واصلت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عمليات هدم المنازل في مخيم طولكرم، في إطار حملة التصعيد التي تستهدف المخيم منذ 23 يوما متواصلة.

وبحسب مصادر محلية، فإن قوات كبيرة من جيش الاحتلال بآلياتها وجرافاتها، استكملت عدوانها على المنازل في المخيم، بعد أن أخطرت بالأمس بهدم 14 منزلا بذريعة فتح شارع يمتد من منطقة الوكالة الى حارة البلاونة.

وأضافت، أن الاحتلال أمهل سكان المخيم ساعتين فقط لإخلاء منازلهم قبل هدمها، حيث توجه المواطنون الى داخل المخيم وسط حالة من الصدمة والحزن على مشاهد الدمار التي حلت به بشكل عام، وبالممتلكات بشكل خاص.

وأظهرت مشاهد مؤلمة عائلات تخرج في عجالة، تسابق الزمن، حاملة ما تستطيع من مقتنياتها من داخل منازلها المدمرة جزئيا، فيما كانت قوات الاحتلال تطوق المنطقة وتنشر دوريات المشاة بكثافة بين الأزقة، وداخل بعض المنازل التي حولتها لثكنات عسكرية.

وهدمت قوات الاحتلال منذ صباح الأمس وحتى اليوم سبعة منازل بشكل كامل، تمتد من حارات البلاونة والشهداء والوكالة والخدمات، مترافقة مع تدمير كامل للبنية التحتية من شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات.

وقالت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم في بيان صحفي، إن الاحتلال يواصل حرق وتدمير المنازل في المخيم لليوم الـ 24 على التوالي، وأن 50 منزلا دمر بشكل كامل، وأن 90% من سكان المخيم نزحوا منه بعد أن أجبرهم الاحتلال على النزوح قسرا وبالقوة.

وأشارت إلى أن الاحتلال رسم خارطة للبيوت التي ينوي هدمها لشق شوارع جديدة في المخيم، ومعظم المنازل المجاورة لمواقع الهدم تضررت لطبيعة البناء المتلاصق، وأن قرار الاحتلال فتح شارع وسط المخيم سيتسبب بهدم وتضرر آلاف البيوت.

وفي السياق، واصلت قوات الاحتلال نشر دورياتها الراجلة والمحمولة في حارات مخيم نور شمس، الذي يشهد حصارا مشددا من 11 يوما، وتحديدا في حارة المنشية وسط مداهمات للمنازل وتحويلها لثكنات عسكرية، مترافقة مع عمليات تفجير واسعة داخل المخيم.

كما انتشرت قوات المشاة بشكل كبير في أحياء المدينة ونصبت الحواجز العسكرية في محيط دوار اليونس في الحي الشمالي، ومفرق أبو صفية في الحي الشرقي، وفي شارع نابلس الواصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، وأوقفت المركبات وفتشتها ودققت في هويات ركابها، ونكلت بالشبان منهم.

كما واصلت قوات الاحتلال الاستيلاء على عدد من المنازل في الحي الشرقي للمدينة وحولتها لثكنات عسكرية وأماكن للقناصة، وتفرض عليه حصارا مشددا، وتمنع حركة تنقل المواطنين وخروجهم من منازلهم، وتعرضهم للاستجواب والتنكيل، في الوقت الذي تستولي على منزلين في شارع نابلس المحاذي لمخيم طولكرم وسط انتشار لجنودها في محيطهما.