فلسطين
السّبت 29 يوليو 2023 8:10 صباحًا - بتوقيت القدس
هكذا صمد حي الدمج بمخيم جنين في مواجهة الاحتلال
جنين - "القدس" دوت كوم - علي سمودي
أكثر من 14 ساعة، احتاجت قوات الاحتلال الاسرائيلي، لتتمكن من اقتحام حي "الدمج" الواقع جنوب مخيم جنين، والذي يعتبر أحد أهم خواصرها التي خاضت فيها المقاومة معارك عنيفة في مواجهة تلك القوات والتي استخدمت الطائرات وكاسحات الألغام وفرق القناصة الذين طالت نيرانهم الحية المدنيين العزل، فيما طالت آلة الهدم منازلهم وحتى مسجد الحي.
في الطريق للحي، لم يبقى الاحتلال شارعاً أو زقاقاً، إلا ودمرته كاسحة الألغام والجرافات الاسرائيلية، بينما كانت أثار الرصاص ظاهرة للعيان على غالبية جدران المنازل وداخلها.
تقول المواطنة أم خالد لـ "القدس" دوت كوم، قبل بداية العدوان والهجوم على المخيم، أغلقت المقاومة مداخل حي الدمج، ووزعت العبوات الناسفة على امتداد الشارع الرئيسي ومداخله، مما أفشل محاولات اقتحام المنطقة التي تعرضت للقصف من الطائرات والتدمير من البلدوزر الاسرائيلي الضخم.
وأضافت: الجنود أصابهم الجنون بسبب عدم قدرتهم على الدخول للمنطقة رغم اطلاق الصواريخ، فأطلقوا النار بشكل جنوني حتى اقتحم الرصاص منازلنا التي حوصرنا فيها طوال العملية وسط مشاعر الخوف والقلق.
في المقابل، أثارت أخبار الصمود والمواجهات والتصدي البطولة للمقاومة على أبواب حي الدمج، وتفجير العبوات التي كانت تهز المنطقة، مشاعر الفرحة لدى المواطنين، رغم المخاطر التي حدقت بحياتهم، وقال المواطن أبو عبد الله "صحيح شعرنا بالخوف ونحن نشاهد الطائرات تقصف وتدمر، لكننا شعرنا بفخر وقوة ومعنويات عالية، عندما شاهدنا المقاومين يقاتلون ويتصدون ببسالة ويدافعون عنا وعن المخيم، ولقد منعوا الاحتلال من اقتحام الحي لساعات طويلة".
ويروي المواطن أبو جود من سكان حي "الدمج"، أن قوات الاحتلال وقفت عاجزة عن الاقتحام والتقدم حتى لمسافة متر واحد منذ بداية العملية، رغم انتشار عشرات الدوريات، فقد فوجئوا بتفجير العبوات واستسبال المقاومين باطلاق النار عليهم.
وأضاف: عندما عجزوا عن فتح ثغرة وازالة الحواجز والعبوات التي كانت منتشرة في المنطقة، اقتحموا العمارات المطلة على المنطقة، ونصبوا فيها فرق القناصة لمساعدتهم في اصطياد واغتيال المقاومين، وبعدما تحكم الاحتلال في نقاط الرصد، وصلت جرافة اسرائيلية ضخمة، وحاولت تدمير الحواجز الحديدية، لكنها فشلت وتراجعت بعدما انفجرت فيها عبوة ناسفة اصابتها بشكل مباشر.
ولم يتوقف أزيز الرصاص وأصوات الانفجار طوال الليلة الأولى من العدوان، خاصة في حي الدمج، ويقول أبو جود لـ"القدس" دوت كوم: سحبت قوات الاحتلال خلال الليل، الجرافة التي أعطبت، واحضروا ثانية، وبعدما دمرت كاسحات الألغام عددًا من الحواجز، انضمت الطائرات للمعركة وباشرت بالقصف وألقت عدة صواريخ، لكن المعركة لم تتوقف، وطوال الليل صمدت المقاومة في حي الدمج، وشارك الأهالي في دعم المقاومين والتصدي لقوات الاحتلال التي تعرضت لعشرات القنابل والعبوات المصنعة محلياً، في منظر أعاد للأذهان، صور معركة مخيم جنين في نيسان 2002، والصمود الأسطوري للمقاومة التي سطرت نفس المشهد بعد 21 عاماً.
وفي اليوم الثاني من العدوان، لم تتغير الصورة على أبواب الحي، وحافظت المقاومة على مواقعها، بينما دفع الاحتلال بمزيد من التعزيزات، في وقت حاولت فيه جرافة اسرائيلية التقدم مرة أخرى، لكن يقول الشاهد أبو جود: خرج المقاومون من الأزقة، وباغتوا قوات الاحتلال، وأطلقوا العشرات من العبوات الناسفة وسط اطلاق نار كثيف، وضغطوا على الجنود الذين ردوا باطلاق النار بشكل جنوني، وأمام ضغط المقاومة واستبسالها، بدأ القناصة باطلاق النار على كل جسم يتحرك في الحي، مما أدى لإصابة الشاب علي الغول بعدة عيارات نارية، وعندما وقع على الأرض مضرجاً بالدم ، هب صديقه أمجد عرعراوي لمحاولة سحبه، لكن القناص أصابه ووقع بالقرب منه، فحاول شاب ثالث انقاذهما، فعاجله القناص بالرصاص، وأصيب وانضم إليهم.
ويضيف: أصبح المصابون الثلاثة في مرمى النار، ولم يتمكن أحد من الاقتراب منهم لسحبهم أو اسعافهم، وهرعت مركبات الهلال الأحمر وطواقم الاسعاف لنجدتهم، لكن الاحتلال منعهم من المرور، وبقي الثلاثة ينزفون حتى استشهد أمجد وعلي، بينما نجا الثالث من الموت بأعجوبة، ونقل للمشفى وما زال بحالة الخطر، بعدما فقد البصر في احدى عينيه.
جريمة الاحتلال، وقصفه الذي أوقع المزيد من الجرحى وأصاب مدنيين داخل منازلهم، أثار غضب وسخط الأهالي والمقاومة، ويقول الشاهد أبو الجود: أصبحت الطائرات تركز على قصف وملاحقة المدنيين كاستهدافها للمقاومين، وأصبح كل جسم يتحرك يتعرض لاطلاق النار دون تمييز بين طفل أو إمراة أو شيخ ومقاوم، وبعد 12 ساعة، تمكنت قوات الاحتلال من التقدم لعدة أمتار فقط، بسبب المقاومة الشرسة.
وأضاف: حارة الدمج سطرت أسطورة للعالم، كحي بسيط وصغير في مواجهة دولة كاملة، تمتلك طائرات ومعدات ووسائل تكنولوجيا حديثة وعدة وعتاد، مقابل مجموعة من المقاومين بأسلحة بسيطة وعبوات ناسفة مصنعة محلياً.
يروي الشاهد أبو جود، أن قوات الاحتلال، وبعد 16 ساعة، تقدمت لمسافة 30 مترا داخل حارة الدمج، لكنها وقعت مرة أخرى في كمائن المقاومة، ويقول: سمعنا صرخات واستغاثة جنود الاحتلال عندما وقعوا في كمائن المقاومة، بين الرصاص وعشرات العبوات التي انهمرت وانفجرت بينهم، وشاهد بعض الناس الجنود وهم ينقلون جنودا أصيبوا بالمكان.
ويضيف: عندما تقدمت قوات الاحتلال تحت غطاء الطائرات، تخفى المقاومين وخدعوهم وأوهموهم أنهم انسحبوا وانتهت المقاومة، ولكن سرعان ما تجددت المواجهات وأوقعوهم في الكمائن التي أدت لوقوع اصابات في صفوف الجنود، لكن نتيناهو أخفى الحقيقة ولم يكشف عن الهزيمة التي تلقاها جنوده.
وتابع: سر الصمود والبطولة، كان يتمثل في قدرة المقاومة على التخفي والتحرك والقتال في الأزقة ورصد تحركات الجنود، اضافة للحاضنة الشعبية للمقاومة، خاصة عندما بدأت قوات الاحتلال بالضغط لفتح ثغرة ومدخل ليقتحم الجنود المخيم ويحاولون محاصرة المقاومة، هب الأهالي والشبان والجميع، وتوحدوا في المواجهة، حتى أفشلوا مخطط الاحتلال رغم القصفو التدمير وطرد العوائل من منازلهم.
دلالات
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
مستعمرون بينهم بن غفير يقتحمون الحرم الإبراهيمي
"العمل": صرف دفعة مالية جديدة لمساعدة عمال غزة المتواجدين في الضفة
الأكثر قراءة
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
لائحة اتهام إسرائيلية ضد 3 فلسطينيين بزعم التخطيط لاغتيال بن غفير ونجله
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 93)
شارك برأيك
هكذا صمد حي الدمج بمخيم جنين في مواجهة الاحتلال