Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 17 سبتمبر 2022 10:49 صباحًا - بتوقيت القدس

هل يمثل بيان حركة حماس رسالة اعتذار للنظام السوري؟

غزة – "القدس" دوت كوم - محمود أبو عواد - أثار بيان حركة حماس الذي صدر أول أمس الخميس بشأن العلاقة مع النظام السوري، الكثير من التساؤلات حول أسبابه ودوافعه، في ظل الموقف المتصلب لبعض الجهات ومنها الإخوان المسلمين، والدول التي تحافظ الحركة على علاقات قوية جدًا معها، بشأن التعامل مع نظام بشار الأسد، وإصرارها وخاصة قطر على رفضها لعودة النظام تحت مظلة الجامعة العربية، ومطالبتها أن يكون ذلك مرتبطًا بحل الوضع الداخلي في البلاد وتشكيل حكومة جديدة.


ولعل السؤال الذي تردد كثيرًا بعد نشر البيان، فيما إذا كان ذلك بمثابة رسالة اعتذار من حركة حماس، للنظام السوري على سنوات القطيعة ووقوفها في بداية الأحداث إلى جانب المجموعات المسلحة التي تمردت على بشار الأسد، وفيما إذا كان ذلك حقيقة نابعة من طلب سوري كشرط لإمكانية فتح الطريق أمام وصول وفد من حماس إلى دمشق لخوض لقاءات مباشرة من أجل المضي قدمًا في محاولة إعادة العلاقات على مصراعيها.


ويرى المحلل السياسي ناجي شراب، أن بيان حماس يحمل رسالة اعتذار صريحة وواضحة وضمنية للنظام السياسي في سوريا، وهذا يمثل تراجعًا واضحًا من الحركة عن موقفها السابق، وحتى عن الموقف العام لحركة الإخوان المسلمين.


واعتبر شراب في حديث لـ "القدس" دوت كوم، أن هذا الموقف من حماس يتناسب مع النفعية والواقعية التي باتت تتسم وتتمتع بها الحركة، لافتًا إلى أن ذلك جاء بسبب عوامل مؤثرة مثل حزب الله وإيران، ولعبهما دورًا كبيرًا من أجل إعادة العلاقات بين الجانبين.


وسبق هذا البيان عدة بيانات وتصريحات كانت تصدر من حماس مؤخرًا بشكل لافت تدين فيه العدوان الإسرائيلي المتكرر على أهداف عدة في سوريا.


ولفت شراب إلى أن هذا الموقف من حماس ينسجم مع التحرك التركي الأخير باتجاه النظام السوري في ظل الحديث عن عقد لقاءات سرية بين جهات أمنية سورية وتركية تمهيدًا لعودة الاتصالات بين الجانبين، وهو ما يشير إلى أن موقف الحركة يتماهى مع التوجه العام بعودة النظام السوري إلى الواجهة مجددًا.


وقال: سوريا مهمة جدًا لحماس كما هي مهمة لغيرها من فتح وغيرها من الفصائل، وذلك يعود للوجود الفلسطيني فيها وخاصة اللاجئين، إلى جانب الدعم السياسي والبشري، وصراع التمثيل والشرعية، وكل هذا يأتي في سياق الدوافع للحركة التي تريد العودة للمخيمات والتواجد الفلسطيني هناك وهذا أحد الأسباب الرئيسية في إعادة العلاقات.


وتحافظ حركة فتح والقيادة الفلسطينية، وكذلك بعض الفصائل مثل الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي على علاقة قوية مع النظام السوري، حتى في خضم الأزمة أظهرت مواقف مؤيدة له، على عكس خيار حركة حماس بمغادرة البلاد عام 2012 مع بدء انتشار ما عرف باسم "الثورة السورية".


وبشأن إمكانية زيارة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، إلى دمشق بعد البيان الذي نشرته الحركة، لم يستبعد الكاتب والمحلل السياسي ناجي شراب، ذلك، مرجحًا أن يكون هناك ربط في زيارة هنية إلى موسكو التي لها القدرة في التأثير على النظام السوري، لإحياء مثل هذا الخيار غير المستبعد في المنظور القريب.


وكان هنية، قد تلقى رسالة من مجموعة من علماء المسلمين المحسوبين على جماعة الإخوان، طلبوا خلالها، منه إعادة النظر في موقف حركته من إعادة العلاقات مع سوريا، ووعدهم حينها خلال لقاء عقد في تركيا، بمراجعة ذلك في إطار المكتب السياسي.


وحول فيما إذا كان يمثل بيان حماس انسلاخًا عن موقف جماعة الإخوان المسلمين، رأى شراب أن حماس تحاول أن يكون لها شخصيتها وقرارها المستقل، وبسب الظروف الخاصة التي تمر بها تحاول تقديم نفسها من منظور النفعية والواقعية، وهي تحاول إعطاء رسالة بأن قرارها ومنطلقاتها مستقلة، حتى وإن كانت مرجعيتها الدينية واحدة، وإدراكها لموقف الإخوان المسلمين سواء من الوضع في مصر أو سوريا وحتى في بعض الدول الخليجية.


من ناحيته يرى الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا، أن بيان حماس يمثل تفسيرًا لإعادة علاقتها مع سوريا بعد انقطاعها مع بدء "الثورة السورية"، مشيرًا إلى أن البيان أوضح حيثيات موضوعية لقرارها السياسي بالخروج من البلاد ومن ثم عودة العلاقة.


وعند إعلان خروجها من سوريا في عام 2012، قالت حماس وفي تصريحات أخرى تلت تلك الفترة أنها تنحاز للجماهير ولمواقفهم، وجاء ذلك في خضم ما شهدته سوريا وعواصم عربية أخرى حينها من ما عرف باسم "الربيع العربي".


وقال الظاظا لـ "القدس" دوت كوم، إن حماس تبني علاقتها مع الأنظمة على المصالح المرتبطة بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الفقرة الأخيرة من البيان عززت هذه النظرة بشكل واضح وصريح، وبما يشير إلى حقيقة مفادها أن جميع الفصائل الفلسطينية التي تتبنى العمل المقاوم لا تزال لديها علاقات مهمة وهناك وجود لبعضها في الساحة السورية.


وقال بيان حماس في فقرته الأخيرة كما جاء نصًا فيه: " تؤكد حماس على استراتيجيتها الثابتة، وحرصها على تطوير وتعزيز علاقاتها مع أمتها، ومحيطها العربي والإسلامي، وكل الداعمين لقضيتنا ومقاومتنا، وفي هذا السياق فإن الحركة تؤكد على مُضيّها في بناء وتطوير علاقات راسخة مع الجمهورية العربية السورية، في إطار قرارها باستئناف علاقتها مع سوريا الشقيقة؛ خدمةً لأمتنا وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين، لا سيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا".


ويقول الظاظا: "حماس معنية باستعادة سريعة للعلاقة مع سوريا والوجود هناك، ولكن من الواضح أن هناك ثمة مسائل فنية بين الحركة والنظام السوري مرتبطة بطبيعة المرحلة الماضية، خاصة وأنه كان هناك احتكاكات متعددة حدثت سابقًا مرتبطة بمخيم اليرموك والعلاقة مع الجيش السوري الحر، والعلاقة السابقة مع النظام السوري".


ويضيف: "النظام السوري لديه ملاحظات، وحماس لديها استفسارات"، مرجحًا أن يتم حسم هذه المسائل من خلال زيارة رفيعة لوفد رفيع المستوى من الحركة، قد لا يكون هنية هو الشخصية الأولى التي تذهب إلى دمشق، ولكن من الواضح أن هناك حاجة لتهيئة الأوضاع الميدانية والأمنية لترتيب الزيارة، ولا يمكن تجاهل أن سوريا لم تعد كما كانت في هذا المضمار.

وكانت مصادر تحدثت لـ "القدس" دوت كوم نهاية شهر تموز الماضي،  أن هناك حالة من الفتور تسود من قبل القيادة في دمشق تجاه حماس بعد موقفها من الأحداث التي بدأت في البلاد عام 2012، وأن ذلك أدى لامتناع المسؤولين السوريين عن لقاء قيادة الحركة، ويبدو أن ذلك كان مرتبطًا بالأساس بطلب النظام بتقديم اعتذار علني.


وحول تباين موقف حماس والإخوان المسلمين من هذه العلاقة، قال الظاظا: "حماس تجاوزت الكثير من المواقف التقليدية للإخوان المسلمين، وهي حركة فلسطينية تريد أن يكون هناك إجماع عربي وإقليمي ومواقف دولية داعمة للقضية الفلسطينية ولمشروعها، وللعمل الوطني المقاوم للاحتلال والرافض لكل مشاريع التسوية التي تمس الحقوق الوطنية الفلسطينية".


وأضاف: "سوريا لم تعد كما كانت من الناحية الأمنية كما كانت في السابق وكذلك اقتصاديًا، وبالتأكيد أكبر مخيمات اللاجئين "اليرموك" موجود في سوريا، والبيئة الاستراتيجية في سوريا مهمة للمقاومة ولا يمكن إغفال مواقف محور المقاومة الذي تمثل عبر سنوات ماضية ولا زال يتشكل على أساس العداء مع الاحتلال وتناقض المصالح في ظل هرولة العديد من الدول العربية وبعض الدول التي كانت تقليديًا حليفة وداعمة للمشروع الفلسطيني وللعمل المقاوم والعمل الشعبي والانتفاضة ولمقاومة الاحتلال وتثبيت حقوق الشعب الفلسطيني على أرضه ومن أجل حقوقه".


وتابع الظاظا: "بالتالي سوريا من الناحية الإستراتيجية تستعيد موقعها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وهذا يجب أن لا يتم إغفاله باعتبار أنه لم يتم التراجع عنه لا من قبل النظام ولا الشعب السوري، ولذلك في حال حصلت مصالحة شعبية سورية، فلماذا لا تكن هناك عودة للعلاقة مع حركة حماس؟!".

وكانت مصادر من حماس كشف عن اتخاذ قيادة الحركة قرارًا بعودة العلاقات مع النظام السوري، بعد عشر سنوات من مقاطعة قيادتها دمشق بسبب معارضتها لحملة الرئيس السوري بشار الأسد على انتفاضة ضد حكمه.

دلالات

شارك برأيك

هل يمثل بيان حركة حماس رسالة اعتذار للنظام السوري؟

-

علاء قبل حوالي 2 سنة

حركه حماس تابعه للاخوان المسلمين. الاخوان منهم الكثير من المخلصين لدينهم ووطنهم لكن قيادتهم العليا في خارج البلاد العربيه وهي غير معنيه بالمصلحه الوطنيه للبلاد العربيه. واكثر من ذلك نظريه انه القياده العليا

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 97)