عودة قضية قرية الخان الاحمر وهدمها وترحيل سكانها من عرب الجهالين عادت الى الصدارة مع قدوم حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، والتي اشتمل برنامج الاحزاب اليمينية على هدم هذه القرية وترحيل أهلها، رغم ان العديد من دول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الاميركية تعارض ذلك، لأن من شأن تنفيذ القرار الاسرائيلي عزل شمال الضفة الغربية عن جنوبها الامر الذي لا يوجد معه أي تواصل بين مدى وقرى ومخيمات الشمال مع الجنوب وهو ما تسعى له دولة الاحتلال للحيلولة دون اقامة دولة فلسطينية متواصلة في المستقبل.
فدولة الاحتلال تعمل وتسعى الى زيادة عدد المستوطنين والمستوطنات ليس فقط في منطقة الخان الاحمر، بل ان من أبرز اهدافها هو زيادة وتيرة الاستيطان وجعل الضفة الغربية مجرد جزر تحيط بها المستوطنات من كل جانب، وهو ما تسعى وتعمل من أجله بشأن قرية الخان الاحمر حيث يقام على انقاضها في حال هدمها مستوطنات جديدة من شأنها أيضاً مواصلة عزل القدس الشرقية عن بقية ارجاء الضفة الغربية الى جانب جدار العزل العنصري الذي يلتف حول القدس لمنع اهالي الضفة في الوصول للمدينة المقدسة وزيارة المسجد الاقصى واداء الصلوات فيه، وكذلك منع الاخوة المسيحيين من اهالي الضفة من الوصول لكنيسة القيامة واداء صلواتهم.
ان حكومة اليمين الاسرائيلي المتطرف والعنصري ستواصل العمل على تنفيذ برنامجها الانتخابي القائم على الضم والتوسع والأسرلة وتشديد وتصعيد الاجراءات القمعية ضد أبناء شعبنا الى جانب عمليات القتل اليومية التي تتم بدم بارد، بهدف ارغام شعبنا على الرحيل عن ارضه، ولكن هذه السياسة والبرامج لن تجدي نفعاً، فشعبنا الذي قدم التضحيات الجسام على مذبح قضيته الوطنية ها هو يواصل ولديه الاستعداد لمواصلة تقديم هذه التضحيات حتى نيل كامل حقوقه الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف شاء من شاء وأبى من أبى.
وهنا لا بد من الاشارة الى ان فعاليات التضامن مع قرية الخان الاحمر وغيرها من فعاليات التضامن الاخرى مع الاسرى وسواهم رغم اهميتها، فإن المطلوب ايضاً هو اتخاذ خطوات عملية ضد اجراءات وجرائم حكومة نتنياهو الاكثر يمينية وتطرفاً وعنصرية، الى جانب النضال الدبلوماسي والقضائي، لأن الخطوات العملية هي الأساس في افشال مخططات الاحتلال.
وأول الخطوات العملية هي العمل بجد على انهاء الانقسام المدمر والذي تستغله دولة الاحتلال لتمرير مخططاتها وأهدافها التوسعية والنيل من القضية الفلسطينية، بل محاولات شطبها لصالح قطعان المستوطنين.
وبعد ذلك يتم الاتفاق على برنامج وطني لمواجهة حكومة نتنياهو وأي حكومات اسرائيلية قادمة والتي جميعها تهدف لتصفية قضية شعبنا الوطنية. فقرية الخان الاحمر وسواها تحتاج لأكثر من فعاليات تضامن.