Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأربعاء 22 يناير 2025 8:00 صباحًا - بتوقيت القدس

نبكي جنين!

إبراهيم ملحم

بينما لم تجفّ الدموع في المآقي، ولمّا يتوقف بعد نزف الجراح من الفجيعة التي ألمّت بغزة، ينفتح جرح جنين بعمليةٍ جدارها من حديد، تقتحم دباباتها ومجنزراتها الشوارع والحارات الضيفة في مخيمٍ لا تتجاوز مساحته الكيلومتر الواحد. 


يعتلي القناصة مباني المخيم المرتفعة، وتنتشر في سمائه الطائرات المروحية والمسيّرة، تزرع الموت في البيوت، والشوارع والأزقّة، موقعةً عشرات الشهداء والجرحى، جميعهم أطفال وشبان وكهول كانوا يجوبون الأسواق، وبينهم رُضّعٌ أُصيبوا وهم في أحضان أمّهاتهم. 


فاتورة الدم هذه، وما سيتبعها من فواتير مفتوحة، تأتي  كرشوةٍ سياسيةٍ من نتنياهو إلى شريكه في الإبادة سموتريتش، الذي كان الهجوم على جنين، ونشر الحواجز حول أعناق المدن والقرى في الضفة، دفعةً على الحساب وعربوناً لاسترضائه، وشراء بقائه في ائتلافه قبل انفراط عقده.


رئيس الأركان "استُقيل"، ولم يَستقل، ذلك أن إقالته كانت أحد شروط سموتريتش، الذي توعد بتفكيك الحكومة إن لم يصدع نتنياهو لمطالبه. 


لعل المبكي في مشهد جنين ما ينطق به المحللون على الفضائيات في توصيف "محاور القتال" وضراوته، في حاراتٍ لا تتجاوز مساحتها عشرات الأمتار، يسكنها فتيةٌ يمتلكون الإرادة، لكنهم ضحايا النفخ في القدرات والإمكانات، التي تُبرر للقتلة استخدام أحدث التقنيات في ملاحقتهم وقتلهم.


لا يرى نتنياهو مستقبلاً له بعيداً عن حد السيف، وداخل الدبابة، كما قال في خطاباته، والصورة المثالية التي يريدها لنا هي أن نظل بلباس الحرب، نحمل البنادق على أكتافنا، والخوذ على رؤوسنا، ويُسعَدُ أكثر إنْ سمع هتافاتٍ إيرانية، ورأى راياتٍ داعشية، تأتيه على شوق، ليُبرر تجديد رخصة الإبادة في الضفة، كما فعل في غزة، فهو يستهدف الحاضنة الشعبية، أكثر مما يستهدف المقاومة، وفق نظرية الجيل الرابع من الحروب، التي تأتي وسط انقسامٍ فلسطينيّ، وصمتٍ عربيّ وإسلاميّ، وتواطؤٍ أُمميّ.. فمَن نبكي بعد غزة وجنين؟


ليست هذه دعوةً للتوقف عن المقاومة المشروعة في مواجهة المحتل الغاصب، بقدر ما هي دعوةٌ للتوافق على الصيغ النضالية، وامتلاك بصيرةٍ شوّافةٍ ترى بعيون زرقاء اليمامة، وتقرأ بعقلانية، بعيداً عن العاطفية والخطابات الحنجورية، التحولات والانحيازات والاصطفافات الكونية، بما يَحُول دون توريط الخاضنة الشعبية في تحمّل أكلافٍ لا طاقة لها بها.


أنصتوا لما قاله القائد الشهيد أبو علي مصطفى -رحمه الله- عن ضرورة المراجعات في الأزمات والمنعطفات وانقلاب المعادلات الدولية، وأهمية إجراء التقييمات للقدرات والتوازنات والبيئات، والاعتصام بالوحدة الوطنية، فعنده الرأي الحكيم!

دلالات

شارك برأيك

نبكي جنين!

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل حوالي ساعة واحدة

صاحت تلك المرأة وا معتصماه والان جنين تصيح وا غزاه لأن المعتصم لم يخلف رجالا للاسف

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 22 يناير 2025 9:11 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.55

شراء 3.54

دينار / شيكل

بيع 5.01

شراء 5.0

يورو / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 466)