فلسطين

الخميس 14 أبريل 2022 10:12 مساءً - بتوقيت القدس

مكتبة تضم آلاف الروايات تعزز الثقافة بين سكان قطاع غزة

غزة - (شينخوا) تقضي العشرينية سعاد المرنخ ساعتين أسبوعيا داخل مكتبة "سمير منصور" في مدينة غزة، تطالع عناوين عشرات الروايات المتوفرة قبل أن تشتري واحدة منها.


وما أن تطأ المرنخ (28 عاما) قدميها في أروقة المكتبة تشعر بأنها دخلت إلى عالم أخر مليء بالقصص والتجارب التي تمنحها القدرة على التفكير وتطوير سلوكها المعرفي.


وتقول المرنخ لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما تمسك في يديها مجموعة من القصص البوليسية التي تنوي شرائها، إن قطاع غزة يعيش حصارا إسرائيليا منذ العام 2007 وقليل من سكانه يسافر إلى الخارج ويتعرف على ثقافات مختلفة عن الثقافة الفلسطينية.


ويمكن لأولئك الذين لم يتمكنوا من السفر في حياتهم الواقعية، أن يتعرفوا على الثقافات الغربية من خلال قراءة الكتب والقصص والروايات التي تتواجد في المكتبة التي ترتادها يوميا من وجهة نظر الشابة العشرينية.


وأضافت المرنخ أن "وجود مكتبة غنية بمختلف الكتب والروايات بمثابة حياة للمجتمع (..) فهي تمنحهم القدرة على التعرف على الكثير من الوقائع والعادات والتقاليد البعيدة عنهم.


وكانت المرنخ سابقا تقرأ الروايات والقصص عبر الهاتف النقال ما تجد صعوبة كبيرة في وصول الفكرة والمشهد كون الكتب لها "جمالها وكينونتها الخاصة التي تتيح لها الفرصة أن أنفصل تماما عن المحيط".


وتفضل الشابة وهي واحدة من بين مئات الذين برتادون المكتبة يوميا بحثا عن الكتب بعدة لغات بينها العربية والانجليزية قراءة الروايات البوليسية لأنها تشجعها على التفكير والتدبر والتأمل في غالبية الأمور والأحداث التي تدور حولها.


وتعتبر مكتبة "سمير منصور" من أولى المكتبات التي تم تأسيسها قبل نحو 30 عاما وساهمت بشكل كبير في إثراء القراء بما يرغبون من الكتب، بالإضافة إلى تعزيز الدور الثقافي في المجتمع المحلي، بحسب شيرين العكة، مسؤولة العلاقات العامة بالمكتبة.


وافتتحت المكتبة في ثمانيات القرن الماضي مقابل "قصر الباشا" في غزة وهو معلم أثري، ما ساهم بشكل كبير في منحها ميزة خاصة بها، وجعل دورها أساسي في تعريف السكان على التاريخ والتراث مما كان يتيح للزبائن زيارتها للحصول على الكتب التي تتحدث عن التاريخ الفلسطيني والعربي.


وتقول العكة "لحسن الحظ، أن لدينا مجتمع مثقف يعشق القراءة والسفر عبر الزمن من خلال الإبحار وقراءة الكتب والروايات، مشيرة إلى أن جميع الكتب داخل المكتبة لها زبائنها .


وتابعت العكة أن هناك إقبالا ملحوظا في الفترة الأخيرة على الكتب المتخصصة بالتسويق، بالإضافة إلى القصص المثيرة مثل سلسلة هاري بوتر التي يهتم بها الشبان الصغار.


وفي محاولة منها لمساعدة أطفالها على الإقلاع عن استعمال الهاتف النقال لساعات طويلة، تواظب الثلاثينية أكابر جمعة على اصطحاب أطفالها الثلاثة إلى المكتبة لتشجيعهم على شراء القصص وقراءاتها.


وتقول أكابر لـ((شينخوا)) إن سلوكيات أطفالها شهدت تحسنا ملحوظا بعد انخراطهم في قراءة الروايات وحب اللعب مع أقرانهم بعيدا عن استعمال الهواتف النقالة، لافتة إلى أنها عمدت على شراء القصص التي تساعد الطفل على التفكير وتشجيعه على الاندماج بالمجتمع.


وتضيف أكابر أن المجتمع الفلسطيني بحاجة إلى وجود مثل هذه "المكتبة، كي يتمكن من تعزيز الجانب الثقافي لدى أطفاله ليكونوا أشخاص لديهم القدرة على التفاعل في المجتمع وألا يكونوا حبيسي الألعاب الألكترونية".


وتمتلك المكتبة ثلاثة أفرع في القطاع، إلا أن أحد أفرعها تم تدميره خلال غارة إسرائيلية استهدفت المبنى المتواجد فيه في التوتر العسكري الأخير ما بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل في مايو الماضي.


وبعد نحو شهرين من تدمير المكتبة، نفذ ناشطون فلسطينيون وأجانب حملة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، جمعوا خلالها نحو 250 ألف دولار وأكثر من 100 ألف كتاب، تم نقلها عبر معبر كرم أبو سالم التجاري ما بين القطاع وإسرائيل، بحسب العكة.


وتم افتتاح المقر الجديد للمكتبة بعد تسعة أشهر من تدميره في فبراير الماضي. وتضم المكتبة الممتدة على طبقتين بمساحة 1000 متر مربع، نحو 400 ألف كتاب وضعت على رفوف خشبية.

شارك برأيك

مكتبة تضم آلاف الروايات تعزز الثقافة بين سكان قطاع غزة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 02 نوفمبر 2024 12:08 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.75

شراء 3.73

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

دينار / شيكل

بيع 5.29

شراء 5.27

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 15)