ليست مبالغةً في التوقعات، ولا ضرباً في فناجين الغيبيات، بل قراءة للوقائع والحيثيات التي تتفاعل اليوم، مثلما لم تتفاعل بمثل هذا التسارع والجدية والتغطيات الإعلامية، منذ التوصل للصفقة اليتيمة في نوفمبر عام ٢٠٢٣.

في قطر، جرى أمس تسلّم وتسليم الردود على مسوّدات الاتفاق، وفي تل أبيب تلقت الوزارات ذات الصلة توجيهاتٍ بالاستعداد لاستقبال المحتجزين خلال الأيام المقبلة، في الوقت الذي يتواجد فيه رئيس هيئة شؤون الأسرى قدورة فارس، منذ أيام، في العاصمة القطرية، لمتابعة أسماء الأسرى المنوي الإفراج عنهم من سجون الاحتلال.

كل تلك الإشارات، معطوفاً عليها استقبال أمير قطر وفد "حماس" في الدوحة أمس، وتلقيه محادثة هاتفية من الرئيس الأمريكي، الذي أعلن في خطابه الأخير قرب التوصل إلى اتفاق، واشتعال التجاذبات بين مختلف الأحزاب والتيارات في إسرائيل، بين مؤيدٍ ومعارضٍ للصفقة، وإعلان زعيم المعارضة توفير شبكة أمان للحكومة، في حال أعلن سموتريتش وبن غفير انسحابهما من الائتلاف.

وفق كل تلك المعطيات وغيرها من التفاعلات داخل المعتقلات، وقيام قوات الاحتلال بتفكيك منشآت في معبر نتساريم، نستطيع القول إننا بتنا قاب يوم أو بعض يوم، من رؤية الضوء في نهاية العتمة، بعد أن ضاقت واستحكمت حلقاتها.. وإنّ غداً لناظره قريب.

 أوقِفوا الإبادة الآن...!