أقلام وأراء

السّبت 14 يناير 2023 10:39 صباحًا - بتوقيت القدس

مواصلة مشوار إنقلاب المستعمرة

بقلم : حمادة فراعنة


حينما نقول أن إنقلاباً وقع في مؤسسات صنع القرار لدى المستعمرة الإسرائيلية، نقول ذلك اعتمادا على تصنيف الشواهد الحسية، وعلى التدقيق في وصف فعاليات إسرائيلية واقرارها الوقائع والنتائج والتحولات، وإدراكها خطورة هذا التحول الإنقلابي، على استمرارية مشروعهم الإسرائيلي.
رئيسة المحكمة الإسرائيلية العليا السابقة، دوريت بينيش، في تقييمها للإجراءات التي عملها أو ينوي فعلها وزير القضاء لدى حكومة نتنياهو يارين ليفين تقول:
"هذا ليس إصلاحاً قانونياً، هذا إنقلاب للنظام، وخلال عقود من عملي مع جميع رؤساء الحكومات، لم أواجه مطلقاً مثل هذا الموقف تجاه النظام القانوني".
الإجراءات العقابية التي فرضتها حكومة نتنياهو بناءً على توصيات بن غفير وزير الأمن ضد السلطة الفلسطينية، رداً على لجوء السلطة للاحتكام لمحكمة العدل الدولية ، إنقلاب على اتفاقات أوسلو وتداعياتها، بهدف تقليص مكانة السلطة الفلسطينية وتحجيمها على طريق اضعافها والعمل على شطبها، واستفراد السيادة السياسية والأمنية لحكومة المستعمرة وأدواتها وأجهزتها على خارطة الضفة الفلسطينية، باعتبارها "يهودا والسامرة" كجزء من خارطة المستعمرة الممتدة من البحر المتوسط حتى نهر الأردن.
مشاريع القوانين المقدمة المقترحة للتشريع عبر الكنيست، تستهدف الوجود العربي الفلسطيني في مناطق 48، أبناء الكرمل والجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، على قاعدة قانون "يهودية الدولة" الذي شرعته الكنيست يوم 19/7/2018، تأكيد إنقلابي ضد حقوق المواطنة لفلسطينيي مناطق 48.
برنامج اليمين المتطرف يسير باتجاه حرمان الفلسطينيين من حق الترشيح والتصويت لانتخابات البرلمان الإسرائيلي، باعتبارهم مقيمين مؤقتاً، في وطن ليس وطنهم، وتحت سلطة ليست سلطتهم، وفي موقع جغرافي ليس لهم، وكما فرضوا قانون الغائبين وصادروا أملاك الفلسطينيين، واستحوذوا عليها، سيحرمون ما تبقى منهم ليكونوا بلا حقوق، بلا كرامة، بلا مواطنة، بلا أملاك.
من يعتبر المستعمرة، عدواً وطنياً وقومياً ودينياً وإنسانياً، لا يلوم عدوه، فالعدو لا يلام لانه عدو يعمل على سحق عدوه بكل الفرص المتاحة والأدوات المتوفرة.
الملامة تقع على الذين انقلبوا وانشقوا وإنقسموا وخاصموا بعضهم من الفلسطينيين سواء في مناطق 67، أو مناطق 48، هم من ساهموا بنجاح اليمين المتطرف يوم 1/11/2022، وسيطرة التحالف الذي يقوده نتنياهو، وحرموا أنفسهم وإخوانهم المفترض أنهم حلفاء أشقاء، حرموهم من النجاح، هم الذي يتحملون المسؤولية.
الذين يُخونون بعضهم، ويُكفرون بعضهم، من معسكري الخصومة الذين نجحوا لعضوية الكنيست: المشتركة والموحدة، هم الذين ساهموا بنجاح معسكر التطرف الإسرائيلي، وتقديم أصوات التجمع الفلسطيني، وميرتس الاسرائيلي هدية للمتطرفين الذين نجحوا.
استمرار الإنقسام والاستئثار لدى "فتح" و"حماس" مساهمة، في تقديم هدية مجانية وهم شركاء في نجاح اليمين الإسرائيلي المتطرف، هل يدركوا؟؟ هل يتراجعوا؟؟.

دلالات

شارك برأيك

مواصلة مشوار إنقلاب المستعمرة

المزيد في أقلام وأراء

هناك خطة للغد

غيرشون باسكن

إسرائيل تصارع اوهام النصر

حديث القدس

الاحتلال الإسرائيلي بين «الذكاء الاصطناعي» و«الغباء الفطري»

عماد شقور

المفاوضات بين حماس والمستعمرة

حمادة فراعنة

المحاكم.. مكان لاختبار الصبر!

سمر هواش

تأملات-- النساء الفاضلات كثيرات

جابر سعادة / عابود

هل هو تنازع على من يخدم إسرائيل أكثر؟

فتحي أحمد

التعافي من الفاقد التعليمي واستقرار منظومة التعليم

ثروت زيد الكيلاني

اليابان: غزة والشرق الوسط

دلال صائب عريقات

شكراً تونس

رمزي عودة

تأثير الحرب على التعليم.. دمار شامل بغزة وصعوبات كبيرة بالضفة

رحاب العامور

إسرائيل تحاول التنصل من جرائمها

حديث القدس

الفعل وليس القرارات ما هو مطلوب

حمادة فراعنة

حراك الجامعات في مواجهة ألة القمع الإسرائيلية

زاهي علاوي

استكشاف هندسة الأوامر: الابتكار والتطور والتأثير على المستقبل

صدقي أبو ضهير

‏ الحكومة الجديدة وأهمية دعم القطاع الزراعي

عقل أبو قرع

معاداة السامية" ... سلاح ظلم وبغي

عطية الجبارين

القادمون من السراديب والذاهبون إليها

حمدي فراج

القمة العربية ما بين الوقائع والاستحقاقات اللازمة

مروان أميل طوباسي

أمريكا وحروب الإبادة: سجل حافل بالصناعة أو التورط

صبحي حديدي

أسعار العملات

الأحد 19 مايو 2024 10:55 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.73

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.31

شراء 5.29

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.01

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%9

%91

(مجموع المصوتين 78)

القدس حالة الطقس