أقلام وأراء

الأربعاء 05 أبريل 2023 11:35 صباحًا - بتوقيت القدس

صمود سوريا واستعادتها

إلى متى استمرار تطاول المستعمرة على سيادة سوريا وأمنها الوطني وشعبها الذي عانى "الأمرين" منذ إنفجار التأمر والتخطيط والبرمجة لإسقاط النظام أو على الأقل تدمير قدراتها؟؟.


لقد باتت مكشوفة كل ألاعيب وتواطؤ فصائل دعاة الإسلام السياسي، والاسلام بريء منهم ومن مؤامراتهم ومرجعياتهم، فقد انكشفوا وفشلت "ثورتهم"، بعد أن صمد النظام، في مواجهة الأطراف الأربعة التي عملت مجتمعة ضد سوريا وشعبها ونظامها :1- فصائل الإسلام السياسي من القاعدة وداعش ومسمياتهم التضليلة المختلفة، 2- الولايات المتحدة وبريطانيا وبلدان حلف الأطلسي، 3- الأطراف الإقليمية بتلاوينها القومية المتعددة، 4- المستعمرة الإسرائيلية.


صمدت دمشق ولم تسقط كما وقع لبغداد وطرابلس، بفعل الدعم الروسي الإيراني وحزب الله، وهذا لا يُعيبها، لأن المواجهة لم تكن سورية إسرائيلية، أو سورية تركية، أو سورية مع أي طرف عربي، بل كانت محلية وإقليمية ودولية، مما اضطرت دمشق لتستعين عملياً وواقعياً مع من يقف معها إقليمياً ودولياً.


قيادات المستعمرة العسكرية والأمنية مع اليمين الإسرائيلي المتطرف مبتهجة، ولكن صايبها "الغيظ" والقهر والاحساس بالدونية في نفس الوقت، رغم التفوق الذي تتمتع به.


مبتهجة لأنها ساهمت بتدمير قدرات سوريا، وافقار شعبها، وتشتيته بين تركيا ولبنان والاردن، وإلى الخارج الأوروبي والاميركي، واستعادة قوتها وعافيتها يحتاج لسنوات ثقيلة.


وصايبها الغيظ والقهر لأنها لم تتمكن مع الأدوات والحلفاء من إسقاط النظام في دمشق ، وبقيت سوريا صامدة مرفوعة الرأس، وها هي تدريجياً تستعيد حضورها السياسي ولو بطيئاً، ولا شك أن الاجتياح الروسي لأوكرانيا، والتقدم الصيني الاقتصادي السياسي، مقابل التراجع الأميركي، والمصالحة السعودية الإيرانية، أدت هذه العوامل مجتمعة لفتح آفاق للتحول التدريجي نحو التخلص من الهيمنة الأميركية على قدرات العالم العربي وانظمته.


التطاول الإسرائيلي، والقصف المتقطع للمواقع السورية تحت حجة مقاومة النفوذ الإيراني ووجود حزب الله، اعتداء حاقد يستغل عوامل الانقسام والحروب البينية العربية، والاهتمام الدولي نحو أوكرانيا ، وهي عوامل ليست أبدية، ولا قدرية، بل ستبقى متحركة، وبالتالي لن تبقى سوريا أسيرة للتطاول الإسرائيلي المتطرف.


ما أنجزته سوريا عبر الصمود وإحباط مشاريع التآمر عليها، سيوفر لها فرص التحرر من أسر استمرار التطاول الإسرائيلي، ولا شك أن حلفاء دمشق لن يتروكها عرضة لاستمرار العدوان الإسرائيلي على سيادتها، فكما وقفوا معها ضد الأطراف الأربعة، سيقفوا معها ضد الأحادية الإسرائيلية ومشاريعها العدوانية التوسعية، وعدم تثبيت احتلالها للجولان السوري، ورفض ضمها غير الشرعي غير القانوني نتاج احتلالها عام 1967.


استعادة العلاقات العربية السورية، السورية التركية، ومبادرة الأردن نحو عودة سوريا لمكانتها في الجامعة العربية، سيشكل عوامل إضافية لصمود سوريا وصفعات متتالية للمستعمرة ومن يقف معها.


وسواء إتفقنا أو اختلفنا مع سوريا، أنظمة وشعوب، ولكنها تبقى كما يجب أن تكون وطنية قومية وجزء من العالم العربي، كانت وستبقى لأن الدم مهما قسى لن يتحول إلى "مية" عديمة الصلة والوفاء والانتماء المشترك.

دلالات

شارك برأيك

صمود سوريا واستعادتها

المزيد في أقلام وأراء

إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع

حديث القدس

اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟

سماح خليفة

حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة

سري القدوة

لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة

راسم عبيدات

حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟

علاء كنعان

ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟

د. أسعد عبد الرحمن

التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن

جواد العناني

متى يرضخ نتنياهو؟

حديث القدس

سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة

بهاء رحال

السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024

كريستين حنا نصر

الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين

سري القدوة

المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات

وسام رفيدي

مبادرة مروان المعشر

حمادة فراعنة

سجل الإبادة الجماعية

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة

حديث القدس

المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة

المتوكل طه

عواقب خيارات نوفمبر

جيمس زغبي

النكبة الثانية والتوطين المقبل

سامى مشعشع

They will massacre you

ابراهيم ملحم

شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%20

%80

(مجموع المصوتين 523)