قتل شخص وجرح ثلاثون آخرون على الأقل بينهم 19 إصاباتهم خطرة، الثلاثاء في فورشوتن بين لاهاي وأمستردام في جنوب هولندا بسبب خروج قطار ركاب سريع عن سكته، بحسب أجهزة الطوارئ.

وأوضح المصدر نفسه "قتل شخص وجرح ما لا يقل عن 30 شخصا، ونقل المصابون بجروح خطيرة إلى المستشفى فيما نقل 11 إلى منازل قريبة" من مكان الحادث.

خرج القطار عن السكة قرابة الساعة 03,30 (الساعة 01,30 ت غ) بعدما اصطدم بمعدات بناء على السكة في هذه البلدة الواقعة في ضاحية لاهاي الشمالية الشرقية، على ما أوضح المصدر نفسه.

وكان القطار المؤلف من طبقتين يقوم برحلة بين أمستردام ولاهاي وفيه 60 راكبًا.

وأشارت أجهزة الطوارئ إلى أن "الخبراء يعملون على تأمين محيط القطار"، موضحة أن سبب الحادث "قيد التحقيق".

وأظهرت مشاهد من مكان الحادث وتقارير المقطورة الأمامية وقد انتهت في أحد الحقول، فيما انقلبت مقطورة ثانية.

واندلعت النيران في مقطورة ثالثة، على ما ذكرت وكالة الانباء الهولندية "ايه ان بي".

وقال كريس فان إنغلنبورغ (36 عامًا) وهو أحد السكان المحليين، لوكالة فرانس برس "سمعنا دويًا أولًا ثم دويا أقوى بكثير"، مضيفًا "سمعنا بعدها أشخاصًا يصرخون".

وتوقفت حركة القطارات على هذا الخط الذي يشهد حركة كبيرة وتستخدمه القطارات المتجهة من أمستردام إلى بروكسل وباريس ولن تستأنف إلا في فترة بعد الظهر، على ما أفاد مسؤولون في شركة السكك الحديد.

وقالت شركة "دي بي كارغو" المشغلة للقطار إن القاطرة الكهربائية تعرضت لأضرار بالغة لكن السائق خضع لفحص طبي وكان بحالة "جيدة".

قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته "كان حادث القطار مروعًا"، مؤكدًا "للأسف قضى شخص واحد وإصيب كثيرون".

وكتب على تويتر "أفكاري مع جميع الضحايا وأقاربهم".

وقال المدير العام لشركة خطوط السكك الحديد الهولندية "برو ريل" ProRail جون فوبن "إنه يوم أسود للسكك الحديد الهولندية".

وهرعت سيارات إسعاف ومروحية إلى المكان لنقل الجرحى الذين يعانون إصابات خطرة. ولم يكن مدى خطورة إصابتهم معروفًا على الفور.

وقال الناطق باسم ProRail جيروين فيينين لوكالة فرانس برس في موقع الحادث "الدمار هائل، لم أرَ شيئًا كهذا من قبل. لكن لحسن الحظ أن ذلك لا يحصل كثيرًا في هولندا".

وأضاف "بدأت عدة تحقيقات مختلفة حاليًا ونريد معرفة ما حصل تحديدًا".

ولفت إلى أن السكة الحديد في الموقع والخطوط الكهربائية تضررت.

وقال شاهد عيان لم يكشف عن هويته لمحطة "أوروب فيست" التلفزيونية المحلية "سمعنا دويا وانقطعت الكهرباء فجأة".

وأضاف الرجل الذي بدت عليه علامات الصدمة "لم نتمكّن من الخروج فورًا من القطار لأنه لم يعد هناك كهرباء (...) تمكّنّا أخيرًا من الخروج بعدما شعرنا بمرور ساعات".

وقال ملك هولندا فيليم ألكسندر والملكة ماكسيم إنهما "يتعاطفان بشدة" مع الضحايا، وأكّدا أن "كثيرين يعيشون الآن في حالة خوف وعدم يقين".

ويعود أسوأ حادث قطار في هولندا إلى الثامن من كانون الثاني/يناير 1962 عندما اصطدم قطاران في هارملن قرب أوتريخت في وسط البلاد، ما أدى إلى مقتل 93 شخصا وإصابة 52 آخرين.

ووقع الحادث فيما كان ضباب كثيف يلف المنطقة ولم يتنبه سائق أحد القطارين لانذار ضوئي فاصطدم بالقطار الثاني وجها لوجه.

وفي العام 2016، قتل شخص وأصيب ستة آخرون عندما اصطدم قطار برافعة في وسط هولندا.

وقتل شخص وجرح 117 آخرون في حادث اصطدام قرب امستردام في نيسان/أبريل 2012، وأشارت تقارير لاحقة إلى أن السائق لم يحترم إشارة التوقف.