في لفتة تكريمية مؤثرة للكوادر الطبية والعاملين في مؤسسات المجتمع المدني، قامت جمعية الهلال الأحمر في القدس بإزاحة الستار عن جداريات فنية جديدة بمناسبة مرور 115 سنة على تأسيس الجمعية في عام 1910. جاءت هذه الفعالية تكريماً للطواقم الطبية والعاملين في مؤسسات المجتمع المدني الذين يواصلون جهودهم المخلصة في خدمة المجتمع.

وبهذه المناسبة، بادر رئيس الهيئة الإدارية للجمعية في القدس، الدكتور سفيان بسيط، بإطلاق فعاليات الجمعية، حيث تم تدشين جدارية ثقافية في العيادة الخارجية التابعة للجمعية في باب الساهرة.

حضر حفل التدشين رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية وأعضاء المجلس الإداري وثلة من موظفي الجمعية، بالإضافة إلى عدد من الفنانين والشخصيات المقدسية المرموقة.

وفي كلمته خلال الحفل، أعرب رئيس الجمعية الدكتور سفيان بسيط عن فخره واعتزازه بتاريخ الجمعية العريق، مؤكداً على التزامها المستمر بتقديم الدعم والرعاية الصحية للمحتاجين. كما أشار إلى أهمية الدور الثقافي في المجتمع المقدسي وأهمية مثل هذه الأعمال الفنية في تعزيز الوعي والتقدير للجهود الإنسانية. وأكد على الدور الإنساني للهلال الأحمر والتزام الجمعية بمبادئ الصليب والهلال الأحمر الدولية.

كما شكر الدكتور بسيط الفنان يوسف كتلو الذي تبرع بتصميم اللوحات الفنية، والتي تعكس التقدير العميق للجهود والتضحيات التي قدمها العاملون في المجال الطبي والمجتمع المدني على مر السنين. تأتي الجدارية تخليداً ووفاءً لأصحاب البصمة الواضحة في خدمة المجتمع.

تأتي هذه الفعالية ضمن العديد من الفعاليات التي ستقوم بها جمعية الهلال الأحمر في القدس بمناسبة هذه الذكرى العزيزة، لتؤكد على التزامها الدائم بخدمة المجتمع وتعزيز القيم الإنسانية.

يسعدني اليوم أن أقف أمامكم في هذه اللحظة التاريخية، حيث يُفتتح عمل فني هو ليس مجرد جدارية، بل رسالة حب وتضامن مع القيم الإنسانية التي تجسدها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. أشكركم جميعاً على حضوركم الذي يضفي بهجةً خاصةً على هذا المشروع.  

ومن جهته فقد ارسل الفنان يوسف كتلو هذه الرسالة إنه لشرفٌ عظيم أن أشارك في تخليد قصة هؤلاء الأبطال الذين يعملون بصمت تحت شعار الهلال الأحمر، يواجهون التحديات بقلوبٍ عامرة بالإيمان والإنسانية. لطالما كانت القدس رمزاً للصمود، وهذه الجدارية تحاول أن تروي جزءاً من سرديتها الخالدة: سردية الأمل، والعطاء، والشفاء.  

في تفاصيل هذه الجدارية، ستجدون يداً تمد يداً أخرى، وقلوباً تتشابك بأجنحة حمائم، وألواناً تعكس تنوع تراثنا الفلسطيني. كل لونٍ هنا يحمل قصةً عن ممرضٍ سهر الليالي، أو متطوعٍ حملَ الأدوية عبر الأزقة، أو طفلٍ وجد في الهلال الأحمر ملاذاً لأحلامه.

كما عبر الحضور والفنانون عن آرائهم بشأن الجدارية وفكرتها

تحدث الفنان طالب دويك: مشيرا إلى جمال المكان وترتيبه، وأشاد بالخامة المستخدمة في الجدارية، مؤكدًا على أهمية حماية الأعمال الفنية للحفاظ على جودتها. وأضاف دويك أن اللوحة تعكس شمولية الموضوع، حيث تجمع بين مختلف جوانب المجتمع، مما يضفي عليها قيمة جمالية كبيرة. وأكد على أن اختيار المواد المناسبة يعزز من جودة العمل الفني ويضمن استمراريته لفترة طويلة. كما أبدى إعجابه بالتفاصيل الدقيقة التي أضفت على الجدارية لمسة فنية فريدة.

أما الفنان عبد الجليل الرازم: شكر الدكتور بسيط على اهتمامه بالجانب الثقافي إلى الجانب الطبي، وأشاد بالاختيار الجيد للخامات المستخدمة في الجدارية، مؤكدًا على دور الفنانين في تعزيز الثقافة الفنية في القدس. وأشار الرازم إلى أن الجدارية تعكس روح التعاون بين الفنانين والمهندسين، مما يعزز من جودة العمل الفني ويضمن نجاحه. وأكد أن هذا النوع من الفعاليات يسهم في تعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية في المجتمع المقدسي. شاكرا الفنان يوسف كتلو على هذا العمل المتميز.

أما الفنان عصام الصباح: عبر عن إعجابه بالجدارية ووصفها بأنها تعكس الأمل والعطاء والشجاعة. وأكد على أهمية الفن كرسالة عطاء، مشيرًا إلى دور جمعية الهلال الأحمر في تقديم الخدمات الصحية لأهل القدس. وأضاف الصباح أن اللوحة تعتبر عملًا بصريًا شاملًا يعبر عن تفاصيل الحياة في القدس، مما يجعلها تحية لكل من يسهم في العطاء بالمدينة. وأشاد بالتناغم بين الشخصيات ومهامها المساندة لبعضها البعض في التصميم، مما يعكس دور كل منها في محاكاة الواقع.

وذكرت السيدة فايزة زلاطيمو: أشادت بالدكتور بسيط لإدخاله أشياء جديدة على الجمعية، مؤكدة على أهمية هذه الفعاليات في تعزيز دور الجمعية. وأشارت إلى أن هذه المبادرات تسهم في تطوير الجمعية وتوسيع نطاق تأثيرها في المجتمع. وأكدت أن هذه الفعاليات تعكس التزام الجمعية بتقديم الدعم الثقافي والاجتماعي إلى جانب الخدمات الصحية.

أما النقابي السيد يعقوب فراح: عبر عن فخره بجمعية الهلال الأحمر ودورها الكبير في القدس، مشيرًا إلى أهمية استمرار العمل والتطوير لتحقيق المزيد من الإنجازات. وأكد على أن الجمعية تترك بصمة واضحة في المجتمع المقدسي وتساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية. وأشاد بالجهود المبذولة في تنظيم هذه الفعالية التي تعكس روح التعاون والتكاتف بين مختلف شرائح المجتمع.

وفي نهاية الفعالية، عبر الدكتور سفيان بسيط عن شكره لجميع الحضور وأكد على أهمية التعاون بين مختلف شرائح المجتمع لتعزيز دور جمعية الهلال الأحمر في القدس. كما أطلق الدكتور بسيط مبادرة بدعوة الفنانين إلى المشاركة في عمل فني مشترك يجسد واقع ودور جمعية الهلال الأحمر في القدس على مدى المئة وخمسة عشر عامًا الماضية، ليكون بمثابة العمل الثقافي في نهاية هذه الفعاليات. وأكد أن هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز الروابط الثقافية والفنية في المجتمع المقدسي، وتسليط الضوء على الدور الهام الذي تلعبه الجمعية في خدمة المجتمع.