Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 11 يناير 2023 10:05 صباحًا - بتوقيت القدس

ماذا بعد تكريم الرئيس للمؤثرين الفلسطينيين المسيحيين؟

بقلم:داود كتّاب

فوجئ العديد من الناشطين في العمل الوطني من المكون المسيحي من أبناء الشعب الفلسطيني، بقيام سيادة الرئيس محمود عباس، في ليلة عيد الميلاد (حسب التقويم الشرقي)، بتكريمهم وتشجيعهم على الاستمرار في عملهم لخدمة الوطن من خلال تقليدهم نجمة بيت لحم ونجمة القدس (كل حسب مكان إقامته).


لقد شكلت اللفتة المهمة للرئيس علامةً فارقةً في منظور القيادة الفلسطينية التي لم تتوقف يوماً، منذ قيام الثورة الفلسطينية، عن إشراك كافة ألوان الشعب الفلسطيني ومكوناته من دون أي تمييز، بل بالعكس يمكن القول إن المكون المسيحي، وهو مكون أصيل، فاز بتمييز إيجابي في العديد من المواقع وعلى المستويات كافة.

يمثّل التكريم الرئاسي المتمثل في تقليد ست قيادات مسيحية لعبت دوراً مهماً في دعم الرواية الفلسطينية محلياً، وفي الأوساط المسيحية العالمية، مؤشراً مهماً على الرؤية الشمولية للقيادة الفلسطينية التي ترى بوضوح أهمية مخاطبة العالم من خلال ناشطي المكوّن المسيحي الوطني.

يشكّل قرار الرئيس، المدعوم بتوصية من الوزير الدكتور رمزي خوري وكبير المستشارين د. مجدي الخالدي، تعبيراً مهماً في الاتجاه المطلوب من كافة المؤسسات المحلية وسينعكس إيجاباً في تعامل كافة الوزارات مع الأمر وخاصةً وزارتي الخارجية والسياحة لما لهما من علاقات يومية مع الفئات التي نحن في حاجة إلى استقطابها لأجل قضيتنا الوطنية.

يشكّل المكون المسيحي، خاصةً رجال الدين والمفكرين والناشطين في الطوائف البروتستانتية/ الإنجيلية، مربط الفرس، إذ نعاني كشعب فلسطيني من آثار تمييز متعمد أحياناً وجهل غير واعٍ أحياناً أخرى في ما يتعلق بأمور السلام والعدل في فلسطين.


وليس غائباً عن أحد أن الوزير البريطاني آرثر بلفور، أصدر إعلانه المشؤوم بناءً على لاهوت مسيحي مزيّف، أصبح الآن يُسمى المسيحية الصهيونية واستمر تسييس الدعم غير المحدود لدولة الاحتلال من خلال هذا المنظور الخطأ من قبل مسيحيين صهاينة أمريكان وغيرهم. لذلك فقد أصبح مهماً بل مهماً جداً، أن يتم دحض هذا اللاهوت المسيحي المزيف وذلك من قبل أبناء الشعب الفلسطيني ممن يتكلمون اللغة نفسها ويتّبعون العقيدة ذاتها وبذلك يكون الأثر أكبر بكثير من مجرد رفض تلك الأفكار المزيفة من دون طرح منظور فلسطيني صادق ينسف تلك التفسيرات الخطأ والتي سببت دماراً وتشريداً واحتلالاً لشعب بأكمله.

من المؤمل أن تتم ترجمة تكريم أشخاص مثل المطران منيب يونان الناشط في الاتحاد اللوثري العالمي، والدكتور متري الراهب وهو كاتب ومحاضر ومؤسس دار الكلمة، والدكتور بشارة عوض ابن الشهيد الياس عوض ومؤسس كلية بيت لحم للكتاب المقدس والمبدع في مؤتمرات المسيح حول نقطة التفتيش والقس جورج حبيب عوض من الكنيسة المشيخية التي كانت أول من عدّ النظام الإسرائيلي "أبرتهايد"، والذي كان ناشطاً في العصيان المدني في بيت ساحور.

هذه الإطلالة المهمة تعرّف الشعب الفلسطيني والعالم اضافة الى عمالقة مثل البطريرك ميشيل صباح والمطران كبوشي والسفير الشهيد نعيم خضر وكمال ناصر وعدد كبير ممن تم تسليط الضوء عليهم مؤخراً في كتاب خافيير أبو عيد.

وبالإضافة إلى الأسماء التي تم تكريمها، فإن فلسطين والشعب الفلسطيني ينضحان بالمفكرين غير المعروفين من أمثال القس الأسقفي نعيم عتيق، والأب الكاثوليكي الياس شقور، واللاهوتي الفلسطيني حنا كتناشو، والمحاميين جوناثان كتاب ورجا شحادة اللذين كان لهما الدور المهم في تأسيس مؤسسة الحق وجين زرو المدافعة عن اللا عنف، ونورا قرط الناشطة الأرثوذكسية في العمل العام، وآخرين يمكن ملء الصفحات حولهم.

إن المطلوب الآن، بعد أن تم وضع أولويات جديدة في موضوع الإستراتيجية الفلسطينية في ما يتعلق بالسعي إلى تغيير الرأي العام المسيحي، خاصةً في الأوساط الإنجيلية وفي كافة قارات العالم، أن يتم العمل وطنياً على ترجمة تلك الخطوات ببرنامج عملي فعّال بحيث يتم توفير كل ما يحتاجه للنجاح في نشر الرواية الفلسطينية في الأوساط المسيحية عالمياً.

مرةً أخرى تحية إلى الدكتور مجدي الخالدي والوزير رمزي خوري لدورهما الفعال في تسليط الضوء على هذه الرموز القيادية وغيرها، والتي نحن بأمسّ الحاجة إلى تمكينها ودعمها للتواصل في العمل العام لمصلحة السلام المبني على العدل، كما جاء على لسان الملائكة ليلة عيد الميلاد: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرّة".

دلالات

شارك برأيك

ماذا بعد تكريم الرئيس للمؤثرين الفلسطينيين المسيحيين؟

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)