أفاد موقع "آكسيوس" يوم الخميس إن قطر قدمت لحماس اقتراحًا أميركيًا جديدًا لاستعادة وقف إطلاق النار في غزة من خلال إطلاق سراح الرهينة الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكزاندر ، وفي مقابل إطلاق سراح ألكزاندر ، سيصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بيانًا يدعو فيه إلى الهدوء في غزة واستئناف المفاوضات من أجل وقف دائم لإطلاق النار.

ويشكك الخبراء بأن حماس ستوافق على إطلاق سراح ألكزاندر مقابل بيان من ترامب فقط، وقد تطلب الحركة التي تخوض حربا ضروسا مع إسرائيل منذ 7 تشرين ألأول 2023، شيئًا أكثر أهمية بالمضمون، خاصة وأن إسرائيل تتخلى عن التزاماتها عن اتفاقياتها مع الحركة بدون تردد، وسرعان ما يحظى تخلي إسرائيل عن التزاماتها بتأييد كامل من قبل الإدارة الأميركية.

يشار إلى أن ألكزاندر  هو واحد من الرهائن الـ 59 المتبقين -  والذي يعتقد أن 24 منهم ما زالوا على قيد الحياة، وفقًا للإعلام الإسرائيلي الذي يستند إلى تقديرات المخابرات الإسرائيلية.

وكانت حركة حماس قد رفضت اقتراحًا من المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والذي سعى إلى تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار. وأصرت الحركة على الالتزام بشروط الاتفاق الموقع في 16 كانون الثاني الماضي (والذي دخل حيز التنفيذ يوم 19 كانون الثاني) واستمر إلى أن هاجمت إسرائيل دون سابق إنذار بأكثر من 100 طائرة حربية فجر يوم 18 آذار مما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 1100 شخص، معظمهم من النساء والأطفال.

 وكان من المفترض أن يدخل الاتفاق مرحلته الثانية في 2 آذار، التي تتضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين الأحياء المتبقين مقابل انسحاب كامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة وإنهاء الحرب. ورفض رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وتحالفه اليميني إنهاء الحرب "حتى يتم تفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس، وبالتالي رفض الدخول في المرحلة الثانية"، ودفع بدلاً من ذلك نحو تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار المؤقت.

وعملت مصر لاحقًا على إقناع حماس بقبول اقتراح مشابه إلى حد كبير للاقتراح الذي اقترحه ويتكوف في وقت سابق من هذا الشهر، والذي تضمن إطلاق سراح خمسة أسرى أحياء مقابل تمديد المرحلة حتى 19 نيسان ، حيث سيجري الجانبان محادثات حول شروط المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار الدائم.

هددت القاهرة بترحيل مجموعة من الأسرى الفلسطينيين العالقين في القاهرة منذ إطلاق سراحهم في وقت سابق من هذا العام كجزء من المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، فيما ادعت وسائل إعلام إسرائيلية إن قادة حماس في الخارج استجابوا بشكل إيجابي للعرض، لكن زعيم حماس في غزة، محمد السنوار، رفضه.

وعقب هذا الرفض، أجرى ويتكوف محادثات مع وسطاء قطريين للتوصل إلى اقتراح جديد، وقدمه المبعوث الأميركي إلى وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال رون ديرمر يوم الأربعاء، وفقًا لموقع أكسيوس الإخباري.

وقال الموقع إن الجهود الأميركية السابقة لتأمين إطلاق سراح الرهائن الأميركيين قوبلت بمعارضة شديدة من ديرمر ونتنياهو، اللذين شعرا أنها قد تؤدي إلى وقف إطلاق نار أكثر ديمومة ينهي الحرب قبل إزاحة حماس من السلطة.

وبحسب الموقع ، لم ترد حماس بعد على الاقتراح الأميركي الأخير، لكن الوسطاء القطريين أبلغوا الحركة أن الامتثال سيخلق حسن نية لهم مع ترامب، مما يزيد من احتمالية دفعه نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق نار دائم.

ووأفادت مصادر عربية أن الوسطاء القطريين والمصريين التقوا بوفد من حماس في الدوحة مساء الخميس لمناقشة الاقتراح الأميركي الأخير.

كما أن رد إسرائيل على هذا الاقتراح غير واضح. وأجرى نتنياهو مشاورات مع رؤساء أجهزته الأمنية وكبار مستشاريه يوم الخميس لمناقشة الأمر، وفقًا لما قاله مسؤول إسرائيلي للموقع.

وهدد نتنياهو يوم الأربعاء بتكثيف الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة إذا لم تبدأ حماس في إطلاق سراح الرهائن، قائلاً إن جيش الدفاع الإسرائيلي سيبدأ في احتلال أجزاء إضافية من القطاع.

وأصر رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الأسبوع على أن إسرائيل تقترب من هزيمة حماس - وهو ما كان يدّعيه منذ أكثر من عام.

ويعتقد الخبراء أن استئناف الحرب (منذ 18 آذار) يعرض الرهائن المتبقين على قيد الحياة للخطر ولن تحقق ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه خلال الأشهر الخمسة عشر الأولى من الحرب.

وادعى الموقع أن "حلفاء أمريكا العرب" عرضوا بدلاً من ذلك تهميش حماس من خلال مبادرة دبلوماسية تتضمن إعادة السلطة الفلسطينية تدريجيًا إلى حكم غزة - وهو أمر رفضه نتنياهو رفضًا قاطعًا.