أثارت تصريحات وزير المالية الاسرائيلي سموتريتش العنصرية ردود فعل وادانات فلسطينية وعربية ودولية واسعة، وهذه التصريحات لا تعبر، كما يبدو، عن موقف شخصي لهذا الوزير المغرق بالتطرف، وانما هي تمثل موقف الحكومة الاسرائيلية بصفة عامة.
ولقد اثارت تصريحاته موجة واسعة من الانتقاد والرفض والادانة لكن الحكومة ظلت صامتة ومؤيدة لها، كما يتضح من هذا الصمت، وهو لم يتراجع شخصياً عن آرائه هذه وظل متمسكاً بها.
ولم تتوقف الحكومة الاسرائيلية عند حد الصمت فقط ولكنها بدأت باتخاذ خطوات واسعة من خلال تأييد الكنيست، ومن هذه الخطوات قرار بالعودة الى عدد من المستوطنات التي تم اخلاؤها في عهد شارون كما تخلت عن اتفاق فك الارتباط وبهذا تكون قد اعطت الضوء الاخضر لكل المتطرفين والمستوطنين السابقين للعودة الى كل انحاء الضفة الغربية من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها.
لقد أعرب الأردن عن استيائه الشديد ورفضه القوي لهذه التصريحات التي جاء فيها ان ما أسماه مملكة اسرائيل تمتد على جانبي نهر الاردن أي من المملكة حتى كل الضفة، وقد استدعى الاردن السفير الاسرائيلي واعرب له عن رفضه المطلق وادانته لهذه التصريحات.
ان الادانات والرفض أمور ومواقف هامة وضرورية ولكن المطلوب اتخاذ خطوات أعمق وميدانية حتى تصل الرسالة الى حكومة الاحتلال بقوة ولا تظل صامتة ازاء هذه المواقف العنصرية.
في كل الاحوال ان تفوهات سموتريتش هذه وزعمه الجنوني بأن الشعب الفلسطيني غير موجود ولم يتجاوز عمره المائة عام، لم يصدقها أحد لأن شعبنا موجود منذ بدء التاريخ وله ماضيه الساطع وحاضره القوي الرائع ويشهد التاريخ بهذا الوجود الذي لن يزول أبداً ولن ينتهي أو يتراجع كما يحاول سموتريتش وأمثاله وسيظل قوياً وصامداً وشوكة في حلق كل أمثال سموتريتش ... وسيدرك هذا العنصري هذه الحقيقة.
أخيراً وليس آخراً لا بد من الاشارة الى ان الاحتلال في مساعيه لتهويد القدس يحاول وقف الصوت الفلسطيني وقد اقتحم مقر شركة اعلامية في منطقة بيت حنينا وسلم الموظفين قراراً بمنعهم من تقديم خدمات اعلامية وبث تلفزيوني لتلفزيون فلسطين، اعتقاداً خاطئاً منه بأن الصوت الفلسطيني سيصمت، ولكن صوتنا سيظل عالياً مرفوعاً ويصل الى كل العالم!!.