فلسطين
الإثنين 03 مارس 2025 8:29 صباحًا - بتوقيت القدس
يبحث عن ذرائع للعودة إلى الحرب .. نتنياهو يُقامر بحياة المحتجزين
القدس- خاص بـ"القدس" دوت كوم
حاتم كريم الفلاحي: الولايات المتحدة تدفع نحو الانتقال إلى المرحلة الثانية لأن لديها مشروعاً بالمنطقة يتطلب الهدوء
د. جمال الشلبي: التهديد بالعودة إلى الحرب يأتي في سياق محاولات زعزعة الطرف الآخر لدفعه إلى تقديم تنازلات
جوني منصور: رئيس الأركان الجديد معروف بكرهه للفلسطينيين ودمويته منذ مشاركته بحرب لبنان ومجازر صبرا وشاتيلا
د. إبراهيم أبو جابر: نتنياهو سيحاول إيجاد مبرر للعودة إلى الحرب باعتبارها طوق نجاة له على المستوى الإسرائيلي
أمير مخول: إسرائيل ستلجأ إلى الحرب فقط إذا حصلت على ضوء أخضر أمريكي للتهجير وهو ما يبدو مستبعداً الآن
عصمت منصور: عدم العودة إلى الحرب أصبح بحد ذاته ثمناً تدفعه إسرائيل مقابل الإفراج عن مزيد من الأسرى
دأب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مراراً وتكراراً على استخدام لغة التهديد والوعيد بالعودة إلى الحرب، خلال المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة أو صفقة التبادل، كلما شعر أن المقاومة في غزة سجلت بعض النقاط عليه، خلال عمليات تسليم الأسرى الإسرائيليين، أو كلما علت الأصوات داخل المجتمع الإسرائيلي التي تحتج على فشله في القضاء على المقاومة في غزة طيلة خمسة عشر شهراً، أو كلما أراد تحقيق بعض المكاسب التي لم يستطيع تحقيقها في الميدان.
آخر فصول التهديد والوعيد أطلقها نتنياهو في مسعى لعدم الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة التبادل ووقف إطلاق النار والتي تستكمل عمليات تبادل الأسرى وانسحاب جيش الاحتلال من كافة مناطق القطاع حتى إعلان وقف الحرب، وكذلك للتغطية على عدم التزاماته ببنود الاتفاق سيما إدخال المساعدات الإنسانية والمساكن المتنقلة والانسحاب من محور فيلادلفيا.
أما الحرب التي يتوعد نتنياهو بالعودة إليها، فهي عمليات القصف والقتل والإبادة التي تستهدف المدنيين في قطاع غزة والذين عادوا إلى بيوتهم المدمرة، مؤكدين تشبثهم بأرضهم وركام بيوتهم ورفضهم للتهجير خارج وطنهم، سواء بالترهيب أو بالترغيب.
كتاب ومحللون تحدثوا لـ"ے" اعتبروا أن تهديد نتنياهو بالعودة إلى الحرب يأتي في سياق محاولات زعزعة الطرف الآخر لدفعه إلى تقديم تنازلات. وقالوا إن إسرائيل ستلجأ إلى الحرب فقط إذا حصلت على ضوء أخضر أمريكي للتهجير وهو ما يبدو مستبعداً الآن، وأن الولايات المتحدة تدفع نحو الانتقال إلى المرحلة الثانية لأن لديها مشروعاً بالمنطقة يتطلب الهدوء.
حكومة نتنياهو الآن أمام خيارين
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن إرسال الوفد التفاوضي إلى مصر يهدف إلى الوقوف على حقيقة ما إذا كانت حماس ستوافق على تمديد المرحلة الأولى أم سترفض ذلك.
وأوضح أن ذهاب الوفد إلى مصر جاء بعد تأكد الوفد الإسرائيلي من أن حماس لا تريد تمديد المرحلة الأولى، بل ترغب في الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق بعد أن تنفذ إسرائيل ما تم الاتفاق عليه في المرحلة الأولى، والتي نكثت فيها إسرائيل بعدم تنفيذ العديد من بنودها.
وأضاف: "حكومة نتنياهو الآن أمام خيارين: إما الحفاظ على الائتلاف الحكومي القائم، أو الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية، وهو ما يمثل تهديداً مباشراً لحكومة نتنياهو".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تدفع نحو الانتقال إلى المرحلة الثانية، لأن لديها مشروعاً في المنطقة يتطلب الهدوء، وهو ما مارست بشأنه ضغوطاً على نتنياهو عبر إدارة ترمب للقبول بوقف القتال والانتقال إلى المرحلة الأولى.
ولفت إلى أن الموقف العربي، سواء الأردني أو المصري، بات أكثر تشدداً في رفض مسألة تهجير الفلسطينيين، مما يجعل القضية الفلسطينية، لا سيما قضية غزة، ذات أهمية قصوى بالنسبة لمصر والأردن، خلافاً للفترات الماضية.
وأكد أن أي صفقة تتعلق بالتهجير ستشكل تهديداً للأمن القومي لكلا البلدين، مما يستدعي اتخاذ مواقف صارمة وحازمة في التعامل مع إسرائيل، خاصة وأن استمرار الاحتلال في محور فيلادلفيا يمثل انقلاباً على اتفاقية كامب ديفيد 1979، واتفاقية أوسلو 1995، بالإضافة إلى اتفاقية فك الارتباط عام 2005.
العودة إلى القتال ستضر بالمصالح الأمريكية
واعتبر الفلاحي أن هذه الإجراءات تهدد الأمن القومي المصري، مشيراً إلى أن حكومة نتنياهو تواجه ضغوطاً داخلية كبيرة تدفع نحو الانتقال إلى المرحلة الثانية، حتى لو أدى ذلك إلى بقاء حماس في السلطة أو وقف الحرب بشكل كامل.
وبيّن أن نتنياهو يسعى لممارسة ضغوط سياسية وعسكرية عبر التهديد باستخدام القوة مجدداً بدعم أمريكي، وقد تعود الحرب للضغط على حماس لتقديم تنازلات تشمل نزع السلاح وإخراج القيادات.
واشار الفلاحي الى أن طبيعة المرحلة الثانية ستعتمد على التنازلات التي يمكن أن يقدمها الطرفان للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف، إلا أن إصرار نتنياهو على استسلام حماس وفق الشروط الإسرائيلية يقابله رفض قاطع من حماس، التي لم تخسر الحرب.
وأكد الفلاحي أن العودة إلى القتال ستضر بالمصالح الأمريكية، وجهود التطبيع مع السعودية، وكذلك بمصالح مصر والأردن، مضيفاً "أن الحرب ليست مجرد قوة بشرية ومادية، بل تتعلق أيضاً بالقوة المعنوية والغضب الشعبي في إسرائيل بسبب استمرار احتجاز الأسرى".
ورجح الفلاحي أن تستخدم إسرائيل القوة لفترة محدودة للضغط على حماس لتقديم تنازلات، بينما تقدم إسرائيل بعض التنازلات للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف.
التعثر تكتيكي وليس استراتيجياً
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية في عمان د. جمال الشلبي إن هذا التعثر تكتيكي وليس استراتيجي، بمعنى أن الوساطة العربية، المتمثلة في مصر وقطر، والمدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، وضعت في حسبانها كل الاختلافات والتقديرات المتوقعة بين أطراف النزاع، سواء إسرائيل أو حماس.
وأشار إلى أن هذه الاختلافات في وجهات النظر يمكن تجاوزها، خاصة في ظل وجود تجاوزات مستمرة من الجانب الإسرائيلي بهدف الحصول على مكاسب جديدة غير مدرجة في الاتفاق، وهو نهج معتاد لدى إسرائيل.
وأكد الشلبي أن التهديد بالعودة إلى الحرب يأتي في سياق محاولات زعزعة الطرف الآخر، أي حماس والقوى المقاومة في غزة، لدفعها إلى تقديم المزيد من التنازلات، خاصة مع الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي ستناقش قضايا تتجاوز الجثامين والأسرى إلى مسألة من سيحكم غزة مستقبلاً.
وتساءل عن مدى قبول الولايات المتحدة وإسرائيل باستمرار حكم حماس لغزة، أو ما إذا كان هناك دور محتمل للسلطة الفلسطينية، وهو خيار مرفوض من قبل الأطراف الفاعلة. كما طرح احتمال إرسال قوات عربية، مثل المصرية أو الأردنية أو التركية، للسيطرة على الوضع في غزة، وهو خيار قد يكون مقبولاً أمريكياً وإسرائيلياً، لكنه مرفوض شعبياً.
السيناريوهات المتعلقة بـ"اليوم التالي"
وأشار إلى أن هذه التساؤلات والسيناريوهات المتعلقة بـ"اليوم التالي" تشكل الإشكالية الحالية، موضحاً أن التلويح بالحرب في الإعلام والخطابات السياسية، سواء الأمريكية أو الإسرائيلية، يهدف إلى الضغط على حماس.
ويرى الشلبي أن الحل قد يتمثل في الاعتراف بأن حماس قاومت ولم تستسلم، رغم أنها لم تحقق نصراً واضحاً. إلا أن المشكلة تكمن في عدم قبولها من قبل إسرائيل وأمريكا، وحتى معظم الدول العربية، باستثناء قطر وربما عُمان.
ولفت إلى أن دول الخليج، مثل السعودية والإمارات، لا ترغب في دفع أموال طائلة لإعادة إعمار غزة ثم تعود إسرائيل لتدميرها مجدداً.
وأوضح أن التضارب في المواقف بين قطر الداعمة لحماس والتي تقود الوساطة، وبين محور السعودية والإمارات ومصر والأردن، يعقد المشهد.
وأكد أن احتمال استئناف الحرب يبقى قائماً، رغم استبعاده لها شخصياً، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تحترم القيم أو التعهدات.
التحولات الجيوسياسية العالمية
وتطرق الشلبي إلى التحولات الجيوسياسية العالمية، مثل العلاقات الروسية-الأمريكية، والتقارب الخليجي-الإيراني، واستعداد الأكراد للدخول في عملية سياسية مع تركيا، معتبراً أن الدخول في حرب ضد الشعب الفلسطيني في هذه الظروف سيكون مهزلة إنسانية وتراجيدية.
ورجح أن الإدارة الأمريكية ليست متحمسة للعودة إلى الحرب، لأنها أصبحت خياراً انتحارياً سياسياً وأخلاقياً، رغم أن أمريكا لا تعير القيم الإنسانية اهتماماً كبيراً.
وختم الشلبي بالقول: "إن الحل السياسي بات الخيار الأرجح، رغم أنه سيكون ضمن إطار يخدم المصالح الإسرائيلية والأمريكية، والتي تتماشى معها المصالح العربية الداعمة.
ودعا الشلبي حماس إلى التفاوض بذكاء، مستغلة نقاط قوتها وتجنب نقاط ضعفها، مع التكيف قليلاً مع الرياح العاتية التي تسعى إلى إنهائها تماماً.
نقض الاتفاقيات.. سلوك نتنياهو المعتاد
يدوره، قال المؤرخ والباحث في شؤون الشرق الأوسط جوني منصور: "من المعروف لنا من خلال تجارب السنين في متابعة سلوك نتنياهو أنه لا يحترم أي اتفاقية بالمرة. وهو يسعى دوماً إلى نقض اتفاقيات والتمسك بمواقف يعتبرها لصالح أمن إسرائيل ومستقبل وجودها في المنطقة".
وأكد أن من يدقق في عمليات نقضه ورفضه لمتابعة تنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين من الطرفين يلحظ بوضوح أنه يسير كعادته في مسار كسب الوقت أولاً، لبقاء حكومته لأطول مدة خلال الدورة الحالية، وثانياً، لضمان بقاء أحزاب اليمين المتطرف معه في الائتلاف الحكومي، أضف إلى ذلك أنه يريد الظهور بالشخص الذي يتعرض إلى ضغوط ومعاندات ومعارضات من طرف اليمين المتطرف في إسرائيل. وهو في هذه الحالة يريد أن يبين لهؤلاء مسايرته لهم.
من جهة أخرى، يرى منصور أن نتنياهو يلوح بعودة إسرائيل إلى الحرب في حال لم تنفذ حركة المقاومة الإسلامية – حماس ما يجب تنفيذه وهو إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. وكأنه يلقي باللائمة على الفلسطينيين، لافتاً إلى أن الواقع يشير إلى أنه هو المعرقل الرئيسي والوحيد للصفقة.
الولايات المتحدة صاحبة القول الفصل
وقال: "من هنا نراه يصر على تمديد المرحلة الأولى دون الولوج في المرحلة الثانية والتي أساسها وقف الحرب، موضحا أن نتنياهو يريد الاستمرار في الحرب أو العودة إليها ليحقق انتصاراً على المقاومة. والواقع أنه لم يحقق إلى الآن الانتصار المطلق الذي لوح به منذ 7 أكتوبر، ووعد شعبه به.
من جهة ثانية، أشار الباحث منصور إلى أن تعيين رئيس هيئة أركان جديد للجيش الإسرائيلي يفرض عادة أن عليه خوض معركة واحدة في الحد الأدنى لتسجل في سجله التاريخي كمكسب. وقال إن رئيس الأركان الجديد معروف عنه كرهه للفلسطينيين ودمويته منذ مشاركته في الحرب الإسرائيلية في لبنان، ومجازر صبرا وشاتيلا.
وتساءل منصور: هل سيؤثر رئيس الأركان على نتنياهو ويزجه في عملية العودة إلى الحرب؟ وهل ستشتد المعارضة داخل الحكومة والجيش في قياداته المختلفة لمنع العودة إلى الحرب لأنها لن تحقق أكثر مما هو بائن وظاهر؟
وختم منصور حديثه لـ "القدس" بالقول: " هناك أسئلة عديدة تقف أمام نتنياهو وتفرض عليه تقديم إجابات، موضحاً أن مناوراته إلى الآن هي إجابات تثير القلق جداً في أنه يتلكأ في خوض المرحلة الثانية. لكن، باعتقادنا أن الولايات المتحدة هي التي يمكنها إعادة نتنياهو إلى طاولة المفاوضات حالاً وسريعًا.
مرحلة العض على الأصابع
من جهته، أكد د. إبراهيم أبو جابر، المختص في الشأن الإسرائيلي، أن المرحلة الحالية تشهد ما يمكن وصفه بعضّ الأصابع بين الطرفين.
وأضاف: كل طرف يحاول الحصول على أكبر قدر من المكاسب في ظل الوضع المتأزم.
وأوضح أن نتنياهو يعيش تحديات كبيرة على المستويين المحلي والسياسي، إذ يسعى لإرضاء اليمين المتطرف من خلال العودة إلى الحرب والقتال، بينما يواجه في الوقت نفسه ضغوطاً من أهالي الأسرى الذين يدفعون باتجاه استمرار الصفقة واستعادة أبنائهم.
وأشار أبو جابر إلى أن مطالب المقاومة الفلسطينية تتمثل في الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، بما في ذلك محور صلاح الدين، إضافة إلى تنفيذ الاستحقاقات الإنسانية، مثل إدخال المساعدات الطبية والغذائية والمعدات الثقيلة.
وأوضح أن نتنياهو يواجه خيارين: إما استمرار القتال لإرضاء اليمين المتطرف، ما قد يؤدي إلى سخط أهالي الأسرى والمعارضة الإسرائيلية، أو الرضوخ لمطالب المقاومة الفلسطينية، وهو أمر مستبعد.
ورجّح أن يحاول نتنياهو إيجاد مبرر للعودة إلى الحرب مجدداً، باعتبار ذلك طوق نجاة له على المستوى الإسرائيلي، خاصة في ظل الضوء الأخضر الذي منحته له الإدارة الأمريكية لتنفيذ ما يشاء في قطاع غزة.
وأشار أبو جابر إلى أن الاجتماع الذي عقد مؤخراً قد يكون تناول تشبث الطرف الفلسطيني بشروطه، في مقابل فشل إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب، وهو ما يمكن توظيفه لاستئناف القتال.
إسرائيل ترفض الانسحاب من محور فيلادليفيا
وأكد أن المستوى السياسي الإسرائيلي صرح مراراً بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين مهما كانت الضغوط، معتبراً أن الكرة الآن في ملعب الوسطاء، مثل قطر ومصر والولايات المتحدة، للعمل على تجسير الهوة وإيجاد حلول وسط تحول دون استمرار الحرب.
وأوضح أبو جابر أن نتنياهو سعى لتمديد المرحلة الأولى بهدف الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، خاصة الأحياء منهم، ثم العودة إلى الحرب، لأنه لا يريد بقاء سلطة حماس في قطاع غزة، سواء إدارياً أو عسكرياً، ويطالب بنزع سلاحها وتنحيها، إضافة إلى خروج قادتها من القطاع.
واعتبر أن الوضع معقد وضبابي، إذ يحاول كل طرف التشدد في مواقفه، مشدداً على أن الفلسطينيين صادقون في مطالبهم، بينما يسعى الطرف الإسرائيلي إلى ابتزاز المقاومة الفلسطينية لإرضاء اليمين المتطرف والحفاظ على بقاء الائتلاف الحكومي.
وختم أبو جابر تصريحه لـ "القدس" بأن التوقعات، بحسب المحللين الإسرائيليين والإعلام الإسرائيلي، تشير إلى أن نتنياهو يتجه للأسف نحو الحرب.
الإدارة الأمريكية معنية باستمرار الصفقة
وقال الباحث في مركز تقدم للسياسات أمير مخول إن ما يجري حالياً من رفض متبادل هو نوع من المفاوضات التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى استقرار الأمور.
وأوضح أن الإدارة الأمريكية معنية باستمرار الصفقة، مما سيحسم قرار نتنياهو في نهاية المطاف أكثر من النزوات الحربية الإسرائيلية سواء من سموتريتش أو بن غفير أو من نتنياهو نفسه.
وأضاف مخول: إن الأمور تشير إلى أن المفاوضات ستعود، مرجحاً أن يتم إطالة أمد المرحلة الأولى.
وأوضح أنه قد يتم ذلك مقابل إضافة عدد الأسرى الفلسطينيين المحررين أو بالإبقاء على جزء من الأسرى الإسرائيليين لدى حماس. وأكد أن كل ذلك ممكن ضمن تصور للمرحلة النهائية، وهي المرحلة الثانية فعلياً التي تضع نهاية للحرب.
وأشار إلى أن هناك تطوراً في الإقليم يتمثل في القمة العربية في القاهرة، والتي من المتوقع أن تسفر عن الصيغة الأولية لإعادة إعمار غزة وكيفية إدارتها.
وأكد أن توافقاً عربياً في القمة سيكون له وزن حاسم في المعادلات، بينما تراهن إسرائيل على وجود خلاف عربي. وفي حال وجود خلاف، ستتم إحالة الأمور إلى مجموعة مصغرة لبلورة مشروع متكامل يشمل إدارة غزة.
التلويح بالحرب ضمن إطار المفاوضات
ورأى مخول أن الأمور لا تبدو ذاهبة نحو الحرب، مشيراً إلى أن إسرائيل ستلجأ إلى الحرب فقط إذا حصلت على ضوء أخضر أمريكي للتهجير، وهو ما يبدو مستبعداً الآن أكثر مما كان عليه قبل نحو شهر عندما طرحه ترمب. وأوضح أن فكرة التهجير تراجعت بشكل كبير جداً.
وأضاف أن إسرائيل قد تحاول التلويح بإمكانية بدء الحرب من خلال تنفيذ عملية أو عمليتين، لكن ذلك سيكون ضمن إطار المفاوضات وليس خارجها، بهدف تحريك العملية التفاوضية وليس للعودة إلى الحرب فعلياً.
ولفت إلى أن المجتمع الإسرائيلي غير معني بالحرب، وأن عائلات الأسرى المحتجزين ستواجه ذلك بقوة في الشارع هذه المرة بزخم أكبر مما كان عليه الوضع سابقاً، مع توجيه اتهامات مباشرة لنتنياهو وحكومته بتعويق الصفقة وتعريض ذويهم المحتجزين للخطر.
وأكد مخول أن الأوضاع داخل المجتمع الإسرائيلي، إلى جانب احتمالات رفض الخدمة العسكرية، قد تعزز الاعتقاد بأن التحضيرات العسكرية والتهديد بالحرب هي جزء من المفاوضات أكثر من كونها تهديداً ميدانياً حقيقياً.
خيار الحرب لا ينبغي استبعاده إطلاقاً
من جانبه، قال الصحفي والمحلل المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور إن خيار الحرب يبقى قائماً منذ اللحظة الأولى، ولا ينبغي استبعاده إطلاقاً.
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تقوم أيديولوجيتها ومشروعها على تحقيق أهدافها في أجواء الحرب، إذ أن الحرب والتصعيد يجهضان أي تطلعات نحو السلام أو التهدئة أو التفاهمات.
وأشار المحلل منصور إلى أن إسرائيل تستخدم خيار الحرب أداة للتلويح والابتزاز، حيث تطالب بتمديد المرحلة الأولى ونقض الاتفاق مقابل عدم العودة إلى الحرب.
وأوضح أن عدم العودة إلى الحرب أصبح بحد ذاته ثمناً تدفعه إسرائيل مقابل الإفراج عن مزيد من الأسرى.
وأكد منصور أن تراخي الموقف الأمريكي ودعمه لنتنياهو يجعلان خيار الحرب مغرياً له، خاصة إذا علمنا أن العودة للمفاوضات أو الانتقال إلى المرحلة الثانية قد يؤدي إلى تصدع الائتلاف الحاكم وربما انهياره بشكل أو بآخر.
دلالات
الأكثر تعليقاً
الشيخ يبحث مع وزير الخارجية السعودي التحضيرات للقمة العربية الطارئة في القاهرة

تلاسن بين ترامب وزيلينسكي ينسف اجتماعهما والأخير يغادر البيت الأبيض
وكالة بيت مال القدس تطلق حملتها السنوية لشهر رمضان من قرية النبي صموئيل بالقدس

مشادة ترمب- زيلينسكي.. نهج جديد في الدبلوماسية الخشنة
نتنياهو يعقد مشاورات الليلة مع عودة فريق المفاوضات من القاهرة

لليوم الـ33: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها

شيطنة رمضان!
الأكثر قراءة
فنان مسرحي ومدفعجي رمضان... رجائي صندوقة .. صوت هادر على تلة القدس العالية
نتنياهو يعقد مشاورات الليلة مع عودة فريق المفاوضات من القاهرة

قرب نفاد احتياطيات إسرائيل من الغاز يكشف عن مطامعها بغاز غزة

وسط معاناة شديدة.. أهالي جنين ومخيمها يستقبلون رمضان مشردين نازحين
كاتس: نُسرِّع إنشاء مكتب لتهجير غزة ولن نغادر مخيم جنين قبل عام
ترمب يستدعي الذكاء الاصطناعي ...أحلام التهجير تتراءى في "فيديو" قصير!
الرئيس يصدر قرارا بتعيين اللواء العبد إبراهيم خليل قائدا لقوات الأمن الوطني


أسعار العملات
الإثنين 03 مارس 2025 2:04 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.6
شراء 3.58
دينار / شيكل
بيع 5.07
شراء 5.05
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 746)
شارك برأيك
يبحث عن ذرائع للعودة إلى الحرب .. نتنياهو يُقامر بحياة المحتجزين