فلسطين
الثّلاثاء 14 يناير 2025 8:48 صباحًا - بتوقيت القدس
مبعوث ترمب سرّع في تجاوز العقبات.. لحظات حاسمة!
رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم
علي الأعور: صفقة تبادل الأسرى قريبة والحسابات الإقليمية والدولية تغلبت على الحسابات الشخصية للطرفين
د. سليمان أبو ستة: الأجواء تبدو أكثر إيجابية مقارنة بالمرات السابقة وثمة مؤشرات على صفقة تبادل قريبة
عادل شديد: نتنياهو يحاول ابتزاز ترمب للحصول على ثمن سياسي كبير سواء في لبنان أو سوريا أو الضفة أو غزة
عبد معروف: سلسلة من المتغيرات الإقليمية والدولية ساهمت في دفع الأطراف نحو اتفاق صفقة التبادل
هاني الجمل: إرسال ترمب مبعوثاً خاصاً رغم عدم تقلده السلطة رسمياً يعكس جديته بتحقيق تقدم في ملفات حساسة
إسماعيل مسلماني: الصفقة تأخذ طابعاً سياسياً بامتياز على عكس رغبة نتنياهو الذي حاول أن يُضفي عليها طابعاً أمنياً
مؤشرات عدة تدل على أن تقدماً حاسماً قد تحقق في المفاوضات الجارية لإنجاز صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، أولها المسودة التي جرى تسريبها حول بنود الصفقة ومراحل تنفيذها الثلاث، والتي تمتد كل مرحلة إلى اثنين وأربعين يوماً، وتتضمن حالة من التهدئة وخروج قوات الاحتلال من وسط قطاع غزة إلى المناطق الحدودية الشرقية، وإدخال المساعدات الإغاثية، وإعادة تأهيل البنى التحتية وعودة المواطنين إلى مناطقهم، وإجراء عمليات تبادل للأسرى الأحياء والأموات، وعلى مراحل ووفقاً لمعايير تم الاتفاق عليها.
وهناك مؤشر آخر لا يقل أهمية، ويجعل الحديث عن الصفقة المرتقبة مختلفاً هذه المرة، وهو الحركة المحمومة باتجاه الدوحة، لا سيما إرسال الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترمب مبعوثين عنه حتى قبل أن تبدأ ولايته، إلى جانب مبعوثي الرئيس الحالي جو بايدن.
كتاب ومحللون تحدثوا لـ"ے" قالوا إن الأجواء تبدو أكثر إيجابية مقارنة بالمرات السابقة، وثمة مؤشرات على صفقة تبادل قريبة، وإن الحسابات الإقليمية والدولية تغلبت على الحسابات الشخصية للطرفين، مشيرين إلى أن نتنياهو يحاول ابتزاز ترمب للحصول على ثمن سياسي كبير، سواء في لبنان أو سوريا أو الضفة أو غزة.
نتنياهو وحماس يسعيان للحفاظ على وجودهما السياسي
وقال علي الأعور، المحلل السياسي المختص في حل النزاعات الإقليمية والدولية، "يبدو أننا أمام صفقة تبادل أسرى قريبة، حيث قدمت جميع الأطراف الصيغة النهائية لاتفاق وقف إطلاق النار، وتم إرسالها إلى حركة حماس وإسرائيل. الجميع الآن في انتظار رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وأضاف الأعور: "بتقديري، الأهمية في هذه الصفقة تكمن في رغبة جميع الأطراف بالحفاظ على وجودها؛ نتنياهو يسعى للحفاظ على وجوده السياسي، وحركة حماس تريد أن تظل جزءاً أساسياً من النظام السياسي الفلسطيني، وأن الحسابات الإقليمية والدولية تغلبت على الحسابات الشخصية للطرفين".
ورأى الأعور أن "دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كمتغير رئيسي في هذه الصفقة، ووصول ممثله، يعكس أهمية هذه اللحظة التاريخية، خصوصًا مع اقتراب تنصيب ترمب في البيت الأبيض. الجميع يسعى للمشاركة في هذا الحدث التاريخي".
وأشار الأعور إلى وجود معادلة جديدة تتعلق بترتيبات سياسية تخص الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وقال: "إن حركة حماس تسعى للحفاظ على وجودها لتظل جزءاً مهماً من النظام السياسي الفلسطيني، بينما يهدف نتنياهو إلى الحفاظ على وجوده في المجتمع الدولي، معتمداً على دعم ترمب، الذي سيمنحه غطاءً سياسياً ودبلوماسياً وقانونياً. بذلك، قد ينجو نتنياهو من الملاحقة القانونية، خصوصاً أنه مطلوب للعدالة الدولية والمحكمة الجنائية الدولية".
وأضاف: "الأهم بالنسبة لنتنياهو الآن هو إعادة ترميم صورة إسرائيل دولياً، بعد أن بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين في قطاع غزة أكثر من مئة وخمسين ألف شهيد وجريح".
ورأى أن السؤال المحوري: هل يلتزم نتنياهو ببنود الصفقة، بما في ذلك صفقة تبادل الأسرى وعدم العودة للحرب في غزة؟
وأجاب الأعور: "بتقديري، نعم. هناك تأثير كبير للمجتمع الدولي وضغط واضح من الرئيس الأمريكي ترمب، ما سيدفع نتنياهو للالتزام بالصفقة. ومن المتوقع أن يبدأ الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من قطاع غزة، ليفتح المجال لمرحلة جديدة تشمل إعادة الإعمار، ولكن ضمن ترتيبات سياسية جديدة".
وأضاف الأعور: "نتنياهو لن يعيد شن الحرب على غزة مرة أخرى، لأن تركيزه ينصب الآن على الضفة الغربية وترتيبات سياسية جديدة هناك. قطاع غزة ليس في حساباته الاستراتيجية، لكنه ينتظر هدايا سياسية مهمة من ترمب، وأبرزها التطبيع مع السعودية".
وأكد الأعور أن "التطبيع الكامل مع السعودية سيكون الهدية الكبرى بالنسبة لنتنياهو، متزامناً مع مبادرة سياسية يقدمها ترمب، تقوم على الاعتراف بدولة فلسطينية مقابل التطبيع".
موقف سموتريتش من الصفقة ومستقبل حكومة نتنياهو
بدوره، قال الدكتور سليمان أبو ستة، الكاتب والمحلل السياسي: إن المؤشرات الحالية تشير إلى احتمال قرب إتمام صفقة تبادل الأسرى، مشيراً إلى أن الأجواء تبدو أكثر إيجابية مقارنة بالمرات السابقة.
ومع ذلك، لفت إلى أن الأمر لم يُحسم بعد بسبب التصريحات الأخيرة لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي أعلن رفضه للصفقة، ما قد يؤدي إلى تفكيك حكومة بنيامين نتنياهو وإعادة الحسابات السياسية.
وأوضح أبو ستة أن بعض البنود المرتبطة بالصفقة بدأت تظهر للعلن من خلال تسريبات غير مؤكدة، إلا أنها تقدم إشارات إيجابية حول سير المفاوضات.
وأضاف: "إذا تم التوصل إلى اتفاق، أتوقع أن تلتزم إسرائيل به خلال الفترة الأولى، خاصة أن الصفقة ستكون مشروطة بجدول زمني صارم يضمن تنفيذها على مراحل، ما يحافظ على توازن المصالح".
وحول إمكانية العودة إلى الحرب، أوضح أبو ستة أن هذا السيناريو يبقى احتمالاً وارداً، لكنه استبعد أن تكون الحرب المقبلة بنفس القوة التي شهدناها مؤخراً.
وقال: "قد نشهد تغييرات في طبيعة العمليات العسكرية، مثل تنفيذ اجتياحات محدودة أو ضربات جوية مكثفة. ومع ذلك، فإن الضغوط الدولية والأزمات الداخلية في إسرائيل، بما في ذلك استقالات محتملة في الجيش ولجان تحقيق متوقعة، قد تحد من قدرة نتنياهو على اتخاذ قرارات تصعيدية".
استحقاقات إعادة الإعمار والاحتياجات المعيشية
وأشار أبو ستة إلى أن المقاومة الفلسطينية قد تكون استفادت من التجربة السابقة لتطوير قدراتها وإعادة بناء قوتها العسكرية، مشيرًا إلى إمكانية استخدام مواد متفجرة غير منفجرة من قصف الاحتلال.، مضيفاً: إن ذلك سيزيد من تكاليف أي اجتياح إسرائيلي محتمل، خاصة في ظل الخبرة المتراكمة لدى المقاومة.
وحول تداعيات الصفقة، أوضح أبو ستة أن الاحتلال سيواجه تحديات كبيرة في إعادة ترتيب أولوياته، خاصة في ظل الخسائر التي لحقت به خلال الحرب الأخيرة.
وأضاف: "المساعدات وإعادة الإعمار ستكونان مسألة ابتزاز مستمرة من قبل إسرائيل. قد يُسمح بإعادة الإعمار، ولكن بوتيرة بطيئة جداً لضمان إبقاء الضغط على الفلسطينيين".
وأكد أبو ستة أن ما بعد الحرب سيحمل استحقاقات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بإعادة الإعمار ومعالجة الأزمات المعيشية الهائلة في قطاع غزة.
وقال في ختام حديثه لـ"ے": "بالرغم من كل ما جرى، ستبقى غزة صامدة، وستثبت من جديد قدرتها على تجاوز المحن والعودة إلى الحياة مهما كانت التحديات".
العامل الحاسم للوصول إلى الصفقة هو ترمب
بدوره، قال المحلل السياسي عادل شديد المختص في الشأن الإسرائيلي إن إمكانية التوصل إلى الصفقة باتت مسألة مفهومة، وتحديداً في المراحل الأولى التي يحاول بنيامين نتنياهو تنفيذها بما يضمن تحقيق أقصى قدر من استعادة الأسرى الإسرائيليين الأحياء، وذلك لاعتبارات عديدة.
وأضاف: "بتقديري، العامل الرسمي والمتغير الرئيسي في هذا الموضوع هو الرئيس ترمب. لدى ترمب انطباع بأن لا بنيامين نتنياهو ولا الإدارة الأمريكية الحالية (إدارة بايدن) معنيان بإيجاد حل للحرب، أو وقف إطلاق النار، أو إتمام الصفقة. بل، يرغب كلاهما في ترحيل الأزمة إلى عهد ترمب".
وأكد شديد أن نتنياهو يحاول ابتزاز ترمب للحصول على ثمن سياسي كبير، سواء في لبنان أو سوريا أو الضفة أو غزة. في المقابل، بايدن يسعى لإفشال ترمب عبر وضع العديد من العراقيل أمامه من خلال الأزمات الدولية والإقليمية.
وأوضح أن بايدن يعتقد أن غزة كانت أحد أسباب فشله السياسي، وبالتالي لا يرى مصلحة حقيقية له في إنهاء الأزمة، بالرغم من حضوره في المفاوضات وظهوره كأنه معني بإتمام الصفقة.
وقال شديد: "إن هذا السلوك الأمريكي لم يتغير منذ عام، حيث نسمع نفس الخطاب المتعلق بالاهتمام بوقف إطلاق النار، لكن الواقع يظهر استمرار دعم إسرائيل وتحميل حركة حماس المسؤولية".
وأكد أن مسألة التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار مرتبطة أساساً بمصلحتها ومصالح اللاعبين الإقليميين والدوليين أمامها.
ترمب يريد التفرغ لقضايا أُخرى
وقال: "أعتقد أنه ليس من مصلحة نتنياهو أن يظهر أمام الرئيس ترمب في الأشهر الأولى وكأنه يسعى لإفشال الجهود، لأن ترمب يريد التفرغ لقضايا أُخرى".
ورأى شديد أن طبيعة البنود الحالية قد تفتح المجال أمام إسرائيل لاتخاذ خطوات معينة تعتبرها متوافقة إلى حد ما مع الاتفاق، في حين أن الطرف الفلسطيني قد يراها خرقاً للاتفاق.
وأشار إلى أن هناك الآن إشكالية كبيرة، بتقديري، حول مسألة المنطقة العازلة التي يتم التفاوض بشأنها في غزة.
وقال: "إن الجانب الإسرائيلي يطالب بمنطقة عازلة بعمق كيلومتر على طول الحدود، بينما يطالب الفلسطينيون بأن يكون العمق 500 متر فقط. يبدو أن الوسطاء يتجهون نحو حل وسط بعمق 750 متراً".
وأكد أن الاتفاقية تنص على عدم وجود نشاطات عسكرية في المنطقة العازلة. لكن يمكن للإسرائيليين استغلال هذه النقطة باعتبارها منطقة عسكرية، ما قد يثير المزيد من الإشكالات.
أما بالنسبة لسيناريوهات ما بعد توقف الحرب، فقال شديد " لا يبدو أن هناك أي شيء حاسم أو مضمون. كل شيء وارد، بما في ذلك احتمال العودة إلى الحرب".
تراجع قوة حماس ومحور المقاومة في المنطقة
من جهته، قال الكاتب الفلسطيني المقيم في لبنان عبد معروف إن الأنباء تتحدث عن اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية ومصرية، وسط تأكيدات من تقارير مختلفة على وجود بنود رئيسية للاتفاق، مع الإشارة إلى عقبات قد تعرقل تنفيذه على الأرض.
واشار الى أن هذا التطور يأتي بعد سلسلة من المتغيرات الإقليمية والدولية التي ساهمت في دفع الأطراف نحو هذا الاتفاق.
ويرى معروف أن هناك ثلاثة مشاهد رئيسية أسهمت في الوصول إلى هذه المرحلة:
المشهد الاول، تراجع محور المقاومة في المنطقة. وقال: إن الضربات التي وُجّهت إلى محور المقاومة في لبنان وسوريا وغيرها، وما صاحبها من تراجع واضح في قدرة هذا المحور على الصمود والبقاء.
وأضاف معروف: "المشهد الثاني هو تراجع قدرة حماس والفصائل الفلسطينية على مقاومة الهجمات الإسرائيلية، مع تقدم الجيش الإسرائيلي على الأرض وارتفاع وتيرة المجازر والدمار، إضافة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المتمثلة في ارتفاع البطالة والأسعار.
وتابع: أما المشهد الثالث فهو الصراع الفلسطيني الداخلي، مؤكداً أن استمرار الانقسام بين حماس والسلطة الفلسطينية، وفشل جهود المصالحة بين حركتي فتح وحماس، زاد من تعقيد المشهد الداخلي الفلسطيني.
تل أبيب تعتبر نفسها في موقع المنتصر
وأكد معروف أن الضغط الأمريكي، إلى جانب التقدم العسكري الإسرائيلي داخل القطاع، وحجم الدمار الكبير، دفع حماس إلى تقديم تنازلات ملحوظة عن مطالبها السابقة.
وأضاف: التقارب المحتمل بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، الذي يدعمه الأمريكيون، كان دافعًا إضافيًا لتل أبيب للقبول بوقف إطلاق النار، بالرغم من أنها لم تحقق كافة أهدافها الاستراتيجية، وعلى رأسها إجبار حماس على الاستسلام التام وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
ويرى معروف في ختام حديثه لـ"ے" أن تل أبيب تعتبر نفسها في موقع المنتصر، إذ إن الاتفاق المتوقع يعزز مكاسبها السياسية والعسكرية. ومع ذلك، شكك معروف في مدى التزام حكومة نتنياهو بالاتفاق، مؤكدًا أن سياسات نتنياهو تعتمد بالدرجة الأولى على استمرار الحروب وحملات الدمار لتحقيق أهداف إسرائيل الاستراتيجية.
إنجاز ملفات إقليمية ودولية قبل تسلم ترمب مهامه
بدوره، اعتبر المحلل المصري هاني الجمل أن "الساعة الرملية" تعد المؤشر الأهم في عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، مشيراً إلى تسارع القضايا الإقليمية والدولية لإنهائها قبل تسلم ترمب الرئاسة مجدداً.
وأوضح الجمل أن إرسال ترمب مبعوثاً خاصاً، على الرغم من عدم تقلده السلطة رسمياً، يعكس جديته في تحقيق تقدم في ملفات حساسة، بما في ذلك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ولفت إلى وجود مساعٍ إسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو لإنجاز اتفاقات قبل 20 يناير/ كانون الثاني المقبل، كهدية انتخابية لترمب، تتضمن خطوات مثل إبعاد بعض وزراء اليمين المتطرف وإجراء مفاوضات مكثفة بوساطة قطرية.
وقال: إن نتنياهو أوفد رئيس الشاباك والموساد إلى قطر لإنجاز هذه المهمة التي من الممكن أن تتم في العشرين من يناير القادم، لتكون الهدية التي قدمها نتنياهو لترمب خلال برنامجه الانتخابي. هذه الخطوة تسهم في الوصول إلى هدنة إنسانية على مراحل متعددة، ما يؤكد أن المنطقة العربية تدخل في إطار الملف الاقتصادي أولاً ثم السياسي.
وأشار إلى أن هذه الجهود تهدف إلى تحقيق هدنة إنسانية تتكون من عدة مراحل، تسهم في تحويل الأنظار نحو الملفات الاقتصادية والسياسية في المنطقة.
وقال الجمل: "إن موارد غزة، مثل الغاز والبترول، تجعلها محط أنظار الإدارة الأمريكية المقبلة، حيث يسعى ترمب لتعبيد الطريق نحو اتفاقات اقتصادية في المنطقة".
هل قبلت حماس شروطاً كانت ترفضها؟
وكشف الجمل أن تسريبات الاتفاق تضمنت قبول حماس ببعض الشروط التي كانت ترفضها سابقًا، ما سبّب مفاجأة للطرف الإسرائيلي وأثار تساؤلات حول مستقبل الصراع.
وقال: "من أبرز ما يلاحظ في التسريبات أن هناك قبولًا من حماس لبعض البنود التي كانت تتشدد فيها، ما شكل مفاجأة للطرف الإسرائيلي. وبالتالي، رسالة الوفد الإسرائيلي تحمل نوعًا من الإحراج للنظام السياسي الذي ينتمي إليه. إنجاز الصفقة يتواءم مع الرغبات الإقليمية والدولية لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة آلاف الفلسطينيين على مدار الأعوام الماضية".
وأضاف: "إن إسرائيل تسعى لوضع قواعد عسكرية جديدة في غزة لضمان السيطرة، ما قد يؤدي إلى تنافس بين السلطة الفلسطينية وقوى إقليمية على إدارة القطاع".
وأشار إلى احتمال وجود ترتيبات دولية أو إقليمية لإدارة المساعدات الإنسانية، مع تعقيدات تتعلق بقرار إسرائيلي وشيك يمنع التعامل مع وكالة الغوث "الأونروا".
وحذر الجمل من أن غياب بدائل واضحة للأونروا قد يؤدي إلى أزمة كبيرة، لا سيما فيما يتعلق بتوزيع المساعدات التي جرى التوافق على دخولها إلى غزة أثناء الهدنة الإنسانية.
وأكد الجمل أن نجاح هذه الجهود يتوقف على إرادة الأطراف الدولية والإقليمية، مشيرًا إلى دور الشركات الأمنية الأمريكية والقوى متعددة الجنسيات المحتمل في تنفيذ هذه المخططات. وختم الجمل بالقول إن الهدنة الإنسانية قد تمثل فرصة للتوافق، لكنها تحمل تفاصيل معقدة قد تؤخر تنفيذها.
خطوات حاسمة في الدوحة لإتمام صفقة التبادل
ويرى المحلل المختص في الشأن الإسرائيلي إسماعيل مسلماني أن المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة تشهد زخماً كبيراً وحضوراً وازناً من ممثلي الإدارة الأمريكية، سواء من فريق الرئيس الحالي جو بايدن أو المبعوثين المقربين من الرئيس السابق دونالد ترمب.
وأشار مسلماني إلى أن هذا الحضور يعكس جدية الأطراف الدولية والإقليمية في الدفع نحو التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى، خصوصاً مع إنهاء الفرق الفنية مناقشة تفاصيل المراحل الثلاثة للصفقة.
وأوضح مسلماني أن الصفقة تأخذ طابعاً سياسياً بامتياز، على عكس رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي حاول أن يُضفي عليها طابعاً أمنياً.
وأضاف: إن التطورات الميدانية والتحديات العسكرية التي تواجهها إسرائيل تدفع باتجاه تسريع عملية التبادل، خاصة في ظل الخسائر التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي على الأرض، ما يجعل الاستثمار السياسي لهذه الصفقة أمراً ضرورياً من وجهة النظر الإسرائيلية.
وأشار مسلماني إلى أن الصفقة تشمل مراحل تدريجية، حيث من المتوقع أن تبدأ بالإفراج عن 33 أسيراً إسرائيلياً مقابل نحو ألف أسير فلسطيني، مع التركيز على عودة أكبر عدد ممكن من الأسرى الأحياء. ومع ذلك، تعبر إسرائيل عن مخاوف جدية من احتمال أن تكون غالبية الأسرى في قبضة المقاومة قد لقوا حتفهم.
وأكد المحلل مسلماني أن الرئيس القادم دونالد ترمب يلعب دوراً مهماً في تسريع إتمام الصفقة قبل تنصيبه المتوقع للرئاسة في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري، خاصة أنه يعتبر غزة ملفاً سياسياً مهماً يمكن استثماره لتحقيق مكاسب دولية. من جهة أخرى، تسعى إدارة بايدن إلى عرقلة جهود ترمب عبر وضع عقبات سياسية وأمنية تهدف إلى تأخير إتمام الصفقة.
الصفقة تحمل أبعاداً استراتيجية تتجاوز حدود غزة
وأوضح مسلماني أن الصفقة تحمل أبعاداً استراتيجية تتجاوز حدود قطاع غزة، وتشمل ملفات إقليمية مثل تطبيع العلاقات مع السعودية، والضغط على المشروع النووي الإيراني، وتعزيز دور إسرائيل كقوة إقليمية.
وقال: "إن الصفقة جاهزة من الناحية الفنية، لكنها تحتاج إلى موافقة سياسية نهائية من الأطراف كافة. ومع تسارع وتيرة المفاوضات في الدوحة، من المتوقع أن يتم الإعلان عن المرحلة الأولى من الصفقة خلال أيام قليلة، لتشكل خطوة مهمة نحو تهدئة الأوضاع في قطاع غزة والمنطقة ككل".
وأضاف: "إن نتنياهو بدأ بمناقشات مع سموتريتش وبن غفير، اللذين يعارضان الصفقة. ومع ذلك، نجح نتنياهو في تحقيق أمرين: أولاً، تمكن من الحفاظ على استمرارية الحكومة رغم المخاوف، وثانيًا، أقنعهما بعدم تفكيك الحكومة".
وقال: "السؤال الذي يشغل الإسرائيليين الآن هو: هل يخشى ترمب أم أن نتنياهو يتخوف من ترمب أكثر من سموتريتش وبن غفير؟ هنا تكمن المعضلة الحقيقية. بمعنى، هل سيقدم سموتريتش وبن غفير على تفكيك الحكومة؟ من الواضح أن نتنياهو وعدهما بالكثير، مشيراً إلى وعود وهدايا من ترمب، تشمل الاستيطان، التطبيع مع السعودية، والملف الإيراني".
أما بخصوص السيناريوهات المحتملة، فقال مسلماني: هي متعددة، والأمور قد تعود إلى ما كانت عليه، ما يجعل قضايا إعادة الإعمار والإيواء في قطاع غزة الشغل الشاغل، إلى جانب الترتيبات الأمنية والسياسية لاستلام القطاع.
وأشار إلى أن هناك تفاهمات جارية حول لجنة الإسناد التي تقوم بالإعداد والترتيب في قطاع غزة. الأمور تتجه نحو الانفتاح، على أمل أن تكون ذلك بداية للخروج من النفق.
وأكد مسلماني أن الحديث الآن يدور حول اجتماع دولي يُتوقع عقده في شهر حزيران المقبل، بجهود سعودية وفرنسية، من أجل إقامة دولة فلسطينية، مع إشارات إلى أن لغة الحرب قد تنتهي هذا العام في المنطقة الإقليمية.
دلالات
الأكثر تعليقاً
دروس "الطوفان" وارتداداته(2) السياسي يربك الثقافي
ارتفاع حصيلة قتلى حرائق لوس أنجلوس إلى 11 شخصا
غضب واسع من فشل احتواء حرائق لوس أنجليس
الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين
مقتل 4 جنود إسرائيليين جراء تفجير لغم شمال قطاع غزة
نذر فوضى عالمية...سموتريتش وترمب.. تلاقح الأفكار والخرائط
جحيم ترمب!
الأكثر قراءة
الأمم المتحدة: الاحتلال يواصل الحد من وصول المساعدات الحيوية لشمال غزة
دروس "الطوفان" وارتداداته(2) السياسي يربك الثقافي
الاحتلال سيستخدم عوائد الضرائب الفلسطينية لسداد ديون شركة الكهرباء
أسر رهائن إسرائيليين في غزة يوجهون انتقادات حادة لوزير المالية
الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين
مصادر منخرطة في المفاوضات تكشف لـ"القدس" تفاصيل الاتفاق الذي سيعلن اليوم
ترمب و"تسوية الحدّ الأدنى" للقضية الفلسطينية: قراءة استشرافية (الحلقة الثالثة والأخيرة)
أسعار العملات
الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.78
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%59
%41
(مجموع المصوتين 412)
شارك برأيك
مبعوث ترمب سرّع في تجاوز العقبات.. لحظات حاسمة!