الشيخ محمد سليم: الفرح والسرور والبهجة تغيب في ظل الظروف الراهنة والقدس في رمضان تجمع كل هذه المعاني
حجازي الرشق: حواجز الاحتلال على مداخل القدس تقيّد حركة المواطنين والقطاع السياحي يعاني من شلل تام منذ 16 شهراً
عزام توفيق أبو السعود: رمضان هذا العام يأتي بطعم مُرّ ووجوه الناس أكثر حزناً وكآبة ويخشون أن لا يُسمح لهم بالوصول إلى الأقصى
د. حسن خاطر: جهود الاحتلال لم تتوقف لإطفاء شعلة القدس وإخماد صوتها لكنها لا تزال تتألق في هذه المناسبات العظيمة
زياد الحموري: رمضان في القدس له طابعه الخاص نظرًا لوجود المسجد الأقصى وما يحمله من مكانة تاريخية ودينية
عماد منى: سياسة الاحتلال تهدف إلى الضغط على المقدسيين ودفعهم لمغادرة المدينة من خلال "الطرد الصامت"
محمد زحايكة: رمضان يأتي في أجواء توتر وترقب لعدم الجزم بعد بوقف الحرب على القطاع وسط تهديدات باستئنافها
تغيب كل مظاهر البهجة والزينة بقدوم شهر رمضان المبارك عن مدينة القدس هذا العام تضامناً وتعاطفاً مع المكلومين والموجوعين والمشردين من أبناء الشعب الفلسطيني لا سيما في قطاع غزة ومناطق شمال الضفة الغربية، والذين تجرعوا الموت والقهر والعذاب على مدار ستة عشر شهراً من حرب الإبادة والعدوان، وكذلك في ظل الممارسات العدوانية والعنصرية التي تنتهجها سلطات الاحتلال في المدينة المقدسة ولعزلها عن محيطها الفلسطيني.
كل هذه العوامل ألقت بظلال حزينة على القدس وأهلها الذين يواجهون على مدار الساعة أشكالاً متعددة من العدوان والممارسات التعسفية تتمثل في فرض القيود وإقامة الحواجز وتقييد حريتهم في الحركة وفي الوصول إلى المسجد الأقصى، إلى جانب تراجع الحركة التجارية وارتفاع نسبة البطالة وتدهور الأوضاع المعيشية للمقدسيين بسبب فقدانهم مصادر رزقهم، خاصة العاملين في القطاع السياحي والذي يعتبر من أشد القطاع تأثرا بالحرب العدوانية التي تشنها دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني ودول الجوار العربي.
رجال دين ومحللون تحدثوا لـ"القدس" قالوا إن شهر رمضان يأتي هذا العام في أجواء توتر وترقب وغياب البهجة والسرور، لعدم الجزم بعد بوقف الحرب العدوانية على قطاع غزة واحتمال استئنافها وكذلك الحرب الهمجية على مناطق شمال الضفة الغربية، مشيرين إلى أن حواجز الاحتلال على مداخل القدس تقيد حركة المواطنين وهو ما يؤثر على حركة التسوق والقطاع السياحي بشكل عام. وأكدوا أن سياسة الاحتلال تهدف إلى الضغط على المقدسيين ودفعهم إلى مغادرة المدينة من خلال "الطرد الصامت".
ليالي رمضان مميزة في مدينة القدس
وقال خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد سليم إن مدينة القدس لها رمزيتها وخصوصيتها، ولذلك من الطبيعي أن تتميز ليالي رمضان فيها بشكل خاص، لأن فيها المسجد الأقصى المبارك، ثالث مقدسات الإسلام والمسلمين، وهذه الخصوصية للقدس في شهر رمضان، تبعث فيها الحياة من جديد .
وأضاف: إن هرولة المصلين لصلاة التراويح، وخروجهم بعدها للتسوق والسمر والتجوال في حواري البلدة القديمة، وإقبالهم على التزود بشراء ما يحتاجون، والباعة المتجولين، وارتفاع أصواتهم بالنداء على بضاعتهم، كل ذلك له معانيه الخاصة في القدس والمسجد الأقصى، كونهما يعيشان في ظروف استثنائية غير طبيعية .
وأشار سليم الى أن الفرح والسرور والبهجة، كل هذه المعاني تغيب عن أبناء الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الراهنة، مؤكداً أن القدس في رمضان تجمع لهم كل هذه المعاني، رغم الألم والجراح والمعاناة.
كي تظل القدس تنبض بالحياة
وأضاف: "على كل حال، نحب أن تظل القدس تنبض بالحياة في شهر رمضان وفي غيره، لكن مع مراعاة كونها مدينة مقدسة، وفيها المسجد الأقصى المبارك، وهذا يعني أن تكون ليالي رمضان في القدس مضبوطة بالضوابط الشرعية، مثل أن يكون التجمهر في باب العمود وعلى درجاته يخلو من المحرمات، كالموسيقى، والاختلاط المحرم، وأي مظاهر أخرى تتنافى مع قيم ديننا، وكذلك أن تخلو الطرقات في البلدة القديمة من التدافع والتصاق الرجال بالنساء، وأن يحرص الشباب وقت الصلاة على أداء صلاتي العشاء والتراويح بدل الانشغال بالوقوف عند درجات باب العمود، أو التجول في شوارع القدس، منوهاً إلى أن هذا يتطلب وجود لجان مقدسية تعمل بهذا الاتجاه.
وختم سليم بالقول: "نحن مع القدس في نهارها وفي ليلها، ونحن مع القدس في رمضان وسائر الشهور، وندعو إلى بث روح الحياة فيها حتى تظل المدينة المقدسة مثل اسمها مدينة للسلام والأمن والحرية ".
غياب مظاهر الاحتفال بسبب حرب الإبادة
من جانبه، قال حجازي الرشق، أمين سر الغرفة التجارية في القدس، إن شهر رمضان لهذا العام يفتقد لأي مظهر من مظاهر الاحتفال مقارنة بالسنوات السابقة، نتيجة الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي تعصف بالمدينة.
وأضاف الرشق: المقدسيون يعانون من وضع نفسي سيئ بسبب ما يحدث في غزة من قتل ودمار وتشريد، إلى جانب ما يجري في محافظات شمال الضفة من هدم وإبادة لأبناء شعبنا.
وأوضح أن الحواجز العسكرية المفروضة على مداخل القدس أدت إلى تقييد حركة المواطنين، حيث تستغرق الرحلة من مناطق مثل الرام والعيزرية إلى القدس ثلاث ساعات، مما أثر بشكل كبير على الحركة الشرائية.
وأشار الرشق إلى أن القطاع السياحي، الذي يعتمد عليه 34% من القوة الشرائية في القدس، يعاني من شلل تام منذ أكثر من 16 شهراً، مما أدى إلى استنزاف مدخرات العاملين فيه وارتفاع نسبة البطالة بشكل غير مسبوق.
ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية
وأضاف : "الارتفاع الكبير في أسعار السلع الأساسية مثل اللحوم والدواجن والأسماك زاد من الأعباء على المواطنين، ما أجبر العديد منهم على الامتناع عن الشراء.
ولفت الرشق إلى أن القيود المفروضة على استيراد البضائع من تركيا، إلى جانب الصعوبات في السفر عبر الجسور، فاقمت من أزمة التجار، وأدت إلى شلل في القطاعات التجارية مثل الألبسة والأحذية والإكسسوارات.
وأكد أن البلدة القديمة تحولت إلى ثكنة عسكرية، حيث يمنع الشباب من دخول المسجد الأقصى، ويخضع المواطنون لتفتيش دقيق على الحواجز لعدة ساعات.
واختتم الرشق حديثه بالسؤال: كيف يمكن أن نزين شوارعنا وهناك أكثر من 40 ألف شهيد في غزة؟ كيف نحتفل وعائلات في جنين تهدم بيوتها أمام أعينها؟ الأوضاع الحالية لا تحتمل الاحتفالات.
ركود اقتصادي وبطالة مرتفعة
بدوره، قال الكاتب والباحث المقدسي عزام توفيق أبو السعود إن شهر رمضان يأتي هذا العام مختلفاً عن غيره من الأعوام، فحرب غزة والإبادة الجماعية لسكانها، ومعاناة شعب فلسطين في غزة وفي القدس والضفة الغربية شديدة، لدرجة لا تطاق، وصبر أهل غزة على مظاهر الموت والجراح، وتهديم البيوت والعيش بين ركام المباني المدمرة، ورفضهم محاولات التهجير عن أرضهم رغم قسوة حياتهم بلا ماء أو كهرباء وحتى بلا خيام .. كل ذلك يضفي على أهل القدس العرب شعوراً بالحزن والأسى.
وأكد أن رمضان يأتي هذا العام ووضع أهل القدس الاقتصادي في ركود تام، فالقدس تعيش على السياحة، ولا سياحة منذ اندلاع الحرب، الناس في القدس كثير منهم بلا عمل، ونسبة البطالة قد ارتفعت، ناهيك عن البطالة المقنعة، حيث لا يملك الناس قوت يومهم، وتتراكم عليهم الديون، وأسعار السلع ترتفع كل يوم بسبب الحرب، والحوانيت شبه فارغة من المشترين، لأن معظم الناس لا يملكون المال للشراء!!
وأشار أبو السعود إلى أن رمضان هذا العام يأتي بطعم مُرّ، الناس في الشوارع تختلف ملامح وجوههم عما كان في رمضانات سابقة، أكثر حزناً وكآبة، فهم يخشون أن لا يسمح لهم جنود الاحتلال بالوصول الى المسجد الأقصى، عنوان وهوية المسلمين في القدس، يخشى الناس من الحواجز ونقاط التفتيش المنتشرة في المدينة، والتي تعيق وصولهم إلى المسجد الأقصى لأداء الصلوات فيه وخاصة صلاة الجمعة وصلاة التراويح.
الهجوم على المخيمات واستهداف الأونروا
وأضاف: يأتي رمضان هذا العام وأهل القدس يرون ما يفعله المحتلون في مخيمات جنين وطولكرم والفارعة، وأنهم ينوون استكمال هجومهم التدميري على باقي مخيمات اللاجئين في مناطق الضفة الغربية، تهديد واضح لإنهاء موضوع اللاجئين وإغلاق مكاتب وكالة الغوث وبعض المدارس، وهو ما يؤذن بخطر مستقبلي كبير على كل إنسان فلسطسني، سواء عاش في مخيم أو مدينة.
وتساءل أبو السعود: رمضان يأتي فكيف لهم أن يستمتعوا بمائدة الإفطار في رمضان؟ ويضعون عليها ما لذ وطاب من مأكولات وحلويات، وهناك في غزة، لا يجد أهلها الخبز ليأكلوه، وكثير منهم قضى جوعاً بسبب عدم سماح المحتلين بإدخال المساعدات من الأغذية إليهم.
وقال: يأتي رمضان هذا العام وقد إعتقلت سلطات الاحتلال أكثر من ألفي رجل وشاب وسيدة وفتاة وغلام مقدسي منذ بدء العدوان على غزة، إضافة إلى المعتقلين السابقين، ومعظم الأسر المقدسية لديها ابن أو بنت من أبنائها في السجون الإسرائيلية، متسائلاً كيف يكون رمضان ونحن نحلم أن يتم إطلاق سراحهم في صفقة تتوقف ويناور الإسرائيليون في إخراجهم ليعودوا في رمضان إلى حضن أهاليهم ؟
وأضاف: يأتي رمضان هذا العام ونحن وسط فصل الشتاء، كيف يستمتع المقدسيون بدفء بيوتهم؟ بينما أهل غزة يعيشون في العراء، أو في خيام مهترئة لا تقيهم برد الشتاء، ولا تحميهم من المطر والعواصف؟
وأكد أبو السعود أن رمضان هذا العام يأتي حزينا على القدس، بلا رهجته وأبهته ومعانيه، أهل القدس المقتدرون لا يستطيعون إرسال أموال زكاتهم لأهلهم وأقاربهم ولسكان غزة.
وتابع: عادات كثيرة كنا نقوم بها في رمضان سنتوقف عنها هذا العام .. فنحن في القدس لا ندري ما يحمله لنا القدر بعد انتهاء حرب غزة التي نأمل أن لا تطول، ونحن في القدس نسأل بعضنا بعضاً: هل سيتفرغ المحتلون للتنكيل بنا بعد أن ينتهوا من الحرب؟
وأكد أبو السعود أن القدس حزينة في رمضان هذا العام، أهلها يعيشون تمييزاً عنصرياً غير مسبوق، حواجز ونقاط تفتيش تعيقهم عن أداء حياتهم اليومية بيسر وسهولة، حواجز تمنعهم من التواصل مع أهلهم في الضفة الغربية.
القدس ليست مجرد مدينة عادية
من جهته، قال د. حسن خاطر، مدير مركز القدس الدولي، إن مدينة القدس ليست مجرد مدينة عادية، ولا ينظر إليها في مثل هذه المناسبة العظيمة، مناسبة شهر رمضان، من خلال المساحة الجغرافية أو عدد السكان أو ما شابه.
وأكد أن قيمة القدس تنبع من مكانتها الدينية، فهي قبلة المسلمين الأولى، ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي حاضنة المسجد الأقصى المبارك، الذي يعد ثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين في العالم منذ فجر الإسلام وإلى قيام الساعة.
وقال: من هذه الزاوية، تصبح القدس من أبرز المدن التي تقود الاحتفال بهذا الشهر المبارك على مستوى العالم الإسلامي، وليس فقط على مستوى فلسطين.
وأشار خاطر إلى أنه بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وكون فلسطين أصبحت شبه معزولة عن الأمة الإسلامية، بقيت القدس تحتفظ بإشعاعها الديني وتأثيرها الإيماني الهائل على كل أهل فلسطين، وتردد أصداء ذلك في العالم أيضًا. ولم يستطع الاحتلال أن يحجب هذا التأثير أو أن يلغيه، رغم محاولاته المستمرة والمتواصلة لذلك.
وقال: لعل أبرز ما يميز المدينة المقدسة في هذا الشهر المبارك هو العبادة، مجسدة في الصيام والصلاة في المسجد الأقصى المبارك. فتُقبل أعداد كبيرة من المسلمين ممن يستطيعون الوصول لأداء الصلوات، وعلى رأسها صلاة الجمعة، وصلاة التراويح، وقيام الليل، والتعبد والذكر داخل المسجد الأقصى المبارك. هذا هو العنوان الكبير لهذه البقعة المباركة.
إفطارات شهر رمضان المبارك
واضاف خاطر: "إن القدس تتميز بإفطارات شهر رمضان المبارك، حيث تُقام الكثير من مشاريع إفطار الصائم داخل المسجد الأقصى والبلدة القديمة، من خلال مشاريع خيرية كثيرة تُنظم سنويًا خصيصًا لهذا الغرض.
ويرى أنه لا يمكن على الإطلاق إغفال أو تجاهل الأجواء الخاصة التي تتميز بها مدينة القدس في هذا الشهر المبارك، من تزيين وزخرفة الشوارع والأزقة في البلدة القديمة، وداخل ساحات المسجد الأقصى المبارك، وحتى المباني بصورة عامة، مما يمنح شعورًا بالبهجة والسعادة للزائرين.
وأكد خاطر ان هذه الزينة تعتبر من الرسائل القوية التي تبعث بها القدس إلى العالم، تؤكد فيها هويتها الإسلامية وقدرتها على الاستمرار والصمود والتألق، رغم كل سياسات الاحتلال التي تسعى إلى إطفاء زينة القدس وإغراقها في الظلام، وتحويلها إلى مدينة محتلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
هوية القدس العربية الإسلامية
ولفت إلى أن المدينة المقدسة تتميز أيضًا بأسواقها في شهر رمضان، حيث تبرز المأكولات والمشروبات الخاصة بهذا الشهر بشكل كبير، وتنتشر في كل أرجاء المدينة وأسواقها. وهذا ما يعيد التأكيد على هوية القدس العربية الإسلامية، التي تتقن التعبير عن أصالتها في مثل هذه المناسبات العظيمة.
وتابع: إضافة إلى ذلك، تظهر كل التقاليد الإسلامية المرتبطة بهذا الشهر المبارك، والتي ربما تراجعت في كثير من العواصم العربية العريقة، لكنها بقيت متجذرة في القدس، مثل المسحراتي، وفرق الإنشاد، والكشافة، وغيرها.
واعتبر أن القدس، رغم أنينها تحت الاحتلال ومعاناتها من سياساته وقمعه، ما زالت قادرة على ترجمة كل هذه المعاني العريقة والأصيلة، وتبعث بتلك الرسائل المعبرة إلى كل العالم.
وأكد خاطر أنه رغم جهود الاحتلال التي لم تتوقف لإطفاء شعلة هذه المدينة وإخماد صوتها، إلا أنها ما زالت تتألق، خصوصًا في مثل هذه المناسبات العظيمة، وما زالت قادرة على صناعة الحدث وقيادة المشهد، رغم الجراح النازفة والمعاناة المستمرة.
زينة أقل في المدينة تضامنا مع أهل غزة
وأكد مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري أن شهر رمضان في القدس يتميز بطابعه الخاص الذي يختلف عن باقي المدن، نظرًا لوجود المسجد الأقصى وما يحمله من مكانة تاريخية ودينية.
وأوضح الحموري أن البلدة القديمة تشهد عادةً زينة رمضانية مميزة، إلا أن هذا العام شهد تراجعًا في التزيين بسبب الأوضاع الصعبة التي يعانيها أهالي غزة، حيث فضّل المقدسيون التقليل من المظاهر الاحتفالية تضامنًا مع أشقائهم في القطاع.
وأضاف: "رمضان يُعتبر شهرًا حيويًا لإنعاش الاقتصاد في المدينة، حيث يعتمد القطاع التجاري بشكل كبير على الحركة الشرائية خلال هذا الشهر لتعويض الركود في بقية الأشهر.
وأشار الحموري إلى أن السلطات الإسرائيلية كثفت من إجراءاتها في القدس خلال الأيام الأولى من رمضان، من خلال فرض مخالفات وإعاقة حركة السيارات، في محاولة للتضييق على المقدسيين وتنغيص فرحتهم بالشهر الفضيل.
ورغم ذلك، لفت الحموري إلى أن أعدادًا كبيرة من المصلين ما زالت تتوافد إلى المسجد الأقصى، متجاوزة الحواجز والإجراءات، معربًا عن أمله في أن يكون رمضان شهرًا منعشًا للقطاع التجاري وأهالي القدس.
رمضان في القدس يفتقد لأجوائه الاحتفالية المعتادة
بدوره، قال الناشط الاجتماعي المقدسي عماد منى إن شهر رمضان في القدس لهذا العام يفتقد لأجوائه الاحتفالية المعتادة، في ظل القيود المشددة التي يفرضها الاحتلال على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى.
وأضاف منى: "اعتدنا في شهر رمضان أن تتحول القدس إلى مهرجان ديني كبير، حيث يأتي المصلون من كافة أنحاء فلسطين ومن الخارج لإحياء الشهر الفضيل في رحاب المسجد الأقصى، لكن هذا العام المدينة تبدو حزينة ومتألمة".
وتابع: الإجراءات التي يفرضها الاحتلال مثل إقامة الحواجز العسكرية ومنع الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إلى القدس، تسببت في تقليص أعداد المصلين، ما أدى إلى فراغ ملحوظ في ساحات المسجد الأقصى.
وأشار منى إلى أن شوارع القدس كانت في السابق تعج بالمتسوقين والبائعين والزينة الرمضانية، لكنها اليوم تفتقد هذه الأجواء للسنة الثانية على التوالي، مما يعكس حالة الحزن التي تخيم على المدينة.
وأوضح أن سياسة الاحتلال تهدف إلى فرض الضغوطات على المقدسيين ودفعهم إلى مغادرة المدينة، من خلال ما وصفه بـ"الطرد الصامت".
واختتم منى حديثه قائلاً: مدينة القدس تأن منذ أكثر من خمسين عاماً تحت الاحتلال، ومع هذه الإجراءات تتواصل معاناة سكانها، آملين أن يفرج الله كربهم قريباً.
طقوس الشهر الفضيل تقتصر على العبادات
الاعلامي والناشط المجتمعي محمد زحايكة يرى أن رمضان يأتي هذا العام كسابقه من العام الماضي في أجواء توتر وترقب لعدم الجزم بعد بوقف الحرب العدوانية على قطاع غزة الحبيب واحتمالية استئنافها في كل لحظة.
وقال: هذا ينعكس على طقوس الشهر الفضيل التي تنحصر وتقتصر على العبادات والصلوات في رحاب المسجد الاقصى على وجه الخصوص والتسوق الضروري للحصول على احتياجات الصوم في رمضان في ظل انتشار كثيف لعناصر قوات الاحتلال من الشرطة وحرس الحدود وقطعان المستوطنين والمتطرفين الذين "يجوسون" خلال البلدة القديمة وخارجها في صور بغيضة من الاستفزاز والتحرش بالمواطنين وخاصة في ساحات المسجد الأقصى المبارك وتدنيس حرمته المقدسة .
وأشار زحايكة إلى اختفاء مظاهر الزينة في رمضان هذا العام كما حصل في سابقه من العام الماضي بسبب المأساة والمعاناة الني يمر بها أهل القطاع من الإبادة الجماعية والتهديد بالتهجير والتدمير والشامل والعيش في العراء وفي خيام بالية في طقس صقيعي بارد وماطر، يعانون من كافة أنواع الحرمان من نقص في الشراب والطعام والدواء والعلاج وكل مظاهر الحياة الأساسية.
وأضاف زحايكة: "تمضي الحياة في رمضان هذا العام في جو من الانتظار والرتابة والأمل، لعل القادم يكون أفضل، كما يتضرع المتعبدون إلى الله بذلك أن يزيل هذه الغمة عن إخوانهم في غزة هاشم وشمال الضفة، وأن يتوقف العدوان الإسرائيلي المعربد عليهم وأن يحفظ الله القدس وفلسطين وينصر الشعب الفلسطيني الذي قدم تضحيات جسيمة على مدار عقود طويلة من النضال والكفاح.
شارك برأيك
رمضان في زهرة المدائن.. القدس حزينة وتخلو شوارعها من الزينة