Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأربعاء 09 أبريل 2025 9:25 صباحًا - بتوقيت القدس

مقترح مصري جديد... محاولة لفتح نافذة هدنة توقف المقتلة وتخفف عن الناس

رام الله - خاص ب "القدس" دوت كوم

د. أمجد بشكار: الحل الحقيقي يكمن في صفقة شاملة تعتمد مبدأ "الكل مقابل الكل" وإنهاء الحرب وليس اتفاقات مؤقتة لا تعالج جذور الصراع

سليمان بشارات: المقترح المصري لوقف إطلاق النار في القطاع نقطة محورية ومهمة في تطورات المشهد السياسي الإقليمي والدولي

عدنان الصباح: مصر بدأت تأخذ زمام المبادرة بدور فعّال يمنحها ثقلًا دوليًا متزايدًا وفرصة حقيقية لتحقيق اختراق سياسي قريب

د. عمرو حسين: نجاح المقترح المصري مرهون بموقف الاحتلال الذي يواصل التنصل من التزاماته مستندًا إلى الحماية الأميركية

سري سمور: فرص نجاح المقترح المصري الجديد مرهونة بضغط أمريكي على إسرائيل وهو أمر غير متوفر حالياً

داود كُتَّاب: المقترح قد يشكل متنفساً لأهالي غزة لكنه لا يشكل حلاً جذرياً لأي من الإشكالات السياسية أو العسكرية القائمة


  تتكثف التحركات السياسية الإقليمية والدولية في ظل واقع ميداني كارثي في قطاع غزة، حيث يأتي المقترح المصري الجديد ومحاولات القاهرة دفع عجلة التهدئة في قطاع غزة، بالتزامن مع قمة القاهرة التي جمعت ملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واتصال هاتفي من الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ما يثير تساؤلات حول نجاح المقترح هذه المرة.

وبحسب المعلومات المتداولة، ينص المقترح على إطلاق سراح 9 أسرى إسرائيليين أحياء، من بينهم الجندي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، إضافة إلى تسليم 3 جثامين لأسرى يحملون الجنسية الأميركية. وفي المقابل، يتضمن المقترح الإفراج عن 300 أسير فلسطيني، من بينهم 150 محكومًا بالسجن المؤبد، إلى جانب إطلاق سراح 2200 أسير من سكان قطاع غزة.

كما يتضمن المقترح تمديد الهدنة لمدة 70 يومًا، واستئناف المفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق، بالإضافة إلى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية والوقود إلى القطاع، وفتح المعابر، مع تقديم معلومات كاملة حول الأسرى الإسرائيليين المتبقين لدى المقاومة.

ويرى كتاب ومحللون سياسيون ومختصون وأساتذة جامعات في أحاديث منفصلة مع"القدس"، أن هذا المقترح والمبادرة المصرية، التي طُرحت كحل مرحلي يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار وصفقة تبادل أسرى، تكشف عن رغبة مصرية في لعب دور محوري، لكن نجاحها لا يزال مرهونًا بمدى الاستجابة الأميركية وضغطها على إسرائيل، التي تواصل عمليتها العسكرية مدفوعة بحماية سياسية من واشنطن.

ورغم الحراك الدبلوماسي المتصاعد، يوضح الكتاب والمحللون والمختصون وأساتذة الجامعات أن كثيرون يتعاملون مع المقترح المصري بحذر، في ظل غياب مؤشرات على نية إسرائيلية حقيقية لوقف الحرب، واستمرار الخطاب الأميركي الملتبس.

ويرون أن القمة الثلاثية في القاهرة التي جمعت مصر والأردن وفرنسا، بدت محاولة لحشد غطاء أوروبي للمبادرة، لكن الوضوح في موقف البيت الأبيض يظل العامل الحاسم، فبدون إرادة سياسية أميركية لفرض وقف العدوان، يبقى المقترح عرضة للتهميش أو الاستغلال المؤقت لترتيب الأوراق السياسية.

في غزة، يزداد الوضع الإنساني سوءًا، لكن وفقا للكتاب والمحللين والمختصين وأساتذة الجامعات، فإن المبادرة المصرية تبدو كنافذة أمل مؤقتة وسط مشهد مأساوي، لكنها لا تعالج جذور الصراع ولا تضمن عدم العودة إلى القتال بعد انتهاء الهدنة، ما لم تترافق مع اتفاق شامل ينهي الحرب ويضع تصورًا مستقبليًا للمرحلة المقبلة.



إدارة ترامب تتحكم بمصير الحرب والسلام


يقول أستاذ العلوم السياسية د. أمجد بشكار أن التطورات الجارية في قطاع غزة منذ أكثر من شهر تمثل تطبيقًا عمليًا لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تحدث في وقت سابق عن "فتح أبواب الجحيم"، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية، وتحديدًا ترامب، هي من تصمم وتوجه المشهد الحالي في غزة، وتتحكم بمصير الحرب والسلام فيها.

ويشير بشكار إلى أن الولايات المتحدة لا تكتفي بمراقبة الوحشية والإبادة الجارية في غزة، بل تمسك بزمام القيادة وتديرها وفق رؤية تخدم مصالحها، حيث تستطيع واشنطن، أن تأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف العدوان أو استمراره.

ويوضح بشكار أن "الموقف الأمريكي هو الذي يرسم الخطوط الحمراء لإسرائيل ويحدد لها هامش التحرك، وهو ما ظهر جليًا في الصفقة السابقة للإفراج عن الأسرى، حيث استجاب نتنياهو بسرعة للضغط الأمريكي وأتم الصفقة رغم عدم رغبته بها".

ويرى بشكار أن الاحتلال الإسرائيلي حصل على غطاء سياسي من واشنطن لقلب طاولة التفاوض وارتكاب مجازر يومية في القطاع دون رادع دولي حقيقي، مشددًا على أن هذه الجرائم تُبرر يوميًا أمام المجتمع الدولي في ظل صمت أمريكي يشير إلى دعم مباشر.


مخاوف من فقدان الأسرى الإسرائيليين


وفي سياق تقييمه للموقف الأمريكي، يوضح بشكار أن واشنطن تعلم جيدًا أنها تمسك بمفتاح إنهاء الحرب، ولكن يبدو أن ترامب لا يريد أن يظهر فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية، في ظل مخاوف من فقدان الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، وهو ما يشكل ضغطًا إضافيًا على القيادة الأمريكية.

ويقول بشكار: "إن إسرائيل لا تزال مقتنعة بأن المزيد من الضغط العسكري والإنساني سيؤدي إلى قبول المقاومة بشروطها، رغم التحفظات الأمريكية على طول أمد العملية دون نتائج ملموسة، كما أن ترامب منح نتنياهو الضوء الأخضر للاستمرار، لكن هذا لا يعني غياب حدود لهذا التفويض، كما أن ترامب يريد إنهاء هذا الملف قبل زيارته الشهر المقبل للمنطقة وتحديداً السعودية".

ويعتقد بشكار أن فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها قد يدفع ترامب إلى فرض اتفاق على نتنياهو، أو إلزامه بالذهاب إلى مفاوضات جادة بهدف التوصل إلى صفقة أسرى. 

ويشير بشكار إلى أن نتنياهو لا يستطيع رفض أي طلب مباشر من ترامب، وأنه إذا قرر الأخير فرض المفاوضات، فإن الصفقة ستتم.

ويلفت بشكار إلى أن نتنياهو في المقابل يسعى لكسب مزيد من الوقت لإثبات أن الضغط العسكري والإنساني سيُجبر المقاومة على الرضوخ، لكنه يدرك أن أي اتفاق سيحمل مخاطر داخلية كبيرة تهدد تركيبة حكومته الهشة.



المقترح المصري لن ينهي الحرب


وبشأن المقترح المصري الأخير، يعتقد بشكار أنه لن يؤدي إلى إنهاء الحرب، مشيرًا إلى أن المقاومة تدرك أن الاتفاق، حتى لو تضمن الإفراج عن تسعة أسرى إسرائيليين، لن يحقق وقف الحرب، بل سيكون مجرد ترحيل للأزمة وكسب وقت، مع احتمال كبير للعودة إلى القتال فور انتهاء مدة التهدئة.

ويؤكد بشكار أن الحل الحقيقي لإنهاء الحرب يكمن في صفقة شاملة تعتمد مبدأ "الكل مقابل الكل"، أي الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل الأسرى الإسرائيليين وإنهاء الحرب بالكامل، وليس التوصل إلى اتفاقات مؤقتة لا تعالج جذور الصراع.

وفي ما يتعلق بالقمة الأخيرة في القاهرة، التي جمعت قادة مصر والأردن وفرنسا بمشاركة هاتفية من ترامب، تزامنًا مع زيارة نتنياهو للبيت الأبيض، يوضح بشكار أن القمة تناولت بالتأكيد الحرب على غزة، ولكن من غير المتوقع أن تكون حاسمة أو أن تؤدي إلى اتفاق نهائي.

ويقول بشكار: "إن الاجتماع الثلاثي قد يكون خطوة نحو الدفع بالمقترح المصري المعدل، لكن لا يمكن اعتباره لحظة إنجاز للصفقة، لأن المفتاح الرئيسي يظل بيد الولايات المتحدة وحدها، أي تقدم في هذا الملف يتطلب إرادة أمريكية حقيقية وضغطًا مباشرا على نتنياهو".

ويؤكد بشكار أن قمة القاهرة تحمل رمزية خاصة على المستوى العربي، حيث تسعى مصر والأردن إلى استقطاب الموقف الأوروبي، ممثلًا بفرنسا، لتشكيل جبهة دعم للوساطة العربية، لكن النجاح لا يزال مشروطًا بإرادة أمريكية جادة وقرار واضح بوقف الحرب والدفع نحو صفقة تنهي الصراع.



توافق أو تنسيق مصري-أمريكي


من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات إن المقترح المصري الجديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفي توقيته تحديداً، يمثل نقطة محورية ومهمة في تطورات المشهد السياسي الإقليمي والدولي، خصوصاً في ظل وجود رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، وعقد قمة ثلاثية جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالتزامن مع اتصال هاتفي مشترك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويوضح بشارات أن هذا التزامن يشي بوجود نوع من التوافق أو التنسيق المصري-الأمريكي، في محاولة لجسر الفجوة بين المقترح الذي قدمه ويتكوف، والمقترح المصري السابق الذي وافقت عليه حركة حماس ورفضته إسرائيل. 

ويؤكد بشارات أن هذا الحراك يمكن النظر إليه من زاوية إيجابية، باعتباره يعكس مسعى إقليميًا، وتحديدًا مصريًا أردنيًا، لإحداث حالة من "تبريد" الحرب في قطاع غزة، لمنع تفاقمها أو اتساع رقعتها جغرافيًا وتأثيراتها على دول الجوار والمنطقة بأكملها.

ويشير بشارات إلى أن الإضراب الشامل والعام مؤخرًا، قد يكون بمثابة "جرس إنذار" للأنظمة السياسية، على أن شعوب المنطقة تقف على حافة الانفجار الشعبي، إذا لم يكن هناك أمل حقيقي في وقف الحرب الجارية.


نتنياهو قد يجبر على قبول المقترح المصري


وبخصوص موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يقول بشارات: "إن الأخير لا يبدو راغبًا في وقف الحرب، إلا أنه قد يُجبر على القبول بالمقترح المصري نتيجة ضغط أمريكي متصاعد، لكنه، في ذات الوقت، قد يسعى لاحقًا للتنصل من الاتفاق عبر اختلاق ذرائع مختلفة، في محاولة للوصول إلى نهاية الحرب بالشروط التي يرغب بها".

ويربط بشارات بين هذا المسار السياسي والتحرك المنتظر من جانب الإدارة الأمريكية، موضحًا أن الزيارة المرتقبة للرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة، والتي ستبدأ من دول الخليج وتحديدًا السعودية، تُعد مؤشرًا مهمًا. ويلفت بشارات إلى أن ترامب لن يبدأ هذه الجولة دون أن تكون هناك بوادر تبريد للأوضاع في غزة، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى الآن للتفرغ لملفين أساسيين: الملف النووي الإيراني، والتحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجه الولايات المتحدة، خاصة بعد رفع الرسوم الجمركية على الواردات.

ويعتبر بشارات أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في رسم ملامح التوجهات الإقليمية والدولية، وأن عدم التوصل إلى اتفاق خلال الأسبوع المقبل قد يفتح الباب أمام مواجهة أطول وتصعيد أشد. 

ويلفت بشارات إلى أن التحركات الفلسطينية، وخصوصًا زيارة وفد حركة فتح إلى القاهرة، قد تحمل مقترحات تتعلق بإدارة الوضع السياسي الفلسطيني مستقبلًا، سواء في غزة أو على مستوى القضية الفلسطينية بشكل عام، ما يعكس حجم التحديات التي ستحدد مستقبل المرحلة المقبلة.



الأوضاع في غزة بلغت ذروتها المأساوية


بدوره، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح أن الأوضاع في قطاع غزة بلغت ذروتها من المأساة، محذرًا من أن استمرار الوضع الراهن ينذر بجريمة كونية تتجاوز الحدود السياسية والإنسانية. 

ويوضح الصباح أن المجتمع الدولي بات اليوم أكثر قناعة بضرورة التوصل إلى حل جذري ينهي الكارثة المستمرة على الأرض في غزة، خصوصًا مع تفاقم معاناة السكان الذين يواجهون المجاعة والمرض والتلوث وانعدام أدنى مقومات الحياة.

ويشدد الصباح على أن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يملك مزيدًا من الجرائم ليرتكبها بحق أهالي قطاع غزة، إذ تجاوزت جرائمه كافة الخطوط الحمراء، في وقت تلوح فيه مجاعة خطيرة تهدد حياة مئات الآلاف، إلى جانب تفشي الأمراض، وسط غياب تام لأي حلول إنسانية حقيقية. 

ويعتبر الصباح أن استمرار هذه الكارثة يضع العالم بأسره أمام اختبار أخلاقي، مشيرًا إلى أن ترك شعب بأكمله يواجه الموت جوعًا وعطشًا ومرضًا يمثل جريمة جماعية لا يمكن التغاضي عنها.

ويشير الصباح إلى أن المبادرة المصرية الحالية تبدو أكثر جدية من أي وقت مضى، لافتًا إلى أن القاهرة تُعد الطرف الأكثر تضررًا مما يجري، كونها الجار المباشر لغزة، وبالتالي فإنها تتحمل عبئًا أكبر من أي دولة أخرى في المنطقة. 


مطلوب تحرك إقليمي ودولي فاعل


ويؤكد الصباح أن مصر بدأت تأخذ زمام المبادرة بدور فعّال وبأبعاد استراتيجية عميقة، وهو ما يمنح هذه المبادرة ثقلًا دوليًا متزايدًا وفرصة حقيقية لتحقيق اختراق سياسي قريب.

وينوه الصباح إلى أهمية القمة الثلاثية التي ضمت العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى جانب الاتصال الذي شملت الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما يعكس زخمًا دبلوماسيًا واسعًا يعزز فرص الحل. 

ويلفت الصباح إلى أن قمة القاهرة وبالتزامن مع لقاء في واشنطن بين ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو شكّلا محورًا محوريًا في المساعي الحالية، في ظل شعور عام بأن جميع الأطراف وصلت إلى الحائط المسدود: فلا الشعب الفلسطيني قادر على الصمود أكثر، ولا الاحتلال حقق أهدافه المعلنة، ولا الدول العربية قادرة على تهدئة شعوبها، ولا واشنطن استطاعت فرض رؤيتها بالقوة.

ويحذّر الصباح من استمرار خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالحديث عن تهجير سكان غزة وفرض وصاية أميركية على القطاع، معتبرًا ذلك هدفًا استراتيجيًا تسعى إليه واشنطن، وقد لا يكون من السهل ردعها عن تحقيقه ما لم يكن هناك تحرك إقليمي ودولي فاعل.



خطة إسرائيلية لتفريغ غزة من سكانها


من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي المصري، والمختص في العلاقات الدولية والاستراتيجية، د. عمرو حسين، إن المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في عيادة تابعة لوكالة "الأونروا" بمخيم جباليا، تمثل دليلاً إضافياً على النهج الذي يتبعه الاحتلال لفرض سياسة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، في سياق خطة ممنهجة تهدف إلى التطهير العرقي وشلّ كافة مناحي الحياة داخل القطاع.

ويوضح حسين أن هذه الجرائم تأتي في إطار خطة إسرائيلية تستهدف تفريغ غزة من سكانها، وذلك عبر مخطط متكامل يستند إلى ما يُعرف بـ"خطة غيورا آيلاند"، والتي تقوم على تقطيع أوصال القطاع، ومنع التواصل الجغرافي، ومن ثم دفع السكان قسرًا نحو النزوح. 

ويشير حسين إلى أن الاحتلال يسعى إلى تنفيذ هذا التهجير الجماعي بدعم غير محدود من الولايات المتحدة، التي توفر له الغطاء السياسي والقانوني، وتمنع أي محاسبة دولية حقيقية على جرائمه.


تفاصيل المبادرة المصرية الجديدة


ويتطرق حسين إلى تفاصيل المبادرة المصرية الجديدة الرامية إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرًا إلى أنها تتضمن مقترحًا بالإفراج عن 220 أسيرًا فلسطينيًا من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات، إلى جانب إطلاق سراح نحو 2200 معتقل فلسطيني، مقابل تسليم المقاومة الفلسطينية لـ9 أسرى إسرائيليين، مع التوصل إلى هدنة مؤقتة لمدة 70 يومًا.

ويلفت حسين إلى أن المبادرة المصرية تشهد حراكًا دبلوماسيًا، حيث يقوم وفد من حركة "حماس" بزيارة إلى القاهرة لإجراء مشاورات مع المسؤولين المصريين حول بنود المبادرة، وسط مؤشرات على مرونة تبديها الحركة في التعاطي مع المقترحات المصرية خلال الفترة الأخيرة. 

ويشدد حسين على أن فرص نجاح المقترح والمبادرة تبقى رهينة بموقف الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل التنصل من التزاماته مستندًا إلى الحماية السياسية الأميركية.



الاحتلال مستمر في غطرسته وعدوانه


الكاتب والمحلل السياسي سري سمور يقول إن المقترح المصري الجديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يجري الحديث عنه في وسائل الإعلام، لا يعكس حتى اللحظة وجود نية حقيقية لدى إسرائيل لوقف عدوانها، مشيرًا إلى أن "الاحتلال مستمر في غطرسته وعدوانه"، وأنه لا يسعى فقط لتهجير سكان القطاع، بل إلى "إبادة جماعية بحق الفلسطينيين هناك"، في ظل استمرار ارتفاع أعداد الشهداء بشكل يومي.

ويوضح سمور أن ما يجري اليوم بعد عام ونصف العام من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يرقى إلى "مرحلة المحرقة"، معتبرًا أن إسرائيل تمضي في تنفيذ هذه المجازر رغم وجود أسرى لديها قد يتعرضون للخطر بسبب قنابلها الفتاكة، متسائلًا: "إذا كانت تفعل كل هذا قبل استلام أسراها، فماذا بعد أن تستلمهم؟". 

ويعتقد سمور أن إسرائيل ستستأنف المذبحة حتى بعد إنجاز صفقة تبادل أسرى، واصفًا ذلك بـ"الأمر البشع والمخيف"، ومؤكدًا ضرورة التفكير مجددًا وبطريقة مختلفة في هذا المقترح المصري.

ويرى سمور أن فرص نجاح هذا المقترح المصري الجديد"مرهونة بضغط أمريكي على إسرائيل، وهو أمر غير متوفر حالياً"، مشيرًا إلى أن الاحتلال لم يقبل في السابق أي اتفاقيات أو هدن إلا بضغط مباشر من واشنطن. 


الهيمنة الكاملة وفرض الاستسلام على المنطقة


ويدعو سمور إلى موقف مصري أكثر حزمًا، منتقدًا القاهرة لعدم اتخاذها خطوات فعلية حتى الآن، مثل استدعاء السفير الإسرائيلي، أو وقف الهجوم الإعلامي المصري على المقاومة الفلسطينية.

ويعتبر سمور أن هذا المقترح لا يمكن فصله عن التحركات والقمم الإقليمية الأخيرة، التي جمعت زعماء مصر والأردن وفرنسا، إلى جانب الاتصال مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن هناك توجهًا إقليميًا لـ"تحييد جبهة غزة وسوريا ولبنان"، ربما تمهيدًا لعدوان واسع أو محدود على إيران.

وفي قراءته للاستراتيجية الإسرائيلية، يشير سمور إلى أن الاحتلال لم يعد يكتفي باتفاقيات تطبيع من نمط "اتفاقيات أبراهام"، بل انتقل إلى "مرحلة الهيمنة الكاملة وفرض الاستسلام على المنطقة"، موضحًا أن إسرائيل تسعى لتحالف تقوده هي، ولا تقبل بأي صيغة تشاركية. ويقول سمور: "إسرائيل تقول بوضوح إنها ستحتفظ بالأراضي التي احتلتها في سوريا، وتواصل الحرب في غزة دون تهجير، بل بقتل ممنهج، وهذا لبّ الأمر".

ويحذر سمور من أن قبول المقترح المصري، حتى إن تحقق، لا يضمن وقف المذبحة، متسائلًا: "ماذا بعد انتهاء مدة 70 يوماً من الاتفاق؟ ألن تستأنف إسرائيل المذبحة؟ هذا هو الخطر الحقيقي".



الأوضاع المعيشية بالقطاع وصلت "مرحلة صعبة جداً"


بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي داود كُتَّاب إن المقترح المصري المطروح حالياً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يعكس "ميزان القوى" القائم، والذي يجب على حركة حماس أخذه بالحسبان، خاصةً في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة. 

ويوضح كُتَّاب أن المقترح المصري الجديد، رغم محدوديته، قد يوفر "هدوءاً وغذاءً وأملاً"، حتى وإن كان هذا الأمل لا يتجاوز بضعة أيام من التهدئة المؤقتة.

ويشير كُتَّاب إلى أن الأوضاع المعيشية في قطاع غزة وصلت إلى "مرحلة صعبة جداً"، مما يفرض ضرورة العودة السريعة إلى وقف إطلاق النار، ولو بشكل مؤقت. ويرى كُتَّاب أن هذا المقترح قد يشكل متنفساً لأهالي قطاع غزة في ظل الحصار والدمار، ولكنه لا يشكل حلاً جذرياً لأي من الإشكالات السياسية أو العسكرية القائمة.

وفي تحليله لموقف الاحتلال الإسرائيلي من المقترح، يشكك كُتَّاب بمدى التزام تل أبيب بأي تهدئة مستقبلية، متسائلاً إن كانت إسرائيل ستحترم فترات وقف إطلاق النار، أم ستخرقها "في اللحظة التي تفرج فيها حماس عن الأسرى الإسرائيليين".

ويشدد كُتَّاب على أن هذا الاقتراح لا يمثل تسوية نهائية، بل هو "مجرد استراحة قصيرة من القتال، تتيح إدخال الغذاء وتخفيف المعاناة مؤقتاً".

ويرى كُتَّاب أن أي انفراجة حقيقية ستتطلب إرادة دولية أكبر وضغطاً فعلياً على إسرائيل لضمان التزامها ببنود أي اتفاق محتمل.




دلالات

شارك برأيك

مقترح مصري جديد... محاولة لفتح نافذة هدنة توقف المقتلة وتخفف عن الناس

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل 9 أيام

اللهم افتح ابواب جحيم الدنيا قبل جحيم الأخرة على ترمب ونتنياهو ومن سار فى ركبهما ومن سكت عن ظلمهما ومن لا يدعو عليهما

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الخميس 17 أبريل 2025 1:14 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.69

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.2

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 4.19

شراء 4.18

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1076)