واشنطن – "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات –أكد مصدر مطلع لـ "القدس" دوت كوم ، اليوم الجمعة, أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن طلبت من إسرائيل في الأيام الأخيرة  "الابتعاد عن الإجراءات التي من شأنها أن تقوض قبضة السلطة الفلسطينية وأجهزتها في الضفة الغربية". 

وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته "المسؤولين في وزارة الخارجية (الأميركية) يتابعون عن كثب التطورات المقلقة والخطيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وتشعر بحرج الموقف الذي تواجهه السلطة الفلسطينية التي كان الرئيس الأميركي جو بايدن في زيارة لمناطقها فقط قبل شهرين، لأسباب عدة لعل أخطرها المواجهات التي تحدث يوميا بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين".

وأضاف المصدر "كلما كان هناك مبادرة من قبل مسلحين فلسطينيين للاشتباك مع القوات المسلحة الإسرائيلية، أو مبادرة من قبل الجيش الإسرائيلي أو أجهزة الأمن الإسرائيلية لمنع مثل هذه الأمور بشكل استباقي من خلال مداهمات إسرائيلية متعددة وعبر الأراضي (الفلسطينية المحتلة) ، كلما ظهرت السلطة الفلسطينية وأجهزتها في موقع الضعف وردة الفعل، وأحيانا كثيرة تبدو السلطة الفلسطينية مشلولة تماما في أن تكون هي المبادرة وصاحبة القرار".

وأضاف المصدر "وإذا ما زدت إلى ذلك تراجع الوضع الاقتصادي لدى الفلسطينيين ، وعدم قدرة السلطة الفلسطينية على تلبية حاجات المواطنين، وعدم قدرتها حتى في دفع رواتب الموظفين، يظهر تماما تفاقم الأوضاع عند السلطة الفلسطينية ما يزيد من ارتخاء قبضتها على السيطرة".

ويقول المصدر "الإدارة تريد من إسرائيل تخفيف مداهماتها، وممارسة المزيد من التنسيق الأمني وغير الأمني مع الفلسطينيين، وتسهيل معاملات الناس ، وفتح المجال أمام الدعم الاقتصادي والمالي للسلطة الفلسطينية كي يكون هناك أفقا في تحقيق مبدأ الإدارة (الأميركية) في تساوي الفرص للعيش الكريم للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء كما قال الرئيس بايدن أثناء زيارته" 

يذكر أن موقع "آكسيوس" الأميركي كان قد كشف الأربعاء أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حثت الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ خطوات عاجلة لتحقيق الاستقرار في السلطة الفلسطينية ، "التي يقول المسؤولون إنها تضعف بشكل متزايد وتفقد سيطرتها في الضفة الغربية المحتلة" ، بحسب ما قاله مسؤولان إسرائيليان للموقع.

ويشعر المسؤولون الأمريكيون بقلق عميق من أن يؤدي تدهور الوضع في الضفة الغربية وزيادة العنف إلى أزمة كبيرة بحسب آكسيوس.

ويدعي الموقع أن الأزمة الاقتصادية التي تواجهها السلطة جعلت من الصعب على عليها (السلطة الفلسطينية) دفع الرواتب ، مما زاد من تآكل شرعيتها وسيطرتها في المدن الكبرى مثل الخليل وجنين ونابلس.

وقامت باربرا ليف ، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، بزيارة إسرائيل والسلطة الفلسطينية أواخر الأسبوع الماضي والتقت بمسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين كبار.

وينسب موقع آكسيوس قول مدير جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي- الشاباك، رونين بار ، المسؤول عن جمع المعلومات الاستخبارية في الضفة الغربية وغزة ، للمسؤولة الأميركية، ليف، إنه "قلق للغاية بشأن وضع السلطة الفلسطينية وقدرة قوات الأمن الفلسطينية على العمل" ولكن القيادة الفلسطينية تلقي باللوم على إسرائيل في إضعاف قوات الأمن.

وبسحب الموقع، قال بار لـ "ليف" إن "الوضع على الأرض أسوأ مما يبدو" ، وزعم أن إسرائيل لا تريد إرسال الجيش للتوغل في المدن الفلسطينية ، ولكن ليس أمامها خيار بسبب العنف المتزايد.