نابلس- "القدس" دوت كوم- غسان الكتوت-عقدت جمعية مركز حواء للثقافة والفنون بنابلس ندوة سياسة بعنوان "الصهيونية الدينيىة والفكر الاستيطاني"، بحضور عدد من السياسيين والمختصين والمهتمين بالشأن السياسي.

ورحبت غادة عبد الهادي رئيس جمعية حواء في بداية الندوة بالمتحدثين والحضور، وبينت أن هذه الندوة تأتي ضمن الأنشطة الثقافية في المنتدى الثقافي لجمعية مركز حواء، وبعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة وفوز اليمين الصهيوني المتطرف وقرب تشكيل حكومة يمينية متطرفة.

وقالت أن المجتمع الإسرائيلي برمته يمر في العقود الأخيرة بتحولات ايديولوجية دينية عميقة على جميع الأصعدة؛ التربوية منها والثقافية والعسكرية والإعلامية والخطاب السياسي، وإن تعاظم حضور المتدينين والمتطرفين في مناصب عليا في المؤسسات والدوائر الحكومية وغير الحكومية والجيش، يعتبر أكبر مؤشّر على تعاظم مكانة الأحزاب الصهيونية الدينية المتطرفة وسيطرتها على مفاصل الدولة الرئيسية.

واضافت أن اثر هذا الحضور يظهر بصورة أكثر وضوحا بكل ما يتصل بالاستيطان والأثر المتوقع على فلسطين، فحكومة يقودها متطرفون ستحمل في طياتها مأسي اكثر للشعب الفلسطيني.

واكدت على أهمية محاولة إعادة قراءة الفكر الاستيطاني الصهيوني منذ بداياته، لان الاستيطان كان ولا يزال يمثل الركن الأساسي للحركة الصهيونية.

ودعت لاجراء قراءة متأنية وحكيمة للمشهد القادم، والعمل جميعا على قلب واحد، لوضع الخطط والبرامج لمجابهة القادم بما يحفظ أرضنا ويعزز صمود شعبنا، لانتزاع حريتنا واستقلالنا الوطني.

بدوره، استعرض المحلل السياسي سامر عنبتاوي الذي أدار الندوة، المحاور الرئيسية والتي شملت الصهيونية الدينية والفكر الاستيطاني، وواقع القدس من خلال الفكر الصهيوني، والانتخابات الإسرائيلية الأخيرة وأثرها على القضية الفلسطينية، ودور السلطة الوطنية والقوى الوطنية والإسلامية في التصدي للفكر الصهيوني والاستيطان.

وأكدت دلال سلامة، عضو المجلس المركزي الفلسطيني، على اهمية بحث كيف يمكن توحيد الجهود وطنيا لمواجهة مخاطر صعود اليمين الصهيوني المتطرف وحماية ثوابتنا الوطنية ومشروعنا الوطني.
واضافت أن هذا لن يتحقق الا اذا نزعنا نحو مزيد من الوحدة الوطنية وتلمّس طريقنا لنقطة البداية على طريق انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وتعزيز مقومات قوتنا وتجنيدها في مواجهة الصهيونية الدينية ومشاريعها المتطرفة.

اما المحلل السياسي راسم عبيدات، فقال أن ما جرى في الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة شكل انقلابا سياسيا وتشريعيا، وأظهر أن القوى الصهيونية التي تسيطر على القرار السياسي وتتحكم في مفاصله انتقلت من اطراف المشروع الصهيوني الى قلب هذا المشروع.

وأضاف أن دولة الاحتلال تتحول من دولة يهودية الى دولة شريعة، وهذا يعني انها باتت تختنق في عنصريتها، وبالتالي فإن هناك مخاطر حقيقية بتحول هذه الدولة الى دولة فاشية ستوغل في الدم الفلسطيني والمزيد من التغول في الاستيطان او تهويد القدس والسيطرة على المسجد الاقصى.

بدوره، قال المحامي احمد خليفة، عضو المكتب السياسي لحركة ابناء البلد في الداخل المحتل، ان أي تقييم للواقع الجديد يجب ان ينطلق من الافق والبُعد الخاص بالمشروع الوطني الفلسطيني.

واضاف: "نحن في حركة ابناء البلد نرى أن المشروع الوطني الفلسطيني هو حق الشعب الفلسطيني في الاستقلال وتقرير مصيره على كامل التراب الفلسطيني من البحر الى النهر وهذا بحاجة الى مشروع سياسي".

وانتقد تهميش فلسطيني الداخل والشتات في المشروع الوطني، وقال ان الشعب الفلسطيني ليس فقط هو الذي يعيش في الضفة الغربية وقطاع غزة، وان هناك 14 مليون فلسطيني في العالم.

وأضاف أن من حق فلسطينيي الداخل والشتات أن يكونوا ممثلين في منظمة التحرير وهيئاتها المختلفة من مجلس وطني ومجلس مركزي وان يشاركوا في المشروع السياسي.