رام الله - خاص "القدس" دوت كوم- أعلنت نقابة خدمات الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم الأحد، عودتها بعد غدٍ الثلاثاء، إلى تصعيد الاحتجاجات مجددًا لكن بطريقة غير مسبوقة، بدءًا من خوض اعتصام مركزي مفتوح أمام مقر الإدارة العامة لجمعية الهلال في مدينة البيرة بالتزامن مع خوض إضراب مفتوح عن الطعام، في وقت دعت فيه إدارة جمعية الهلال نقابة خدمات الإسعاف والطوارئ إلى إعطاء فرصة للحوار لحل الأزمة.

وقال المتحدث باسم نقابة خدمات الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر أسامة سويطي لـ"القدس"دوت كوم، "إن إدارة الجمعية لا تريد إعطاء حقوق العاملين بالنقابة، وترفض مناقشة المطالب، ولم تلتزم بأي بند من بنود الاتفاق الموقع بيننا في الـ24 من مايو\ أيار 2022، حيث تنصلت إدارة الجمعية من مسؤولياتها من الاتفاق المبرم برعاية وزارة العمل والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين".

وأضاف سويطي، "عقدت جلسة للحوار قبل العيد في الثامن من الشهر الجاري، ولكنه لم يتم التوصل إلى حل للنزاع فشل الحوار، ما اضطرنا للعودة مجددًا للخطوات التصعيدية من خلال الاعتصام مع عائلاتنا بعد غد الثلاثاء، بالتزامن مع إضراب عن الطعام، وسيعلن عن خطوات تصعيدية غير مسبوقة للفترة المقبلة خلال الاعتصام، حال لم تستجب إدارة الجمعية".

وقال سويطي: "لقد أصبحنا بحاجة للعودة للتصعيد بالطريقة التي نراها مناسبة أمام فشل الحوار، حيث إنه لا يوجد قانون لمعاقبة إدارة جمعية الهلال على ما تقوم به، لذا نحن نؤكد أنه لن نعود إلى الحوار سوى تحت التصعيد، لقد جربنا الحوار بلا تصعيد، لكن إدارة الهلال تراوغ وتضيع الوقت، وهي تعمل على إدارة النزاع وليس حله".

وشدد سويطي على أن "الخطوات القادمة سوف تكون قاسية وموجعة لإدارة الجمعية، نحن ذاهبون باتجاه الأسوأ إن لم تلتزم إدارة الجمعية بمطالبنا".

في هذه الأثناء، قال سويطي: "لم نتفق حتى الآن على أي من المطالب التي كانت مطروحة خلال جلسة الحوار، حيث تطالب بإعادة فتح مراكز الإسعاف والطوارئ وتوفير مركبات إسعاف كما كان عليه الحال قبل 2018".

ووفق سويطي، فإن إدارة جمعية الهلال الأحمر قلصت أعداد مراكز الإسعاف والطوارئ وسيارات الإسعاف من 91 سيارة حتى وصلت 23 مركبة إسعاف في الوطن.

كما تطالب نقابة خدمات الإسعاف والطوارئ بقضايا أخرى مثل: ملفات التقاعد، والدرجات والعلاوات، وصرف المستحقات للعاملين في جهاز الإسعاف منذ عام 2018، وإلغاء كافة الإجراءات القمعية وإلغاء شطب الإجازات والفصل والتنقل، وتثبيت موظفي العقود دون اللجوء إلى عقد امتحان مزاولة مهنة لهم لأن ذلك بحسب سويطي، من اختصاص وزارة الصحة وإدارة جمعية الهلال جهة مشغلة وطلبها غير قانوني.

ووفق بيان صادر عن نقابة خدمات الإسعاف اليوم الأحد، فقد أشارت إلى أنه وبعد خطوات تصعيدية للنقابة تدخلت جهات الاختصاص متمثلة بوزارة العمل والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين من أجل الوصول إلى اتفاق شامل يلبي حقوق ومطالب نقابة خدمات الإسعاف والطوارئ من خلال الذهاب إلى جلسات حوار مباشرة برعايه وزارة العمل وممثليها وإنهاء ملف النزاع خلال مدة لا تتجاوز 45 يوماً وذلك بموجب اتفاق رسمي موقع بتاريخ 20022/5/24، إلا أن إدارة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني استغلت تلك الفترة بطريقة سلبية.

وأشارت النقابة إلى أنها التزمت بالتهدئة خلال تلك الفترة، إلا أن إدار جمعية الهلال أقدمت على المزيد من القرارات التعسفية بحق الموظفين، وأن إدارة الجمعية أكدت خلال إحدى جلسات الحوار على التزامها بقراراتها التعسفية تجاه الموظفين وعدم الاستجابة لأي من مطالب وحقوق العاملين بالإسعاف وإفشالهم لكل محاولات الوصول إلى اتفاق يلبي حقوق ومطالب العاملين بالإسعاف أو حتى الرجوع عن قراراتهم التعسفية.

بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني مأمون العباسي لـ"القدس"دوت كوم، "لا أستطيع القول أن جلسات الحوار فشلت، لأن هنالك بعض القضايا تم التوافق عليها، وبقي بعض القضايا الخلافية، لم لم نصل إلى طريق مسدود لدرجة أن يتم الإعلان عن هذه الإجراءات التصعيدية".

وأكد العباسي على أن أي حوار يجب أن يبقى مفتوحًا لحين الوصول إلى طريق مسدود، وقال: "هناك أمور بحاجة لنقاش أوسع وحوار كافٍ وجاد، إن الحوار لم ينته ولم يغلق، والأصل إعطاء وقت كاف، والحوار بحاجة لنفس طويل دون اللجوء إلى خطوات تصعيدية".

وبما يتعلق بالقضايا الخلافية، قال العباسي: "لدينا موظفين على بند العقود منذ أربع سنوات، نحن نقر بأنهم مثبتين بحكم القانون، ونحن نريد إجراء امتحان تقييمي لمستوى أداءهم وليس شيء آخر ومن لم يتوفق بالامتحان سنعطيه دورات كافية ليس لها علاقة بعقودهم، لكن النقابة ترفض إجراء الامتحان".

وتابع العباسي، "إن أحد أعضاء النقابة ارتكب خلال السنوات الماضية تجاوزات إدارية أدت إلى فصله من العمل، واعطي فرصة وأعيد لعمله بعد تدخلات، لكنه عاد وارتكب ذات الأخطاء السابقة، وتم الاتفاق مع نقابة خدمات الإسعاف لتحويل المسؤولية الإدارية له لفرع الخليل وليس في مكان العمل الحالي بالمقر العام لجمعية الهلال، لكنه يرفض نقله".

وأكد العباسي، أن ما تبقى من القضايا المطروحة خلال الحوار هي ليس عليها إشكال كبير، مثل: "ساعات العمل في رمضان، وتم الاقتراح بأن يتم تحويلها لإجازات لأن إدارة الجمعية تعاني أزمة مالية"، كما يوجد قضايا أخرى بحاجة لنقاش وقابلة للحل، "نحن نأمل أن تحل الأمور وسط الحوار دون اللجوء إلى التصعيد، الاحتجاج حق نقابة خدمات الإسعاف والطوارئ لكن القضايا يمكن حلها بدون اللجوء لخطوات تصعيدية".

وفي السادس من الشهر الجاري، أجلت نقابة خدمات الإسعاف والطوارئ اعتصامًا مركزيًا كان من المقرر أن تقيمه أمام مقر جمعية الهلال الأحمر بمدينة البيرة، وأكدت الدخول بجلسة حوار جديدة مع إدارة الجمعية، وذلك بعد يوم واحد فقط، من إعلان عزمها العودة إلى الاعتصام المفتوح بعد اتهامها لإدارة جمعية الهلال الأحمر بالتنصل من الاتفاق الموقع في الرابع والعشرين من مايو\ أيار 2022، وانتهاء المدة المحددة لتنفيذ الاتفاق وهي 45 يومًا من إبرام الاتفاق.

ونفذت نقابة خدمات الإسعاف والطوارئ اعتصامًا مفتوحًا بذات يوم توقيع الاتفاقية، أمام مكاتب إدارة جمعية الهلال داخل مقر الجممعية بمدينة البيرة، وبعد عصيان إداري، والامتناع عن تقديم خدمات الإسعاف، لمدة يومين، في كافة مراكز الإسعاف على امتداد الوطن، والذي يتضمن الامتناع عن تقديم خدمة الإسعاف والطوارئ بشكل كامل باستثناء الأحداث والإصابات الأمنية والكوارث الطبيعية، والتواجد داخل المراكز، رداً على إجراءات الجمعية، وللمطالبة بجملة من الحقوق.

ووفق النقابة، فإن احتجاجاتها جاءت بعد رفض جمعية الهلال الأحمر اعتبار العاملين في الإسعاف والطوارئ كقطاع صحي، وكذلك إقدام الجمعية على فصل 45 موظفًا من النقابة خلال شهر مايو\ أيار الماضي، وإنهاء خدماتهم، وكذلك تقليص عدد سيارات الإسعاف لأكثر من ثلي الخدمة، إضافة إلى أن الجمعية لم تعترف بحقوق العاملين في الإسعاف والطوارئ أسوة بكافة القطاعات العاملة في فلسطين، ولم يتم صرف تلك الحقوق منذ العام 2018 وحتى الآن، وكذلك إقدام إدارة الجمعية على تغييرنظام العمل وإجبارهم عليه.