Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 17 أبريل 2022 4:39 صباحًا - بتوقيت القدس

"المسحراتي " في فلسطين يهتف للقدس وجنين والشهداء

بيت لحم – "القدس" دوت كوم نجيب فراج – عادت ظاهرة المسحراتي في شهر رمضان الحالي هذا العام بقوة رغم خفوت الظاهرة بشكل عام بحكم أدوات التكنولوجيا المختلفة التي أضحت الشعوب الإسلامية كلها تعتمد عليها، فلم تعد ظاهرة التسحير تلك الوسيلة التي يعتمد عليها للاستيقاظ من أجل تناول وجبة السحور الرمضانية كما في الماضي.


إطلاق الصيحات الوطنية


وأظهرت مقاطع فيديو مختلفة وبشكل ملحوظ اشتراك شبان عديدون في الخروج للشوارع على وقع الطبول وهم يطلقون صيحاتهم لإيقاظ المواطنين في أكثر من موقع ومحافظة مع تصاعد الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية خلال فترة شهر رمضان الحالي، وقد خرج الشبان على شكل فرق وهم يلبسون الزي التراثي الفلسطيني كالحطة والعقال وما شابه ذلك، وغلب طابع الصيحات هتافات وطنية تحاكي الواقع الحالي وتضع قضايا هامة لتكون محور هذه الصحيات.


من الفوار تحية إلى جنين الأبية


في مخيم الفوار اشتهر الشاب أحمد العناتي بلمساته أثناء قيامه بمهمة "التسحير" وسبق له في سنوات ماضية أن واظب على ذلك، وقد أظهرت مقاطع الفيديو الملتقطة من شوارع وأزقة مخيم الفوار قضاء الخليل، وهو يردد على وقع ضربات الطبول "من الفوار تحية إلى جنين الأبية"، و "يابو الرعد طل وشوف احنا رجالك بالألوف" في اشارة إلى والد الشهيد رعد حازم الذي نفذ عملية تل أبيب مؤخرًا، والذي تلاحق قوات الاحتلال، والده وتحاول اعتقاله.


ويردد العناتي وصديق له كان بجانبه هتافات عن الشهيد حسين عطية الطيطي، التي كانت والدته تنتظر أمام منزلها ليهتف ويقول "دم الشهيد بنادي حب الوطن عبادة"، ويرحم روحك يا حسين واحنا عن دربك ما بنلين"، ومن ثم قام بتقبيل رأسها في مشهد مؤثر للغاية، كما هتف للأسرى ومن بينهم محمود أبو وردة المحكوم بالسجن المؤبد منذ عشرين عامًا، وذلك من أمام منزل عائلته، متمنيًا الشفاء له، حيث يعاني من أوضاع صحية صعبة.


الصوت الجميل


ويبلغ أحمد العناتي 25 عامًا ويمتلك صوتًا جميلاً، ويتجول في شوارع أزقة الفوار، وما أن يصدح صوته عاليًا إلا ويتحلق الأطفال من حوله ويسيرون معه، حيث يؤكد أن ما يمارسه من طقوس تهدف أولاً للحفاظ على ظاهرة التسحير كي لا تندثر لأنها من العادات القديمة الجميلة التي قال "أتمسك بها منذ خمس سنوات أو أكثر، وأصبحت مدمنًا عليها".


ويضيف: "إننا نمزج ذلك بقضايا الساعة في بلدنا الذي يعاني من اعتداءات إسرائيلية لا تتوقف، ففي رمضان الماضي كانت معركة سيف القدس والاعتداءات على الشيخ جراح والأقصى محور القضايا التي تناولتها خلال تسحير المواطنين، وهذا العام كما نشاهد جميعًا فإن أحداث جنين واستهدافها والاعتداء على سكانها وكذلك الأقصى وقضية الأسرى التي لا تنتهي محور مواضيعنا  .. نحن نحفز الناس ونجعل كافة هذه القضايا حية كما هي على أرض الواقع".


مخيم جنين حاضرًا


وفي مخيم جنين الذي يواجه وضعًا إنسانيًا صعبًا من جراء غارات الاحتلال المستمرة عليه وسقوط الشهداء والجرحى، شكلت مجموعة من الشبان فرقة شعبية ترتدي الملابس التراثية وتخرج لإيقاظ المواطنين في وقت السحور، وهي تهتف للشهداء والأسرى والأقصى "جنين لن تستسلم".


وتضم هذه الفرقة ستة شبان يجوبون شوارع المخيم وأزقته بالكامل قبل أن يعودوا إلى منازلهم لتناول وجبة السحور.


وبهذا الصدد يقول المسحراتي يزن مؤيد السعدي "لقد ترعرعنا في مخيم جنين على الحس الوطني والحس الديني ولهذا نحن نمزج بين القضايا الوطنية والدينية عندما نخرج وقت السحور ونعمل على مقابلة أمهات الشهداء والجرحى والأسرى وكم يشكل ذلك وقعًا إيجابيًا عليهن، ونشعر إننا ندخل الفرحة إلى قلوبهن رغم حجم الألم والحزن لديهن".


ويستذكر يزن، الشهيد أمجد العزمي الذي استشهد برصاص الاحتلال الاسرائيلي في شهر آب من العام الماضي أثناء اقتحام عنيف للمخيم واستشهد 3 شبان آخرين لا زالت جثامينهم محتجزة لدى قوات الاحتلال، حيث كان الشهيد يخرج معهم في أوقات السحور خلال شهر رمضان في السنوات الماضية، ويقول عنه: "كان عنصرًا إيجابيًا بكل معنى الكلمة، وكان دائمًا يحضر معه التمر والمياه لنا، جزاه الله كل خير وانشاء الله مثواه الجنة".


وأضاف: "إننا نخرج في كل ليلة الساعة الثانية فجرًا، ونمكث في شوارع المخيم مدة ساعة، ودائمًا نشعر بالفخر والاعتزاز والسعادة ازاء ما نقوم به نظرًا للاحترام الذي يقابلنا به الأهالي".


وفي شوارع البلدة القديمة ونابلس أيضًا يجسد المسحرون قضايا وطنية بشكل دائم، ولا شك أن جنين كانت حاضرة في برنامجهم هذا العام، إضافة إلى الأقصى والدعوة للوحدة الوطنية واستمرار مقاومة الاحتلال، وأطلق المسحراتي هناك صيحة ملحنة على الطبل" يا حصري السعدي أجاك.. يا أسود الاشتباك".


ملاحقة المسحراتي في القدس


وفي القدس يطلق المسحرون الهتافات الوطنية الداعية إلى حماية الإقصى والدفاع عن القدس وعروبتها رغم تحسب هؤلاء من ملاحقة قوات الاحتلال، إذ لم يسلم المسحراتي عرين الزعانين من عدوان الاحتلال الإسرائيلي وتضييقاته المتواصلة في كافة جوانب الحياة في القدس المحتلة.


وسبق أن منعت قوات الاحتلال بالقوة مسحراتي حي وادي الجوز في القدس المحتلة الزعانين من القيام بعمله وإيقاظ الصائمين للسحوروذلك قبل عامين.


وقال مركز معلومات وادي حلوة إن قوات الاحتلال منعت المسحراتي الزعانين من الخروج إلى أزقة حي وادي الجوز بمدينة القدس، وهددته بالاعتقال وبدفع غرامة مالية عالية في حال خروجه لإيقاظ السكان للسحور.


وفي مخيم الدهيشة قرب بيت لحم ينادي أربعة من الشبان على الناس للصحو وتناول طعام السحور، وعندما مر هؤلاء بجانب منزل عائلة الشهيد الطفل أركان مزهر هتفوا "يا أم الشهيد نيالك .. يا ريت أمي بدالك"،وحينها في مشهد مؤثر قالت الشابة أليس، إنها "ذرفت الدموع حينما سمعت بالهتاف".

شارك برأيك

"المسحراتي " في فلسطين يهتف للقدس وجنين والشهداء

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 96)