فلسطين

السّبت 23 أبريل 2022 6:59 مساءً - بتوقيت القدس

برك سليمان الأثرية واستهداف استعماري لا يتوقف

بيت لحم – "القدس" دوت كوم - نجيب فراج – أكد إقدام قطعان المستوطنين على اقتحام برك سليمان الأثرية الواقعة إلى الجنوب من مدينة بيت لحم والتي تتوسط بلدة الخضر وقرية أرطاس، الأسبوع الأخير مرتين بمشاركة نحو مائة مستوطن في كل مرة وأغلبهم من الشبان والفتيات المسلحين بأسلحة رشاشة وتحت حماية جيش الاحتلال، أن الاطماع الاستعمارية لهذا الموقع الأثري لم تتوقف.


ولم يترك المستوطنون الذين يقتحمون هذه المنطقة أي مناسبة أو فرصة إلا ويقومون باقتحامها وهو ليس أمرًا عبثيًا بل هو نتاج تحريض وتخطيط من قبل جهات رسمية وعقائدية وعلى رأسها مجلس المستوطنات في الضفة الغربية الذي يوفر كل الإمكانيات لهذا الاقتحام ويحرض على أن المنطقة هي منطقة مقدسة من الناحية التلمودية ولذا تتكرر عمليات الاقتحام لمرات عديدة في العام الواحد.


 المخاوف الفلسطينية


وفي كل اقتحام ترتفع المخاوف الفلسطينية بشكل كبير على مصير هذا الموقع وسبق وأن جرى مناقشة هذه الاقتحامات على أعلى المستويات سواءاً على صعيد محافظة بيت لحم بقواها الوطنية ومؤسساتها الرسمية أو حتى على صعيد المستوى السياسي الفلسطيني الذي دائمًا ما يستنكر هذه الاعتداءات التي يصر المستوطنون ومن خلفهم مجلس المستوطنات في الضفة الغربية على اقتحامها ليقوم قطعان المستوطنين بالاغتسال بمياهها بدعوى انها مقدسة لديهم.


لمحة تاريخية


وتضم منطقة برك سليمان التي يبلغ مساحتها الإجمالية 32 دونمًا، ثلاثة برك بناها السلطان العثماني سليمان القانوني، وبنيت لتجميع مياه الأمطار في فصل الشتاء والمياه القادمة من وادي البيار وعين العروب التي تبعد نحو 10 كيلو متر منها، كما توجد عين ماء أخرى باسم عين عطانن عند نهاية البركة الثالثة التي غالبًا ما يتجمع المستوطنون حولها ويمكثون لساعات، وإن قسمًا من هذه البرك محفور في الصخر الصلب، وقسم مبني أو مشيد بحجارة كبيرة مقصورة بالملاط (خليط الشيد مع الرمل). 


وتحيط بهذه البرك أشجار السرو والصنوبر، وكان يتوجه إليها الكثيرون من أهالي المنطقة، أو رحلات مدرسية للتنزه في الهواء الطلق، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة. قلعة مراد الأثرية.


كما تضم المنطقة قلعة أثرية بناها السلطان مراد الرابع وسميت على اسمه وذلك في العام 1622 وذلك بهدف تعزيز الموقع عسكريًا وحمايتها من اللصوص والمخربين الذي كانوا يتعمدون استنهداف الأقنية وتخريبها وتحتوي هذه القلعة على غرف لمبيت الجنود وعلى أربعة أبراج عسكرية لمراقبة المنطقة من جهة، ومن أجل أن يبيت جنود الدوريات الذين كانوا يجوبون المنطقة حتى عين العروب ووادي البيار للحماية.


تصنيف المكان


وتقع المنطقة في حدود تصنيف "أ" التابعة للسلطة الفلسطينية وهي أرض تابعة لوزارة الأوقاف الفلسطينية التي أجرتها إلى اتحاد شركة المقاولين ccc قبل أكثر من عشرين عامًا، وذلك بحسب جورج باسوس مدير "مدينة الحضارات والثقافات – ضاحية برك سليمان"، حيث أطلق عليها هذا الاسم وكان التأجير بطلب من الرئيس الشهيد ياسر عرفات، واستكمل بعهد الرئيس محمود عباس الذي اقترح الاسم المشار إليه، وجرى استثمار المكان بملايين الدولارات وأقيم عليه قصر المؤتمرارت الشهير، إضافة إلى العديد من المرافق من بينها منتزه وتفعيل البرك وقاعات عامة بما في ذلك ترميم قلعة مراد الأثرية، وأصبح المكان صرحًا وطنيًا على مستوى محافظات الضفة الغربية وتقام فيه مؤتمرات محلية ودولية هامة.


الخطر الدائم


وأضاف باسوس أن استهداف المستوطنين وجنود الاحتلال لهذا الموقع يشكل خطرًا داهمًا عليه رغم وقوعه في منطقة "أ" ونحن لن نسمح بمخطط المستوطنين أن يمر وهذا يجب أن يتضافر بكل الجهود.


وتتابع حركة فتح وخاصة في مواقع الخضر والدهيشة وأرطاس بشكل دائم اقتحامات المستوطنين المستمرة نظرًا لأن هذه المواقع لها صلات جغرافية ومكانية به، وقالت إن الاقتحام الاحتلالي لبرك سليمان هو أمر خطير للغاية وسبق أن نفذت العديد من الفعاليات الاحتجاجية دفاعًا عنه ولذلك نحن في يقظة دائمة لما يخطط له المستوطنون.


والجدير بالذكر أن المستوطنين الذين يأتون سيرًا على الاقدام بعد أن يوقفوا مركباتهم في موقع أم ركبة ببلدة الخضر والقريب على بؤرة استيطانية يسيرون مخترقين الأشجار الحرجية وهم يحملون بنادق رشاشة ويحرسهم جنود الاحتلال ويتجولون في جنبات المكان ويؤدون صلوات تلمودية ويغطسون في بركها ويمارسون السباحة في عيون مياهها وهو الأمر الذي يشكل استفزازًا لكل المواطنين، ولم تقتصر هذه الاعتداءات على ذلك وسبق للمدفعية الاسرائيلية أن قصفته بالمدافع الثقيلة خلال الانتفاضة الثانية وألحقت في مبانيه المختلفة أضرارًا جسيمة، إلا أن الشركة المسؤولة عنه عادت لترميم المباني من جديد.


الاستهداف الرسمي


ويقول الناشط ضد الاحتلال في بلدة الخضر أحمد صلاح لمراسل"القدس" دوت كوم، إن ذلك يدل على أن الاستهداف الإسرائيلي هو استهداف رسمي لهذا المكان الأثري الهام، فمرة بتسهيل اقتحامه من قبل قطعان المستوطنين ومرة باقتحامه عسكريًا، ومرة ثالثة بقصفه، لتتكرر هذه الاعتداءات وكأنه يريد أن يقول إنه لن يترك المكان للفلسطينيين.


 وسبق لبعض قادة المستوطنين حينما أقدموا على اقتحام الموقع أن قالوا، إن "برك سليمان هو موقع ديني لنا وامتداد لوجودنا ولا بد أن يتبع منطقة جفعات هيتمار"، وهو الإسم الذي أطلق على جبل المعصي الذي يبلغ مساحته نحو 400 دونم.


وأضاف صلاح "بهذه المواقف الصريحة يظهر مدى خطورة المخطط الذي يسعى إلى اقامته مجلس المستوطنات في الضفة الغربية وبدعم كبير من جمعيات ومنظمات صهيونية".

شارك برأيك

برك سليمان الأثرية واستهداف استعماري لا يتوقف

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 02 نوفمبر 2024 12:08 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.75

شراء 3.73

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

دينار / شيكل

بيع 5.29

شراء 5.27

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%47

%53

(مجموع المصوتين 17)