أقلام وأراء
الجمعة 24 مارس 2023 11:17 صباحًا - بتوقيت القدس
هكذا تكلم سموتريتش
قال سموتريتش في تصريحات أطلقها في العاصمة الفرنسية باريس: "لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني". وكان سموتريتش يتحدث في لقاء مع مؤيدين لإسرائيل في باريس بعد مقاطعته رسمياً، إثر دعوته سابقاً لمحو بلدة حوارة الفلسطينية في الضفة الغربية، وإن كان قد قدم اعتذارات خجولة عقب ردات فعل عالمية غاضبة ضده. فتصريحاته الأخيرة التي ادلى بها وزير الخزينة الإسرائيلية في باريس ما هي إلا إعلان حرب صريحة على الفلسطينيين يروم من خلالها هذا المتطرف لمحو الشعب الفلسطيني عن خارطته السياسية والمكانية، كما أنه يحاول ان يجتث جذوره من فلسطين ارض اجداده، لكن التاريخ الفلسطيني يتكلم ويبوح صدقاً على عكس ما سطره علماء الأثار اليهود بأحقيتهم في فلسطين، فهنالك الكثير من علماء الأثار في دولة الاحتلال اصطدموا بالحقيقية التي تقول رغم مضي عشرات العقود قضيناها في الحفر للبحث عن اثار مملكة سليمان، لقد اكتشفنا بأن هذه المملكة كانت عابرة لم يكاد يلمحها التاريخ البتة مقارنة مع أصول الكنعانيين أصحاب الجذور الثابتة في الأرض.
الحفريات تكذّب الرواية الصهيونية
لا يوجد في الحفريات الفلسطينية و لا الغربية التي جاءت لتثبت وجودا لليهود في فلسطين سلالات يهودية عمرت في فلسطين كثيراً، ولم يعثروا في مناطق الساحل الفلسطيني على وجود لهم قطعياً، وفعلاً هذا مثبت في دراستهم التاريخية والجغرافية، فهذا النهج في الخطاب الزائف الذي تفوه به سموتريتش هو مجرد نقص يعبر عنه علم النفس بأنه (عقد عدم الثقة) هنا لا بد من الإشارة إلى أن هذه التصريحات تعبر عن مدى اقتناع صاحبها بعدم جدية الطرح باطنياً، فهو يقول عكس عقله الباطن، لو اخذنا مثال (الأسماء الفلسطينية) نجد عمقها العربي حاضر وبقوة، على سبيل المثال لا الحصر اسم سموتريتش ولا حتى بسلئيل لا اصل لهما في القاموس العربي و الإسلامي متمثلاً بالممالك الإسلامية التي اخضعت فلسطين لحكمها، لهذا نجد حروف هذا الاسم الدخيل على حارة الأسماء العربية بأنها قد قاومته وما زالت الذاكرة الفلسطينية وتاريخ كنعان برمته، فمجرد نطق الاسم يحتاج المرء لوقت طويل حتى يستطيع نطقه بشكله الصحيح، هنا تكمن المفارقة، بمعنى أخر عندما يتكلم وزير بحجم سموتريتش فعليه أن يتوخى الدقة والصدق في سرد التاريخ، فبعد إعلانه من باريس بأن الشعب الفلسطيني عمره أقل من 100 عام وهو لا يوجد لديه عملة ولا ثقافة كان عليه أن يعلم ثمة مئات الملايين من العامة قد سمعوا هذا التصريح الأجوف، فهو خالي من الصدق والأمانة التاريخية والجغرافية لهذا جاءت التنديدات من كل دول العالم التي تعي الحقيقة جيداً، كما إنه يعلم تماماً بأن اصل سلالاته تنحدر من أوروبا الشرقية أو الغربية أو روسيا ودلائل اسمه تشير إلى ذلك.
طرح ضم الضفة والوطن البديل
نراه دائما يتحدث عن الضم كمقدمة لسياسته التوسعية القادمة التي يعكف عليها مع إتيمار بن غفير، فأصل الضم في فكر الأحزاب الصهيونية عماده ومرجعيته مشروعان أساسيان الأول وضعه "إيغال آلون"، عام 1967، واعتمده حزب العمل، بينما وضع الثاني "متتياهو دروبلس"، عام 1977، واعتمده حزب الليكود، والفرق بين المشروعين، يتمثل في أن المشروع الأول اعتمد على ضم أكبر مساحة من الأرض وعدد أقل من السكان، فيما يعتمد المشروع الثاني على زيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين. بينما ضم القدس وتهويدها وتفريغها من أهلها، واعتبارها العاصمة الأبدية لإسرائيل اليهودية، فهذا محط إجماع بين جميع الأحزاب الإسرائيلية اليهودية وباءت جميع محاولات استيطان شرقي الأردن بالفشل، وبذلك حصلت المملكة الأردنية الهاشمية على استقلالها عام 1946 دون وجود أي مستوطنة على أراضيها، إلا أنّ الرؤى والمخططات الصهيونية لم تنتهِ بذلك، فعادت لتظهر بأسماء وعناوين جديدة، أبرزها ما يسمّى بـ"الوطن البديل.
ائتلاف هش
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإنه خلال المفاوضات الائتلافية، تمكن رئيس حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، من الحصول على تعهد من نتنياهو، بالدفع قدما بعملية ضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وفرض "السيادة الإسرائيلية" عليها، الاتفاق الائتلافي بين الليكود و"الصهيونية الدينية" أنه "لشعب إسرائيل حق طبيعي في أرض إسرائيل، على ضوء الإيمان بالحق المذكور، سيقود رئيس الحكومة جهود صياغة سياسة بسط السيادة الإسرائيلية في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة المحتلة) والدفع بها مع اختيار التوقيت مع مراعاة المصالح القومية والدولية لدولة إسرائيل لكن تبقى هذه الحكومة المتطرفة آيلة لسقوط، نتيجة الضغط الدولي عليها، وما تحمله من فكر شديد التطرف ونفي الأخر الأصيل في فلسطين( الشعب الفلسطيني) بالتالي افكارها التي لا تنسجم مع الواقع ولا تتماشى مع الفطرة البشرية.
الخلاصة تصريحات سموتريتش تدل على الخطر المحدق في القضية الفلسطينية، كما تجاوز فلسطين ليعرض في مؤتمره في باريس صورة خارطة تضم الأردن وفلسطين معاً، وإن مثل هذه التصريحات تضعنا امام تحد يعلنه كهنة الصهيونية الدينية، والتي تعكف على الغاء السلطة الفلسطينية وضم مدينة الخليل بالكامل.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
واشنطن ترفض قرار المحكمة الجنائية الدولية بإلقاء القبض على نتنياهو وغالانت
نيويورك تايمز تكشف تفاصيل اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان
الأكثر قراءة
"حماس" تنفي انتقال قياداتها من قطر إلى تركيا: أنباء غير حقيقية
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%52
%48
(مجموع المصوتين 92)
شارك برأيك
هكذا تكلم سموتريتش