيث التحكم والمحاكاة وتحريك المكونات الفنية ما يجعلها تعمل بسلاسة للمستخدمين النهائيين.


ويعتبر إبداع المصمم وتعامله الجيد مع النواحي الجمالية للتصميم –بحسب الشخشير- عنصراً هاماً أيضاً في تصميم الألعاب، حيث يتيح للاعبين خوض تجارب مثيرة وتفاعلية، فيما تساعد الموهبة الفنية لدى المصمم في إنشاء أشكال وشخصيات ومناظر طبيعية أكثر جاذبية، إلى جانب الإحداثيات الظاهرة ومستويات اللعبة ونطاقات الصعوبة التي يطورها.


ومن الجدير ذكره، أنه في ظل انتشار جائحة "كورونا" شهد العالم موجة هائلة من التحول الرقمي، وتزايد الاعتماد على الإنترنت، كما توجهت العديد من الحكومات إلى تقديم الخدمات الالكترونية وانتقال العملية التعليمية في المدارس والجامعات عبر التطبيقات الرقمية، وكذلك زيادة انتشار التجارة الالكترونية آنذاك، ما دفع العديد من الشركات والمؤسسات التكنولوجية إلى تطوير برامجها وتنمية المواهب التقنية لدى كوادرها.


كما أن هذا التحول ساعد بشكل ملحوظ في ردم الفجوة الرقمية بين الأجيال في المجتمعات المختلفة لاسيما بالمنطقة العربية، ومن ثم انطلاق المؤسسات المتنوعة نحو إعداد المواهب والخبرات التقنية التي سيقع على كاهلها قيادة مسيرة التحول التقني وتسخير المجالات التكنولوجية لخدمة المجتمع وإيجاد خطط تسويقية تتلاءم مع المنهجيات التكنولوجية الجديدة.


ويؤكد، الشخشير، على أهمية التعلم بالألعاب والمحاكاة، وذلك عبر توظيف الوسائل التكنولوجية في تنمية الإدراك لدى الطلبة أثناء عملية التعلم، أو من أجل التسويق التجاري أيضا، داعياً المؤسسات الأكاديمية والحكومية ومؤسسات القطاع الخاص إلى مواكبة المستجدات الحياتية وتقديم الدعم المادي والمعنوي لتوظيفها، والتحول عن التفكير التقليدي حيث أن ذلك لا يعني فشله، إلا أن اليوم لا يشبه الأمس، وبين اللحظة والأخرى تظهر تطبيقات جديدة في ثورة الاتصالات والمعرفة غير المسبوقة.

دلالات

شارك برأيك

هل بات برنامج "تصميم الألعاب" حاجة ملحّة في السوق الفلسطيني؟

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)