فلسطين
الأحد 19 يناير 2025 6:44 صباحًا - بتوقيت القدس
استقالة بن غفير.. سقوط أول حجر في جدار اليمين
القدس - خاص بـ "القدس" والقدس دوت كوم
شادي الشرفا: الصفقة تمثل ضربة كبيرة للشعارات التي رفعتها إسرائيل في بداية الحرب وتضمنت وعوداً بتدمير المقاومة
د. منصور أبو كريم: الاتفاق يُمهّد الطريق لتحولات كبرى في المشهدين السياسيّين الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء
عدنان الأفندي: استقالة بن غفير لن تؤثر على الاتفاق أو تعرقله والضغط الأمريكي سيبقى العامل الحاسم في إتمامه
نيفين أبو رحمون: صفقة الأسرى قد تكون الإنجاز الأخير لنتنياهو.. وحكومته تواجه قضايا مصيرية وتهديدات متعددة
علي الأعور: نحن أمام إنجاز وطني كبير والعالم الآن يتعامل مع الشعب الفلسطيني كشعب له حقوق سياسية
عماد أبو عواد: القفزة العسكرية التي حدثت في 7 أكتوبر تحتاج إلى قفزة سياسية موازية لتحقيق مكاسب سياسية
الإجماع الذي حظيت به حكومة بنيامين نتنياهو من أحزاب اليمين المتطرف وفي مقدمته حزبا إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، قد يستمر طويلاً في حال نفذ بن غفير تهديداته بالاستقالة بمجرد دخول اتفاق صفقة التبادل بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية حيز التنفيذ اعتباراً من صباح اليوم الأحد-كما هو مقرر- لكنه من المستبعد أن يؤدي إلى سقوطها، أو التسبب في تعطيل الصفقة، في ضوء التعهد الذي قطعه زعيم المعارضة الإسرائيلية لابيد بمنح الحكومة شبكة أمان إذا قرر بن غفير أو سموتريتش أو الاثنان معاً الاستقالة.
في غضون ذلك، تبرز أسئلة عديدة حول اليوم التالي للحرب، سواء على صعيد القضية الفلسطينية أو في الداخل الإسرائيلي خاصة مع رضوخ نتنياهو للرغبة الأمريكية وكذلك لتحركات الشارع الإسرائيلي المطالبة باستعادة "المختطفين" في غزة من خلال صفقة تبادل ووقف إطلاق النار والانسحاب تدريجياً من القطاع، حتى قبل القضاء على حركة حماس وباقي فصائل المقاومة وغيرها من الاستحقاقات التي طالما أعلن نتنياهو رفضه لها.
كتاب ومحللون تحدثوا لـ"ے" اعتبروا أن الصفقة تمثل ضربة كبيرة للشعارات التي رفعتها إسرائيل في بداية الحرب، وأن الاتفاق يُمهّد الطريق لتحولات كبرى في المشهد السياسي الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء، مؤكدين أن استقالة بن غفير لن تؤثر على الاتفاق أو تعرقله والضغط الأمريكي سيبقى العامل الحاسم في إتمامه.
استقالة بن غفير تزيد الشرخ داخل اليمين الإسرائيلي
وقال شادي الشرفا، المختص في الشأن الإسرائيلي، إن الصفقة والخضوع الإسرائيلي للإملاءات التي فرضتها المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك الانسحاب وعودة النازحين، وصولًا إلى إنهاء الحرب، تشكل مراحل حاسمة إذا تمت الصفقة.
وأضاف الشرفا: إن هذه الصفقة تمثل ضربة كبيرة للشعارات التي رفعتها إسرائيل في بداية الحرب، والتي تضمنت وعودًا بتدمير المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، والسيطرة على قطاع غزة وإقامة حزام أمني، وعدم الانسحاب من القطاع، ورفض الإفراج عن الأسرى".
وأكد أن كل هذه الأهداف انهارت أمام الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية، ما يُعد مكاسب كبيرة حققها الشعب الفلسطيني.
وأشار الشرفا إلى أن استقالة إيتمار بن غفير، في حال دخلت الصفقة حيز التنفيذ، قد تُدخل الحكومة الإسرائيلية في حالة من عدم الاستقرار، حيث يمكن لأي حزب آخر في الائتلاف الحكومي تهديد استقراره.
وأضاف: "إن هذه الاستقالة تزيد من الشرخ والفجوة داخل اليمين الإسرائيلي، الذي يعاني من تصدعات متزايدة، خاصة في ظل الصراعات داخل الصهيونية الدينية، بالإضافة إلى تراجع ثقة الشارع الإسرائيلي بالحكومة والجيش، بسبب ما يعتبرونه خضوعًا للإملاءات التي فرضتها المقاومة الفلسطينية.
خشية من تصعيد عسكري ودموي في الضفة
وأوضح الشرفا أن هذا التصدع الداخلي في إسرائيل، إلى جانب انهيار الشعارات الكبرى التي رُفعت خلال الحرب على قطاع غزة، قد يدفع الحكومة الإسرائيلية إلى محاولة التغطية على أزمتها الداخلية من خلال تصعيد عسكري ودموي في الضفة الغربية والقدس، بهدف حرف أنظار الشارع الإسرائيلي.
وبيّن الشرفا أن القرارات الإسرائيلية الأخيرة، التي تضمنت اعتبار الضفة الغربية جبهة حرب وتكثيف التواجد العسكري فيها، تشير إلى أن إسرائيل تعد لمشروع عسكري كبير.
واستشهد باجتماع الحكومة الإسرائيلية الذي استمر سبع ساعات، حيث أظهرت التسريبات الإعلامية الإسرائيلية أن النقاش تمحور حول الضفة الغربية والإجراءات العسكرية التي تم اتخاذها لإرضاء بتسلئيل سموتريتش ومنعه من الانسحاب من الحكومة.
مرحلة نوعية جديدة في تاريخ النضال الفلسطيني
واعتبر الشرفا أن عقد الصفقة واستقالة بن غفير يشكلان دليلًا على صمود المقاومة الفلسطينية وخيارات الشعب الفلسطيني. وقال: "نحن أمام مرحلة نوعية جديدة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني، ضمن واحدة من أكبر الصفقات التي شهدها التاريخ الفلسطيني، والتي تتضمن أسماء مهمة ورموزًا وشخصيات بارزة."
وأكد على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني لمواجهة الاستحقاقات القادمة، مشددًا على أهمية استثمار القفزة النوعية التي حققتها المقاومة من خلال الصفقة.
وأضاف الشرفا: "إن هذه المرحلة تتطلب صياغة استراتيجيات وطنية جديدة، بما يشمل تعزيز الوحدة الوطنية، وإعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية، والعمل على إجراء انتخابات تضمن تمثيلًا حقيقيًا للشعب الفلسطيني.
اتفاق "الولادة من الخاصرة"
من جانبه، قال الدكتور منصور أبو كريم، الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، أن الاتفاق الأخير بين إسرائيل وحركة حماس يُعدّ اتفاقًا مرحليًا ذا طابع أمني، ولا يرتبط بشكل مباشر بتغيرات سياسية أو أمنية واسعة النطاق في الأراضي الفلسطينية أو قطاع غزة.
وأوضح أبو كريم أن الاتفاق الحالي يمثل مرحلة أولى من صفقة تبادل شاملة تشمل إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، بالإضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ووصف أبو كريم الاتفاق بـ"الولادة من الخاصرة"، مشيرًا إلى أنه جاء بعد مفاوضات شاقة ومطولة.
وأضاف: "إن الاتفاق يُعتبر استجابة للتحولات السياسية الدولية، خاصة مع عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المشهد السياسي، وما تبعه من ضغوط لإعادة الهدوء والاستقرار إلى الشرق الأوسط.
على الجانب الإسرائيلي، أشار أبو كريم إلى أن الاتفاق يُلقي بظلاله على الائتلاف الحكومي الذي يقوده بنيامين نتنياهو، حيث يواجه الأخير تهديدات من وزراء يمينيين، أبرزهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين أعلنا استعدادهما للانسحاب من الحكومة.
وأوضح أبو كريم أن أي انشقاق في الائتلاف قد يؤدي إلى تفكك الحكومة الإسرائيلية وربما إجراء انتخابات مبكرة.
وقال: "أثار الاتفاق تساؤلات داخلية حول جدوى التكاليف البشرية والاقتصادية التي تكبّدتها إسرائيل خلال الحرب، مقارنة بما يمكن تحقيقه من خلال المفاوضات".
تداعيات الاتفاق لا تزال محدودة في المرحلة الحالية
على المستوى الفلسطيني، أشار أبو كريم إلى أن تداعيات الاتفاق لا تزال محدودة في المرحلة الحالية. ومع ذلك، قد تبرز آثار سياسية جوهرية إذا تم الانتقال إلى المراحل التالية من الصفقة، التي قد تشمل ترتيبات أمنية وسياسية جديدة في قطاع غزة، بما في ذلك إمكانية عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، وإدارة المعابر، وتشكيل حكومة توافق وطني.
وأكد أبو كريم أن الاتفاق يُمهّد الطريق لتحولات كبرى في المشهد السياسي الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء.
وأوضح أن نجاح المراحل المقبلة سيحدد طبيعة العلاقة بين الطرفين وشكل الحكم في غزة، ما يجعل الاتفاق الحالي نقطة تحول قد تؤدي إلى إعادة ترتيب الأوراق السياسية في المنطقة.
وختم أبو كريم تصريحه لـ "القدس" بالتأكيد على أن الاتفاق الحالي يعكس واقعًا معقدًا ومتشابكًا، حيث تتداخل فيه المصالح الإقليمية والدولية مع الحسابات الداخلية للطرفين.
وأضاف: إن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار هذه الصفقة وتداعياتها على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
تطورات دراماتيكية في إسرائيل بسبب صفقة التبادل
بدوره، اعتبر عدنان الأفندي، المختص في الشأن الإسرائيلي، أن الساحة السياسية في دولة الاحتلال تشهد هذه الأيام تداعيات وتطورات دراماتيكية، في ظل إعلان إيتمار بن غفير عزمه الاستقالة من الحكومة إذا تمت الموافقة على صفقة التبادل مع المقاومة.
وقال: إن هذه الخطوة التي أعلنها بن غفير أثارت ضجة كبيرة داخل الائتلاف الحكومي برئاسة بنيامين نتنياهو، وأدت إلى تساؤلات عديدة حول مستقبل الائتلاف الحكومي، وما إذا كانت هناك تداعيات محتملة على الاتفاق الذي تم إبرامه في قطر بين المقاومة ودولة الاحتلال.
وأضاف الأفندي: إن بن غفير أشار إلى أن هذه الصفقة تهدد ما وصفه بـ"إنجازات الحرب على غزة"، وأنه إذا استقال من الحكومة، سيظل يدعمها من الخارج، لكنه لن يكون جزءًا منها".
ويرى أن إعلان بن غفير عن نيته الاستقالة ليس فقط بسبب الاتفاق، بل أيضًا لإظهار نفسه كأكثر الشخصيات تطرفًا في دولة الاحتلال، بهدف تعزيز شعبيته وزيادة قوته في الانتخابات القادمة.
وأوضح أن هذه الخطوة تهدف أيضًا إلى الإبقاء على برنامجه الانتخابي والتأكيد على مواقفه المتشددة، مشيرًا إلى احتمال أن يكون بن غفير قد هدد بالاستقالة لابتزاز نتنياهو والحصول على صلاحيات إضافية تتعلق بالضفة الغربية والاستيطان.
لابيد وعد بتوفير شبكة أمان للاتفاق
وعبّر الأفندي عن اعتقاده بأن استقالة بن غفير لن تؤثر على الاتفاق أو تعرقله، خاصة أن رئيس المعارضة، يائير لابيد، أكد أنه سيوفر شبكة أمان للاتفاق ولإتمام الصفقة.
وأكد أن الضغط الأمريكي سيبقى العامل الحاسم في إتمام هذا الاتفاق، ما سيجبر نتنياهو على الالتزام به للحصول على الوعود التي قدمها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لدعم دولة الاحتلال، بما في ذلك الدعم العسكري وعودة الحرب ضد غزة. وأشار إلى أن نتنياهو يتمتع بأغلبية في مجلس الوزراء والائتلاف الحكومي، ما يجعله قادرًا على تمرير الاتفاق.
ولفت الأفندي إلى أن استقالة بن غفير لن يكون لها انعكاسات سياسية إيجابية على القضية الفلسطينية، لأن الحكومة الإسرائيلية الحالية تضم أكثر الأحزاب تطرفًا ضد الشعب الفلسطيني.
لا مكاسب سياسية للقضية الفلسطينية باليوم التالي للحرب
وأضاف: إن مواقف الحكومة ستظل متطرفة كما هي، وسترفض أي مفاوضات سياسية مع السلطة الفلسطينية، خاصة أن برنامج الصهيونية الدينية وحزب الليكود الانتخابيين يرفضان الاعتراف بأي كيان فلسطيني أو حقوق سياسية للفلسطينيين.
كما أشار إلى برنامج سموتريتش الذي يدعو إلى ضم الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات، بالإضافة إلى وعود نتنياهو السابقة بتشديد الإجراءات الاحتلالية ومنع عودة حكم حركة حماس في غزة.
وختم الأفندي تصريحه لصحيفة "القدس" بالتأكيد على أنه لن تكون هناك أية مكاسب سياسية للقضية الفلسطينية في اليوم التالي للحرب. ودعا إلى ضرورة تحقيق وحدة وطنية حقيقية بين جميع أطياف الشعب الفلسطيني، ووضع برنامج وطني موحد لمواجهة السياسة الصهيونية المتطرفة والتصدي لهذه الحكومة المتشددة.
إسرائيل أجبرت على دخول مسار التسوية والتفاوض لاستعادة أسراها
من جهتها، قالت نيفين أبو رحمون، الخبيرة في الشأن السياسي والإسرائيلي، إن إسرائيل اضطرت في نهاية المطاف إلى الجوء لمسار التسوية والتفاوض من أجل استعادة أسراها.
وأشارت إلى أن تهديدات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير واستقالته المحتملة، بالإضافة إلى أربعة من كتلته، لن تؤثر بشكل حاسم على قدرة حكومة بنيامين نتنياهو على تمرير صفقة تبادل الأسرى، حيث ما زالت الحكومة تحتفظ بأغلبية برلمانية ضعيفة تعتمد على 62 عضوًا حتى بدون بن غفير، بفضل دعم ألموغ كوهين المتمرد على بن غفير. وبذلك تكون المعارضة 57 عضواً فقط مقابل 63 للحكومة.
وتطرقت أبو رحمون إلى السيناريوهات المتوقعة ما بعد الصفقة: أولاً، احتمالية انهيار حكومة نتنياهو. وقالت إن الحكومة الإسرائيلية تواجه قضايا مصيرية وتهديدات متعددة على جبهتها السياسية، أبرزها:
قانون التجنيد، اختيار رئيس المحكمة العليا، القوانين القضائية المثيرة للجدلل، وإقرار الموازنة العامة، حيث يؤدي عدم تمريرها بحلول مارس إلى حل الكنيست تلقائيًا.
نتنياهو قد يلجأ إلى الدعوة لانتخابات مبكرة
وأشارت إلى أن نتنياهو قد يلجأ إلى الدعوة لانتخابات مبكرة لاستثمار إنجازات الحرب وصفقة الأسرى قبل أن يخسرها بسبب تصاعد الأزمات الداخلية والصراعات داخل ائتلافه الحكومي.
أما السيناريو الثاني هو تداعيات داخلية وصراعات ائتلافية. وقالت ابو رحمون بهذا الخصوص إن الائتلاف الحكومي يعاني من هشاشة كبيرة نتيجة غياب التوافق حول قضايا رئيسية قد يؤدي الى تفكيك سريع.
واضافت: إنه ورغم أن صفقة الأسرى مع حركة حماس تُعد إنجازًا سياسيًا لنتنياهو، إلا أنها تزيد تعقيد الوضع داخل الائتلاف بسبب المعارضة الشديدة من أطراف مثل سموتريتش وبن غفير.
وأكدت أبو رحمون أن استقالة بن غفير قد تُظهر ضعف الحكومة لكنها لن تُسقطها فورًا. إلا أن تراكم الأزمات والملفات الحساسة مثل الموازنة وقانون التجنيد يجعل انهيار الحكومة مسألة وقت، مضيفة: إن صفقة الأسرى قد تكون الإنجاز الأخير الذي يسعى نتنياهو لتحقيقه.
أهمية ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني
وحول الحديث عن اليوم الثالي للحرب، ترى أبو رحمون أن نتنياهو فشل في تحقيق أهدافه المعلنة من الحرب، بما في ذلك تصفية المقاومة أو القضية الفلسطينية أو تنفيذ المساعي للنشاط الاستيطاني.
وأكدت أن حرب الإبادة الإسرائيلية لم تحقق أطماعها السياسية الاستراتيجية، حيث بقيت غزة والمقاومة صامدة.
وأشارت أبو رحمون إلى أهمية ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وسياساته المتعاقبة، مؤكدة أن المسؤولية الآن تقع على عاتق الفلسطينيين لتوحيد جهودهم في مجابهة التحديات المقبلة.
المنتصر الوحيد بعيدًا عن الأرقام هو القضية الفلسطينية
وقال علي الأعور، المختص في حل النزاعات الإقليمية والدولية، إن الكابينت الأمني والسياسي في إسرائيل صادق على صفقة تبادل الأسرى، وصادق على الاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل.
وأشار إلى أن هناك أكثر من 80% من القوى الإسرائيلية التي تؤيد هذه الصفقة، سواء داخل المؤسسة الأمنية أو المؤسسة السياسية، خاصة من داخل حزب الليكود.
وأكد أن المعارضة التي أبداها بن غفير وسموتريتش لم تؤثر على هذه الصفقة. ومع ذلك، كان بن غفير يروج لاستقالته، لكنه لم يستقل ولن يستقيل، ولن يجرؤ على ذلك.
وقال الأعور: "بالنسبة لبن غفير، كانت الوزارة حلمًا لم يكن يحلم به أبدًا، وكان حلمه الوحيد أن يصبح وزيرًا في حكومة إسرائيل".
وأضاف: أما سموتريتش، فإن حزب الصهيونية الدينية يعتبر وزارة المالية ووزارة الجيش مكاسب سياسية كبيرة، ولذلك، لن يستقيل سموتريتش ولن يقدم استقالته، مشيراً إلى أن حزب الصهيونية الدينية لديه برامج ومخططات تهدف إلى تعزيز الاستيطان وضم مناطق في الضفة الغربية.
المقاومة أصبحت رقمًا صعبًا في معادلة الشرق الأوسط
ويرى الأعور أن المنتصر الوحيد، بعيدًا عن حسابات الأرقام، هو القضية الفلسطينية. لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني وغزة انتصرا، وأصبحت المقاومة رقمًا صعبًا في معادلة الشرق الأوسط وجزءًا أساسيًا في النظام السياسي الفلسطيني.
وحول المكاسب السياسية بالنسبة للقضية الفلسطينية في اليوم التالي، قال الأعور هي مبادرة سياسية جديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقوم على حل الدولتين والاعتراف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني.
وأكد أن لا أحد يستطيع أن يتجاهل تدمير غزة بالكامل، ومقتل أكثر من خمسين ألف مواطن، ومئة ألف جريح. لا يمكن أن تمر هذه الحرب دون الاعتراف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني.
وقال: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيقدم مبادرة سياسية في الفترة القادمة عنوانها الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، مضيفاً إن القضية الفلسطينية وصلت إلى العالم أجمع، وطوفان الأقصى أعادها إلى الواجهة من جديد.
وأضاف: نحن أمام مكاسب سياسية مهمة جدًا يمكن تلخيصها بانتهاء الحرب على غزة، والتي قدمت انتصارًا للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
مكاسب سياسية تعزز إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للقطاع
ويرى أن العالم الآن يتعامل مع الشعب الفلسطيني كشعب له حقوق سياسية، وأنه في اليوم التالي للحرب، ستكون هناك مكاسب سياسية، مثل انسحاب الجيش الإسرائيلي من نتساريم وشمال غزة، وإعادة النازحين. هذه مكاسب سياسية تعزز إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة.
وعلى مستوى العلاقات الإقليمية والدولية، أكد الأعور أن القضية الفلسطينية ودولة فلسطين ستكونان حاضرتين على طاولة المفاوضات. وأضاف: "إن العالم كله يتجه نحو مستقبل هذه القضية بعد أكثر من مئة عام من فشل المجتمع الدولي في حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. اليوم، هناك قواعد جديدة ومعادلة رسمتها المقاومة الفلسطينية تقوم على الاعتراف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وخلص الأعور إلى القول: نحن أمام إنجاز وطني كبير. هذا الإنجاز السياسي بعد الحرب يمكن تلخيصه في جملة واحدة: اعتراف العالم بالقضية الفلسطينية والهوية الوطنية الفلسطينية، والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.
وأكد أن هذه المبادرة السياسية التي سيقدمها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تقوم على حل الدولتين، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
الحرب أعادت للقضية الفلسطينية حضورها في العالم
بدوره، اعتبر المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد أن الحديث عن الانعكاسات والمكتسبات السياسية للقضية الفلسطينية في اليوم التالي للحرب يتطلب الانتباه إلى أن هذه الحرب أعادت للقضية الفلسطينية حضورها ورونقها أمام المجتمعات المختلفة، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
وأكد أن الحرب أثبتت، رغم الألم والجراح والدمار والخسائر المهولة التي تعرض لها قطاع غزة والتي يمكن وصفها بأنها "نكبة ثانية" على المستوى البشري، أن هناك أرضية سياسية للقضية الفلسطينية.
وأوضح أبو عواد أن العالم بات يجمع على ضرورة عدم تكرار أحداث السابع من أكتوبر، وأن الضامن الوحيد لذلك هو توفير أرضية سياسية تمنح الشعب الفلسطيني جزءًا من حقوقه.
لكنه أشار إلى أن الإشكالية تكمن في الواقع الداخلي الفلسطيني، الذي يعطل القدرة على تحقيق مكاسب سياسية بسبب الانقسام المستمر وتقوقع السلطة الفلسطينية خلف الأبجديات القديمة المتمثلة في الالتزام بالشرعية الدولية والعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى التمسك باتفاقيات أدارت إسرائيل ظهرها لها.
وأضاف: إن الحدث الكبير في السابع من أكتوبر، بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف بشأنه، يتطلب قفزة سياسية توازي حجم هذا الحدث وتنقلب على المفاهيم السابقة التي أثبتت فشلها.
ورأى أبو عواد أن موقفًا فلسطينيًا قويًا ومتصلبًا، على الرغم من محاولات العبث والضغط من الأطراف المختلفة، قد يؤتي ثماره.
وشدد على أن القفزة العسكرية التي حدثت في السابع من أكتوبر تحتاج إلى قفزة سياسية موازية لتحقيق مكاسب سياسية ملموسة تخدم القضية الفلسطينية.
دلالات
الأكثر تعليقاً
قائمة بأسماء الأسرى المشمولين بصفقة التبادل
دروس "الطوفان" وارتداداته(3) انكشاف "الدولة" العربية
محاضرة في النمسا تثير تساؤلات: لماذا يسرق الاسرائيليون تراث الفلسطينيين؟
"هآرتس" تكشف تفاصيل عن الأسرى الفلسطينيين المُفرج عنهم ضمن الصفقة
مصطفى: غزة تحتاج إلى حكومة قادرة على مداواة جراح شعبنا وإعادة توحيدها
خلال 15 شهراً من الإبادة.. حسابات الربح والخسارة
نتنياهو: "حماس" تتراجع عن بعض تفاصيل اتفاق غزة
الأكثر قراءة
مصر تنسق لفتح معبر رفح وتنفيذ اتفاق يهدف لتحسين الأوضاع في غزة
سكان غزة يحتفلون بأنباء اتفاق وقف النار وصفقة تبادل الأسرى
"رويترز" تنشر أجزاءً من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
مصادر لـ “القدس”: الإفراج عن خمس قيادات بينهم مروان البرغوثي خلال المرحلة الثانية
مصادر: إطلاق 1740 أسيرا خلال المرحلة الأولى للصفقة
"هآرتس" تكشف تفاصيل عن الأسرى الفلسطينيين المُفرج عنهم ضمن الصفقة
قائمة بأسماء الأسرى المشمولين بصفقة التبادل
أسعار العملات
الأحد 19 يناير 2025 8:46 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.59
شراء 3.58
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.71
شراء 3.7
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 448)
شارك برأيك
استقالة بن غفير.. سقوط أول حجر في جدار اليمين