Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 29 ديسمبر 2024 3:05 مساءً - بتوقيت القدس

٢٠٢٥ بأية حال…؟ عام جديد يرث الحروب والويلات والنكبات

رام الله - خاص ب "القدس" دوت كوم

د. رفعت سيد أحمد: ٢٠٢٥ سيحمل تطورات وأحداثاً كبيرة على المستويين الإقليمي والفلسطيني امتدادا لأزمات العام السابق

د.طلال أبو عفيفة: الاحتلال سيظل في معظم أراضي القطاع والحرب ستستمر في الضفة بكافة وسائل القتل والاستيطان

د. محمد بو طالب: "الشرق الأوسط الجديد" سيُفرض بالقوة الغاشمة وعلى حساب دماء أكثر من 50 ألف فلسطيني في غزة

سامي مشعشع: ٢٠٢٥ سيكون عاماً مظلماً وصعباً على الأونروا وعلى اللاجئين وفيه يتقرر مصير حق عودتنا

محمود منى: العام المقبل سيشهد تحديات أوسع خصوصاً بعد تولي الرئيس ترمب سدة الحكم في الدولة الاستعمارية الأكبر والأقوى

محمد زهدي شاهين: الأمور في المنطقة تسير من سيئ إلى أسوأ والعام الجديد امتداد لما مضى من نكبات وحروب


يومان فقط وتغرب شمس العام ٢٠٢٤ بكل ما حمل من آلام وكوارث ومآس بسبب حرب الإبادة التي تواصلها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أربعة عشر شهرا، ووسعت نطاقها لتشمل مناطق أخرى، في مقدمتها الضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن، ما أوقع عشرات آلاف الضحايا وأضعاف أضعافهم من الجرحى، ودمارا مهولاً وغير مسبوق في البيوت والمباني والبنى التحتية والمدارس والمشافي والجامعات والشوارع، وغيرها.

فكيف سيكون عليه الحال في العام الجديد؟ فهل سيكون امتداداً لما سبقه أم سيحمل بوادر انفراج وخلال لشعوب هذه المنطقة وخاصة الشعب الفلسطيني في ظل الكوارث التي ألمت بهم بفعل آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة من الدول الغربية الاستعمارية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي تنتظر دخول رئيسها الجديد دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني/ يناير المقبل.

كتاب ومحللون تحدثوا لـ"القدس" أبدوا تشاؤمنا كبيرا مما سيحمله العام الجديد، مؤكدين أن لا شيء يبشر بأن القادم سيكون أفضل، في ظل استمرار حرب الإبادة والتجويع والتشريع في قطاع غزة، واستمرار المجتمع الدولي في صمته المريب إزاء الفظائع الإسرائيلية.



استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة


وتوقع الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث في القاهرة، أن العام الجديد 2025 سيحمل تطورات وأحداثًا كبيرة على المستويين الإقليمي والفلسطيني، متأثرة بامتداد الأزمات التي شهدها العام السابق.

وقال أحمد: إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ستستمر بعد تولي الرئيس الأمريكي ترمب الحكم، متوقعًا أن تتوقف هذه الحرب لاحقًا، ولكن فقط بعد أن يكون الاحتلال قد دمّر القطاع بشكل شبه كامل. 

وأضاف: "إن الفلسطينيين سيحتاجون لإعادة بناء ذاكرتهم الوطنية، في ظل ضياع الجغرافيا والتاريخ بفعل الدمار الإسرائيلي.

وأشار أحمد إلى أن الحروب الأهلية في سوريا ستشتعل بين الفصائل المتعارضة، التي تسعى للسلطة والغنائم على حساب مستقبل الوطن. 

وتوقع أن تتحول سوريا إلى عدة دول ومجموعات متنازعة، بينما تستمر الأطماع القطرية والتركية في موارد البلاد، خصوصًا الغاز السوري وحلب.

وفيما يتعلق بإيران، توقع أن تنحسر السياسة الإيرانية إلى الداخل، حيث ستتبنى البلاد نهجًا يعتمد على الاحتواء والتقارب مع الولايات المتحدة. 

أمكانية مواجهة بين إسرائيل وإيران


وأشار إلى إمكانية حدوث مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران، قد تشمل استهداف المفاعلات النووية الإيرانية، ما قد يؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة.

وأكد احمد أن المنطقة العربية ستنكفئ على نفسها، حيث ستشهد الدول أزمات اقتصادية عميقة وتفاوتًا اقتصاديًا متزايدًا داخلها. 

ورجّح أن تشهد بعض الدول العربية تحولات سياسية داخلية، بينما تستمر الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالتأزم.

وختم سيد أحمد رؤيته لعام 2025 بالإشارة إلى أن المنطقة بأكملها قد تواجه أوضاعًا معقدة، حيث ستغلب الحروب الأهلية والصراعات على الغنائم على المشهد، وسط غياب واضح للمشاريع الوطنية الكبرى أو التحركات الإقليمية المؤثرة.



٢٠٢٤ عام مليء بالكوارث والنكبات



بدوره، قال عضو الأمانة العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين د.طلال أبو عفيفة إنه بمناسبة العام الجديد ٢٠٢٥ كلنا أمل أن يكون عاماً افضل من العام ٢٠٢٤ الذي كان مليئاً بالكوارث والنكبات والقتل والإبادة الجماعية لشعبنا في قطاع غزة وتدمير الحجر والشجر وكل أركان الحياة، بالإضافة إلى الحرب الروسية الأكرانية.

وأضاف: شخصياً لست متفائلاً بهذا العام الجديد، ربما ستخف وطأة الإبادة الجماعية في القطاع، إلا أن الاحتلال سيظل في معظم أراضي القطاع ويستمر الحصار .

ورأى أبو عفيفة  أن الحرب ستستمر على شعبنا في الضفة الغربية بكافة وسائل القتل والاستيطان في ضوء ما يخطط له اليمين الإسرائيلي وخاصة الثنائي المتطرف بن غفير وسموتريتش بزيادة الاستيطان وزيادة عدد المستوطنين، وبضم الضف  الغربية إلى إسرائيل باعتبار أن الضفة الغربية هي "يهودا والسامرة"، أو على الأقل ضم أراضي ( ب ، ج ). وهذا سيؤدي إلى زيادة الهجمة والاعتداءات  ومزيد من المضايقات والإجراءات وارتكاب الجرائم .


ما جرى في سوريا لا يبشر بالخير


وأضاف: أما عربيا، فإن ما جرى في سوريا لا يبشر بالخير فقد احتل الجيش الاسرائيلي مزيداً من الأرض السورية، والصراع الطائفي على الأبواب والقتل والدمار آت لا محالة، كما جرى في العراق بعد إسقاط نظام  صدام، حيث قتل لا يقل عن مليون عراقي أغلبهم من السنة بالإضافة إلى لبنان المرشح أيضاً أن يتم إشغاله بحرب طائفية بعد إضعاف حزب الله ومقتل كبار قادته خلال الحرب الأخيرة. 

وتابع: اعتقد أن العراق سيشهد مزيداً من الصراع الطائفي والحصار إن لم يعترف بإسرائيل، ولا استبعد بحرب بين سوريا والعراق لإشغالهما بحرب طائفية بتخطيط، وتحريك الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض أنظمة الخنوع في العالم العربي، كما أشغلوا العراق وإيران في الثمانينيات من القرن الماضي بحرب دموية استمرت ٨  سنوات، حصدت من كل طرف لا يقل عن  مليون قتيل .

وختم أبو عفيفة بالقول: "للأسف، حال العالم العربي منذ عشرات السنوات في أسوأ حالاته لارتباط معظم الأنظمة فيه بإرادتها أو رغماً عنها بالولايات المتحدة، وتقوم بما تؤمر به حتى على دمار أوطانها  وشعوبها".



2024 علامة فارقة في تاريخ المجازر وحروب الإبادة



من جانبه، قال الكاتب والمحلل في علم الاجتماع السياسي، د. محمد نجيب بو طالب من تونس، إن عام 2024 سيمثّل علامة فارقة في تاريخ المجازر وحروب الإبادة، حيث شهد العالم جرائم بشعة ضد الإنسانية، خاصة في فلسطين.

 وأوضح بو طالب أن هذا العام سيكون شاهدًا على تزايد بشاعة الإنسان ضد الإنسان، وانكشاف زيف ونفاق منظومات الأخلاق الغربية وتناقضاتها.

وأكد بو طالب أن العام الجديد سيحمل ارتدادات العام المنصرم، حيث ستظهر نتائج الدمار وتوسُّع الاحتلال الإسرائيلي. 

وتوقع أن يشهد العالم تنفيذ مشاريع خطيرة، أبرزها مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، الذي يُفرض بالقوة الغاشمة وعلى حساب دماء أكثر من خمسين ألف فلسطيني في غزة، إضافة إلى آلاف الضحايا في لبنان وسوريا والعراق واليمن.

وأشار إلى أن عام 2025 قد يكون بمثابة "نكبة ثانية"، في ظل غياب القدرة على تأسيس منظمات دولية جديدة لإدانة الجرائم، أو تشكيل جبهات للصمود والتصدي. 

وقال بو طالب "إن المناخ الحالي يتسم بالتهديد السياسي والبلطجة العسكرية، حيث تُحدد المعادلة لصالح "من يدفع أكثر".

وحذر من أن العالم العربي يعيش مرحلة "الهروب الفردي" والانقسامات، مشيرًا إلى احتمالية تفكك الجامعة العربية واستبدالها بهياكل جديدة تُسيطر عليها قوى تجارية وتجار السلاح. 

وأكد بو طالب أن هذه التحولات يقودها التطرف الإسرائيلي المنفلت من أي ضوابط أخلاقية أو إنسانية.



إسرائيل ستعمل على إنهاء ملفي القدس واللاجئين

وقال الخبير في شؤون وكالة الغوث الأونروا سامي مشعشع إن الهدف غير المعلن لإسرائيل مع اندلاع حرب الإبادة قبل عام ويزيد، والأكثر خطورة من منظور استراتيجي، هو الانتهاء من محورين أساسيين ضمن ما سمي "قضايا الحل النهائي" وتحديداً ملفي القدس واللاجئين. 

وأشار إلى أن الخطط كانت جاهزة منذ سنوات، وحرب الإبادة أعطت الكيان المسوغ لدحرجة الخطة لتثبيت "وحدانية" القدس عبر طرد الأونروا من المدينة، وإن ملف اللاجئين يتم القضاء عليه عبر التهجير والتوطين والقتل والتعويض، وليس عبر تنفيذ حق العودة للاجئين إلى أراضيهم، ومدنهم وقراهم، ولا حتى عودة لمناطق نفوذ السلطة الفلسطينية والتي تنكمش مساحة وسلطة يوما بعد يوم.

وأكد مشعشع أنه بعد عام ويزيد حقق الكيان نجاحات مهمة فيما يخص هدفه الاستراتيجي إذ نجح في ترسيم الأونروا كشيطان رجيم، كراعية وداعمة "للإرهاب"، وأنها تضم "مخربين".

وقال: لقد استطاع الكيان عبر تدمير وتخريب منشآت ومراكز الأونروا في القطاع، وتدمير البنى التحتية لكافة مخيمات اللاجئين، وقتل أكثر من ٢٦٠ موظفاً لديها، وإلصاق تهم الإرهاب بحق عدد من موظفيها وأن لا مكان لها مستقبلاً، وأنها حجر عثرة يجب أن تتم ازالته.

ولفت إلى أن العام ٢٠٢٥ سيرى تطورات خطيرة على ملف الأونروا واللاجئين، ومنها: ضبابية وضع ومستقبل اللاجئ الفلسطيني في سوريا، وهل سيتم استهدافه كما حصل مع اللاجئ الفلسطيني بعد سقوط بغداد وليبيا مثلاً؟ هل سيعاد فتح ملف الوجود الفلسطيني في لبنان وفزاعة التوطين خدمةً لأهداف جعجع وغيره من الشخصيات والأحزاب اللبنانية؟ 


مخاوف من تهجير فلسطينيين من الضفة إلى الأردن


وأضاف: يترافق مع هذا ارتفاع وتيرة التصريحات والتصورات (والخطط) الإسرائيلية بنقل (تهجير) اعداد من سكان الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية، وفتح ملف توطين اللاجئ الفلسطيني في الأردن توطينا ً ناجزاً وفعلياً بدون أية إمكانية لممارسة حق العودة (أو حتى لم الشمل). 

وأكد مشعشع أن العام المقبل سيشهد الانتقال الكامل لكافة مكاتب رئاسة الأونروا من مقرها في الشيخ جراح إلى الأردن. وستتم إعادة تموضع إدارة عمليات إقليم الضفة الغربية من القدس وشطرها لثلاثة مقار إدارة وإشراف واحد في الجنوب، والثاني في شمال الضفة والثالث في وسطها. 

ولفت إلى أنه سيتم العام المقبل إما الاستيلاء على مقرّ الرئاسة بالكامل أو منع الوصول إليه واستخدامه لأغراض الأونروا وسيبقى الحظر على دخول المفوض العام، وكبار العاملين، ومنع موظفي الأونروا في القدس من حملة الهويات الخضراء من دخول المدينة فاعلًا. 

ورأى أن التخوف الأكبر هو أن مدارس الأونروا في مخيم شعفاط داخل حدود القدس سيتم إغلاقها مع هجرة أعداد كبيرة من الطلبة لمدارس أخرى، والجهد المبذول من بلدية الاحتلال لحثهم التسجيل في مدارسها. 

وأوضح أن مخيم شعفاط ومركز التدريب المهني بمساحاته الشاسعة قرب مخيم قلنديا سيكونان مستهدفان خلال الأشهر القادمة على وجه الخصوص (ومركز التدريب المهني يتمتع بموقع حساس كونه ملاصقاً لمطار القدس المزمع أن تتم إقامة مستوطنة جديدة عليه). 


طرد الأونروا من القدس وتفكيكها في الضفة


واضاف: في العام المقبل سيتم طردها من القدس ودحرجة إضعافها وتفكيكها في الضفة، مع تقدم خطة سموتيريتش في إحكام السيطرة على الضفة الغربية في العام المقبل، وزرع بذرة التهجير والتوطين لأكبر عدد ممكن من اللاجئين، وإلغاء صفة ومسمى "المخيم" و "اللاجيء" من قاموسنا. 

وأكد مشعشع أن العام المقبل لن يكون هناك أي دور للأونروا في عملية إعادة البناء في غزة، وهي المؤسسة التي لعبت الدور الأساس في عمليات إعادة البناء بعد الحروب السابقة على القطاع. 

واضاف: العام المقبل سيتم العمل على تطبيق ٥٠ توصية خرجت بها اللجنة المستقلة والتي شكلها الأمين العام للأمم المتحدة (لجنة كولونا)، والتي ستتدخل بكل تفاصيل عمل الأونروا، وتزيد الاشتراطات والتقييدات على عملها وعلى مناهجها التعليمية، وحيادية موظفيها، وتهميش مكانة ودور اتحادات عاملي الاونروا. 

وقال: سيفرض على الأونروا شركاء دوليون ومحليون لاقتسام المهام ولضرب ولاية الأونروا، وإضعاف دورها التمثيلي للاجئين إن جازالتعبير. العام المقبل لن يتم خلاله إرجاع الدعم الأمريكي للأونروا، ولا حتى التبرع السويدي، وستتعاظم أزمة الأونروا المالية، وستتراجع خدمات الأونروا كماً ونوعاً، وهذا سيزيد من مستويات الفقر والفقر المدقع بين صفوف اللاجئين.

وأكد مشعشع في نهاية حديثه لـ "القدس" أن العام المقبل سيكون عاماً مظلماً وصعباً على الأونروا وعلى اللاجئين، وعاماً يتقرر فيه مصير حق عودتنا.



ثلاثة محاور رئيسية تنبئ بما سيحمله العام 2025


وقال الكاتب والناشط الثقافي المقدسي محمود منى إنه مع انطواء الصفحات الأخيرة لهذا العام الأليم وبدء فصل جديد من فصول حياتنا وتاريخ المنطقة، لا بد من الوقوف على ثلاثة محاور رئيسية لمحاولة فهم ما حدث، ولربما توقع ما قد تؤول إليه المنطقة في العام القادم.

وأشار إلى أن استمرار الحرب والإبادة على قطاع غزة وسكانه للعام الثاني، واستمرار الدول الغربية في اتخاذ موقف الحياد تارة والدعم تارة أخرى، يؤكد على استمرار وجود آفة العنصرية والمضي قدمًا في رؤية الآخر غير الأوروبي بنظرة دونية.

وأكد منى أن الأعمال المشينة التي تحصل يوميًا في غزة تتنافى كليًا مع القوانين الوضعية التي وضعها الغرب بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، ولكن عدم تطبيقها في غزة هو دليل ساطع على نمو الأسلوب الاستشراقي في معاملة كل ما هو ليس غربيًا، كما كتب وحذر الأكاديمي الفلسطيني المعروف إدوارد سعيد قبل خمس وأربعين عامًا.

وأضاف: لا شك أن عداء الإسلام تصاعد في السنين الماضية، وتم توصيف المسلمين والإسلام بالعنف والإرهاب، ولذلك كان من المنظور الغربي ممكنًا استثناء تطبيق القانون الدولي والقانون الإنساني في الحرب على قطاع غزة. وهنا أيضًا يمكن فهم لماذا قامت دولة جنوب أفريقيا بالدفاع عن الحق الفلسطيني في محكمة الجنايات الدولية - ومع أنها استخدمت محاكم وقوانين غربية، إلا أن الدول الغربية كانت أول من وقف في وجه هذه المرافعة في لحظة تاريخية كاشفة.

ورأى منى أن العام القادم سيشهد تحديات أوسع في هذا السياق، وخصوصًا بعد تولي الرئيس ترمب سدة الحكم في الدولة الاستعمارية الأكبر والأقوى. وربما سنسمع المزيد من العداء والاستعلاء على كل ما قد يمثل الإسلام والشرق في محاولة لتطبيع وتشريع هذه السردية.

وأضاف: لذلك يجب علينا محاربة هذا الفكر الاستعماري والاستبدادي، ونسج خيوط جديدة وتحالفات مثمرة مع دول الجنوب الناشئة بقوة، والتي كانت - وبعضها ما يزال - ضحية لاستغلال وعنصرية الغرب. يجب توسيع فهمنا للعالم بمساحة أكبر وأشمل من رؤية الدول الغربية باعتبارها الممثل الوحيد للرأي العالمي أو العالم.


مخاوف من تكرار نموذج ليبيا في سوريا


أما في المحور العربي والإقليمي، أشار منى إلى أن الواقع الجديد في سوريا، وربما في لبنان أيضًا، يدمج بين الشعور الغريب بالألم والأمل معًا، ولعلها لحظة استذكار لكاتبنا الفلسطيني إميل حبيبي في تعبيره "المتشائل". وقال: نأمل ونصلي ألا يُقسم ما هو مُقسم أصلًا، وألا تؤدي الأحداث الحالية إلى المزيد من القتل والخراب كما حصل في ليبيا، أو كما حصل في مصر.

وأضاف: لعل السيناريو الأقرب هو نظام قمعي بغطاء ديمقراطي كما في تونس. ولكن علينا أن نتذكر أنه في خضم التغيرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، قد تنشأ بشكل مفاجئ وغير محسوب مسبقًا بعض الفرص الصغيرة التي يمكن البناء عليها واستغلالها لما هو أفضل.

وأوضح أن القرب الجغرافي لسوريا ولبنان من فلسطين التاريخية يجعل من التغيير الحالي هاجسًا لنا، ولكن يجب علينا أيضًا التمسك بمبادئ الحرية والعدالة ومؤازرة الشعبين السوري واللبناني في لحظة تاريخية فارقة ربما تحقق لهم الحرية المنشودة.

وشدد منى على أنه لا يمكن سلخ القضية الفلسطينية من سياقها العربي والإسلامي، ولذلك ستبقى الشعوب العربية داعمة دعمًا كاملًا للقضية الفلسطينية وحقوقنا في الحرية وتحقيق المصير.

وحذر من أنه مع تقدم أشهر العام القادم، يجب تجنب سياق المساومة والمقايضة بين حرية الشعب الفلسطيني والشعب السوري؛ بالضرورة، دعم حقوق أحدهما هو دعم للآخر، وحرية الأول مرتبطة هيكليًا وسياسيًا واجتماعيًا بحرية الآخر.


ترميم البيت الفلسطيني وبناء برنامج تحرري


أما المحور الأخير، وفق منى، وهو الأهم، فهو المحور الداخلي الفلسطيني. وقال: لن أعيد تكرار أهمية ترميم البيت الداخلي وبناء برنامج سياسي تحرري واضح.

وأضاف : من الضروري مراجعة بعض المفاهيم الأساسية التي ترتبط ارتباطًا عضويًا بالحركة السياسية الفلسطينية، ودراستها من منظور فلسطيني خالص، وخصوصًا في هذه المرحلة. لافتًا إلى أن من أهم هذه المفاهيم هو مفهوم الحرية وتحقيق المصير، وارتباطهما (أو عدمه) بمفهوم الدولة الوطنية والمواطنة. كذلك مفهوم أحقية التحرر والمقاومة وأشكالها مع الحفاظ على شرعية النضال ذي الأرضية الأخلاقية العالية.

وقال منى: يبقى السؤال المفتوح حول إمكانية إعادة تشكيل وتصحيح كيان منظمة التحرير الفلسطينية أو العمل على بناء منظمة بديلة، خصوصًا في الوقت الذي نواجه فيه التحدي الأكبر القائم أمامنا في العام القادم، وهو الحفاظ على الهوية السياسية والثقافية والاجتماعية الفلسطينية الجمعية لكل الفلسطينيين، مهما كان مكان سكنهم أو بطاقة تعريفهم.

وأضاف: إن الحرب الحالية تستهدف ليس فقط الوجود الفلسطيني بالمعنى المادي، ولكن أيضًا بالمعنى المجازي لكل ما يعكسه الفلسطيني من إنسانية وحقوق وجود وحلم في مستقبل أفضل. وتتجلى هذه الهوية كقضية مركزية عالمية تشهد كمًا هائلًا من التعاضد والتضامن الدولي، والذي يشكل رافعة للقضية ولكلٍ أيضًا ثقلًا إنسانيًا كبيرًا.

وختم منى بالقول: نستذكر ما كتبه شاعرنا الكبير محمود درويش قبل عدة عقود عن زراعة وحصد الأمل. فليكن لدينا الأمل أن يكون في جعبة العام القادم قليل من السلام، ورائحة من الحرية، والكثير من المحبة والإنسانية.



لا شيء يبشر بالخير


من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي محمد زهدي شاهين، أنه بناءً على المعطيات وتتابع الأحداث، فمن المتوقع والمرجح ألا يطرأ أي جديد يلوح في الأفق، وأن العام الجديد لن يكون سوى امتداد لما مضى من نكبات وحروب.

وأضاف: عند النظر إلى الإدارة الأمريكية الجديدة، نجد أنها تتماهى وتتقاطع بشكل كبير مع سياسات الاحتلال، وتدعمه بشكل واضح، إلى جانب عجز المؤسسات والمنظمات والهيئات الأممية، وانحياز المجتمع الدولي لصالح الجانب الإسرائيلي، وغياب وتفتت الموقف العربي.

وتابع شاهين: "إذا ما نظرنا إلى مجريات الأمور في المنطقة برمتها، سواء على المستوى الفلسطيني بشكل عام أو السوري واللبناني ودول الخليج العربي، نجد أن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ. وعلى الرغم من أن نظرتنا كانت دائمًا متفائلة، إلا أننا لا نرى شيئًا يبشر بالخير".

وختم بالقول: مع ذلك، يبقى هناك بصيص من الأمل في حدوث تحولات دراماتيكية مفاجئة قد تقلب اتجاه البوصلة.

دلالات

شارك برأيك

٢٠٢٥ بأية حال…؟ عام جديد يرث الحروب والويلات والنكبات

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأحد 29 ديسمبر 2024 12:53 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.68

شراء 3.66

دينار / شيكل

بيع 5.2

شراء 5.18

يورو / شيكل

بيع 3.84

شراء 3.82

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%58

%42

(مجموع المصوتين 330)