قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن المحادثات مع إسرائيل ودول أخرى بشأن الشرق الأوسط "تتقدم".

وقال ترامب للصحافيين : "المناقشات بشأن الشرق الأوسط مع إسرائيل ودول أخرى مختلفة تتقدم؛ سيأتي (رئيس وزراء إسرائيل بنيامين) نتنياهو يوم الثلاثاء، وأعتقد أن لدينا بعض الاجتماعات الكبيرة المقررة".

وفي وقت سابق من يوم الأحد، وصل رئيس نتنياهو إلى واشنطن العاصمة، قبل اجتماعه مع ترامب يوم الثلاثاء.

ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو يوم الاثنين مع ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط.

وخلال اجتماع يوم الاثنين مع ويتكوف، من المتوقع أن يناقش الطرفان تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مع حركة حماس أو التقدم نحو المرحلة الثانية. ومن المقرر أن تنسحب إسرائيل من ممر فيلادلفيا في اليوم الخمسين من الاتفاق الذي بدأ يوم 19 كانون الثاني الماضي.

وسيلتقي ترامب مع نتنياهو لمناقشة الوسائل التي تتم بها إدارة المفاوضات يوم الثلاثاء في اجتماع رسمي ومن ثم في عشاء في البيت الأبيض، لمناقشة الوسائل التي تتم بها إدارة المفاوضات.

وفي صباح يوم الأحد، قبل أن يتوجه إلى واشنطن، قال نتنياهو للصحافيين: "إن حقيقة أن هذا سيكون أول لقاء للرئيس ترامب مع زعيم أجنبي منذ توليه منصبه أمر بالغ الدلالة. أعتقد أن هذا شهادة على قوة التحالف الإسرائيلي الأمريكي. كما أنها شهادة على قوة صداقتنا الشخصية؛ فقد أسفرت الصداقة والتعاون بالفعل عن نتائج مهمة للشرق الأوسط، بما في ذلك اتفاقيات إبراهيم التاريخية التي قادها الرئيس ترامب والتي جلبت أربع معاهدات سلام تاريخية بين إسرائيل وجيرانها".

وأشار إلى أنه "في هذا الاجتماع، سنتعامل مع القضايا الحرجة التي تواجه إسرائيل ومنطقتنا: الانتصار على حماس، وتحقيق إطلاق سراح جميع رهائننا، والتعامل مع محور الإرهاب الإيراني وجميع مكوناته، وهو المحور الذي يهدد سلام إسرائيل والشرق الأوسط والعالم بأسره".

وادعى نتنياهو: "إن القرارات التي اتخذناها في الحرب غيرت بالفعل وجه الشرق الأوسط. لقد أعادت قراراتنا وشجاعة جنودنا رسم الخريطة وأعتقد أنه بالعمل مع الرئيس ترامب يمكننا إعادة رسمها بشكل أكبر، للأفضل. أعتقد أننا قادرون على تعزيز الأمن وتوسيع دائرة السلام وتحقيق حقبة رائعة من السلام من خلال القوة".

من جهتها شرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا الأحد تساءلت فيه إن كان رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو سيوقف الحرب في غزة. وقالت إن عليه أن يتخذ القرار قبل أن يصل إلى واشنطن ويجتمع مع الرئيس دونالد ترامب.

وقالت الصحيفة إن نتنياهو ظل وعلى مدى 16 شهرا من الحرب يرفض الحديث عن تصوره لمستقبل غزة. ومن المتوقع أن تركز المناقشة في لقائه مع ترامب على ما إذا كانت الهدنة المؤقتة المتفق عليها الشهر الماضي – والمقرر أن تستمر لمدة أربعة أسابيع أخرى – ستصبح وقف إطلاق نار دائما.

وتشير الصحيفة إلى أنه من الناحية العلنية، قال نتنياهو بأنه ملتزم بالهدفين اللذين حددهما في بداية الحرب: تدمير حماس في قطاع غزة، وإعادة جميع الأسرى الذين تم أسرهم خلال هجوم الحركة في 7 تشرين الأول 2023 عن طريق القوة العسكرية.

لكن من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن هذين الهدفين غير متوافقين. فما إن انتهت المعارك، التي كانت بمثابة بداية العملية التي من شأنها أن تعيد في نهاية المطاف 33 أسيرا، حتى ظهر مقاتلو حماس لإعادة فرض سيطرتهم على المنطقة الساحلية، حيث استعرضوا أسلحتهم ونظموا مسيرات حاشدة.

وقد كان ذلك بمثابة تذكير صادم لنتنياهو وإسرائيل بأن "النصر الكامل" الذي وعد به نتنياهو دائما ، وعلى الرغم من الحرب الوحشية التي شنتها إسرائيل على القطاع المحاصر، والذي أسفر عن مقتل 47,000 فلسطيني على الأقل حسب السلطات المحلية، كان مجرد وهم.

 وتنسب الصحيفة للمسؤول الاستخباراتي السابق مايكل ميليشتين قوله إن الحرب "لم تؤد إلى انهيار حماس أو استعادة الأسرى"، وأضاف أن إسرائيل "حققت إنجازات تكتيكية وليست استراتيجية. ولا تزال حماس هي الحاكم المهيمن في غزة، نقطة تحت الصفر".

ومن المقرر أن يبدأ الوسطاء الدوليون، بقيادة الولايات المتحدة، الأسبوع المقبل محادثات حول تفاصيل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. ويتوقع أن تكون مفاوضات شاقة لتأمين إطلاق سراح العشرات من الأسرى الإضافيين وحمل الأطراف المتحاربة على الموافقة على وقف كامل لإطلاق النار. وعليه سيحتاج نتنياهو قريبا إلى أن يقرر فيما إن كان على استعداد لمتابعة الاتفاق حتى نهايته. فمن ناحية، عليه الأخذ بعين الاعتبار ترامب المتقلب، راعيه الدولي الأكثر أهمية والذي أجبره على قبول الهدنة الأولية التي ستستمر على مدى 42 يوما والتركيز على استعادة الأسرى كهدف أساسي.