حديث القدس

في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية الرسمية «كان» قال السفير الامريكي لدى اسرائيل توماس نايدس، ان بلاده ستتصدى لأية محاولة قد تقوم بها الحكومة المقبلة برئاسة نتنياهو لضم اجزاءمن الضفة او منطقة الاغوار بصورة خاصة. وقد جاء هذا التحذير بعد تردد انباء عن احتمال تعيين رئيس حزب يهودي مغرق بالتطرف والعنصرية هو ايتمار بن غفير وتصريحاته التي قال فيها «لقد كنا على بعد خطوة واحدة من تطبيق السيادة في الضفة»، كما اشاد بالحاخام مئير كاهانا مؤسس حركة «كاخ» العنصرية. 

واضاف انه يعتبر نفسه احد تلاميذه ، وقد اشتهرت له لافتة في احدى المظاهرات مكتوب عليها «الموت للعرب واطردوا العدو العربي». ويبدو واضحا ان هذه التصريحات العنصرية لا يمكن لأي سياسي مهما كانت جنسيته وكانت مواقفه ، ان يسكت عنها او يتجاهلها.

وقضية الضم مشكلة كبيرة لاسرائيل، ليس بسبب المواقف الدولية وانما للوجود الفلسطيني الكبير في الضفة بكل مدنها وقراها، وهو الذي يجعل للضم مشكلة خطيرة تفكر فيها القيادات اليهودية المتطرفة بكل الجدية والمخاوف.

واذا كانت الولايات المتحدة ، كما يقول سفيرها، ستتصدى لمحاولات الضم، فان التساؤل الكبير هو ماذا عن ضم القدس والبناء الاستيطاني الكبير فيها، ومساعي التهويد التي لا تتوقف في البلدة القديمة والضواحي المختلفة؟ ولماذا لا تعمل واشنطن على وقف هذه المخططات، ولماذا لا تدعم الوجود والحقوق الوطنية الفلسطينية، التي يهددها الضم، وتحول مواقفها اللفظية الى افعال؟.

في الحديث عن المواقف الامريكية، تجدر الاشارة الى فوز تقدميين بانتخابات الكونغرس يعتبرون انهاء الاحتلال الاسرائيلي اولوية سياسية وان للفسطينيين كل الحق بالتخلص من عبء الفصل العنصري الذي يرزحون تحته، وهذه المواقف الايجابية دفعت «اللوبي الاسرائيلي» في «ايباك» لانفاق عشرات ملايين الدولارات لمواجهة هذه المواقف وهزيمة القائمين بها.

اننا نقدر مواقف هؤلاء السياسيين الايجابية ونأمل ان تتحول الى تأثير في السياسة الامريكية العامة المنحازة بقوة الى دعم دولة الاحتلال.