فلسطين

الخميس 14 أبريل 2022 3:50 مساءً - بتوقيت القدس

الشهيد محمد غنيم... مسيرة عطاء أوقفتها رصاصات الاحتلال

بيت لحم – "القدس" دوت كوم - نجيب فراج- لم يكن اليوم التاسع من شهر رمضان المبارك الموافق العاشر من نيسان  2022 يومًا عاديًا لعائلة المواطن عيسى غنيم التي تقطن في بلدة الخضر حينما وصلها خبر استشهاد نجلها محمد البالغ من العمر 21 عامًا برصاص الاحتلال الاسرائيلي في حوالي الساعة الحادية عشر ليلاً من ذلك اليوم.


نبأ الاصابة الصاعق


ويقول والده عيسى الذي يعمل في مهنة "السباكة" أنه في ذلك اليوم جاء موعد الإفطار وتجمعت العائلة بما فيها محمد ووالدته وشقيقه وشقيقاته الثلاثة حول المائدة، وبعد أن أمضى نحو الساعة معنا، ارتدى ملابسه كي يخرج مع أصدقائه كالعادة في شوارع البلدة، وفي حوالي الساعة الحادية عشر ليلاً سمع في أرجاء البلدة صوت إطلاق نار كثيف في منطقة جدار الفصل العنصري الذي يحيط بالبلدة، وكنا نعتقد أنه مثل كل ليلة مجرد إطلاق نار اعتيادي، خاصة وأن الاحتلال يتواجد باستمرار في المنطقة وينصب الكمائن للمواطنين، ولكن سرعان ما وصلنا نبأ إصابة محمد الذي نقل على وجه السرعة إلى مستشفى اليمامة بالبلدة لتلقي العلاج وتبين أنه أصيب برصاصة في منطقة الصدر وأعلن عن استشهاده.


ساعد الأب الأيمن


وقال الوالد إن محمد وهو نجله الأكبر كان بمثابة الساعد الأيمن له، حيث يعمل معه في صنعته وهو من الشبان الذين يحوزون على احترام المواطنين نظرًا لأخلاقه العالية ودماثتها وحبه لمساعدة المواطنين ومساعدة من يحتاج إلى المساعدة أيًا كان وبأي طريقة يمكنه تقديم هذه المساعدة.


ورغم مرور عدة أيام على استشهاد محمد، إلا أن الصدمة لم تغادر والدته وشقيقاته اللواتي بقين يستذكرن مواقفه ويذرفن الدموع عليه"فهو الغالي الذي افتقده البيت والحارة والناس والجيران والبلدة .. أحبه واشتاق إليه"، بهذه الكلمات تستقبل الوالدة المكلومة كل من يعزيها ويشد من أزرها وتضيف "لا يمكن أن اتخيل البيت بدونه وبحركاته وابتساماته ونشاطه الدوؤب، لقد حولوا رمضان في بيتنا إلى مناسبة للدموع والحزن والمرارة الدائمة، ولكن عزائي أنه شهيد فداءً لفلسطين، فالوطن غالي ويستحق كل هذه الدماء".


لاعب كرة قدم مثالي


فكما افتقدته العائلة في منزلها والمواطنين في حاراتهم، افتقده نادي شباب الخضر الرياضي، وزملائه في الملعب فهو عضو في فريق النادي الذي تأسس في العام 1956، وهو من الأندية العريقة في الأراضي الفلسطينية، حيث أن الشهيد محمد  صاحب القميص الذي يحمل  الرقم 19 في الفريق، ويقول العديد من زملائه أنه أحد اللاعبين المتميزين في الاخلاق والالتزام بالروح الرياضية والتدريبات وله انجازات يشار لها بالبنان بهذا الصدد.


وكان رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب، استنكر إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للشهيد بدم بارد، وقال إنها تضاف إلى سلسلة الجرائم العنصرية التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل متواصل بحق الرياضيين والرياضة الفلسطينية، وبطريقة سافرة مخالفة لكل القوانين والمواثيق الدولية الإنسانية والرياضية.


شهيد يودع شهيد


جاء استشهاد محمد بعد نحو خمسين يومًا من استشهاد الفتى محمد صلاح، فكان المحمدين ضحية لجنود الاحتلال الذين يوجهون حرابهم نحو المواطنين في محيط جدار الفصل العنصري.


وقال الناشط ضد الجدار والاستيطان في البلدة أحمد صلاح لمراسل "القدس" دوت كوم، أن الشهيد غنيم وبعد حادثة الاستشهاد لمحمد الأول كان متأثرًا للغاية وينشر صور مشتركة بينهما.


ونشر الناشط صلاح صورة  للشهيد غنيم وهو يرفع ملصق للشهيد محمد وكتب عليها شهيد يودع شهيد.


وأضاف صلاح: إن محمد غنيم أحد الشبان الغيورين على وطنه، فسبق لقوات الاحتلال أن اعتقلته وهو فتى ومن ثم أصيب في وقت سابق برصاصة احتلالية في أسفل جسده، لتؤكد كل الأحداث بأن الجنود المحيطون بالبلدة يشكلون خطرًا على المواطنين الذين يقطنون بمحاذاة الجدار والشارع الملتف حول البلدة.


وأشار إلى أن عدد من الشبان وبينهم أطفال استشهدوا وأصيب ومن بينهم من أصيب بإعاقات دائمة، إضافة إلى أنها مصيدة لاعتقال المواطنين، وكان محمد غنيم من بين ضحايا هذه المصائد أسيرًا وجريحًا ومن ثم شهيدًا ، ولكن كل هذه الجرائم لن تجعل شعبنا أن يرفع الراية البيضاء.

دلالات

شارك برأيك

الشهيد محمد غنيم... مسيرة عطاء أوقفتها رصاصات الاحتلال

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 02 نوفمبر 2024 12:08 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.75

شراء 3.73

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

دينار / شيكل

بيع 5.29

شراء 5.27

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%62

%38

(مجموع المصوتين 13)