خلال حملته الانتخابية، قدّم ترمب بلسانه تارة، وبخط يده طوراً، وعوداً للناخبين من العرب والمسلمين حتى يصُبّوا أصواتهم في خوابيه، مقابل العمل على وقف العدوان في غزة ولبنان، وكان له ما كان في ميتشيغان عاصمة بيضة القبان، ولسان الميزان؛ فرجّحت أصواتها كفة ترمب على غريمته مرشحة الضرورة كامالا التي بكت من قسوة الهزيمة، كما لم تفعل على الضحايا من الأطفال والنساء في غزة ولبنان.

 منذ الآن وحتى الأمتار الأخيرة من ولاية البطة العرجاء، حين يحين موعد التسليم والاستلام، سيعمل اليمين في إسرائيل على المزيد من التصعيد والتسعير، ولن يُقدّم نتنياهو أيّ جائزة ترضيةٍ للإدارة الراحلة، بالرغم مما أغدقته عليه من عطايا صلبة وسائلة، بينما يُرصّد الجائزة لصاحب الصفقة، الذي وقع اختياره على قطب العقارات اليهوديّ والمتبرع لحملته ستيف ويتكوف، ليكون مبعوثه إلى المنطقة.  

في الفترة المتأرجحة المتبقية، يقوم بلينكن برحلة وداعٍ باهتةٍ في عواصم المنطقة، مثل بهلولٍ لا يدري ماذا يقول، يهذي بالهدنة منذ عامٍ في غزة، ولا يذرف دمعةً على ما يجري فيها من مقتلة، يَعِد بحل الدولتين، ويترك سموتريتش يتوحش بالاستيطان ليبتلع ما تبقى من الضفة. 

 في تجارب الانتخابات، سرعان ما ينكث الفائزون بوعودهم، ويُشيحون بوجوههم، ويتنكّرون لالتزاماتهم لناخبيهم فور فوزهم، تاركين أصحاب الرهانات الخاطئة يعضّون أصابع الندم، ولات حين مندم.

قصة دالة:

حدث في زمن الأفراح والليالي الملاح، أنْ أمَرَ أحدُ الأمراء تحت تأثير ليلة طربٍ عذبةٍ بتقديم مئةٍ من الإبل، ومثلها من الماشية، وآلاف الدراهم لمغني تلك الليلة، وحين لاح الصباح ذهب المغني لاستلام وعد الأمير، وإذا بالأمير يضحك قائلاً: كلام الليل يمحوه النهار؛ لقد أطربتَنا بمعسول الغناء، وأطربناك بمعسول الكلام!

أوقِفوا حرب الإبادة الآن..!