Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الخميس 10 أبريل 2025 9:27 صباحًا - بتوقيت القدس

زيارة نتنياهو إلى واشنطن.. التقاء مصالح وتباين أولويات

رام الله - خاص ب "القدس" دوت كوم

د. حسن أيوب: واشنطن استدعت نتنياهو لمنع ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية ومنحه ضوءأ أخضر لمواصلة العدوان على غزة

محمد هواش: خطوط حمراء لنتنياهو وضغط لإنهاء حرب غزة ولو مؤقتاً قبل زيارة ترامب للمنطقة

د. أمجد أبو العز: لغة الجسد خلال اللقاء كانت كاشفة لحالة من الفتور الواضح بين ترامب ونتنياهو وقد تشي بأن الأخير بات عبئاً

نهاد أبو غوش:  لقاء ترامب- نتنياهو وما جرى في المؤتمر الصحفي لم يكن سوى غطاء لملفات أكثر خطورة تُدار خلف الكواليس

د. قصي حامد: ترامب ينوي زيارة المنطقة خلال شهر بهدف بحث ملفات اقتصادية وسياسية ولذلك يرغب في تهدئة الأجواء قبل وصوله

عوني المشني: زيارة نتنياهو إلى واشنطن حجم التباين بين نتنياهو وترامب خاصة في ملفات حساسة كالموقف من إيران


شهدت الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن نقاشات مكثفة حول الملفين الإيراني والفلسطيني، ما أظهر تباينات واضحة بين نتنياهو وحكومته مع الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب.

ويوضح كتاب ومحللون سياسيون ومختصون وأساتذة جامعات في أحاديث منفصلة مع "القدس"، أن اللقاء بين ترامب ونتنياهو أظهر تناقضاً في الأولويات بين الطرفين، حيث يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تهدئة الأوضاع في غزة تمهيداً لزيارة مرتقبة إلى المنطقة، بينما يصر نتنياهو على تحقيق مكاسب عسكرية وسياسية قبل أي اتفاق، كما كشفت الزيارة عن تزايد الفتور في العلاقة الشخصية بين ترامب ونتنياهو، مع إصرار ترامب على فرض أجندته الخاصة، خاصة فيما يتعلق بالملف الإيراني والعلاقات مع تركيا، مما قلص هامش المناورة الإسرائيلي.  

ويشيرون إلى أن واشنطن تحاول إدارة الأزمة دون انفجار إقليمي قد يعيق خططها الاقتصادية والسياسية، فيما يؤكدون أنه في ظل غياب أي موقف عربي فاعل، يبدو المشهد الفلسطيني مرهوناً بالصراع بين مصالح الولايات المتحدة ورغبات إسرائيل، مع تنامي مخاطر الضغطا العسكري والإنساني في قطاع غزة خلال الأيام المقبلة.



تحسب أمريكي من ضربة إسرائيلية لإيران


يقول أستاذ العلوم السياسية والمختص في الشأن الأميركي، د. حسن أيوب، إن زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى واشنطن جاءت بدعوة مفاجئة من الإدارة الأميركية، على خلفية تقارير تشير إلى أن تل أبيب كانت بصدد توجيه ضربة عسكرية وشيكة ضد المنشآت النووية الإيرانية.

ويوضح أيوب أن هذه الدعوة جاءت نتيجة مخاوف أميركية من أن تُقدم حكومة نتنياهو على خطوة منفردة في هذا الاتجاه، مما يخلط الأوراق الإقليمية، ويقوّض الجهود الأميركية الجارية لإطلاق مسار تفاوضي جديد مع إيران. 

ويشير أيوب إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومنذ تسلمه ولايته الرئاسة الثانية، كانت قد زودت إسرائيل بقنابل خارقة للتحصينات، في رسالة فهمتها تل أبيب على أنها ضوء أخضر مبدئي لاستعداد عسكري تجاه إيران، خاصة مع تزايد العمليات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن، ما عزز ثقة حكومة نتنياهو بإمكانية التنسيق العسكري مع واشنطن.

ويرى أيوب أن إسرائيل سعت من خلال هذه الزيارة إلى استباق أي مفاوضات محتملة بين واشنطن وطهران، خصوصاً في ظل تناقض مواقف ترامب تجاه إيران، حيث يتراوح بين التهديد العسكري والدعوة إلى التفاوض. 



توافق أمريكي إسرائيلي بشأن غزة



ويلفت أيوب إلى أن حكومة الاحتلال أبلغت واشنطن أن "أذرع إيران" في المنطقة قد تم بترها، مما يعطيها أفضلية لتنفيذ ضربة مباشرة ضد طهران.

غير أن المفاجأة، بحسب أيوب، تمثلت في تصريح ترامب العلني خلال اللقاء بأن "المفاوضات مع إيران ستبدأ قريباً"، مع طلب مباشر من نتنياهو بعدم اتخاذ أي خطوات أحادية من شأنها إفشال هذه المساعي، وهو ما يعتبره أيوب رسالة واضحة لتجميد الخيار العسكري مؤقتاً.

في المقابل، يؤكد أيوب أن الملف الفلسطيني، وتحديداً قطاع غزة، شهد توافقاً أميركياً-إسرائيلياً كاملاً خلال اللقاء، حيث حصل نتنياهو على "ضوء أخضر متجدد" من الإدارة الأميركية لمواصلة حربه على القطاع، بما في ذلك تنفيذ خطط الإبادة الجماعية، والضغط نحو تهجير السكان الفلسطينيين.

ويشير أيوب إلى أن ترامب لم يخفِ دعمه الصريح لهذه السياسات، بل إن إدارته امتنعت تماماً عن إدانة الجرائم الإسرائيلية في الضفة الغربية، مؤكدة مراراً على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، بل وتحدثت أوساطها عن "حق إسرائيل في بسط سيادتها على الضفة".

ويشدد أيوب على أن سياسة الإدارة الأميركية تنطوي على تسليم كامل لإسرائيل في ما يتعلق بغزة، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعلن أنها "تنفذ رؤية ترامب" في القطاع، دون وجود أي موقف عربي فعّال يوقف هذا التصعيد أو يغير من الواقع الفلسطيني.

ويؤكد أيوب أن الوضع في غزة يتجه نحو تصعيد أكبر خلال الأيام المقبلة، بهدف الضغط على الوسطاء وإجبار حركة حماس على القبول بالشروط الإسرائيلية، بما في ذلك التهجير الطوعي، في حين أن الملف الإيراني يبقى عرضة للتقلبات، نظراً لطبيعة ترامب غير المتوقعة، والتي قد تدفعه لاتخاذ قرارات مفاجئة في أي لحظة.





رسائل سياسية واضحة وملزمة لنتنياهو


من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي محمد هواش إن اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تضمن رسائل سياسية واضحة وملزمة حملت ثلاث قضايا رئيسية، رسمت ما يشبه "خارطة طريق" أميركية للتعامل الإسرائيلي في المرحلة المقبلة، وسط محاولات متواصلة لاحتواء تصعيد الحرب في قطاع غزة ولو مؤقتاً قبل زيارة مرتقبة لترامب إلى منطقة الشرق الأوسط.

ويوضح هواش أن أولى الرسائل تمثلت في طلب مباشر من ترامب لنتنياهو بضرورة إنهاء الحرب على غزة والتوصل إلى اتفاق يضمن تهدئة مشروطة، وليست مفتوحة بالكامل، ما يعكس رغبة أميركية في وقف الحرب تمهيداً لتقديم مبادرات سياسية تتماشى مع مصالحها الإقليمية. 

أما الرسالة الثانية، بحسب هواش، فتعلقت بالملف السوري، حيث شدد ترامب على ضرورة أن تمتنع إسرائيل عن استهداف مواقع في سوريا قد تؤدي إلى صدام مباشر مع تركيا، في إشارة إلى النفوذ التركي في شمال البلاد، حيث قال ترامب لنتنياهو بوضوح: "أردوغان صديقي، ويجب أن تحلوا مشاكلكم معه مباشرة"، وهو ما فُهم كتحذير بعدم الدخول في مواجهات غير محسوبة مع أنقرة.

أما القضية الثالثة، بحسب هواش، فكانت الملف الإيراني، إذ أبلغ ترامب نتنياهو بوجود مفاوضات وشيكة مع إيران تبدأ السبت المقبل في سلطنة عمان، وإن كانت غير مباشرة، ضمن محاولة أميركية لإبرام تفاهمات تشمل وقف السعي الإيراني لامتلاك سلاح نووي، وإعادة ترسيم النفوذ الإيراني في المنطقة من خلال إضعاف حلفائها الإقليميين. 



رسالة ترامب إلى المرشد الإيراني


ويلفت هواش إلى أن ترامب لم يفصح عن فحوى الرسالة التي وجهها إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، لكن مضمونها العام يهدف إلى احتواء طموحات إيران النووية وتطويق تمددها الإقليمي.

وفي سياق متصل، يشير هواش إلى أن مبعوث ترامب الشخصي للشرق الأوسط، ويتكوف، حضر اللقاء مع نتنياهو بعد أن قَطع زيارته إلى قطر، في إشارة إلى أهمية الملف الفلسطيني. 

ويلفت هواش إلى أن ويتكوف يحمل مقترحاً جديداً بشأن غزة، يتقاطع جزئياً مع مبادرة مصرية، حيث تسعى واشنطن للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين أولاً، فيما تسعى إسرائيل، من جانبها، إلى الالتفاف على المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة، بغرض إبقاء الحرب مستمرة دون إعلان، واستمرار الضغط على حركة حماس.

ويؤكد هواش أن نتنياهو يحاول تجاوز المبادرات العربية والدولية، لكنه لا يستطيع خرق الخطوط الحمراء التي رسمها له ترامب. 

ويعتقد هواش أن الإدارة الأميركية تعتبر وقف الحرب في غزة خطوة ضرورية لضمان نجاح زيارة ترامب المرتقبة للمنطقة، والتي يسعى من خلالها إلى توسيع الشراكات الاقتصادية والأمنية مع دول الخليج ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية.

ويشير هواش إلى أن السعودية، تحديداً، طالبت بمسار واضح لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية، لكن إسرائيل لا تزال الجهة الوحيدة التي تتجاهل هذه المطالب. 

ويرى هواش أن الضغط الأميركي قد يدفع نتنياهو إلى مزيد من المرونة تجاه المقترحات المصرية والقطرية، وربما نشهد تهدئة قبل زيارة ترامب، لإظهار استقرار نسبي يتيح تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية أميركية في المنطقة.



الزيارة قد تكون الأخيرة لنتنياهو لواشنطن


بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية في الجامعة العربية الأمريكية، د. أمجد أبو العز، إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن ولقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كشفت عن تحوّل كبير في العلاقة بين الطرفين، مشيراً إلى أن "هذه الزيارة قد تكون الأخيرة" لنتنياهو إلى الولايات المتحدة في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها، وتراجع مكانته لدى حلفائه الأميركيين.

ويوضح أبو العز أن لغة الجسد خلال اللقاء كانت كاشفة لحالة من الفتور الواضح بين ترامب ونتنياهو، مرجّحاً أن الأخير بات عبئاً سياسياً على ترامب.

ويشير أبو العز إلى أن مؤشرات عديدة دلت على أن ترامب لم يستجب لمعظم مطالب نتنياهو خلال اللقاء، لا سيما فيما يتعلق بالملف الإيراني والعلاقات الإسرائيلية مع تركيا.

وفي الشأن التركي، يوضح أبو العز أن ترامب كان حاسماً في الحفاظ على علاقته القوية بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورفضه التضحية بها من أجل إرضاء نتنياهو، حيث نصحه صراحة بضرورة حل القضايا العالقة مع تركيا عبر الحوار، داعياً إلى وقف التحريض الإعلامي الإسرائيلي ضد أنقرة، بوصفها حليفاً مهماً للولايات المتحدة في المنطقة.

أما في ما يتعلق بالملف الإيراني، يؤكد أبو العز أن واشنطن تجاهلت طلبات نتنياهو المتكررة لتكون تل أبيب شريكاً مباشراً في المفاوضات مع إيران، وأعلنت بدء المفاوضات الجديدة مع طهران بشكل أحادي دون استشارة إسرائيل، وهو ما وصفه بأنه "تهميش واضح للصوت الإسرائيلي"، خاصة مع إدراج ملفات حساسة كالصواريخ الباليستية وتحالفات إيران الإقليمية ضمن أجندة التفاوض.


إنهاء الحرب واستلام غزة مدمّرة !


ويشير أبو العز إلى أن ترامب أصرّ على أن يكون الخيار الدبلوماسي هو الأسبق في التعامل مع إيران، متجنباً أي تصعيد عسكري، وهو ما يتعارض مع توجهات نتنياهو الذي كان يدفع نحو تبني الخيار العسكري.

وفيما يتعلق بغزة، يوضح أبو العز أن ترامب يريد إنهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع، لكن ضمن تصور أميركي خاص يقضي بـ"استلام غزة مدمّرة"، ما يسمح بالسيطرة عليها وطرد سكانها الفلسطينيين، ثم استقطاب استثمارات دولية لتحويلها إلى مشروع اقتصادي. 

ويشير أبو العز إلى أنه قد يكون هناك اتفاق غير معلن بين ترامب ونتنياهو يمنح الأخير وقتاً إضافياً لتحقيق أهدافه العسكرية في غزة قبل وقف الحرب، وهو ما يُظهر، وفقاً لأبو العز، ازدواجية أميركية في الخطاب بين ما يُقال علناً وما يُخطط له خلف الكواليس.

ويوضح أبو العز أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأ يتململ من استمرار الحرب على قطاع غزة، معتبراً أنها باتت عبئاً عليه، مشيراً إلى أن الضغوط الدولية، خاصةً الاتصال المشترك الذي أجراه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع ترامب خلال قمة جمعته في القاهرة مع العاهل الأردني والرئيس الفرنسي، والتي أسهمت في دفع ترامب لاتخاذ موقف ضد استمرار الحرب.


أربعة ملفات رئيسية أخطرها مستقبل غزة


من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش إن اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ثم ما جرى في المؤتمر الصحفي العلني لم يكن سوى غطاء لملفات أكثر خطورة تُدار خلف الكواليس، خاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية وإيران وتركيا.

ويوضح أبو غوش أن اللقاء ركز على أربعة ملفات رئيسية، كان أبرزها وأخطرها مستقبل غزة، إلى جانب قضايا الأسرى، والحرب على القطاع، وكذلك الملف النووي الإيراني، والعلاقات مع تركيا، وموضوع الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة على إسرائيل.  

ويؤكد أبو غوش أن الخطط الإسرائيلية لا تزال تعمل بشكل مكثف لتحقيق هدف التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، مشيراً إلى أن ترامب لم يتراجع عن سياسته الداعمة لهذا المخطط، بل أعاد التأكيد على رؤيته لغزة كـ"منطقة حرة"، لكنها "خالية من الفلسطينيين".

ويوضح أبو غوش أن إسرائيل أوقفت كل تطبيقات "الصفقة" أو الاتفاقيات السابقة، وأعادت ترتيب سياساتها لتنفيذ مخطط التهجير، حيث أصبحت الأهداف المعلنة للحرب مثل "القضاء على حماس" أو "تحرير الأسرى" مجرد ذرائع لتبرير الهدف الأكبر، وهو إفراغ غزة من سكانها.

ويلفت أبو غوش إلى أن المخطط الإسرائيلي لا يقتصر على غزة، بل يمتد إلى الضفة الغربية، عبر تهجير مخيمات اللاجئين، وتقسيم الضفة إلى معازل منفصلة، وضم المزيد من الأراضي، خاصة في مشروع "القدس الكبرى" الذي يهدف إلى توسيع المستوطنات من "معاليه أدوميم" حتى البحر الأحمر.


ترامب بدا أكثر ميلاً لخيار المفاوضات مع إيران


ويلفت أبو غوش إلى أن نتنياهو كان يأمل في أن يتبنى ترامب الموقف الإسرائيلي المتشدد تجاه إيران، بضرب المنشآت النووية أو تفكيكها أو فرض رقابة صارمة حتى على الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، لكنه "صك الاستسلام" الذي لا يمكن لإيران قبوله.

ويشير أبو غوش إلى أن ترامب بدا أكثر ميلاً لخيار المفاوضات مع إيران، بعيداً عن الضغوط العسكرية، خاصة أن طهران تكيفت مع الحصار، ولن تقبل بالتنازل عن برنامجها النووي دون ضمانات ملموسة.

ويعتقد أبو غوش أن الخيار العسكري لا يزال وارداً، خاصة مع شخصية ترامب غير المتوقعة، لكن أبو غوش يعتقد أن هذا الخيار سيكون مكلفاً للولايات المتحدة، حيث قد يؤدي إلى تهديد مصالحها في المنطقة، وتدمير فرص عقد صفقات اقتصادية بمليارات الدولارات مع إيران.  

ويوضح أبو غوش أن الملف التركي أصبح مصدر قلق لإسرائيل، خاصة مع تصاعد النفوذ التركي في سوريا والعلاقات المتوترة بين أنقرة وتل أبيب، حيث أن إسرائيل تسعى لاستغلال الضغوط الأمريكية على تركيا لثنيها عن توسيع نفوذها في سوريا، خاصة أن لإسرائيل أطماعاً في الأراضي السورية المحتلة، وترغب في فرض هيمنتها على جنوب سوريا، وتحويله إلى منطقة تشبه الضفة الغربية، حيث يتم التحكم في كل ما يدخل أو يخرج منها.  


موضوع الرسوم الجمركية


لكن أبو غوش يلفت إلى أن حديث ترامب عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان "ممتدحاً" أكثر مما توقعت إسرائيل، مما قد يشير إلى أن واشنطن لن تتبنى موقفاً عدائياً صريحاً ضد أنقرة.

ويشير أبو غوش إلى أن موضوع الرسوم الجمركية كان أحد الأسباب التي دفعت ترامب لاستدعاء نتنياهو، حيث تريد الولايات المتحدة فرض رسوم تتراوح بين 0% إلى 50% على الصادرات الإسرائيلية، بينما ترفض إسرائيل تخفيض الرسوم الحالية البالغة 17%.  

ويوضح أبو غوش أن الصادرات الإسرائيلية إلى أمريكا ليست منتجات عادية، بل معظمها مستلزمات تكنولوجية وعسكرية تخدم الصناعات الأمريكية، مما يجعل المفاوضات حول هذا الملف معقدة، رغم أنه يعتبر الأقل خطورة مقارنة بملفات إيران وغزة.

ويشير أبو غوش إلى الفراغ العربي في مواجهة المخططات الإسرائيلية، حيث لا يوجد مشروع عربي موحد لدعم القضية الفلسطينية، بل مجرد بيانات قممية غير فاعلة.

ويؤكد أبو غوش أن الخيار الوحيد المتبقي للفلسطينيين هو الصمود والتمسك بالأرض، مشدداً على أن الاستسلام ليس خياراً واقعياً، ولن ينقذ غزة من المخططات الإسرائيلية.

ويقول أبو غوش: "ما يمكن أن ينقذ غزة هو الوحدة الفلسطينية والضغط العربي والدولي لاحترام القانون الدولي، لكن إذا فشل ذلك، فسنواجه قدرنا بشجاعة، لأننا لا نملك خيارات أخرى".



لقاء ترامب نتنياهو ركز على ملفي إيران وغزة


من جانبه، يوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة، د. قصي حامد، أن لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، حمل في طياته ملفين رئيسيين هما إيران وقطاع غزة، إلى جانب ملفات ثانوية. 

ويؤكد حامد أن كلا الملفين يمثلان أولوية، إلا أن نتنياهو يعتبر ملف إيران أكثر إلحاحاً من ملف غزة، رغم مضيه قدماً في الحسم العسكري ضد قطاع غزة.

ويوضح حامد أن هناك توافقاً أميركياً إسرائيلياً على إبقاء الخيار العسكري مطروحاً تجاه إيران، لكن يبرز اختلاف في ترتيب الأولويات بين الجانبين، إذ يرى ترامب أن الخيار الدبلوماسي هو المسار المفضل، ويسعى لأن يكون هذا المسار طويلاً وغير مؤدٍ إلى صدام عسكري مباشر، ويعتقد ترامب أن الحرب مع إيران في الوقت الحالي ليست ضرورية، في ظل تركيزه على معركته الاقتصادية العالمية المرتبطة برفع الرسوم الجمركية.

ويعتقد حامد أن ترامب يرى أن توجيه ضربات عسكرية إلى إيران في هذه المرحلة قد يشتت جهوده ويعيق أولوياته الاقتصادية، لذلك يفضل التريث في الخيار العسكري، بينما يرى نتنياهو أن الخيار الدبلوماسي لن يثمر قبل توجيه ضربة عسكرية، وأن هذه الضربة يمكن أن تخلق بيئة تفاوض أفضل لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، ما دفعه إلى محاولة إقناع ترامب بتقديم الخيار العسكري على الدبلوماسي. 

ويرى حامد أن ترامب لن يتماهى مع رؤية نتنياهو في هذه المرحلة الحساسة.


اتفاق عل إنهاء وجود "حماس" في القطاع


وفيما يخص ملف قطاع غزة، يوضح حامد أن هناك توافقاً بين واشنطن وتل أبيب على الأهداف النهائية، والتي تتلخص في إنهاء وجود حركة "حماس" في القطاع، ومنع عودتها للحكم، إضافة إلى نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، ومع ذلك، فإن الخلاف يتمثل في طريقة التنفيذ؛ فترامب يفضل أن يتم التعامل مع ملف غزة عبر أدوات دبلوماسية، أو من خلال وسطاء إقليميين، بدل الانخراط في مواجهة عسكرية مباشرة.

ويشير حامد إلى أن ترامب يرى في استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة عائقاً أمام خططه الرامية إلى جذب المزيد من الدول العربية نحو اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، وتحديداً السعودية، فالحرب، بحسب ترامب، قد تعقّد المفاوضات وتثير غضب الشارع العربي، خصوصاً في ظل تفاقم الوضع الإنساني وغياب أي أفق للحل في غزة. 

ويشير حامد إلى أن ترامب ينوي زيارة المنطقة العربية خلال شهر، بهدف بحث ملفات اقتصادية وسياسية، وعلى رأسها إعادة ترتيب الإقليم وتعزيز التطبيع العربي مع إسرائيل، ولذلك يرغب في تهدئة الأجواء قبل وصوله.

ويوضح حامد أنه في المقابل، يسابق نتنياهو الزمن لتثبيت وقائع جديدة على الأرض، تُمكنه من تسريع تنفيذ خطة تهدف إلى تهجير سكان غزة بشكل تدريجي، بالتوازي مع تصعيد عسكري ضد "حماس"، والضغط الاقتصادي والإنساني على سكان القطاع. 

ويؤكد حامد أن هذه الاستراتيجية، وإن توافقت شكلاً مع رؤية ترامب لإنهاء الحرب، إلا أنها تنفذ ضمن شروط إسرائيلية تكرّس واقعاً يخدم رؤية نتنياهو على الأرض، بما يشمل إخراج حماس من المشهد ونزع سلاح المقاومة.



لحظة مواجهة واضحة بين أمريكا ومصالح إسرائيل


بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي عوني المشني إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ولقاءه بالرئيس دونالد ترامب لم تكن زيارة تقليدية تندرج ضمن سياقات المجاملة السياسية المعتادة، بل شكلت لحظة مواجهة واضحة بين أولويات الولايات المتحدة الأمريكية ومصالح إسرائيل، مما أفرز تغيّراً في طبيعة العلاقة التقليدية التي كانت قائمة على الدعم المطلق من واشنطن لتل أبيب.

ويوضح المشني أن الزيارة كشفت حجم التباين بين نتنياهو وترامب، خاصة في ملفات حساسة كالموقف من إيران، حيث بدا أن ترامب اختار استراتيجية تعكس مصالح الولايات المتحدة أولاً، وهو ما يتقاطع مع توجهات إيران أيضاً، التي تسعى بدورها لتجنب المواجهة العسكرية. 

وحسب المشني، فإن ما تقوم به واشنطن حالياً هو استخدام التصعيد ضد إيران كأداة تفاوضية ضمن سياسة "حافة الهاوية"، بهدف التوصل إلى اتفاق دون اللجوء إلى الحرب، لأن الحرب ببساطة ليست أولوية أمريكية حالياً.


الدور التركي في سوريا


أما فيما يتعلق بالدور التركي في سوريا، يؤكد المشني أن هذا الملف شكل أيضاً نقطة خلاف بين الطرفين، حيث تتعامل الولايات المتحدة مع تركيا باعتبارها شريكاً استراتيجياً ضمن حلف الناتو، في حين ترى إسرائيل في تعاظم النفوذ التركي في الإقليم تهديداً لمصالحها، وهو ما يعكس مجدداً اختلاف الأجندات بين واشنطن وتل أبيب.

وفيما يخص الحرب على غزة، يشير المشني إلى أن ترامب يتبنى موقفاً مشابهاً للموقف المصري، وهو السعي نحو وقف إطلاق نار لا يُمكّن حركة حماس من البقاء في موقع الحكم في القطاع. 

ويرى المشني أن هذا التوجه لا يتعارض بالضرورة مع مصالح إسرائيل كدولة، لكنه يتناقض مع حسابات نتنياهو الشخصية، الذي لا يزال يسعى لتحقيق مكاسب سياسية من استمرار الحرب.

ويلفت المشني إلى أن الزيارة جاءت خالية من المجاملات، وعكست بوضوح الانحياز الأمريكي لمصالحه الذاتية، ما أظهر صورة التبعية الإسرائيلية التامة للقرار الأمريكي، وضيّق في الوقت نفسه هامش مناورة نتنياهو السياسية، لا سيما في معركته الداخلية، إذ بات عاجزاً عن إقناع الداخل الإسرائيلي بقدرته على انتزاع مكاسب من واشنطن كما كان يفعل سابقاً. 

ويؤكد المشني أن نتنياهو بات يمثل عبئاً على السياسة الإسرائيلية في ظل انكشاف أدواته المحدودة للتعطيل، مقابل وضوح الرؤية الأمريكية وفرض أولوياتها في نهاية المطاف.



دلالات

شارك برأيك

زيارة نتنياهو إلى واشنطن.. التقاء مصالح وتباين أولويات

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل 17 أيام

اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأحد 27 أبريل 2025 9:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.63

شراء 3.62

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.12

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1130)