فلسطين

الجمعة 22 أبريل 2022 10:55 مساءً - بتوقيت القدس

"عتنائيل بن قناز" قبر مزعوم لتهويد قلب الخليل

الخليل- "القدس" دوت كوم -  جهاد القواسمي - يتبنى الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه، أماكن مقدسة وتراثية وهمية، على أسس توراتية مفتراه كقبر "عتنائيل بن قناز"، ويزورونها ويقيمون طقوسًا تلمودية داخلها، كمخطط استيطاني يهودي، يهدف إلى تهويد قلب الخليل.


تزوير حقائق


ونفى الباحث في تاريخ الخليل، الدكتور يوسف أبو ميزر، أن يكون لهذا القبر المكان، أي علاقة باليهود من قريب أو بعيد، مشيرًا أن الاحتلال كعادته دأب على تزوير الحقائق عبر أكاذيب تستند إلى روايات وأساطير لا تمت إلى الواقع بصلة، موضحًا أن عتنائيل بن قناز، يهودي، عاش قبل الميلاد، ولا يعرف عنه شيء، حتى في كتاب ما يسمى بالعهد القديم، والأخبار عنه متضاربة ومشوشة، موضحًا أن المغارة التي يزورها المستوطنون اليوم، تعود إلى أكثر من (1800) عام، وهي رومانية.


وأضاف، أن المغارة تتكون من قسمين، خارجي وهو عبارة عن ساحة يدخل من خلالها إلى القسم الثاني وهي مغارة الدفن، لافتًا أن طريقة الدفن عند الرومان في تلك الفترة، كانت داخل مغائر تحتوى على عدة عيون منحوتة في الصخر، لدفن الموتى، مضيفًا أنه أمام العيون منحوت في الصخر حرف على شكل (U) بالانجليزي، كان يوضع الميت عليه من أجل إجراء الطقوس الدينية قبل دفن الميت واغلاق القبر عليه.


وبين أبو ميزر، أن المغارة ليست الوحيدة في تلك المنطقة، وهي كانت جزء من مملكة رومانية، كانت تقع في المنطقة الممتدة ما بين مدرسة أسماء بنت أبي بكر وحتى أول شارع الشهداء، وسط مدينة الخليل، ولا تزال بعض أثار هذه المملكة موجودة، منوهًا أن المقبرة الرئيسية للمملكة كانت في القسم الجنوني المطل على واد التفاح من جهة شارع الشهداء، ولأن فوق هذه المقبرة أبنية ومحال تجارية.


وأشار أن المنطقة التي تقع فيها هذه المملكة، تمتد حتى جبل الرحمة وكانت تعرف بالعهد الروماني باسم جبل "لتون" وعرفت المنطقة عبر الوثائق في العهد العثماني المبكر باسم "قف النبي"، وكان يوجد بها بعض الينابيع وآبار المياه القديمة منها ما هو موجود إلى الآن ومنها منها قد اندثر.


كيف تسربت الفكرة


وبين الدكتور أحمد الحرباوي، الباحث في مجال الانثروبولوجيا، أن هناك إشكالية تكمن في كون المصادر التوراتية اختلفت في مكان دفن هذه الشخصية (عتنائيل بن قناز) وهو أحد القادة الذين استلموا زمام إدارة شؤون بني اسرائيل بعد وفاة النبي موسى، بشكل محسوم، مشيرًا ولأن أسفار التوراة منقسمة (القضاة/ اليوشع بن نون، الملوك) منقسمة حول دخول الأرض المقدسة واختراق أسوار أريحا، وهذا الانقسام ممتد حول دخول الجيل الأول برحلة التيه مع موسى للأرض المقدسة، فكيف تم الترويج لقصة قبر عتنائيل بن قناز في الخليل وكيف تسربت تلك الفكرة الى الثقافة اليهودية وهي غير مؤسس لها في السردية الدينية الرسمية؟!.


وأوضح، أن أصول هذه الفكرة حول القبر، تعود إلى جماعة حاباد اليهودية، وهو مجمع يهودي "اشكنازي" يرجع تاريخه إلى الحاخام "شلوم زلمان" في بيلاروسيا، ويعتمد فكر جماعة حاباد بشكل أساسي على عقيدة "الكابالاة" التي ترى كل حقيقة وظاهرة في العالم على أنها تعبير عن القوة الإلهية ، بمعنى "لا أحد غيره" ونشأ هذا المذهب بشكل أساسي في مدينة الخليل ودعمته عائلة "سلونيم" اليهودية وأصبحت المتفردة في نشر فكره وتسيده، وكانت عائلة سلونيم خليفة وامتداد للزعامة اليهودية الاسبانية (الاندلسية) التي سكنت الخليل لأكثر من خمسة قرون متتالية بعد سقوط الأندلس، وجاءوا إلى الأرض المقدسة لانتظار المسيح المخلص (وهي إحدى الأفكار المحورية لدى جماعة حاباد الدينية.


وأشار الحرباوي، يُعرف مجتمع حباد في الخليل أيضًا باسم "مجتمع الأشكناز في الخليل" لأن معظم الأشكناز في الخليل كانوا أعضاء في حاباد، وكان أتباع حاباد أول اليهود الأشكناز الذين استقروا في الخليل كمجموعة منذ أجيال لسنوات عديدة، مضيفًا واعتمد أفراد المجتمع زخارف الدوائر الاستيطانية القديمة، بما في ذلك الزي التقليدي للمستوطنة، زعيمة الطائفة المعروفة هي ريبيتزين مينوتشا راشيل سلونيم، ابنة الحاخام دوفر شنيوري، الملقب بـ "أم الجالية اليهودية في الخليل"، في تجمّع حاباد في الخليل، مشيرًا أنه تم إنشاء مدرستين يشيفات: يشيفات ماجن أفوت ويشيفات تورات إيميت، وهما أول مدارس يشيفات حسيدية في أرض فلسطين.


وتابع، مع بداية الهجرة اليهودية في منتصف القرن التاسع عشر إلى أرض فلسطين من روسيا، استقر مجتمع حباد في طبريا وصفد، وفي أوائل العشرينات، انتقل أتباع حاباد إلى الخليل، وأقاموا المجتمع الخاص بهم هناك، وأصبحوا الكيان المؤسس لجماعات حاباد في أرض فلسطين، وعاشت هذه الجماعة منفصلة عن مركز الحسيدية في أوروبا الشرقية، مشيرًا أنه خلال سنوات وجودها في فلسطين، تم إنشاء مجتمعات حاباد أخرى، في يافا وصفد والقدس، وظل المجتمع قائمًا حتى ثورة البراق عام 1929م، عندما دمرت المستوطنة اليهودية في المدينة بالكامل.


وقف إسلامي


وأكد الحرباوي، أنه لم يظهر قبر "عتنائيل بن قناز"، على الوجود لا في الكتب الدينية أو التاريخية اليهودية إلا بعد أن استأجر الحاخام بيغايو مساحة 800 دونم من عائلة التميمي في الخليل، وهي منطقة شملت تل الرميدة (الخليل التوراتية) وقبر يشاي آفي داود، مشيرا انه تم استئجار هذه المنطقة من رأس ماله الخاص ونقله إلى مجمع حاباد كتبرع، وهنا ظهرت تقاليد زيارة واضاءة الشموع في قبر عتنائيل لأول مرة وهو مدفن صخري يرجع للفترة الرومانية المبكرة، وشهادة الاستئجار من الوقف الإسلامي موقعة من قبل أفراد عائلة التميمي.


للسيطرة والتهويد


واعتبر هشام الشرباتي، منسق لجنة الدفاع عن الخليل، أن الاستيطان اعتمد على أسس توراتية مزعومة، وادعى المستوطنون كثير من الأماكن ومواقع في المدينة مواقع تاريخية يهودية، مؤكدًا اأها أماكن افتري عليها، أنها من التراث اليهودي، وهذه مغالطات عنصرية، وما هي إلا مشروع استيطاني مبرمج لتهويد الخليل تحت حجج توراتية دينية، وهي حجج واهية لا تستند على حقائق.


وأضاف، أنه بعد احتلال المدينة عام 1967، هيمن الاحتلال على مواقع عديدة في الخليل، ووضعوا عليها لوحات تزعم أنها مواقع تراثية دينية لليهود"، مشيرًا أن البداية كانت في الحرم  الإبراهيمي، ومقبرة اليهود في جبل الرحمة، وقبر عتنائيل بن قنار، ومواقع أخرى، ويقومون باقتحامها في الأعياد، ويؤدون طقوسهم التلمودية التهويدية وتحت حماية جيش الاحتلال.

شارك برأيك

"عتنائيل بن قناز" قبر مزعوم لتهويد قلب الخليل

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 02 نوفمبر 2024 12:08 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.75

شراء 3.73

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

دينار / شيكل

بيع 5.29

شراء 5.27

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%47

%53

(مجموع المصوتين 17)