حاول مايك هاكابي، مرشح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمنصب السفير الأميركي لدى إسرائيل، يوم الثلاثاء النأي بنفسه عن تصريحاته السابقة المثيرة للجدل حول الصراع بين إسرائيل والشعب الفلسطيني، متعهدًا في مبنى الكابيتول "بتنفيذ أولويات الرئيس، لا أولوياتي".
وقال هاكابي في بيانه الافتتاحي: "لست هنا للتعبير عن آرائي أو سياساتي أو الدفاع عنها، بل لأقدم نفسي كشخص يحترم ويمثل الرئيس الذي نأمل أن يمنحني انتخابه بأغلبية ساحقة من الشعب شرف العمل سفيرًا لدى دولة إسرائيل".
ورشح الرئيس ترامب هاكابي، وهو مسيحي إنجيلي متطرف معروف بعدائه للفلسطينيين وتأييده المتفاني للاستيطان وضم إسرائيل للضفة الغربية المحتلة، والتي يصفها باسمها الاستيطاني، يهودا والسامرة، ، لتولي هذا المنصب الحاسم في إسرائيل بعد أيام من إعادة انتخابه يوم 5 تشرين الثاني 2024، بناءً على وعده الانتخابي بإنهاء الحرب المستمرة منذ 17 شهرًا في غزة. لكن بعد وقف إطلاق نار قصير، استأنف بنيامين نتنياهو حرب الإبادة على غزة ألأسبوع الماضي بموجة مفاجئة من الغارات الجوية القاتلة. وبينما أشاد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون بدعم هاكابي الراسخ لأقرب حلفاء أميركا، إسرائيل، شكك الديمقراطيون في خطابه السابق حول الفلسطينيين الذين اعتبرته حتى الجماعات المؤيدة لإسرائيل بأنه "متطرف "، ويتناقض مع السياسة الأميركية الراسخة في المنطقة.
وأقرّ حاكم ولاية أركنساس السابق بدعمه السابق لحق إسرائيل في ضم الضفة الغربية ودمج سكانها الفلسطينيين فيها، لكنه قال إنه ليس من "صلاحياته" تطبيق هذه السياسة.
وقال هاكابي ردًا على أسئلة السيناتور الديمقراطي جيف ميركلي: "إذا تم تأكيد تعييني، فسيكون من مسؤوليتي تنفيذ أولويات الرئيس (ترامب)، وليس أولوياتي".
كما أيّد هاكابي، المرشح الرئاسي السابق، مرارًا وتكرارًا الإشارة إلى الضفة الغربية باسمها التوراتي "يهودا والسامرة"، وهو مصطلح حاول سياسيون وناشطون إسرائيليون يمينيون حتى الآن الضغط على الولايات المتحدة لقبوله دون جدوى. ولم يُقدّم إجابة واضحة عما إذا كان لا يزال متمسكًا بذلك عندما ضغط عليه السيناتور كريس فان هولين، الديمقراطي من ولاية ماريلاند.
والجدير بالذكر أن هاكابي عارض تاريخيا فكرة حل الدولتين لإسرائيل والفلسطينين. وفي مقابلة أجريت معه العام الماضي، ذهب إلى أبعد من ذلك، قائلاً إنه لا يؤمن حتى بالإشارة إلى الأحفاد العرب لسكان فلسطين الخاضعة للسيطرة البريطانية بـ"الفلسطينيين".
ومع تدهور الوضع في غزة مع انهيار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس مؤخرًا واتفاق إطلاق سراح الرهائن، بدأ المسؤولون الإسرائيليون يتحدثون بجدية أكبر عن إعادة احتلال القطاع، وهو أمر عارضته إدارة الرئيس جو بايدن بشدة.
وقد طرح ترامب مقترحاته بشأن سيطرة أميركية محتملة على قطاع غزة، وتهجير أهلها وبناء ريفيرا الشرق الأوسط على أنقادها ، ما جذب انتقادات شديدة من الدول العربية وغيرها. وعندما سُئل عن خطة ترامب، نفى هاكابي أن يكون الرئيس قد قال يومًا إنه "سيُجبر" الفلسطينيين على النزوح من غزة "إلا إذا كان ذلك حفاظًا على سلامتهم"، وقال إنه يمكن تحفيز الفلسطينيين على المغادرة.
وحتى قبل بدء جلسة الاستماع، أعرب عدد من الديمقراطيين وبعض الجماعات المؤيدة لإسرائيل عن معارضتهم لترشيحه، قائلين إن آراءه بشأن الصراع "متطرفة" و"تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة الأميركية".
وقال النائب جيري نادلر، وهو ديمقراطي يهودي بارز من ولاية نيويورك، في بيان يوم الاثنين: "إن مواقف هاكابي ليست أقوال دبلوماسي رصين، بل هي أقوال مخططة للاستفزاز؛ آراؤه بعيدة كل البعد عن الإجماع الدولي، وتتعارض مع المبادئ الأساسية للدبلوماسية الأميركية المشتركة بين الحزبين". وأضاف: "في واحدة من أكثر مناطق العالم تقلبًا وعنفًا اليوم، لا داعي لمزيد من التطرف، وبالتأكيد ليس من منصب السفير التاريخي، ومن خلف الختم القوي للولايات المتحدة".
بدوره، أعرب جيريمي بن عامي، رئيس منظمة "جيه ستريت" المؤيدة لإسرائيل، والتي سبق أن انتقدت تعامل إدارتي بايدن وترامب مع الحرب، عن هذا الرأي، قائلاً إن آراء هكابي "ستقوض المصالح الأميركية والتزام الإدارة المعلن بالسعي إلى سلام وأمن إقليميين طويلي الأمد".
وأضاف: "إن تبني السيد هكابي لسياسة الضم والمستوطنين المتطرفين والصهيونية المسيحية المتعصبة يتناقض تناقضًا صارخًا مع القيم اليهودية والديمقراطية التي تؤمن بها الغالبية العظمى من مجتمعنا، ويتناقض تناقضًا صارخًا مع القيم التأسيسية لإسرائيل، وهي العدالة والمساواة والسلام".
.ولم يصوت مجلس الشيوخ بعد،
للمصادقة على تعيينه، الأمر الذي سيحدث في اليومين القادمين.
شارك برأيك
مرشح ترمب لمنصب سفير أميركا في إسرائيل.. يدعم الاستيطان وضم غزة والضفة