نشرت تقريراً صحيفة نيويورك تايمز تقريرا لمراسلتها في إسرائيل، إيزابيل كيرشنر، تحت عنوان "توغل إسرائيل الكبير في الضفة الغربية انتهى، ولكن هل عالج أي شيء؟" يوم الخميس، ذكرت فيه أن "الجيش الإسرائيلي أعلن في صباح يوم الأربعاء (5/7) أنه أنهى توغله في مدينة جنين بالضفة الغربية بهدف كبح الهجمات التي يشنها مسلحون فلسطينيون على الإسرائيليين؛ وبالكاد بعد خمس ساعات، على بعد حوالي 40 كيلومتراً، أصابت أعيرة نارية أُطلقت من سيارة تحمل لوحات فلسطينية مركبة للشرطة الإسرائيلية، ما تسبب في أضرار ولكن دون وقوع إصابات".

وبحسب التقرير "كانت العملية العسكرية التي استمرت 48 ساعة واحدة من أكبر العمليات العسكرية منذ سنوات عديدة ضد الجماعات المسلحة في الضفة الغربية المحتلة، وتضمنت ضربات جوية قاتلة لم تشهدها المنطقة منذ حوالي عقدين من الزمن، ولكن القليل من الإسرائيليين والفلسطينيين كانت لديهم أوهام حول نتائجها، قائلين إنه قبل فترة ليست بطويلة، ستعيد الجماعات التي فقدت أسلحة ومقاتلين أثناء التوغل بناء صفوفها".

ويشير التقرير إلى أنه بعد مرور ثلاثة عقود من الزمن على اتفاقية أوسلو للسلام التي رفعت الآمال في إمكانية وجود دولتين فلسطينية وإسرائيلية جنباً إلى جنب، "تبدو احتمالات التعايش السلمي بعيدة المنال، فلا تزال المصادر الأساسية للغضب الفلسطيني قائمة، بما في ذلك احتلال الضفة الغربية الذي يعود تاريخه إلى حرب عام 1967 في الشرق الأوسط، والتعدي المستمر على الأراضي من قبل المستوطنات اليهودية، وانعدام الفرص الاقتصادية. وتبدو الدولة الفلسطينية بعيدة أكثر من أي وقت مضى، حيث يرفض أعضاء الحكومة الإسرائيلية المتطرفون أي محادثات أو تقدم سياسي مع القيادة الفلسطينية الضعيفة والمنقسمة وغير الراغبة أو غير القادرة على مراقبة بؤر التمرد المتصاعدة".

وبحسب كاتبة التقرير : "قال محللون إسرائيليون إن الجيش حقق نجاحاً تكتيكياً في جنين، حيث جاب مخيم اللاجئين المزدحم الذي وصفته السلطات الإسرائيلية بأنه ملاذ للمسلحين والذي أصبح قبل الغارة منطقة محظورة الدخول على قوات الأمن الفلسطينية، وبشكل متزايد، على القوات الإسرائيلية. وقال الجيش إن نحو ألف جندي معظمهم من القوات الخاصة اكتشفوا وفككوا مختبرات لتصنيع المتفجرات ومخابئ أسلحة ومتفجرات مخبأة داخل المباني وتحت الطرق الضيقة، وحتى في حفر تحت أحد المساجد".

كما تقول كيرشنر " قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 12 فلسطينياً قد قتُلوا خلال العملية؛ وقال مسؤولون إن أجهزة الأمن الإسرائيلية اعتقلت واستجوب العشرات، في بعض الحالات للحصول على معلومات استخبارية في الوقت الحقيقي؛ وقد قُتل جندي إسرائيلي، ربما عن طريق الخطأ على يد جندي زميل".

وتهي الكاتبة تقريرها بالقول :"لكن المحللين قالوا إن الموقف افتقر إلى أي إستراتيجية أعمق وقد يقود إلى مزيد من العنف والهجمات الانتقامية، حيث قال إيتامار يار، النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إن "العملية كانت وجيزة ومحدودة نسبياً، وهذا يعني أننا قد نشهد أنشطة مماثلة" في مخيم جنين، وإن ربما على نطاق أصغر".