عربي ودولي

الثّلاثاء 14 فبراير 2023 7:03 مساءً - بتوقيت القدس

نيويورك تايمز: في 46 كلمة، بايدن يبعث برسالة واضحة إلى إسرائيل

واشنطن- "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات- نشرت صحيفة نيويورك تايمز المقال الأسبوعي للكاتب توماس فريدمان، تحت عنوان "في 46 كلمة، بايدن يبعث برسالة واضحة إلى إسرائيل"، استهله قائلاً إنه عندما قرأ خبر تظاهر نحو 50 ألف إسرائيلي مرة أخرى يوم السبت اعتراضاً على خطط رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لتجريد المحكمة الإسرائيلية العليا من استقلالها ووضعها بدلاً من ذلك تحت إبهامه -في الوقت الذي يواجه فيه نتنياهو نفسه اتهامات بالفساد- تساءل عن رأي الرئيس الأميركي جو بايدن في هذا" الأمر.


ويقول كاتب العامود الأشهر في أميركا "يُعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن مؤيداً لإسرائيل في جوهره مثل أي رئيس أميركي، وتجمعه علاقة طويلة قائمة على الاحترام المتبادل مع نتنياهو، ولذا فإن كل ما يقوله بايدن عن إسرائيل ينبع من شعور حقيقي بالقلق. إذ يخشى أن التحول الجذري للنظام القضائي في إسرائيل الذي يحاول ائتلاف نتنياهو القومي المتطرف والمتدين للغاية فرضه على الكنيست قد يلحق ضرراً جسيماً بالديمقراطية الإسرائيلية، وبالتالي علاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة والديمقراطيات في كل مكان".


يقول فريدمان : "ورد بايدن في بيان على الكاتب بعد ظهر يوم السبت عندما طلب منه التعليق، قائلاً إن "عبقرية الديمقراطية الأميركية والديمقراطية الإسرائيلية هي أنهما مبنيتان على مؤسسات قوية وعلى ضوابط وتوازنات وعلى قضاء مستقل؛ وبناء توافق في الآراء بشأن التغييرات الأساسية مهم حقاً لضمان اقتناع المواطنين بها حتى تستطيع أن تدوم".


ويشير الكاتب إلى أن تعليق بايدن "كان المرة الأولى التي يلقي فيها رئيس أميركي بثقله في نقاش إسرائيلي داخلي حول طبيعة ديمقراطية البلاد. ورغم أن البيان يتكون من 46 كلمة فقط، فقد جاء في وقت حرج في هذا النقاش الداخلي الإسرائيلي المؤلم ويمكن أن ينشط ويوسع المعارضة الكبيرة بالفعل لما يسميه خصوم نتنياهو بانقلاب قانوني من شأنه أن ينقل إسرائيل إلى معسكر الدول التي كانت تبتعد عن الديمقراطية، مثل تركيا والمجر وبولندا".


وتكمن أهمية كلمات بايدن الـ46 كلمة بحسب فريدمان "في أنها أولاً، تضعه بشكل مباشر وراء نهج التسوية الذي دعا إليه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ -ووراء الحفاظ على استقلال القضاء الإسرائيلي الذي يحظى باحترام واسع. فقد ناشد هرتسوغ نتاياهو وائتلافه بالتراجع وتنظيم نوع من الحوار الوطني الحزبي الذي يمكن أن يدرس بصبر نوع التغييرات القضائية التي قد تكون مفيدة لإسرائيل، ولكن بالتعاون مع الخبراء القانونيين وبطريقة غير حزبية وبطريقة تحافظ على نزاهة النظام القضائي القائم منذ قيام دولة إسرائيل. ولسوء الحظ، رفض نتنياهو مقترح الرئيس الإسرائيلي. ومع كلمات بايدن الـ46  يجد نتنياهو الآن أنه إذا استمر على موقفه، فلن يكون مجرد ازدراء للرئيس الإسرائيلي؛ وإنما ازدراء للرئيس الأميركي أيضاً، وهذا ليس بالأمر الهين. كما سيشجع اتخاذ بايدن لموقف بشأن هذه القضية بهذه الطريقة المحسوبة ولكن الواضحة القادة الديمقراطيين الغربيين الآخرين وكبار رجال الأعمال وأعضاء مجلس الشيوخ والنواب الأميركيين على القيام بذلك أيضاً، ما سيؤدي أيضًا إلى تنشيط المعارضة".


وبحسب الكاتب "يتعلق السبب الثاني لأهمية كلمات بايدن هو توقيتها؛ فكما ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل يوم السبت، فإن القراءة الأولى لبعض الجوانب الأكثر إثارة للجدل في الإصلاح القضائي لنتنياهو من المقرر إجراؤها يوم الاثنين؛ ويحتاج أي مشروع قانون إلى ثلاث قراءات ليصبح قانوناً، وأشار الائتلاف إلى أنه يسعى إلى إطلاق التشريع في الكنيست بحلول شهر نيسان المقبل ، وقد دعا أولئك الذين يقودون المعارضة إلى إضراب عمالي على مستوى البلاد يوم الاثنين وتظاهرة حاشدة خارج الكنيست تزامناً مع الجولات الأولى من التصويت على التشريع. ولا شك أن المتظاهرين الإسرائيليين سيقتبسون كلمات بايدن أثناء خروجهم إلى الشوارع".


وثالثاً، يقول فريدمان :"وضع بايدن نفسه والولايات المتحدة إلى جانب الأغلبية الإسرائيلية التي تعارض انقلاب نتنياهو القضائي، كما يضع البيان الولايات المتحدة بشكل مباشر خلف المدعي العام الإسرائيلي منذ آخر مرة شغل فيها نتنياهو منصب رئيس الوزراء، أفيحاي ماندلبليت -الرجل الذي وجه الاتهام لنتنياهو في عام 2020 بتهم الاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة، والذي ندد بالتغييرات القضائية لنتانياهو باعتبارها مجرد محاولة مقنعة لإلغاء محاكمته وتجنب السجن. وأخيراً، سيضيف ما فعله بايدن مصداقية إلى صوت الولايات المتحدة في دعم الديمقراطية عالمياً. ويوضح الكاتب أن رسالة بايدن إلى ائتلاف نتنياهو هي أن الولايات المتحدة دعمت إسرائيل عسكرياً ودبلوماسياً وبمساعدات بمليارات الدولارات منذ تأسيسها، ولكن ليس لأنها تشاركها مصالحها؛ فهذا لا يحدث دائماً".


ويضيف :"فقد بقيت إسرائيل على الحياد بين أوكرانيا وروسيا، وهي غير مبالية بانتهاكات حقوق الإنسان في مصر والمملكة العربية السعودية، وأحياناً تبيع الشركات الإسرائيلية تقنيات دفاعية للصين تثير قلق البنتاغون للغاية. ولكن الولايات المتحدة قدمت لإسرائيل الكثير من الدعم منذ تأسيسها لأنها تعتقد أن إسرائيل تشاركها قيمها. وحتى عندما تتصرف إسرائيل بطرق لا تتوافق مع القيم الأميركية في الضفة الغربية أو غزة، فإن الإسرائيليين غالباً ما يتراجعون عنها على أي حال ويقولون للأميركيين: "التمسوا لنا العذر قليلاً، فنحن نعيش في صراع دائم وعنيف مع الفلسطينيين وفي منطقة جنونية؛ ومع ذلك، فقد تمكنا من الحفاظ على الرقابة القضائية على قواتنا المسلحة وعلى مؤسسات ديمقراطية قوية، فضلاً عن القضاء المستقل والصحافة الحرة، ولكن هذه الحجة مهددة بشكل خطير نتيجة ما يدفع به نتنياهو، ومن دونها لن تكون المصالح المشتركة كافية، لأنها تأتي وتذهب".


ويختتم الكاتب المقال بالإشارة إلى أنه "بهذه الكلمات الـ46، يقول بايدن لإسرائيل أن علاقتنا لم تستند حقاً إلى المصالح المشتركة بل أُقيمت دائماً على قيمنا المشتركة، وهذا هو السبب في أنها استمرت لفترة طويلة -حتى عندما نختلف في المصالح. وببيانه البسيط، يشير بايدن إلى أنه مهما فعلت إسرائيل، يجب ألا تحيد بشكل أساسي عن تلك القيم المشتركة وإلا فسوف تجد نفسها في عالم جديد كلياً".

دلالات

شارك برأيك

نيويورك تايمز: في 46 كلمة، بايدن يبعث برسالة واضحة إلى إسرائيل

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الإثنين 06 مايو 2024 10:33 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 229)

القدس حالة الطقس