تمارس سلطات الاحتلال الكثير الكثير من السياسات المنافية لكل القوانين والمفاهيم الدولية والانسانية، خاصة في ما يتعلق بقضايا وملفات الاسرى، ومن ابرز هذه الممارسات واخرها وليس اخيرها، قضية الاسير موفق عروق الذي يعاني من مرض السرطان.
ان هذا الاسير المناضل يصارع من اجل الحياة، وهذا المرض الخطير الذي يعاني منه، يهدد حياته كليا ويجعل ايامه الباقية كلها معاناة لا تتوقف، وهو لا يشكل اي خطر او تهديد للاحتلال، وقد عانى طويلا وراء قضبان السجن، ومن المنطقي والاخلاقي والقانوني والانساني، ان يتم الافراج عنه، ولكن سلطات الاحتلال ترفض ذلك وتصر على ان يبقى خلف القضبان بقية حياته.
وفي السجون الاسرائيلية هناك عدد كبير من الاسرى الذين قضوا اكثر من عشرين عاما، وما يزال الاحتلال يواصل الاعتقالات واصدار الاحكام الادارية وتمديدات الاعتقال بالاضافة لما تصدره المحاكم العسكرية من قرارات بالسجن او الغرامات وهدم المنازل في مختلف انحاء الضفة.
ان صلاح الحموري الذي كان اسيرا ومن ثم ابعدته سلطات الاحتلال في كانون الاول الى فرنسا بذريعة انه يحمل الجنسية الفرنسية، اخذ ينقل معاناة الاسرى الى البرلمان الاوروبي. ويعتزم القيام بجولة في عدة دول لكي ينقل ما عاناه من قسوة الاحتلال، وقد وصل الى مقر البرلمان في ستراسبورغ بدعوة رسمية من كتلة اليسار وعدد من الاعضاء. وذلك لكي ينقل تجربته الشخصية ومعاناته طيلة عشر سنوات من الاسر وقصة ابعاده عن مدينته ووطنه.
وكان الحموري صادقا ومعبرا قويا حين تحدث عن تجربته، وطالب البرلمان الاوروبي بتدويل قضية هؤلاء الاسرى وطرحها امام حكوماتهم واطلاع شعوبهم عليها لكي يتحركوا ويتخذوا خطوات فعلية ضد سلطات الاحتلال، كما دعا الى الافراج عن الاسرى المرضى والنساء والاطفال وكبار السن الذين يعانون خلف القضبان.
ان شعبنا يقف بقوة مع هؤلاء المناضلين وقد نظمت اكثر من مؤسسة وطنية وقفة جماهيرية حاشدة امام مقر الصليب الاحمر في غزة وتم الاعلان عن بدء خطوات لدعم ومساندة الاسرى حتى تصل قضيتهم الى المجتمع الدولي لعله يتحرك ويتخذ خطوات حقيقية وميدانية للضغط على الاحتلال وتخفيف هذه المعاناة والظلم وكل ما يسيء لهؤلاء المناضلين الشجعان رواد الوطنية وطليعة التحرك من اجل حرية الوطن.