Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

منوعات

الأحد 12 يناير 2025 11:06 صباحًا - بتوقيت القدس

شركة "نوفو نورديسك" أصبحت تساوي الاقتصاد الدنماركيّ بأكمله بسبب علاج السمنة

وكالات

كشفت دراسة جديدة عن الارتفاع الكبير في معدّلات السمنة على مستوى الولايات المتّحدة منذ عام 1990. وحسب الدراسة، يعاني ما يقرب من "ثلاثة أرباع" البالغين في الولايات المتّحدة من زيادة الوزن أو السمنة. وتحمل النتائج آثارًا واسعة النطاق على صحّة البشر وتكاليف الرعاية الطبّيّة حيث يواجه القطاع الصحّيّ عبئًا متزايدًا من الأمراض المرتبطة بالوزن.


وكشفت الدراسة، الّتي نشرت مؤخّرًا في مجلّة "لانسيت" The Lancet عن الارتفاع المذهل في معدّلات السمنة على المستوى العالميّ وخاصّة في الولايات المتّحدة منذ عام 1990، في ذلك الوقت كان أكثر من نصف البالغين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وتوضّح كيف أصبح المزيد من الناس يعانون من زيادة الوزن أو السمنة في سنّ أصغر مقارنة بالماضي. ويمكن أن تزيد كلتا الحالتين، زيادة الوزن أو السمنة، من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكّريّ وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وتقصير متوسّط العمر المتوقّع للشخص.


وعمل مؤلّفو الدراسة على توثيق الزيادات في معدّلات الوزن والسمنة عبر الأعمار. ويشير المؤلّفون إلى شعورهم "بالفزع" بشكل خاصّ من الارتفاع الحادّ في الوزن بين الأطفال، حيث يعاني أكثر من واحد من كلّ ثلاثة أطفال الآن من زيادة الوزن أو السمنة. ويتوقّع الباحثون أن يستمرّ ارتفاع عدد الأشخاص الّذين يعانون زيادة الوزن والسمنة، ليصل إلى ما يقرب من 260 مليون شخص في عام 2050، في غياب التدخّل المباشر للحدّ من تلك الكارثة الصحّيّة.


وقالت ماري نج، الأستاذة المساعدة في معهد الأرقم الصحّيّة والتقييم في كلّيّة الطبّ بجامعة واشنطن، والمؤلّفة المشاركة في الورقة البحثيّة "أعتبر هذا وباء"، في إشارة إلى السمنة المنتشرة في العالم. وكتبت الدكتورة نج وزملاؤها المشاركون أنّ السياسات الحاليّة فشلت في القيام بما يكفي لمعالجة الأزمة، مضيفة أنّ "الإصلاح الجذريّ" مطلوب لمنع تفاقمها.


من جهتها، قالت الدكتورة سارّة أرمسترونج، أستاذة طبّ الأطفال وعلوم الصحّة في جامعة ديوك، في تعليق على نتائج الدراسة "سوف يتطلّب الأمر المزيد من الاهتمام والاستثمار أكثر من الجهود المبذولة حاليًّا لحلّ المشكلة".


والعدد يتزايد بالنسبة للأطفال والمراهقين أيضًا. ووجدت الدراسة أنّ عدد الأطفال الّذين يعانون السمنة يفوق عدد الأطفال الّذين يعانون نقص الوزن في ثلثي البلدان الّتي شملتها الدراسة!


الحلّ عند نوفو نورديسك


يتّفق العلماء والأطبّاء على الآثار الخطيرة لزيادة الوزن والسمنة، تبدأ المشاكل بأمراض القلب والسكّريّ والسرطان، بالإضافة إلى الصعوبات النفسيّة والاجتماعيّة الّتي يتعرّض لها المصابون بالسمنة، بصرف النظر عن العمر أو الجنس. ويشير الأطبّاء حديثًا انّ هناك بالفعل مجموعة من الأدوية المكتشفة حديثًا، والّتي بإمكانها أن تعمل كمضادّ للسمنة، بما في ذلك ويجوفي ومونجارو.


ويعتبر دواء "ويجوفي" Wegovy، سيماجلوتيد semaglutide ودواء "مونجارو" Mounjaro تيرزيباتيد tirzepatide عبارة عن أدوية للسمنة تعطى للمرضى عن طريق الحقن. ويوصف دواء ويجوفي لفقدان الوزن، أمّا دواء موجارو، فقد تمّت الموافقة عليه لعلاج مرض السكّريّ من النوع الثاني، ولكنّ الأطبّاء قد يصفونه أحيانًا، بشكل مختلف عن الاستخدام الأساسيّ للدواء، لفقدان الوزن.


قصص النجاح في كلّ مكان على الإنترنت وعلى شبكات التواصل الاجتماعيّ، من مواقع مثل ريديت إلى تيك توك. وشهدت شركة "نوفو نورديسك" Novo Nordisk، الشركة الدنماركيّة المطوّرة والمصنّعة لاثنين من أكثر الأدوية شعبيّة في العام 2024، ارتفاعًا كبيرًا في الأرباح، بينما واجهت الصيدليّات صعوبة في الاحتفاظ بالأدوية في المخزون لكثرة الطلب عليها!


وتعدّ الشركة حاليًّا مسؤولة عن نموّ اقتصاديّ كبير في البلاد، وبينما لا تخلو الدنمارك من الشركات العالميّة والكبيرة، فإنّ تأثير نوفو نورديسك على الإحصاءات الاقتصاديّة فريد من نوعه، كما يقول خبراء الاقتصاد. فبعد مائة عام من الوجود "الهادئ نسبيًّا" كشركة مصنّعة لأدوية مرض السكّريّ، نمت شركة نوفو نورديسك الدنماركيّة فجأة إلى الحدّ الّذي جعلها تعيد تشكيل الاقتصاد الدنماركيّ! والسبب بسيط، عقارا أوزيمبيك وويغوفي، وهما عقاران تنتجهما شركة نوفو نورديسك وتمّ الإعلان عنهما باعتبارهما ثوريّين في مجال السمنة.


ويشير خبراء الاقتصاد إنّ النجاح الهائل الّذي حقّقته الشركة الآن يفسّر تقريبًا كلّ النموّ الاقتصاديّ الأخير في الدنمارك، كما أنّ الارتفاع في مبيعات الأدوية في الخارج يدفع البنك المركزيّ الدنماركيّ إلى إبقاء أسعار الفائدة أقلّ ممّا كانت لتفعل لولا مبيعات الدواء. في الأسابيع القليلة الماضية، تجاوزت القيمة السوقيّة لشركة نوفو نورديسك حجم الاقتصاد الدنماركيّ. وقد دفعت تلك المبيعات الهائلة أسهم الشركة للارتفاع لتصبح ثاني أكبر شركة مساهمة عامّة في أوروبا من ناحية القيمة السوقيّة، بعد مجموعة السلع الفاخرة العملاقة LVMH المالكة لماركات مثل "لوي فوتون".


كيف يعمل الدواء


يشير الخبراء إلى أنّ تلك الأدوية تساعد الأشخاص على إنقاص الوزن عن طريق "قمع شهيّتهم". وعلى الرغم من أنّ الأدوية تمّ تطوير معظمها في الأصل لعلاج مرض السكّريّ من النوع 2، وهو حالة شائعة تؤدّي إلى ارتفاع شديد في مستوى السكّر "الجلوكوز" في الدم، وتعرف تلك الحالة بأنّها مرض مزمن يستمرّ مدى الحياة ويؤثّر على الحياة اليوميّة، وبالتّالي قد يحتاج المصاب به إلى تغيير النظام الغذائيّ وتناول الأدوية وإجراء فحوصات منتظمة.


ولكن في حزيران/يونيو 2021، أصبح دواء ويجوفي أوّل دواء تمّت الموافقة عليه لإدارة وإنقاص الوزن منذ عام 2014. ولعلّ المثير للاهتمام في هذا العقار بشكل خاصّ هو أنّه يعالج المشكلة من الجذور، ويمنعها من الحدوث. هنا، لا يصل المريض الى حالة السمنة وعندها تبدأ المحاولات لإنقاص الوزن، فيحاكي سيماجلوتيد، وهو المكوّن النشط في كلّ من ويجوفي وأوزمبيك، هرمون تفرزه الأمعاء بعد تناول الطعام، ممّا يجعلك تشعر بالشبع، وبالتالي يعمل على الحدّ من الإفراط في تناول الطعام.


ويحقن المرضى بالدواء مرّة واحدة في الأسبوع في المنزل أو في العيادة، وتشير الدراسات إلى أنّه يمكن أن يفقدوا حوالي 12٪ إلى 15٪ من وزن الجسم، ولكن تشير الدراسات أيضًا أنّ بعضًا من المرضى يصلون إلى مرحلة الـ "بلاتوه" Plateau وتعني توقّف خسارة الوزن والثبات عند وزن معيّن، على الرغم من الاستمرار في الحمية الغذائيّة أو أخذ الدواء.


على الجانب الآخر، يشير الخبراء إلى أنّ هذه الأدوية ليست مثاليّة، اذ تشمل الآثار الجانبيّة الشائعة الغثيان والإسهال والقيء. ويجب على العديد من المرضى الاستمرار في تناول الأدوية مدى الحياة للحفاظ على الوزن، ولا تزال التأثيرات طويلة المدى لهذه العلاجات غير معروفة.


أمّا بالنسبة للتكاليف، فإنّ تلك الأدوية ليست بالزهيدة، بل تعتبر باهظة الثمن، حيث تصل التكاليف أحيانًا إلى أكثر من 1000 دولار أميركيّ شهريًّا، والخبر الاسوء أنّ معظم شركات التأمين لا تغطّي ذلك النوع من الأدوية، خاصّة إذا كان استخدامها لغايات إنقاص الوزن وليس السكّريّ. ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أنّ هذه الأدوية تخفّف من أعراض أمراض قصور القلب، فبالتالي يمكن أن تعمل على تحسين صحّة ملايين الأشخاص.


حمّى تلك الأدوية لم تتوقّف عند الشركة الدنماركيّة، إذ تعمل عشرات الشركات الآن على تطوير إصدارات جديدة من هذه الأدوية لإنقاص الوزن، وبعضها يمكن تناوله عن طريق الفم. في نوفمبر/تشرين الثاني، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركيّة على عقار "زيباوند" لعلاج مرض السكّريّ من إنتاج شركة "إيلي ليلي" لعلاج السمنة. ويوجد حاليًّا نحو 70 علاج جديد للسمنة قيد التطوير، ينتظر ستّة منها على الأقلّ المراجعة التنظيميّة وموافقات إدارة الغذاء والدواء الأميركيّة.


ويشير الخبراء أنّه من المتوقّع أن نرى، في العام المقبل، المزيد من الشركات تدخل المراحل النهائيّة من التجارب وتسعى للحصول على الموافقة مع ارتفاع الطلب بشكل جنونيّ.


جراحة السمنة


تأتي تلك الأدوية في وقت تشهد فيه جراحة علاج السمنة نموًّا يزيد عن عشرة أضعاف في جميع أنحاء العالم خلال العشرين عامًا الماضية، حسب مسح أجراه الاتّحاد الدوليّ لجراحة السمنة والاضطرابات الأيضيّة IFSO، وبالرغم من تأكيد الأطبّاء والدراسات على جدوى العمليّات الجراحيّة لإنقاص الوزن مقابل أيّ علاج آخر، وعلى المستويات العالية من الأمان، إذ يشير الدكتور جوستافو بيلو، جراح السمنة الأميركيّ، إنّ جراحة إنقاص الوزن فعّالة بنسبة 80% تقريبًا. وعندما تفشل، فإنّ السبب في أغلب الأحيان هو عودة المريض إلى عاداته الغذائيّة القديمة.


إلّا أنّ لتلك العمليّات أضرار جانبيّة ليست بالسهلة مثل الارتجاع المرّيئيّ واتّساع المرئ وعدم القدرة على تناول بعض الأطعمة وأضرار جانبيّة دائمة مثل الغثيان والقيء المزمن، بالإضافة إلى تكاليفها الّتي قد تكون مرتفعة في بعض البلدان وعدم وجود قوانين ناظمة واضحة لذلك النوع من العمليّات في بعض البلدان منها الشرق الأوسط.



عالميًّا، تأتي تركيّا في المركز الأوّل في أوروبا لتكون عاصمة السمنة في القارّة العجوز حيث سجّلت النساء معدّل 43%، أمّا بالنسبة للرجال، فجاءت رومانيا في المركز الأوّل بنسبة 38%. وجاء النساء والرجال الفرنسيّون في المركز الأوّل على مقياس "النحافة" في أوروبا، إذ يعاني 10% منهم فقط من السمنة المفرطة.


وتصدّرت مصر قائمة الدول العربيّة الّتي تعاني من السمنة بنسبة 59% تلتها قطر والكويت والعراق والسعوديّة. أمّا في بلاد الشام تأتي فلسطين في المرتبة الأولى بنسبة 47.2% تليها الأردنّ ثمّ سوريا ولبنان بنسب متقاربة. وتصدّرت ليبيا بلاد المغرب العربيّ وشمال أفريقيا بنسبة 47.7%. وتذيّلت القائمة كلّ من اليمن وجيبوتي بنسبة 17.7% و 16.9% على التوالي.

دلالات

شارك برأيك

شركة "نوفو نورديسك" أصبحت تساوي الاقتصاد الدنماركيّ بأكمله بسبب علاج السمنة

المزيد في منوعات

أسعار العملات

الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.77

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%59

%41

(مجموع المصوتين 399)