كان من الملاحظ في الايام القليلة الماضية ظهور تصريحات لكبار المسؤولين في الاجهزة الامنية الاسرائيلية تشير الى حقائق تتجاهلها القيادات الاسرائيلية وتتعامى عن الاستماع اليها.

في مقدمة هذه التصريحات ما قيل انه نبوءة رئيس الشاباك الذي قدم قبل نهاية الاسبوع الماضي تحذيرا استراتيجيا الى رئيس الحكومة نتانياهو يؤكد فيه ان الارهاب اليهودي يؤجج العنف الفلسطيني وهو الامر الذي تحقق بعملية تل ابيب في نهاية الاسبوع الماضي كما ان العمليات الفلسطينية المسلحة قد ازدادت كثيرا خلال الفترة القريبة الماضية ، وقد بلغ عدد حالات اطلاق النار وهجمات الفلسطينيين ، كما تؤكد المصادر المطلعة الاسرائيلية اكثرمن 450 عملية ، وقد تم افشالها واعتقال نحو 1700 فلسطيني .

في مقابل هذا الوضع العسكري الذي يتحدثون عنه ، فقد قال رئيس جهاز الامن الخارجي الاسبق تامير باردو بأنه مقتنع بأن دولة اسرائيل تقترب من نهايتها، وتحدث بأن ما يواجه الانتخابات الاسرائيلية من مشاكل وخلافات وتحالفات اننا قد نخرج منها فجأة ليس الى النور ولكن الى الظلام.

هذا الواقع الاسرائيلي لسنا من نتحدث عنه ولكنه يصدر عن مصادر اسرائيلية رفيعة المستوى، وممارسات الاحتلال لا تتوقف عند حد معين اطلاقا، فالمداهمات والاعتقالات واخطارات الهدم والتشريد لا تتوقف اطلاقا.

وقد اعدم الجيش الاسرائيلي ثلاثة شهداء بينهم طفل قرب جنين، والأسوأ ان وزير الامن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير يمنح وسام تقدير لقاتل الشهيد قصي معطان ويطالب بتوفير الحماية له، اما الذي دهس الطفل فلا عقاب ولا محاسبة له ، وانما كل التقدير والاحترام من سلطة الاحتلال على جريمته هذه.

لا بد في النهاية من الاشارة الى معارضة الولايات المتحدة للاستيطان والمستوطنات، وقد انعقد ما يسمى بالكابينيت ، اي المجلس الوزاري المصغر اكثر من مرة وتم بحث التسهيلات التي تطالب بها واشنطن، الى الجانب الفلسطيني، وكان قد اجتمع في 9 تموز الماضي واعلنت الحكومة الاسرائيلية بعد هذا الاجتماع عن تبني مقترح نتانياهو باتخاذ ما يلزم من خطوات لمنع انهيار السلطة حسب الطلب الاميركي.

في كل الاحوال فان المطلوب فلسطينيا هو استعادة الوحدة وتقوية الجبهة الداخلية لمواجهة كل هذه التحديات وعلى اسرائيل ان تدرك ان القوة المتغطرسة التي تتمتع بها اليوم هي في النهاية الى زوال وان الحق سيظل هو المنتصر وشعبنا الفلسطيني هو صاحب هذا الحق..