Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 24 أبريل 2022 7:11 صباحًا - بتوقيت القدس

"ما أشبه اليوم بالبارحة".. مشهد اعتقال الجريح الشريف يذكر بالشهيد حسونة

  1. بيت لحم – "القدس" دوت كوم - نجيب فراج- استذكر المصور الصحفي ناصر الشيوخي الذي عمل مصورًا لوكالة أسوشيتد برس الأميركية على مدار 27 عامًا، وحشية قوات الاحتلال، عندما شاهد صورة الشاب وليد الشريف الذي أصيب بجروح حرجة، وقيام جنود الاحتلال بسحله بطريقة وحشية تذكره بالشهيد شاكر حسونة الذي أصيب بجروح خطرة في رقبته قبل أكثر من عقدين فانتشله 4 جنود بعد إطلاق النار عليه، وبدلًا من إسعافه، سحبوه بذات الطريقة، فتمكن ناصر من التقاط تلك الصورة لتصبح من الصور الشهيرة الشاهدة على ممارسات الاحتلال إبان الانتفاضة الثانية.


المشهد يتكرر


يوم الجمعة تكرر المشهد تقريبًا ولربما تكرر كثيرًا، ولكن في أغلب الأحيان بعيدًا عن عين الكاميرا، قبل أن يتكرر المشهد في ساحات الأقصى، بعد إصابة الشاب الشريف قرب المسجد القبلي برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط فاخترقت رأسه، ويهاجمونه جنود الاحتلال وهو في غيبوبة، وبدلًا من تقديم العلاج له حملوه من يديه وقدميه بطريقة وحشية زادت من سوء وضعه الصحي الذي يوصف بأنه حرج.


بلا شك ذكر المشهد الصحفي الشيوخي بتلك الحادثة التي حصلت للشهيد شاكر حسونة، وقال: إن "الشعور لا يمكن أن يوصف، فالاحتلال لم يتغير ولم يتبدل، وأوضاعنا من سيء إلى أسوأ، وهذا يدلل على مدى هذا التغول فينا من دون أن يسعفنا أو ينقذنا أحد من العالم".


حادثة مخيفة


واستذكر الشيوخي خلال لقاء مع مراسل"القدس" دوت كوم، حادثة إصابة الشاب حسونة قبل أن يستشهد، وقال: "كان الحدث في منطقة باب الزاوية في يوم انتفاضي بتاريخ الثاني عشر من كانون ثاني عام 2001، وقد هدأت قليلاً المواجهات حينها بعد ساعات من اندلاعها، وانفض الصحافيون من المكان ليتوجهوا إلى مكان آخر للأحداث، وبقيت أنا والشهيد مازن دعنا مصور وكالة رويترز الذي استشهد بنيران القوات الأميركية قرب سجن أبو غريب بعد احتلال بغداد، وبالصدفة بعد أن تأخرنا في تبادل الأحاديث مع المواطنين، شاهدنا جنود الاحتلال وهم يطلقون النار باتجاه هدف مخفي لنا".


وأضاف: "بعد ذلك ركض الجنود باتجاه الهدف ليتضح أنه الشاب شاكر حسونة والذي كنت أعرفه جيدًا، وهو مواظب في الميدان، وكان صديقي، وحين حمله الجنود بشكل وحشي والدماء كانت تسيل من عنقه بفعل إصابته، بدأنا بالتقاط الصور وكانت مؤلمة للغاية ولكن لم يكن أمامنا إلا أن نلتقط ونوثق الانتهاك الخطير وهو بمثابة جريمة حرب".


وتابع: "لم يقم الجنود بتقديم الإسعاف للشاب حسونة، وقاموا بسحله بطريقة مخيفة، وارتطم جسده بالأرض بقوة بعد أن سقط من أيديهم، ثم قاموا بانتشاله مجددًا، وتوالت المرات حتى أعلن عن استشهاده".


ولفت الشيوخي، إلى إنه بعد التقاطه صورة الشهيد شاكر حسونة، تحولت حياته على مدى أيام إلى غير طبيعية متأثرًا بما شاهده، وكان لا يعرف طعم النوم خاصة في اليومين الأولين، مشيرًا إلى أنه بادر بطباعة الصورة بنحو خمسة آلاف نسخة ووزعها على معارفه وأصدقائه وعلى المؤسسات المختلفة ليرى العالم هذا الإجرام الذي لا يتوقف بحق الشعب الفلسطيني، وما حادثة الأمس في الأقصى الا دليل على ذلك. كما قال.


الماكنة الإسرائيلية


وقال المصور الشيوخي، إن "الحادثة في الأقصى، عدا عن كونها صورة أخرى عن حادثة الشهيد شاكر، فهي تؤكد على أن الماكنة الإسرائيلية بكل براغيها تعمل بذات الطريقة، وتؤكد على أن العقل الاحتلالي لم يتغير باتجاهنا وارتكاب الجرائم بحق شعبنا".


أحداث مؤلمة


وحول الأحداث التي كانت أكثر إيلامًا بالنسبة له خلال مشواره المهني، قال الصحفي المصور ناصر الشيوخي، كانت مجزرة المصلين في الحرم الإبراهيمي الشريف في العام  1994، والتي ارتكبها المجرم غولدشتاين وأدت إلى استشهاد العشرات وجرح عشرات آخرين، وكانت حدثًا لا يمكن نسيانه واختلطت مشاعرنا ما بين أن نصور أو نبكي أو نساعد الجرحى.


وأضاف: "كان مشهدًا مروعًا، والتقطنا أنفاسنا بعد أن حثنا الشهيد مازن الذي قال لنحزن كما نريد ولكن يجب أن نترابط ونلتقط الصور لنقوم بواجبنا ونفضح هذا الاحتلال من خلال نشر الصور، حيث كان الزمن في ذلك  الوقت يعتمد على الصحافيين فقط فلا يوجد هواتف  ذكية أو أدوات الكترونية أخرى كما هو اليوم في متناول يد الجميع.


وحادثة أخرى ذكرها الشيوخي، وهي إصابة فتى عمره 12 عامًا بجروح خطيرة بجانبه في الطريق الصاعد إلى مستشفى عالية ولم يكن أحد في المكان من المواطنين، فألقى كاميرته وعمل على نقل الطفل الجريح، وتحول من مصور إلى حدث للصورة وبالفعل تمكن من نقله إلى المستشفى، وحينما رأى مديره الأجنبي صوره وجه اللوم له كثيرًا وقال له "أنت صحفي وليس مسعف، أفهم أنك فلسطيني ولديك مشاعر بهذا الاتجاه، ولكن عليك أن تقوم بواجبك، وليس بمهمات الآخرين"، ومع ذلك يقول ناصر: "لو تكرر الأمر اليوم سأعود وأقوم بمحاولة انقاذ الجريح، فالحسابات تختلف ما بين ما هو على الورق وما بين الحقيقة".

شارك برأيك

"ما أشبه اليوم بالبارحة".. مشهد اعتقال الجريح الشريف يذكر بالشهيد حسونة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%51

%49

(مجموع المصوتين 98)