أمير مخول: الوضع العسكري الإسرائيلي هو الأفضل اليوم ونتنياهو يحاول تسريع فرض وقائع على الأرض
د. علي الأعور: رفض حماس لخطة ستيف ويتكوف في مفاوضات الدوحة ساهم في توفير الفرصة لنتنياهو لاستئناف الحرب
محسن أبو رمضان: حماس باتت في وضع صعب ونتنياهو يسعى لاستثمار ذلك سياسيًا في إقناع الشارع بأنه حقق "نصرًا مطلقًا"
د. عبد المجيد سويلم: هذا التصعيد لا علاقة له بوصول المفاوضات إلى طريق مسدودة، ولا يرتبط برد فعل حماس على الاقتراحات الأخيرة
طلال عوكل: السياسة الإسرائيلية تركز بشكل أكبر على الضفة الغربية في حين يعد القطاع منطقة هامشية بالنسبة للمشروع الصهيوني
تنتهج حركة حماس سياسة صارمة من ضبط النفس إزاء الاعتداءات الهمجية والمجازر الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين منذ استئنافها حرب الإبادة في قطاع غزة، يوم الثلاثاء 18 من مارس/آذار، وذلك في مسعى لإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بأنها معنية بوقف القتال وغير معنية بالتصعيد، وبالتالي وقف الفظائع التي ترتكب بحق الأبرياء من المدنيين خاصة النساء والأطفال.
فباستثناء رشقة من الصواريخ استهدفت بها وسط إسرائيل، لم تسجل هجمات ميدانية على قوات الاحتلال المتوغلة في القطاع، كما كان يحدث خلال الشهور الخمسة عشر الأولى من الحرب، وذلك على ما يبدو بهدف الإبقاء على باب التفاوض والاتصالات مفتوحا للعودة إلى وقف إطلاق النار والدخول في مسار سياسي يضمن وقف الحرب، ويجنب أبناء القطاع المزيد من الويلات.
كتاب ومحللون تحدثوا لـ"القدس" اعتبروا أن حماس باتت في وضع صعب ونتنياهو يسعى لاستثمار ذلك سياسيًا في إقناع الشارع بأنه حقق "نصرًا مطلقًا"، وأن هذا التصعيد لا علاقة له بوصول المفاوضات إلى طريق مسدودة، ولا يرتبط برد فعل حماس على الاقتراحات الأخيرة.
المفاوضات لم تصل إلى طريق مسدود حاليًا
وقال الباحث في مركز تقدم للسياسات، أمير مخول، إن المفاوضات لم تصل إلى طريق مسدود حاليًا، مضيفاً: هناك من أراد أن يعوقها بشكل واضح، ونتنياهو يمثل هذا الاتجاه، كموقف، كمصلحة، وكرؤية. وليس بسبب وجود إشكاليات لا يمكن تجاوزها.
وأشار إلى أن الوسطاء يقومون بدور ممتاز وناجح جدًا. كما أن الولايات المتحدة وإدارة ترامب معنيتان في نهاية المطاف، بشكل أو بآخر، باستمرار الصفقة، انطلاقًا من أولوياتهما، وليس من أي منطلق آخر. وبدأ يظهر نوع من التوتر أو التفاوت في المواقف بين إدارة ترامب ونتنياهو.
ويرى مخول أن نتنياهو يحاول تسريع فرض وقائع على الأرض، وهذا صحيح. كما أنه يعتقد أن حماس في طريقها إلى الانتهاء.
ويرى أن الوضع العسكري الإسرائيلي اليوم هو الأفضل، ليس استراتيجيًا بالمفهوم الواسع من حيث المخرجات، ولكن عسكريًا، فإن الوضع الإسرائيلي هو الأفضل من حيث غياب أي جبهة إسناد تمامًا، وانعدام وحدة الساحات بشكل كلي، فضلًا عن تصريح إيران بعدم امتلاكها وكلاء في المنطقة. كل ذلك يضع الأمور في سياق مختلف، ويتيح لإسرائيل حرية حركة أكبر. وهذا ما نراه في لبنان، وسوريا، والضفة الغربية، وغزة.
خيارات حماس الممكنة
ويعتقد مخول أنه لا توجد أمام حماس حالياً الكثير من الخيارات، فإما أن تتبنى فعليًا، وليس فقط بشكل رسمي، مخرجات القمة العربية، وتنصاع إلى الموقف العربي، وهو موقف، حتى الآن، ومنذ التحضيرات للقمة، كان ناجعًا وموحدًا. فقد نجح في كبح جماح مشروع التهجير الذي تسعى إليه إدارة ترامب.
بالطبع، إسرائيل لن تتخلى عن هذا المشروع، لكنه على الأقل كُبح على المستوى الأمريكي في هذه المرحلة. كما تم طرح بديل عملي قابل للتطبيق يتمثل في مشروع إعادة الإعمار، مع إبقاء إدارة غزة بيد سلطة مؤقتة، إلى حين انتقالها إلى السلطة الفلسطينية، بعد تحسينها.
وأضاف مخول: كل ذلك قائم الآن، ويبدو أن الأمور تتضح أكثر للفلسطينيين. وهذا ما نلمسه في لهجة الشارع الفلسطيني، وخاصة في غزة، حيث لا يشعر الناس بأي نوع من الحماية، ولا حتى بأبسط أشكال الطمأنينة، فلا يوجد ما يرفع معنوياتهم أو يمنحهم الأمل بتحسن الوضع.
من أجل إنقاذ فلسطين وشعبها من حرب الإبادة
ويرى مخول أن الحركة التي وصلت إلى طريق مسدود حاليًا هي حماس. ولا يوجد أمامها سوى خيار الانصياع. وهذا لم يعد موقفًا أمريكيًا وإسرائيليًا فقط، كما كان في البداية، بل أصبح الآن موقفًا عربيًا أيضًا، ليس بهدف تصفية القضية الفلسطينية، كما يريد نتنياهو، بل على العكس، من أجل إنقاذ فلسطين وشعبها من حرب الإبادة.
وأوضح أن ورقة الأسرى ورقة قوية جدًا، لكنها لا تحمي الشعب الفلسطيني، ولا تحمي حماس، وليس لديها القدرة على ذلك. في المقابل، القدرات الإسرائيلية تطورت في هذه المرحلة، وهو ما نراه في دقة الاستهدافات النوعية، وعمليات استهداف القيادات.
وقال مخول: "عسكريًا، لا يوجد أي خيار فلسطيني أمام حماس في الوقت الراهن. لافتاً إلى أن فكرة التنازل عن السلطة يجب أن تُطرح بجدية، والتحول إلى حزب سياسي قد يكون الحل. هذا الطرح أصبح حتى الولايات المتحدة تقبله إلى حد معين.
ويرى مخول في نهاية حديثه لـ "القدس" أن هذه فرصة جيدة، خاصة مع قبول النظام العربي بفكرة إدارة غزة تحت إشراف عربي–مصري–دولي. وهذا هو مفتاح إنقاذ شعب فلسطين في غزة."
حسابات سياسية إسرائيلية داخلية
من جانبه، قال المختص في النزاعات الإقليمية والدولية، الدكتور علي الأعور، إن قرار نتنياهو بالعودة إلى الحرب على غزة واستمرار القتال، وبالتالي تكثيف القصف الجوي العنيف، جاء نتيجة لحسابات سياسية داخلية.
وأضاف: "بتعليمات من نتنياهو ووزير دفاعه إسرائيل كاتس، تم إصدار الأوامر إلى سلاح الجو الإسرائيلي لقصف غزة وقتل مئات المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، حيث تفاخرت بذلك بيانات الجيش الإسرائيلي، كما تباهت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بهذا الفعل".
وأوضح الأعور أن قرار نتنياهو جاء بدافع الحفاظ على حكومته، خصوصًا في ظل أزمة الموازنة، حيث قدم بذلك هدية سياسية إلى إيتمار بن غفير، لضمان استمراره في الحكومة، حتى لو كان الثمن قتل مئات الفلسطينيين.
وأكد أن حسابات نتنياهو السياسية والأمنية كانت الدافع الأساسي وراء التصعيد العسكري في غزة، خاصة في ظل الأزمات القانونية التي يواجهها، بما في ذلك التحقيقات الجارية ضده وإقالة مسؤولين أمنيين مثل رونين بار.
وتساءل الأعور: "من يوقف هذا العدوان؟ من يوقف هذا التوحش والقتل والتدمير في غزة؟"، مشيرًا إلى أن حركة حماس يجب أن تقرأ المشهد الفلسطيني جيدًا، وتقدم إجابات واضحة للشعب الفلسطيني حول سبب سماحها لنتنياهو بالعودة إلى القتال.
وأوضح أن قرار الحرب لم يكن بيد حماس، بل جاء بضوء أخضر أمريكي، بدافع من الأزمات السياسية الداخلية التي يعاني منها نتنياهو.
استمرار حماس في نفس النهج
لكنه في الوقت ذاته اعتبر أن رفض حماس لخطة ستيف ويتكوف، الممثل الأمريكي في مفاوضات الدوحة، ساهم في توفير الفرصة لنتنياهو لاستئناف الحرب.
وأكد الأعور أن استمرار حماس بنفس النهج لن يضمن لها الاستمرار في الوجود السياسي، ولن يحقق لها البقاء، في ظل استمرار شلال الدم الفلسطيني. لذلك، دعاها إلى تغيير استراتيجياتها وأولوياتها في المفاوضات، والتجاوب مع المبادرة المصرية التي تنص على: إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
وأشار إلى أن الموافقة على هذه الورقة المصرية لن تعني استسلام حماس، ولكنها ستساهم في وقف القتل والتدمير بحق الشعب الفلسطيني.
أما فيما يتعلق بنزع سلاح المقاومة ومستقبل حماس السياسي، فرأى الأعور أن على الحركة أن تتحول إلى حزب سياسي فلسطيني يعترف بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، ويدخل في شراكة سياسية مع السلطة الفلسطينية لإدارة غزة في مرحلة ما بعد الحرب.
وختم الأعور حديثه لـ "القدس" بالقول: "إذا أرادت حماس الحفاظ على وجودها السياسي، فعليها أن تغير استراتيجياتها، وتعلن رسميًا تحولها إلى فصيل سياسي يشارك في الحكم ضمن إطار شراكة وطنية مع السلطة الفلسطينية، والعودة إلى طاولة المفاوضات، مع الحفاظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية."
المسألة تتجاوز الحسابات الشخصية لنتنياهو
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي محسن أبو رمضان إن هناك تصورين لدى المحللين السياسيين بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة التي قررت حكومة نتنياهو استئنافها منذ نحو أسبوع.
التصور الأول يرى أن القرار مرتبط بالحسابات الداخلية لنتنياهو، خاصة في ظل صراعه مع المؤسسة الأمنية، على خلفية إقالة رئيس الشاباك رونين بار والمستشارة القضائية، حيث يسعى من خلال استئناف العدوان إلى امتصاص الاحتجاجات الشعبية، وكسب دعم إيتمار بن غفير لتمرير الموازنة، مما يضمن استقرار حكومته ويخدم مصالحه الشخصية، لا سيما في مواجهة قضايا الفساد التي تلاحقه وملف السابع من أكتوبر، الذي يحاول تبرئة نفسه منه عبر إقالة عدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين.
أما التصور الثاني، فيرى أن المسألة تتجاوز الحسابات الشخصية لنتنياهو إلى تنفيذ المشروع الصهيوني الاستيطاني التوسعي، القائم على الإحلال والاستبدال، والمدعوم بأفكار تلمودية وتوراتية. وأكد أبو رمضان أنه يميل إلى هذا التحليل، حيث يوظف نتنياهو العوامل الداخلية لتنفيذ هذا المشروع، مستفيدًا من تفاعل اليمين الإسرائيلي مع مقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة وتحويلها إلى "سنغافورة الشرق الأوسط".
أطماع إٍسرائيلية في غاز غزة
وأشار إلى أن قطاع غزة يزخر بمخزون هائل من الغاز، مثل حقل "مارين 1" و"مارين 2"، إلى جانب تصورات لمشاريع سياحية على ساحله، مما قد يكون أحد الدوافع وراء الاحتلال العسكري الكامل، الذي أكد نتنياهو مرارًا رفضه لبقاء "حماسستان" أو "فتحستان"، وسعيه لإفشال الخطة المصرية العربية لإعادة إعمار القطاع دون تهجير سكانه.
واعتبر أبو رمضان أن التطورات الأخيرة، بما في ذلك تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي إسرائيل كاتس التي دعا فيها سكان غزة إلى "المغادرة الطوعية"، تعد مؤشرًا واضحًا على نية الاحتلال فرض حكم عسكري على القطاع. كما أشار إلى تصريحات بيتكوف بشأن استئصال حماس من المشهد العسكري والإداري، وهو ما يبرر استمرار العدوان.
وأضاف أن هناك تحركات إسرائيلية لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة، سواء عبر مطار رامون أو ميناء أسدود، حيث تم إخراج 70 فلسطينيًا من مزدوجي الجنسية مرتين، إلى جانب محاولات التواصل مع "جمهورية أرض الصومال" غير المعترف بها لاستيعاب مهاجرين فلسطينيين مقابل اعتراف تل أبيب بها. كما تفكر إسرائيل في تهجير الفلسطينيين إلى أجزاء تسيطر عليها في سوريا ولبنان.
وأكد أبو رمضان أن حماس باتت في وضع صعب، لا سيما بعد استهداف قادتها، وهو ما يسعى نتنياهو لاستثماره سياسيًا لإقناع الشارع الإسرائيلي بأنه حقق "نصرًا مطلقًا" عبر استئصال حماس.
نتنياهو لا يكترث بمصير المحتجزين في غزة
وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يكترث لمصير المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة، ويركز على تحقيق أهداف استراتيجية تتعلق بالمشروع الصهيوني، المتمثل في طرد الفلسطينيين واستعادة السيطرة الكولونيالية على غزة.
وأشار إلى أن نتنياهو يعزز سيطرته على مفاصل الدولة، محولًا إسرائيل إلى "دولة ولاء شخصي"، بعيدًا عن المؤسسات والقانون، في ظل التحولات المتسارعة نحو اليمين الفاشي. واعتبر أن استمرار العدوان لا يرتبط فقط برفض حماس الإفراج عن الأسرى، بل بدعم أمريكي وإسرائيلي متواصل لتكريس الاحتلال.
وختم أبو رمضان بالقول: إن الوضع أصبح خارج يد الفلسطينيين، ويتعلق بالإرادة الدولية والعربية، حيث يمكن للأخيرة استخدام أوراق ضغط لوقف الهجمة الإسرائيلية، مثل معادلة الاستثمار مقابل إنهاء العدوان.
وأضاف: إن السلطة الفلسطينية تواجه أيضًا خطر التفكيك عبر مخطط "المعازل والكنتونات"، إذ تسير إسرائيل في مرحلة هجوم استراتيجي لتصفية القضية الفلسطينية وجوديًا وسياسيًا.
أسباب أعمق بكثير من العوامل الداخلية
من جهته، أكد الكاتب والباحث السياسي د. عبد المجيد سويلم أن المفاوضات لم تصل بعد إلى طريق مسدودة، وقد تصل إلى ذلك لاحقًا، لكنني ما زلت أعتقد أن هذا التصعيد لا علاقة له بما إذا كان الطريق مسدودًا أم لا، ولا يرتبط أيضًا برد فعل حركة حماس على سلسلة الاقتراحات التي طُرحت في الآونة الأخيرة.
وقال: "إذا أردنا الحكم على محاولة تجديد الحرب، فيجب أن ندرك أن لها أسبابها الداخلية الإسرائيلية أولًا، كما أن لها أسبابًا قد تكون أعمق بكثير من العوامل الداخلية. بمعنى آخر، ربما نكون قد تجاوزنا الأسباب الداخلية الإسرائيلية في تجديد الحرب، باتجاه بلورة قناعات أمريكية-إسرائيلية بأن حركة حماس قد ضعفت، وأنه بالإمكان استكمال العملية العسكرية رغم كل المشكلات التي قد تترتب عليها".
إزاحة حماس من المشهد السياسي
وأوضح سويلم أن المسألة لا تتعلق بما إذا كان الطريق مسدودًا أم لا، مضيفاً: علينا الانتظار لعدة أيام قبل أن نحكم على معادلة تجديد الحرب، وما إذا كانت لا تزال محكومة بسقوف مرتبطة بالسياسة الداخلية الإسرائيلية المباشرة، أم أن المسألة قد حُسمت باتجاه آخر، يتمثل في استكمال عملية تهدف إلى "إزاحة حركة حماس من المشهد السياسي"، وربما الوصول إلى نزع سلاحها في مرحلة متقدمة من هذا الهجوم الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا بالكامل، وبصورة معلنة وسافرة وغير معهودة.
وعلى هذا الأساس، لا يعتقد الكاتب سويلم أن المسألة تتعلق بتعقيدات الوصول إلى اتفاق، بقدر ما تتعلق بالاستراتيجية الإسرائيلية الأوسع نطاقًا من القضايا الداخلية.
وأكد على أن الأيام القادمة ستكون حاسمة، فإما أن يكون لدى إسرائيل خطة أكبر بكثير من مجرد ردود فعل أو محاولات للتغطية على الأزمة الداخلية، أو أن المسألة ترتبط باستراتيجية إسرائيل في الشرق الأوسط، والاعتقاد الإسرائيلي-الأمريكي المشترك بوجود فرصة لتحقيق ما يسمونه "الانتصار المطلق".
ويرى سويلم في ختام حديثه أنه بعد انتظار ثلاثة أو أربعة أيام، وربما أسبوع، سيتضح مسار الاستراتيجية الإسرائيلية -الأمريكية المشتركة.
بانتظار تمرير الموازنة الإسرائيلية
وقال الكاتب طلال عوكل إنه يجب الانتظار لعدة أيام بعد تمرير الموازنة الإسرائيلية، حيث تشير العديد من التقديرات إلى أن نتنياهو قد انصاع لضغوطات بن غفير وسموتريتش، وأن أولويته كانت استئناف الحرب على غزة من أجل تمرير الموازنة.
ويرى عوكل أنه بعد تمرير الموازنة، سيتضح المشهد في غزة بشكل أكبر، مؤكدًا أن إسرائيل تحتل قطاع غزة سواء بالنار أو عبر القوات البرية.
وأضاف: إن السياسة الإسرائيلية تركز بشكل أكبر على الضفة الغربية، في حين أن قطاع غزة يعد منطقة هامشية جدًا بالنسبة للمشروع الصهيوني، إلا إذا أصبح خاليًا من التهديد.
وأشار إلى أن الصراع القائم ليس متعلقًا فقط بإقامة دولة فلسطينية أو بمنطقة محتلة، بل إن الإدارة الأمريكية، خصوصًا في عهد الرئيس ترامب، تتجه إلى فرض خيارات محددة على الفلسطينيين، وهي: إما العيش في حالة من الذل والعبودية، أو التهجير، أو القتل.
وأكد عوكل أن مصير قطاع غزة لن يكون منفصلًا أو معزولًا عن المخطط الإسرائيلي الهادف إلى حسم الصراع في كامل أرض فلسطين التاريخية. كما شدد على أن حركة حماس ليست في وارد قبول الشروط الإسرائيلية الأمريكية، وأنها ستتمسك بمواقفها وتتخذ موقفًا متصلبًا.
حماس تتجنب التصعيد
وأوضح أنه منذ بداية الحملة الأخيرة على قطاع غزة ، لم تصعّد حماس عملياتها في الميدان، وذلك كإجراء تكتيكي لإقناع الناس بأنها تتجنب التصعيد حفاظًا على سلامتهم ولضمان حصولهم على المساعدات الإنسانية.
لكنه توقع أن يتم تفعيل العمل الميداني لاحقًا، إذ لم يعد أمام حماس سوى خيار الصمود والمقاومة.
وفي رأيه، فإن نتنياهو قد يُضطر إلى الرضوخ لبعض الشروط، لأن الوضع الداخلي في إسرائيل لم يعد يقتصر على أزمة الرهائن فحسب، بل أصبح يشمل انقسامًا سياسيًا قد ينزلق نحو حرب أهلية.
وأوضح أن نتنياهو يستغل الظرف الحالي لتنفيذ أجندته الداخلية والقضاء على كل ما تبقى من الديمقراطية، متجهًا نحو الديكتاتورية.
وختم عوكل بالقول: إن نتنياهو قد يحاول تخفيف الأزمة الداخلية من خلال التوصل إلى اتفاق لإنهاء ملف الأسرى، لكنه يرى أن حتى لو تم إنهاء هذا الملف، فلن يكون ذلك نهاية المطاف، إذ إن الحرب المقبلة قد تشمل المنطقة بأكملها.
شارك برأيك
بعد تعثر المفاوضات... ما الذي تبقى من خيارات؟