Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الثّلاثاء 18 فبراير 2025 8:35 صباحًا - بتوقيت القدس

لقاء نتنياهو وروبيو.. شرق أوسط وفق رؤية أُصولية توراتية

خاص بـ"القدس" والقدس دوت كوم-

د. أحمد رفيق عوض: روبيو يُعبّر عن رؤية تدعم عدوانية الاحتلال وتدافع عن سياسات اليمين الإسرائيلي المتطرف

د. رائد أبو بدوية: الأيام المقبلة ستشهد موقفاً أمريكياً داعماً للضم ما يعكس استمرار السياسات المتطرفة لإسرائيل وترمب

نبهان خريشة: "شرق أوسط نتنياهو الجديد" لا يمكن تحقّقه إلا بضرب "النووي الإيراني" وهو ما يتطلب مشاركة أمريكية

د. محمود الفروخ: تصريحات روبيو تكشف الوجه الحقيقي للإدارات الأمريكية المتعاقبة التي تتنافس في دعم إسرائيل وحمايتها

د. أمجد بشكار:  أبعاد استراتيجية عميقة لتصريحات روبيو حيث يُراد من العالم العربي والإسلامي أن يتغير بقيادة أمريكا وإسرائيل

سامر عنبتاوي: إسرائيل تسعى إلى فرض هيمنتها على المنطقة من خلال تعزيز التطبيع مع العرب وفرض التهجير والضم

 

تُسلط تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الضوء على تصاعد المخططات الإسرائيلية-الأمريكية لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط وفق رؤى متطرفة. 


ويعتقد كتاب ومحللون سياسيون ومختصون وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة مع "ے"، أن اللقاء الذي عُقد بين نتنياهو وروبيو يأتي في إطار الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل، حيث كشف عن توافقات استراتيجية تهدف إلى تعزيز العدوانية الإسرائيلية من خلال خطط تشمل تهجير الفلسطينيين، وضم أجزاء من الضفة الغربية، ومحاولات فرض سياسات جديدة على الدول العربية المجاورة.


ويشير الكتاب والمحللون والمختصون وأساتذة الجامعات إلى أن هذه التطورات تأتي في ظل سعي الإدارة الأمريكية الحالية إلى ترميم الهيمنة الإسرائيلية التي تعرضت لهزات كبرى بعد أحداث أكتوبر 2023، كما أن الدعم الأمريكي لإسرائيل يتجاوز الأبعاد السياسية والعسكرية، ليشمل توفير أسلحة متطورة وتأييد سياسات أقصى اليمين الإسرائيلي، ما يُعزز مناخ التصعيد في المنطقة، في المقابل تُستخدم هذه الاستراتيجية لتعزيز مكانة إدارة الرئيس الأمريكي داخلياً عبر كسب دعم التيارات الدينية المتطرفة المساندة لإسرائيل.


ويؤكدون أن اللقاء يكشف عن أبعاد خطيرة تتعلق بمصير القضية الفلسطينية، إذ تبرز خطط لإجبار دول عربية على تحمل تبعات الاحتلال الإسرائيلي عبر تهجير الفلسطينيين وتحميلهم أعباء إعادة إعمار قطاع غزة. ويتوقعون استمرار الضغوط الأمريكية لإضعاف محور المقاومة وإفشال أي جهود للتوصل إلى حل سياسي عادل، ما يجعل المنطقة أمام مشهد متفجر تهيمن عليه حسابات القوة ومصالح التحالفات الدولية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

 

دعم أمريكي غير مسبوق لإسرائيل سياسياً وعسكرياً

 

يرى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور أحمد رفيق عوض أن الإدارة الأمريكية الحالية، برئاسة الرئيس دونالد ترمب، تعمل على تعزيز العدوانية الإسرائيلية بشكل غير مسبوق، من خلال دعم سياسي وعسكري وأمني هائل. 


ويشير عوض إلى أن هذه الإدارة تتبنى رؤية ترمب التي تتمحور حول تهجير سكان غزة وضم الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى السيطرة القسرية على المنطقة دون أن تدفع إسرائيل أي ثمن مقابل ذلك.


ويوضح عوض أن الإدارة الأمريكية تعمل على إعادة بناء السمعة والقوة الردعية لإسرائيل، التي تعرضت لضربات كبيرة بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023. 


فإسرائيل، بحسب عوض، فقدت هيبتها ودورها الوظيفي في المنطقة، وتعمل الإدارة الأمريكية الآن على تعويضها عن كل ذلك من خلال توفير الدعم السياسي والعسكري اللازم. 


ويذكر عوض أن إدارة ترمب قدمت لإسرائيل أنواعاً متطورة من الأسلحة، بما في ذلك القنابل القادرة على اختراق التحصينات "أم القنابل"، ما يعزز قدراتها العسكرية بشكل كبير.


ويشير عوض إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل على إسقاط حل الدولتين، وإجبار مصر والأردن على تحمل أعباء الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن هذا الدعم الأمريكي غير المسبوق يجعل إسرائيل أكثر عدوانية وأكثر خطراً على المنطقة.


وتطرق عوض إلى دور وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي وصفه بأنه متطرف يحمل رؤية صهيونية مسيحية واضحة وصريحة. 


ويشير عوض إلى أن روبيو، قبل توليه منصبه الحالي، كان معروفاً بتصريحاته المرعبة التي تعكس انحيازه الكامل لإسرائيل. 


ويؤكد عوض أن روبيو يعبر الآن، بصفته وزيراً للخارجية، عن رؤية متطرفة تدعم العدوانية الإسرائيلية وتدافع عن سياسات اليمين المتطرف في إسرائيل.


ويوضح عوض أن روبيو يحمل رسالة دعم هائلة ولا نهائية لإسرائيل، تأتي في إطار تأثير اللوبي المسيحي المتطرف في الولايات المتحدة. 


ويرى عوض أن الإدارة الأمريكية الحالية تدافع عن رؤية أقصى اليمين الإسرائيلي، ما يجعلها تتبنى سياسات عدوانية تجاه المنطقة. 


ويستشهد عوض بتصريحات روبيو التي تدعي أن العالم سيكون أفضل لو كانت إسرائيل هي الممثل الرئيسي في المنطقة، ويرى أن هذه التصريحات تعكس عمىً وانحيازاً واضحاً لواقع إسرائيل العدواني.


ويؤكد عوض أن إسرائيل ليست دولة ديمقراطية كما يُروج لها، بل هي دولة عدوانية لم تمضِ سنة واحدة دون أن تشن حرباً على الدول المحيطة. 


ويشير إلى أن إسرائيل ليست متقدمة تكنولوجياً أو سياسياً كما يُزعم، بل هي دولة تواجه مشاكل داخلية وخارجية تفوق تلك التي تواجهها دول المنطقة الأخرى، كما أن إسرائيل ليست دولة رفاه، بل هي دولة تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة.


ويشير عوض إلى أن قادة إسرائيل ملاحقون في المحاكم الدولية، وأن مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان أصدرت عشرات القرارات ضد إسرائيل بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان ومذابحها ضد الشعب الفلسطيني، كما أن إسرائيل ضربت كل الدول المحيطة بها، مما يجعلها دولة عدوانية بامتياز.

ويرى عوض أن الإدارة الأمريكية لا تستهدف إيران فقط، بل تسعى أيضاً إلى السيطرة على سوريا وصنع القرار فيها، إضافة إلى السيطرة على البحر الأحمر وفلسطين.

 

تصريحات نتنياهو تتناغم مع الخطاب "الترمبي"

 

يرى د. رائد أبو بدوية، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في الجامعة العربية الأمريكية، أن التصريحات الأخيرة التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتناغم الواضح الذي أظهره مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، جاءت في إطار استرضاء ترمب، بعدما ظهر كشخصية أكثر تطرفاً وصهيونية من نتنياهو نفسه، ما دفع الأخير إلى إصدار تصريحات تتناغم مع الخطاب "الترمبي" المتشدد تجاه قضية الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين ومسألة التهجير.  


ويشير أبو بدوية إلى أن المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو مع وزير الخارجية الأمريكي جاء كجزء من هذه الاستراتيجية، حيث سعى نتنياهو إلى إظهار تناغمه مع ترمب أمام الشارع الإسرائيلي اليميني، وإيهامهم بوجود خطط مشتركة بين البلدين. 


هذه التصريحات، وفقاً لأبو بدوية، كانت محاولة لتعزيز التعبئة الشعبية الإسرائيلية، وتأكيد أن نتنياهو لا يقل تطرفاً عن ترمب في دعم المصالح الإسرائيلية.  


ويرى أبو بدوية أن تصريحات ترمب الأخيرة بشأن الشرق الأوسط، واهتمامه بالقضايا الإقليمية، كانت في جوهرها مناورات سياسية تهدف إلى تحقيق الحد الأقصى من المصالح الأمريكية والإسرائيلية، فمن خلال التصريحات المتطرفة، سعى ترمب إلى حشد الدعم الدولي والإقليمي لتحقيق أهداف إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بمسألة تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن. 


هذه المناورات، وفقاً لأبو بدوية، كانت تهدف أيضاً إلى تحميل الدول العربية تكاليف إعادة إعمار قطاع غزة، وبالتالي إبعاد المسؤولية عن إسرائيل، التي كانت السبب الرئيسي في تدمير القطاع.  


ويشير أبو بدوية إلى أن الهدف الآخر لهذه المناورات هو إقحام الدول العربية في إدارة وحكم قطاع غزة بعد حرب الإبادة، مما يخفف العبء عن إسرائيل ويدفع العرب إلى تحمل مسؤوليات سياسية ومالية كبيرة. 


ويشير أبو بدوية إلى أن الدول العربية قد بدأت بالفعل في التجاوب مع هذه الضغوط، حيث ظهرت مبادرات عربية تدعم إعادة الإعمار وإدارة القطاع، لكن هذه المبادرات قد لا تكون متوافقة بالضرورة مع رؤية ترمب ونتنياهو، بل هي مطلب فلسطيني أيضاً.


ويؤكد أبو بدوية أن أي تغيير في الشرق الأوسط وفق الرؤية الأمريكية والإسرائيلية لا يمكن أن يتم دون تجاهل القضية الفلسطينية، ليس فقط في قطاع غزة، بل أيضاً في الضفة الغربية. 


ويتوقع أبو بدوية أن تشهد الأيام المقبلة موقفاً أمريكياً داعماً لضم أجزاء من الضفة الغربية، سواء بشكل جزئي أو كلي، ما يعكس استمرار السياسات المتطرفة لإسرائيل وترمب.  


ويشير أبو بدوية إلى أن إنهاء الانقسام الفلسطيني أصبح ضرورة ملحة لتفويت الفرصة على ترمب ونتنياهو في تحقيق أهدافهما. 


ويؤكد أن الضغوط العربية على الفلسطينيين لإنهاء الانقسام يجب أن تتم وفق رؤية فلسطينية، وليس وفق رؤية إسرائيلية أو أمريكية.

 

ويرى أبو بدوية أن ترتيب الشرق الأوسط الجديد ينطلق من مصالح إسرائيل وأمريكا، التي تسعى إلى إضعاف المحور المناهض للمشروع الصهيوني في المنطقة.  


ويتوقع أبو بدوية أن تشهد الفترة المقبلة محاولات أمريكية وإسرائيلية لإضعاف إيران ونفوذها في المنطقة، دون اللجوء إلى القوة العسكرية، بل من خلال ضغوط دبلوماسية وتفاهمات سياسية. 


ويرى أن القمة الروسية الأمريكية بين بوتين وترمب قد يكون لها تأثير على تغيير المعادلات الإقليمية لصالح إسرائيل وأمريكا.  


ويتساءل أبو بدوية عن مدى نجاح الرؤية الأمريكية والإسرائيلية في تغيير الشرق الأوسط، خاصة في ظل استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وعدم إنهاء الانقسام الفلسطيني. 


ويشير أبو بدوية إلى أن التطبيع العربي مع إسرائيل قد لا يستمر في ظل الأوضاع في الضفة الغربية وحرب الإبادة في غزة، ما يُعقد تحقيق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.

 

طموحات نتنياهو وتبني إدارة ترمب سياساته العدوانية

 

يوضح الكاتب الصحفي نبهان خريشة أن الآمال التي عبر عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحقيق إنجازات ستغير وجه الشرق الأوسط بأكمله، مؤكداً أن إسرائيل مقبلة على "انتصارات لم نحلم بها من قبل"،  تعكس طموحات نتنياهو العريضة التي تعتمد بشكل كبير على تبني إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لسياسات إسرائيل العدوانية تجاه الفلسطينيين والمنطقة بشكل عام.


فلسطينياً، يرى خريشة أن نتنياهو يعمل مع ترمب على تنفيذ خطة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وإقامة ما يُطلق عليه "ريفيرا غزة"، حيث وصف نتنياهو هذه الخطة خلال مؤتمره الصحفي مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأنها "الخطة الوحيدة التي يمكن أن تنجح"، ولتحقيق هذا الهدف، يحث نتنياهو ترمب على إجبار مصر والأردن على توطين المهجرين من غزة، وكذلك تهجير سكان الضفة الغربية لاحقاً.


ويشير خريشة إلى أن لإسرائيل خططاً قديمة تتعلق بغزة، منها مشروع "قناة بن غوريون" الذي يعود لعام 1963، إذ إن هذه القناة، التي كانت تهدف إلى ربط إيلات على البحر الأحمر بغزة على البحر الأبيض المتوسط، كانت تُعد بديلاً لقناة السويس بعد إغلاقها أمام الملاحة الإسرائيلية في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر، إلا أن المشروع واجه صعوبات جغرافية بسبب بقاء قطاع غزة خارج السيطرة الإسرائيلية، لكن في حال تنفيذ خطة ترمب للاستيلاء على القطاع، سيتم اختصار 100 كيلومتر من طول القناة المخطط لها، إضافة إلى الاستفادة من حقول النفط والغاز في أرض غزة وبحرها.


ويؤكد خريشة أن تغيير وجه الشرق الأوسط بالنسبة لنتنياهو يعني أيضاً إفشال حلم الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك من خلال فصل الضفة عن القطاع بعد تهجير سكانه، وفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة أو الجزئية على الضفة بدعم أمريكي غير محدود، وفقاً لمخططات حكومة اليمين الإسرائيلي التي يرأسها نتنياهو.


على الصعيد الإقليمي، يرى خريشة أن نتنياهو يسعى إلى إضعاف قوة حزب الله العسكرية والسياسية، وذلك من خلال سلسلة الاغتيالات التي طالت قادته، والحد من دوره كلاعب أساسي في السياسة اللبنانية، وقد طالب نتنياهو في مؤتمره الصحفي مع روبيو بتفكيك حزب الله، معتبراً أن انهيار نظام الأسد في سوريا وفقدان إيران لركيزتين أساسيتين على حدود إسرائيل يمهدان الطريق لشرق أوسط جديد يخلو من النفوذ الإيراني.


ويشير خريشة إلى أن "شرق أوسط نتنياهو الجديد" لا يمكن أن يتحقق إلا بضرب القدرات النووية والصاروخية الإيرانية، وهو ما يتطلب مشاركة أمريكية في أي هجوم عسكري محتمل، كما أن نتنياهو يعول على التوصل إلى تطبيع العلاقات مع السعودية ودول عربية أخرى، بما يضمن هيمنة إسرائيلية اقتصادية على المنطقة ومصادرها الطبيعية وأسواقها.


أما تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي قال إن وجود دول مثل إسرائيل في المنطقة سيجعل العالم أفضل، فإنها تعكس، بحسب خريشة، حالة التناغم والانسجام بين إدارة ترمب وإسرائيل، وهذا يتناقض مع توقعات البعض بأن سياسات ترمب في ولايته الثانية ستختلف عن سابقتها، حيث يبدو أن الدعم الأمريكي لإسرائيل سيستمر بقوة في تحقيق أهدافها الإقليمية.

 

توافقات واضحة بين ترمب ونتنياهو حول قضايا حساسة

 

يعتقد الكاتب الصحفي د. محمود الفروخ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرك جيداً طبيعة التصريحات التي يطلقها بشأن تغيير وجه الشرق الأوسط، مستنداً في ذلك إلى نتائج لقاءاته المتعددة في واشنطن، خاصة تلك التي جمعته بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب وإدارته الجمهورية المتطرفة. 


هذه اللقاءات، بحسب الفروخ، أسفرت عن توافقات واضحة بين الطرفين حول قضايا إقليمية حساسة، بما في ذلك الموقف من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.


ويشير الفروخ إلى أن نتنياهو حصل خلال زيارته لواشنطن على دعم أمريكي لتحقيق عدة أهداف استراتيجية، منها إعادة تشكيل لبنان كدولة خالية من سلاح حزب الله، الذي يُعتبر تهديداً للأمن الإسرائيلي من الجهة الشمالية، كما تم التوافق على إعادة رسم خريطة سوريا بما يضمن تقليص نفوذ محور الممانعة والمقاومة في المنطقة، مع الإبقاء على الوجود الإسرائيلي في بعض المناطق السورية، خاصة هضبة الجولان المحتلة.


ويشير إلى أن التوافقات الإسرائيلية الأمريكية شملت أيضاً دفع عجلة التطبيع مع دول عربية جديدة، في إطار ما يُعرف بـ"اتفاقيات إبراهيمية"، مع تركيز خاص على التطبيع مع السعودية، كما يُعتقد أن هناك تفاهماً حول احتمال قيام إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية، وهو هدف تسعى إليه تل أبيب منذ عقود. 


ويرجح الفروخ أن القنابل الكبيرة التي وصلت إلى إسرائيل مؤخراً قد تكون جزءاً من التحضيرات لهذه الضربة، التي تهدف إلى إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة وإعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق رؤية إسرائيلية أمريكية.


ويؤكد الفروخ أن تصريحات نتنياهو الأخيرة، خاصة خلال لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، تكشف تنسيقاً واضحاً ومستمراً بين إدارة ترمب وحكومة نتنياهو في شتى القضايا الإقليمية، ومن بين هذه القضايا ملف قطاع غزة، حيث أشارت التصريحات إلى ضرورة القضاء على حركة حماس وضمان ألا تحكم القطاع في المستقبل، مع التأكيد على أهمية عودة الأسرى الإسرائيليين، وبهذا، تسعى إسرائيل إلى تحقيق رؤيتها لغزة بلا سلاح، بلا حماس، وبلا مقاومة، في إطار مشروعها لإعادة تشكيل الشرق الأوسط.


وفي ما يتعلق بمسألة تهجير الفلسطينيين من غزة، يرى الفروخ أن هناك توافقاً أمريكياً إسرائيلياً على ضرورة تنفيذ هذا المخطط، سواء عبر الهجرة القسرية أو الطوعية، إلا أن مواقف الأردن ومصر، المدعومة من دول عربية كبرى مثل السعودية، قد تشكل عائقاً أمام هذا المخطط، ما قد يدفع إسرائيل إلى التركيز على تحقيق هدف آخر، وهو غزة بلا حماس.


ويقول الفروخ: "إن تصريحات ماركو روبيو، النائب الجمهوري المتصهين والمحسوب على التيار الإنجيلي الداعم لإسرائيل، تكشف الوجه الحقيقي للإدارات الأمريكية المتعاقبة، التي تتنافس في دعم وحماية إسرائيل، كما تؤكد هذه التصريحات سيطرة اللوبي الصهيوني على سياسة الولايات المتحدة الخارجية، ما يعكس استمرار التحالف الاستراتيجي بين واشنطن وتل أبيب في تحقيق أهدافهما المشتركة في المنطقة".

 

رؤى متطرفة تهدف لنسف الجهود السابقة المتعلقة بالوضع الفلسطيني

 

يعتقد أستاذ العلوم السياسية والدولية، د. أمجد بشكار، أن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل، والتصريحات التي صدرت خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعد حدثاً مهماً يأتي في فترةٍ بالغة الحساسية. 


ويشير بشكار إلى أن هذه التصريحات، التي تحدثت عن تغيير وجه الشرق الأوسط، تحمل في طياتها أبعاداً استراتيجيةً عميقة، حيث يُراد من العالم العربي والإسلامي أن يكون الطرف الذي يتم تغييره، بينما تقود الولايات المتحدة وإسرائيل عملية التغيير هذه.  


ويلفت بشكار إلى أن تصريحات روبيو تعكس الرؤى المتطرفة للإسرائيليين، وخاصةً التيار التوراتي الذي يهدف إلى نسف كل الجهود السابقة المتعلقة بالوضع الفلسطيني، بل وإلغاء الاتفاقيات الإقليمية التي وقعتها إسرائيل مع بعض الدول العربية، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. 


هذه التصريحات، وفقاً لبشكار، تُظهر أن الإدارة الأمريكية الحالية تتبنى خطاباً متطرفاً يتجاهل حتى الرؤى الوسطية داخل إسرائيل نفسها. 


ويؤكد بشكار أن تصريحات نتنياهو وروبيو تأتي في إطار إحياء مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، وهو مشروعٌ يتماشى مع الرؤى الأمريكية والإسرائيلية الرامية إلى تعزيز اتفاقيات التطبيع، وخاصةً "اتفاقيات إبراهيم"، حيث ان الهدف من هذا المشروع هو إحداث تغييرات جيوسياسية في المنطقة، مع استهدافٍ خاصٍ لمصر والأردن، حيث تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى إعادة تشكيل الخريطة السياسية للشرق الأوسط.  


ويُوضح بشكار أن نتنياهو يراهن على استغلال وجود إدارة ترمب لتحقيق أهداف إسرائيل الاستراتيجية، والتي لم تتحقق منذ عام 1948، فإسرائيل والولايات المتحدة تعملان بشكلٍ متوازٍ على تغيير الشرق الأوسط، ليس فقط من خلال التغييرات الجيوسياسية، بل أيضاً عبر محاولة إحداث تغييرات في أنظمة الحكم في الدول العربية، بما في ذلك لبنان وسوريا ومصر والأردن.  


ويشير بشكار إلى أن تصريحات روبيو، التي أشاد فيها بتفوق إسرائيل في المنطقة، تعكس الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل، والتي تُعد بمثابة "الولاية 51" للولايات المتحدة. 


هذه التصريحات، وفقاً لبشكار، تهدف إلى ترويج التطبيع مع إسرائيل وفرضها كنموذجٍ يُحتذى به في الشرق الأوسط، بغض النظر عن الجرائم التي ترتكبها ضد الفلسطينيين وانتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي.  

ويؤكد بشكار أن تصريحات روبيو تُعد إدانةً ضمنيةً لكل دولةٍ لا تتبنى النهج الإسرائيلي، وهو ما يعكس استمرار السعي الأمريكي لتغيير الشرق الأوسط لصالح إسرائيل. 

هذه التصريحات، وفقاً لبشكار، تُظهر أن إسرائيل تعيش حالةً من النشوة بوجود إدارة ترمب، حيث تسعى إلى تحقيق أهدافها التوسعية والهيمنة على المنطقة، مع توجيه ضرباتٍ استراتيجيةٍ لإيران.  

ويؤكد بشكار أن تصريحات روبيو ونتنياهو تعكس استمرار الجهود الأمريكية والإسرائيلية لتغيير الشرق الأوسط، من خلال الضغط على الحلفاء والخصوم لتعزيز مكانة إسرائيل، ومع ذلك، فإن هذه الجهود تواجه تحدياتٍ كبيرةً في ظل الرفض الشعبي العربي والإسلامي للهيمنة الإسرائيلية، وانتهاكاتها المتكررة لحقوق الإنسان والقانون الدولي.

ويعتقد بشكار ان الإدارة الامريكية الحالية وبتشكيلتها الاقرب لليمين الاسرائيلي ترى أن أي هزيمة لإسرائيل هي هزيمة استراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، لذا فهي تضع كل ثقلها لصالح إسرائيل في كافة الميادين.

 

الادعاء بأن وجود إسرائيل يجعل العالم أفضل يتناقض مع الحقائق

 

يشير الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي إلى أن الخطط الأمريكية والإسرائيلية الرامية إلى تغيير وجه الشرق الأوسط ليست جديدةً بل مستمرة، بالرغم من الصعوبات والمعيقات، لكن وصول دونالد ترمب إلى السلطة في الولايات المتحدة أعطى دفعةً قويةً لهذه الخطط، حيث وجد نتنياهو في ترمب حليفاً استراتيجياً يساعده في تحقيق أهداف إسرائيل الكبرى في المنطقة.  


ويؤكد عنبتاوي أن الاتفاق بين نتنياهو وترمب بدأ قبل الانتخابات الأمريكية، عندما زار نتنياهو الكونغرس الأمريكي وأعلن دعمه لترمب، ما عزز العلاقة بين الطرفين، وكان الهدف الأساسي من هذا التحالف هو تغيير خريطة الشرق الأوسط، وإعادة توزيع الأدوار الجغرافية والسياسية في المنطقة، وتشمل هذه الخطة تحييد الدور الإيراني، وإضعاف دور المقاومة، والعبث بالداخل الفلسطيني عبر سياسات التهجير، والتي يُصر عليها نتنياهو بشكلٍ كبير.  


ويشير عنبتاوي إلى أن لقاء نتنياهو مع وزير الخارجية الأمريكي جاء في إطار هذه الأهداف، حيث تسعى إسرائيل إلى فرض هيمنتها على المنطقة من خلال مشروعين رئيسيين: الأول هو "المشروع الإبراهيمي" الذي يهدف إلى تعزيز التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، والثاني هو سياسة التهجير التي تهدف إلى إفراغ الضفة الغربية من سكانها وضمها، وكل ذلك يتم تحت مظلة التوافق الأمريكي الإسرائيلي لخلق شرق أوسط جديد يخدم مصالح الطرفين.  


ويُوضح عنبتاوي أن ترمب يسعى إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق رؤيته، حيث يريد أن تكون إسرائيل القوة المهيمنة في المنطقة. 


ويشير عنبتاوي إلى أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول وجود "دول أكثر مثل إسرائيل" في المنطقة هي تصريحات خطيرة، حيث إن وجود دولة واحدة مثل إسرائيل كان سبباً في إراقة الدماء وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، فلو كانت هناك دول أكثر مثلها، لكانت المنطقة تغرق في بحرٍ من الدماء.  


ويؤكد عنبتاوي أن إسرائيل هي دولة مصطنعة، تم إنشاؤها لخدمة أهداف الولايات المتحدة والغرب، سواء على المستوى العقائدي أو المصالح المشتركة، وهي موجودة لتتوسع على حساب شعوب المنطقة، بدءاً بالشعب الفلسطيني ووصولاً إلى بقية الشعوب العربية. 


ويشدد عنبتاوي على أن الادعاء بأن وجود إسرائيل يجعل العالم أفضل هو ادعاءٌ يتناقض مع الحقائق، حيث أن إسرائيل هي السبب الرئيسي في انتهاكات القانون الدولي وارتكاب المجازر في المنطقة، معتقدا أن العالم سيكون أفضل بدون إسرائيل وسياساتها التوسعية، وبدون الهيمنة الأمريكية التي تدعمها. 


ويشير عنبتاوي إلى أن التوافق العالمي على انتقاد إسرائيل لانتهاكاتها المتكررة يؤكد أن وجودها ليس حلاً، بل مصدراً للمشاكل والصراعات في الشرق الأوسط

دلالات

شارك برأيك

لقاء نتنياهو وروبيو.. شرق أوسط وفق رؤية أُصولية توراتية

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل 23 أيام

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الخميس 13 مارس 2025 1:56 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.97

شراء 3.96

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 817)