من المغرب العربي الى الخليج يبدو ان التطبيع مع دولة الاحتلال يتسع مع اقامة علاقات اقتصادية وثقافية اضافة الى السياسية.

في الامارات العربية تم التوقيع امس على اتفاقية للتجارة الحرة مع اسرائيل واعطاء اعفاء جمركي لاكثر من 96٪ من التجارة بينهما، وقد ذهبت وزيرة الاقتصاد الاسرائيلي الى ا لامارات وهي التي وقعت على الاتفاقية التي وصفتها بالاهمية الاستراتيجية.

وفي الوقت نفسه تزداد التوقعات بأن تقوم السعودية ايضا بالتطبيع مع اسرائيل ، وقد توجه عدد من كبار رجال الاعمال الاسرائيليين الى السعودية لبحث مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين، وهذا مقدمة واضحة جدا لاحتمالات التطبيع الرسمي وتبادل السفراء.

ودول الخليج العربي التي تمارس هذا التطبيع تدعي وجود خطر ايراني يهددها وان اسرائيل ستكون سندا قويا لمواجهة هذا الخطر المزعوم، ولكن التطبيع المتزايد يصل الى المغرب التي لا يهددها اي خطر ايراني وهي بعيدة عن ايران كالمسافة بين الشرق والغرب.

ومن المؤسف والمؤلم ان هذا التطبيع يحدث بينما دولة الاحتلال تمارس كل اشكال الاضطهاد ومصادرة الارض والتوسع الاستيطاني ومساعي القضاء على اية احتمالات لقيام الدولة الفلسطينية واستعادة حقوقنا الوطنية ، ولقد قررت الحكومة الاسرائيلية صرف ملايين الشواكل لدعم كل اشكال الاستيطان ، كما انهم اقاموا بؤرة استيطانية جديدة فوق اراضي بلدة جالود في محافظة نابلس ، كما تمت مصادرة 54 دونما في الطور بالقدس ، وفي الوقت نفسه يواصلون اعمال التهجير كما يحاولون في هذا الوقت في منطقة «مسافر يطا» والتي يقاوم اهلها كل هذه المحاولات بالصمود والتمسك بالارض والحقوق ..

نحن في وضع سياسي سيء للغاية نتيجة هذا التطبيع، وهؤلاء المطبعون يتجاهلون حقوقنا وقضيتنا تجاهلا مدمرا ومؤلما ويقفزون باتجاه المصالح الضيقة والمخجلة ، ونجد دولة الاحتلال تتمادى في الغطرسة والتجاهل الكامل لنا والتصرف وكأننا غير موجودين.

هم لا يتجاهلون فقط ولكنهم يتعامون كليا عن المستقبل وينسون ان وجود الملايين منا فوق ارضنا بين البحر والنهر ، سيظل شوكة دامية في حلوقهم وسيظل العقبة القوية امام كل اطماعهم التوسعية والعمى السياسي الذي يمارسونه بكل قصر نظر وغباء سياسي، وسيظل المستقبل لنا..!!