Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 21 أكتوبر 2022 10:47 صباحًا - بتوقيت القدس

هل انتهت مسرحية السلام؟

بقلم:د. أسعد عبد الرحمن
يتواصل سقوط شهداء جدد، مع كل دخول لقوات جيش الاحتلال إلى البلدات والمدن ‏في "الضفة الغربية"، مع استمرار العمليات العسكرية الفلسطينية الجريئة. ومنذ بداية ‏العام، وحتى منتصف الشهر الجاري، استشهد 110 فلسطينيين، وقتل 24 إسرائيلياً، ‏وتم اعتقال 2000 فلسطيني، وتسجيل 1900 "عملية مقاومة" و2200 خطة لتنفيذ ‏عمليات. ‏

لقد وعد الشعب الفلسطيني بأن تحقق اتفاقيات أوسلو "السلام الشامل" الذي يتضمن ‏تنازل إسرائيل وانسحابها من مناطق مقابل "السلام" تؤدي لقيام دولة فلسطينية. ‏لكن إسرائيل زادت من مقارفاتها فبنت جدار الفصل العنصري، وتوسعت ‏بالاستعمار/ "الاستيطان"، ويتواصل الاختفاء التدريجي للقدس الشرقية، وزيادة ‏الانتهاكات اليومية للمسجد الأقصى، واستسهال القتل للفلسطينيين بأعذار واهية بل ‏وبدونها، وهدم المنازل، ومأسسة الأبارتايد، وغيرها الكثير. ورغم أهمية كل ‏الأسباب السابقة في إشتعال الأوضاع الحالية، إلا أن الانتهاكات في المسجد الأقصى ‏لربما كانت الأهم من بينها، فالأقصى ليس قضية دينية فقط، بل بات اليوم رمزا ‏للهوية الوطنية، وهو الرمز الأخير الذي يمثل هوية غيبتها الدولة الصهيونية بشكل ‏شامل. ‏

الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جرائمه التي ترتقي لمستوى جرائم ‏حرب وجرائم ضد الإنسانية، وهو من دفع بممارساته الشبان الفلسطينيين إلى الإيمان ‏بأن الطريق الأنجع هو العودة إلى السلاح، وأنه لم يعد ممكنا تقبل المبررات ‏لاعتداءاته المتواصلة، وأن المعنى الحقيقي الملازم والمرتبط بالاستقلال هو المقاومة ‏‏(المسلحة وغيرها) وإدراك مفهوم معناها.‏

سنوات مديدة آمن فيها فلسطينيون وعرب كثيرون بالتسوية السياسية، رغم فشل ‏سنوات طوال من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولم تنجح بتحرير شبر ‏واحد من الأراضي المحتلة. فإسرائيل لا تتعامل إلا بالقوة، لا تلتزم بعهود ولا ‏مواثيق ولا قرارات دولية، وأرادت من “مسيرة السلام” مسرحية عبثية يتوالى فيها ‏تكريس الاحتلال. وفي السياق، جاء الجيل الحالي ليعيد التأكيد على أن المقاومة ‏العسكرية هي طريق التحرر، وما لا يبدأ الآن لا ينتهي مستقبلاً، فمشروع المقاومة ‏يجب أن يستمر ولن يحصل الفلسطينيون على شئ إلا من خلال المقاومة (المسلحة ‏وغيرها) مع إنزال أكبر قدر من الخسائر البشرية بالعدو الصهيوني.‏

هذا هو الحال اليوم، فمقارفات الاحتلال تتواصل وسط تصعيدها داخل القدس المحتلة ‏ومخططات العدوان على الأقصى، في محاولة لتكريس الحلول العسكرية الأمنية مع ‏محاصرة و”عزل” المدن الفلسطينية وتطبيق مشاريع الضم كبديل عن الحلول ‏السياسية. وحتى اللحظة، ما زال الاحتلال "مؤمنا" بالحلول الأمنية، وهي حلول لم ‏تمنح، سابقا، ولن تمنح مستقبلا، الأمن المنشود "لإسرائيل". ولقد عبّر محلل الشؤون ‏الأمنية (يوسي ميلمان) عن مخاوفه بالقول: "إسرائيل باتت تغوص عميقاً في موجة ‏‏("إرهاب" و"عنف") من نوع جديد. السلطة الفلسطينية تتفكك، ومعها تضعف ‏أجهزة الأمن التابعة لها. وفي الخلفية، وهو الأهم، نشأت مجموعات مسلحة - السلاح ‏موجود بوفرة، ومن السهل الحصول عليه- لشباب لا يخضعون لأي من التنظيمات أو ‏القيادات".‏

يفيدنا التاريخ أن كل الشعوب التي تستهدف من جانب معتد أجنبي تبحث عن هويتها ‏واستقلالها، إيمانا بأن الحقوق تنتزع ولا تمنح، وأن المقاومة (بأشكالها المتنوعة) ‏يجب أن لا تكون حالة طارئة آنية وإنما يجب أن تكون قائمة ما دامت الأطراف ‏الأخرى تريد محو الهوية السياسية والحضارية للشعب الفلسطيني والتي بنيت ‏عبر التاريخ‎.‎

دلالات

شارك برأيك

هل انتهت مسرحية السلام؟

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)