ارتفعت أسهم «تسلا» بنسبة 3 في المائة، الخميس، بعد أن تعهد الرئيس التنفيذي إيلون ماسك بإطلاق نماذج أرخص طال انتظارها في النصف الأول من عام 2025، بالإضافة إلى البدء في اختبار خدمة نقل الركاب ذاتية القيادة في يونيو (حزيران).

وساعدت هذه الوعود في تهدئة مخاوف المستثمرين، الذين تركزت انتقاداتهم على الربع الرابع الضعيف، الذي شهد تراجعاً في الهوامش وانخفاض الإيرادات إلى ما دون التوقعات بسبب التحديثات البطيئة للنماذج وزيادة المنافسة، وفق «رويترز».

ومع نهاية عام 2024 انخفضت عمليات تسليم السيارات لأول مرة على أساس سنوي، وهو ما أثار شكوكاً حول قدرة «تسلا» على الحفاظ على أدائها في قطاع السيارات، على الرغم من محاولات خفض الأسعار وتأمين خيارات تمويل أرخص لتحفيز الطلب. وقالت «تسلا»، يوم الأربعاء، إنها تتوقع عودة نمو أعمال المركبات في عام 2025، لكنها لم تؤكد التوقعات التي طرحها ماسك في نهاية العام الماضي، التي تنبأت بنمو المبيعات بين 20 في المائة إلى 30 في المائة. وعلق محللو «مورغان ستانلي» قائلين: «النتائج تبرز مرحلة انتقالية لشركة (تسلا)، من التركيز على صناعة السيارات إلى التنوع الكبير في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات».

في الوقت نفسه، ساعدت الآمال في مستقبل «تسلا» على تحسين أسهمها مؤخراً، وسط التوقعات بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ستوفر مساراً تنظيمياً أكثر وضوحاً لسيارات الأجرة ذاتية القيادة. وأعلن ماسك أن «تسلا» ستبدأ اختبارات غير خاضعة للإشراف لخدمة نقل الركاب ذاتية القيادة في أوستن بولاية تكساس، مع عدم تقديم تفاصيل بشأن كيفية عمل الخدمة، أو خطط التسعير للسيارات الميسورة التكلفة. وإذا استمرت المكاسب التي تحققت قبل بدء السوق، فقد تضيف «تسلا» نحو 40 مليار دولار إلى قيمتها السوقية، بعد أن أنهت العام بارتفاع بنسبة 62.5 في المائة. ويتداول السهم حالياً عند مضاعف 118 مرة لتقديرات أرباحه المستقبلية على مدى 12 شهراً، وهو أعلى من «فورد» و«جنرال موتورز».

وقد رفعت 19 شركة وساطة على الأقل من تقييماتها لسعر السهم، مع متوسط سعر مستهدف بلغ 300 دولار مقارنة بـ278 دولاراً في نهاية ديسمبر (كانون الأول). وقال مات بريتزمان، كبير محللي الأسهم في «هارغريفز لانسداون»: «يستمد مستثمرو (تسلا) تفاؤلهم من القيادة الذاتية الكاملة والنموذج الميسور التكلفة المقبل، وهما عاملان رئيسان يمكن أن يقودا المرحلة التالية من نمو الشركة».

ومع أن خطة «تسلا» لاختبار روبوتاتها تبدو إيجابية، فإن بعض المحللين أبدوا شكوكاً بشأن الجدول الزمني الذي طرحه ماسك، نظراً للتحديات التنظيمية الكبيرة التي قد تواجهها الشركة. وأضافت مامتا فاليتشا، محللة السلع الاستهلاكية في شركة «كويلتر شيفيوت»: «سلط ماسك الضوء على التحسينات في البرمجيات، مع خطط للإطلاق في تكساس وكاليفورنيا، رغم أن الحواجز التنظيمية في أوروبا والقيود على البيانات في الصين ما زالت تعيق التقدم». من جهة أخرى، رفعت «تسلا» توقعاتها للإنفاق الرأسمالي لتتجاوز 11 مليار دولار هذا العام وفي العامين الماليين المقبلين.