Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الخميس 05 ديسمبر 2024 9:42 صباحًا - بتوقيت القدس

بانتظار القادم الجديد للبيت الأبيض.. لا مؤشرات تعد بإنطفاء الحريق

القدس-خاص بـ"القدس" والقدس دوت كوم

د. عبد المجيد سويلم: الاستثمار في الواقع الحالي يتطلب قيادة فلسطينية موحدة ونظاماً سياسياً متماسكاً قادراً على الصمود والمجابهة 

سوسن سرور: المشهد العام يؤكد أن إسرائيل لا تنوي وقف الحرب على غزة ما دام الوضع يأتي لمصلحة نتنياهو ويطيل عمر حكومته 

رمزي عودة: معلومات مسربة تشير إلى إقرار خطة إسرائيلية لبناء سبعة تجمعات استيطانية في شمال القطاع مع إطباق الحصار عليه

نجاح مسلم: المشهد الحالي يشير إلى مشروع تصفية مكتمل الأركان.. والأوضاع الإقليمية متأزمة

د. سليمان أبو ستة: المرحلة الراهنة فارقة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في ظل أوضاع إقليمية ودولية غير مستقرة


بانتظار تسلم دونالد ترمب مقاليد السلطة في الولايات المتحدة في العشرين من كانون الثاني/ يناير المقبل، لا تلوح في الأفق ولا تظهر أي بوادر عن قرب انتهاء الحرب على قطاع غزة، على الرغم من الآمال التي علقها البعض على إمكانية تعميم النموذج اللبناني على جبهة القطاع، وذلك بالرغم من الخروقات الإسرائيلية المتكررة والتي تهدد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. 


فالحراك السياسي والدبلوماسي الذي شهدته المنطقة، وتكلل باتفاقٍ لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، متوقف ولا وسطاء أمريكيين في المنطقة، وما وصل من الولايات المتحدة هو التهديد الذي أطلقه دونالد ترمب حتى قبل دخوله البيت الأبيض، فيما اقتصر الحراك على لقاءات فلسطينية- فلسطينية بين حركتي "فتح" و"حماس" في القاهرة تمخضت، كما أُعلن بشكل غير رسمي، عن اتفاق على تشكيل لجنة إسناد مجتمعي تتولى إدارة شؤون قطاع غزة.


ويرى كتاب ومحللون سياسيون تحدثوا لـ"ے" أن التوصل إلى وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية بين لبنان وإسرائيل أشاع تفاؤلاً حذراً بشأن احتمال نقل هذا التفاهم إلى قطاع غزة، لكن الصورة سرعان ما تكشّفت، فالدوافع التي جعلت إسرائيل توافق على وقف القتال في الشمال لا تنطبق بالضرورة على قطاع غزة.


المرحلة الراهنة معقدة وصعبة ولا تحتمل الانتظار


وقال الكاتب والباحث السياسي د.عبد المجيد سويلم: إن قراءة المرحلة الراهنة وما تؤول إليه الأوضاع تتطلب فهماً دقيقاً لعدة نقاط ارتكاز أساسية. 


وأوضح أن الوضع الفلسطيني الحالي، بما يشهده من تشرذم وانقسام على مستوى الاستراتيجيات، وعدم وجود قدرة حقيقية على مواجهة المشروع الإسرائيلي المدعوم أمريكياً تحت غطاء عربي، يُعوّق الاستثمار في نتائج الأحداث الجارية، سواء من أجل الصمود أو لفتح آفاق جديدة.


وأشار سويلم إلى أن الاستثمار في الواقع الحالي، سواء أكان صعباً أم يحمل فرصاً، يتطلب قيادة فلسطينية موحدة، ونظاماً سياسياً متماسكاً، قادراً على الصمود والمجابهة واستثمار التغيرات السياسية، لكنه أبدى قلقه من غياب هذه الحالة في ظل الانقسامات الحالية، ما يجعل النتائج المتوقعة تعتمد بشكل كبير على سرعة التحرك الفلسطيني لحسم هذه المسائل قبل أن يفوت الأوان.


وأوضح أن المرحلة الراهنة معقدة وصعبة، ولا تحتمل الانتظار، نظرًا للتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.


 وأضاف: إن النظام العربي، من خلال مواقفه تجاه الحرب، أثبت أنه لا يرغب في الدخول في صراع مباشر مع إسرائيل والولايات المتحدة، وهو ما ليس جديداً تاريخياً، لكن المشكلة تكمن، وفقاً لسويلم، في الدور السلبي الذي تلعبه بعض الأنظمة العربية، والذي يكاد ينخرط في الخطة الإسرائيلية الأمريكية، ما يُمثل ثغرة خطيرة أمام القدرة الفلسطينية على استثمار المتغيرات الإقليمية لصالح القضية الفلسطينية.


ضرورة تبني نهج فلسطيني جديد يتجاوز حالة الانتظار


وأكد سويلم أنه ما لم يتمرد النظام السياسي الفلسطيني على هذه الحالة العربية بموقف جديد يلزم العالم العربي بالتراجع عن هذا الانخراط التدريجي، فإن الوضع العربي سيظل غطاءً لانخراط أكبر في المخططات الإسرائيلية الأمريكية، على حساب الحقوق الفلسطينية.


ودعا سويلم إلى تبني نهج فلسطيني جديد يتجاوز حالة الانتظار والتعلق بالحلول الأمريكية.


وأكد ضرورة أن تكون القيادة الفلسطينية جزءاً من حركة تحرر حقيقية تقاوم الهيمنة الأمريكية وتواجه السردية الإسرائيلية، التي تسعى لتبرير سياسات الاستيطان، والإبادة، والحروب، والتوسع على حساب الفلسطينيين.


وأوضح أن إسرائيل، بالرغم من مظهرها الفاشي المتصاعد وسيطرتها الظاهرة، تعاني داخلياً من أزمات خانقة تجعلها في حالة ضعف. 


وقال: "إسرائيل لم تعد دولة الرفاه ولا القوة المطلقة التي تزعمها، بل هي دولة مرشحة لمزيد من الإخفاق والفشل، وهذا يجب أن يشكل قاعدة ارتكاز قوية لإحياء الحالة الوطنية الفلسطينية".


وشدد سويلم على أن الحل يكمن في إقامة حالة وطنية فلسطينية متجددة ومتماسكة، قادرة على مواجهة المخططات الإسرائيلية ومنع نجاح المشروع الصهيوني في تصفية القضية الفلسطينية.


تفاؤل لم يدم طويلاً بشأن وقف إطلاق النار في غزة بعد لبنان


بدورها، قالت الصحافية سوسن سرور، المراقبة والمحللة للمشهد السياسي الإسرائيلي: إن التوصل إلى وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية بين لبنان (حزب الله) وإسرائيل، والذي دخل حيز التنفيذ في السابع والعشرين من الشهر المنصرم، قد أشاع تفاؤلًا حذرًا بشأن احتمال نقل هذا التفاهم إلى الجبهة الجنوبية، في قطاع غزة، حيث تستمر الحرب الإسرائيلية منذ أكثر من 418 يوماً.


وأضافت سرور: "الصورة الحقيقية سرعان ما تكشفت، مشيرة إلى أن الدوافع التي جعلت المنظومة السياسية الإسرائيلية توافق على وقف القتال في الشمال، لا تنطبق بالضرورة على الجنوب". 


ولفتت إلى أن الوضع العسكري الحرج والمتآكل للجيش الإسرائيلي، إضافة إلى الإرهاق الذي يعانيه الجنود نتيجة الحرب مع لبنان، كان السبب الرئيسي الذي دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى طلب وقف إطلاق النار.


وأكدت سرور أن هذا القرار جاء على الرغم من فشل إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب المعلنة، التي صرح بها نتنياهو مراراً، وأبرزها إعادة الإسرائيليين الذين غادروا أو أجبروا على مغادرة بلداتهم على الحدود الشمالية إلى منازلهم، والقضاء على قوة حزب الله بالرغم من تحقيقه لفك الإرتباط مع غزة.


نتنياهو وسياسة التخويف والتهديد الخارجي


وأشارت إلى أن أحد أسرار بقاء نتنياهو في الحكم على مدار السنين، منذ 2009، كانت سياسة التخويف والتهديد الخارجي. وقالت: "كلما نجح في تهويل الخطر الإيراني على دولة إسرائيل، كلما نجح في استقطاب الشعب الإسرائيلي الداعم له، وهذا ما فعله هذه المرة أيضاً، بقوله إنه يقبل بوقف إطلاق النار في لبنان، كي يواجه الخطر الأكبر وهو إيران".


وأعربت سرور عن اعتقادها بأن الساسة الإسرائيليين، وعلى رأسهم نتنياهو يرون أن تحييد حزب الله من الشمال من جهة، وتكثيف القصف على غزة من جهة أخرى، قد يُضعف موقف حماس التفاوضي بشأن وقف إطلاق النار، إلا أن حماس وبالرغم من إبدائها بعض المرونة، لا زالت تصر على وقف إطلاق النار، من أجل التوصل لصفقة لإنهاء الحرب، وتبادل الأسرى.


وأكدت أن الوضع في غزة شائك ومعقد، فلا يزال 101 من الإسرائيليين محتجزين في غزة، ولا تزال حماس تسيطر عليها، ومع ذلك لا يبدو أن نتنياهو متلهف لوقف الحرب هناك.


وقالت سرور: "إن المشهد العام يؤكد أن إسرائيل الرسمية لا تنوي وقف الحرب على غزة، ما دام هذا الوضع يأتي لمصلحة نتنياهو ويطيل عمر حكومته اليمينية المتطرفة، وما دام شغلها الشاغل هو إلهاء الجمهور الإسرائيلي وإبعاده عن الخوض في الأسئلة الحرجة المتعلقة بالفشل الذريع ومدى مسؤوليتها، خاصة رئيس حكومتها نتنياهو عن أحداث السابع من تشرين الأول 2023".


ورأت أن هذا المشهد، يدفع باتجاه عدم الإفصاح عن الرؤية الإسرائيلية الواضحة والشاملة لقطاع غزة لما بعد الحرب، واستمرار التعامل مع القطاع وأهله من منظور المنتقم على أحداث "طوفان الأقصى" السابع من تشرين الأول 2023، المنتقم الذي يواصل تنفيذ إجرامه بحق المدنيين العزل في غزة، دون حسيب أو رقيب.


مؤشرات على نية الجيش الإسرائيلي البقاء في غزة


وقالت: "تم مؤخراً الكشف عن توسيع ممر "نتساريم" وسط غزة، وتأسيس قاعدة عمليات عسكرية دائمة، وتركيب خط مياه جديد من إسرائيل لإمداد العسكريين وإضافة برج اتصالات خلوية جديد، في إشارة واضحة لنية الجيش الإسرائيلي البقاء في غزة لسنوات، ليس هذا فقط، فقد وصل وزير الإسكان الإسرائيلي جولدكنوف بنفسه للإطلاع على خريطة الاستيطان في غزة".


ولفتت سرور إلى أن "هناك تضحيات جسيمة يقدمها أهل غزة، بلغت أكثر من 150 ألف شهيد ومصاب، وهناك من القادة العسكريين في إسرائيل من بدأ يعترف بسياسة التطهير العرقي التي ينفذها الجيش الإسرائيلي وبشكل خاص، في شمال غزة. فقد بدأنا نسمع الحقيقة التي حجبها الجيش الإسرائيلي وغالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية، أصواتاً كانت في الماضي ليس بالبعيد على سدة القيادة، مثل رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي ووزير الأمن الأسبق موشيه يعلون".


وأكدت أن كل ما يحدث في غزة هو مخاض أليم وعسير لميلاد الدولة الفلسطينية المستقلة. فقد آن الأوان لأن ينتهي أطول احتلال في العالم، وأن يعيش الشعب الفلسطيني معززاً مكرماً حراً في دولته الفلسطينية المستقلة.


التوافق الفلسطيني الداخلي ولجنة الإسناد المجتمعي


وتابعت القول: لعل التقارب الفلسطيني الأخير بين فتح وحماس لتشكيل لجنة" الإسناد المجتمعي" لإدارة غزة بعد الحرب  هي محاولة لبناء توافق فلسطيني داخلي يعزز من فرص التوافق، لا سيما بعد التهديدات الحقيقية التي ظهرت جلياً وبشكل خاص، في تصريحات وزير المالية الإسرائيلية زعيم حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش بإن عام 2025 سيكون عام ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، فالخطر واحد، سواء في غزة أو الضفة الغربية.


في المقابل، اعتبرت سرور أن أوامر الاعتقال التي صدرت من محكمة الجنايات الدولية بحق كل من نتنياهو ووزير جيشه المقال جالانت، إضافة إلى قائمة سرية طويلة من الضباط والجنود والتي بدأت تقلق المنظومة العسكرية الإسرائيلية، وقرار المحكمة الدولية المرتقب بشأن الإبادة الجماعية، وعزل إسرائيل دولياً، إضافة إلى المصاعب الداخلية في إسرائيل، من تفكك مجتمعي وأسري، وانهيار اقتصادي وغلاء المعيشة، وانقلاب قضائي وغيرها، أي أن الضغوط الداخلية والخارجية، جميعها ستعمل لغير صالح الدولة الإسرائيلية، ما سيساهم في إيلام الحكومة الإسرائيلية، والضغط عليها من أجل التوصل لإنهاء الحرب على غزة.


الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بالغة التعقيد


من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي رمزي عودة أن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة باتت بالغة التعقيد، في ظل سياسات الحكومة الإسرائيلية التي وصفها بـ"الفاشية"، والتي تسعى بشكل حثيث إلى حسم الصراع مع الفلسطينيين عبر تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على حل الدولتين.


وأشار عودة إلى أن هذه الحكومة، التي يقودها اليمين المتطرف، قد تكثف خطواتها الاستيطانية في الضفة الغربية وقطاع غزة، خاصة إذا عادت إدارة دونالد ترمب إلى الحكم في الولايات المتحدة.


وحذر عودة من أن إسرائيل ستتخذ إجراءات لتقويض السلطة الوطنية الفلسطينية، عبر فرض حصار سياسي ومالي خانق عليها. هذه الخطوات تهدف إلى إضعاف السلطة وإفشالها في إدارة شؤون الفلسطينيين.


وفي السياق  ذاته، أعرب عودة عن اعتقاده بأن إسرائيل لن تتمكن فعليًا من حسم الصراع مع الفلسطينيين خلال السنوات الأربع المقبلة، على الرغم من السياسات المتطرفة التي تنتهجها الحكومة الحالية.


خطوات عملية لتعقيد حل الدولتين


ولكنه أكد أن إسرائيل ستقوم بخطوات عملياتية من شأنها تعقيد مسألة حل الدولتين من خلال فرض واقع ديمغرافي جديد يقوم على توسيع رقعة الاسيتطان والتهويد والإبادة الجماعية وخاصة في شمال غزة.


وفي هذا الإطار، أكد عودة أن تشكيل كانتونات سكانية فلسطينية معزولة، بعضها عن بعض، في الضفة الغربية تقودها سلطات بلدية محلية سيكون أقصى ما يمكن عمله من قبل الإسرائيليين خلال العقد الحالي.


وأضاف: "أما في قطاع غزة، فإن معلومات مسربة يبدو أنها موثوقة، تشير بشكل واضح إلى إقرار خطة إسرائيلية لبناء سبع تجمعات استيطانية في شمال القطاع، مع إطباق الحصار على القطاع من محوري نتساريم وفيلاديلفيا".  


وأكد أن هذه الخطط ستشكل خطراً حقيقياً على الأمن القومي الفلسطيني وستعمد الى تطويق الشعب الفلسطيني.


وقال عودة إن نجاح الخطط الاسرائيلية السابقة يعتمد أولاً على درجة الدعم الذي يمكن أن تتلقاه من إدارة ترمب المقبلة، وثانياً، على نجاح تفاهمات المصالحة بين فتح وحماس.


وأضاف: أكاد أجزم بأنه إذا استمر الانقسام وتعطلت قدرة منظمة التحرير الفلسطينية على استلام إدارة غزة وإعاده إعمارها والتفاوض بشأن مستقبل القطاع، فإن كارثة ستحل بالقضية الفلسطينية لا محالة.



إبادة وتدمير ممنهجان في قطاع غزة


من جهتها، أكدت أستاذة العلاقات الدولية والإعلام نجاح مسلم أن المخططات الاستيطانية والتهويد المتسارع في الضفة الغربية، وما يجري من إبادة وتدمير ممنهج في قطاع غزة، تعكس توجهاً واضحاً نحو تصفية القضية الفلسطينية من خلال فرض واقع جديد يقضي على حلم إقامة دولة فلسطينية مستقلة.


وأضافت مسلم: "إن المشهد الحالي يشير إلى مشروع تصفية مكتمل الأركان، إلا أن الأزمات الداخلية التي تعصف بإسرائيل، إلى جانب تصاعد المقاومة الشعبية الفلسطينية، قد تُعيد إحياء القضية الفلسطينية دولياً". 


وتابعت: "يأتي ذلك في ظل تأزم الأوضاع الإقليمية، خاصة في لبنان وسوريا، واستمرار المساعي التطبيعية مع إسرائيل بقيادة أمريكية، في ضوء انتقال السلطة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترمب في كانون الثاني/ يناير المقبل".


وأشارت مسلم إلى أن تصريحات ترمب، التي تحدث فيها عن "انتظار الجحيم"، تؤكد استمرار نهج التهديد لدعم إسرائيل ومحاولة ضرب صمود الفلسطينيين.


واختتمت مسلم بالقول: "إن المرحلة الراهنة تفرض اختياراً مصيرياً: إما مواجهة مشروع التصفية عبر تبني استراتيجية فلسطينية موحدة لإعادة بناء مشروع الدولة الفلسطينية، أو القبول بواقع الاحتلال واستمراره".


مخاطر جسيمة وسيناريوهات واسعة ومعقدة


أما الكاتب والمحلل السياسي د.سليمان أبو ستة، فأكد أن القضية الفلسطينية تعيش اليوم حلقة جديدة من الصراع الطويل مع الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن هذه الحلقة تتسم بمخاطر جسيمة وسيناريوهات واسعة ومعقدة.


ويرى أن اللحظة الراهنة تمثل مرحلة فارقة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في ظل أوضاع إقليمية ودولية غير مستقرة.


وإشار أبو ستة إلى أن الساحة الفلسطينية تشهد تصعيداً على مستويات عدة، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو الداخل الفلسطيني المحتل. ففي الضفة الغربية، تتواصل سياسة الاستيطان ومحاولات عزل الفلسطينيين في كنتونات معزولة، فيما تهدد سياسات الحكومة الإسرائيلية بقيادة اليمين المتطرف بتصعيد إضافي، مثل تصريحات بن غفير حول منع الآذان في المساجد، ما ينذر بمواجهات جديدة مع الفلسطينيين.


وأضاف: في قطاع غزة، يواجه الاحتلال تحدياً كبيراً في محاولة حسم المعركة ضد المقاومة. وبرغم تحقيقه تقدمًا عسكريًا في بعض المناطق، فإنه غير قادر على إنهاء المقاومة بالكامل، وستظل الكلفة البشرية والاقتصادية والسياسية لهذه المواجهات عالية على الاحتلال لفترة طويلة.


وحول السيناريوهات المحتملة للصراع، قال: "إن هناك سيناريو الحسم الإسرائيلي للصراع، حيث إن الاحتلال قد يختار التصعيد بهدف استئصال الكيانية الفلسطينية تمامًا في الضفة الغربية وغزة. هذا الخيار ينسجم مع رؤية اليمين الإسرائيلي الذي يعتقد أن خطأ الحركة الصهيونية الأكبر كان عدم حسم الصراع مع الفلسطينيين مبكراً".


خيار الحسم لن يكون سهلاً أو سريعاً


ومع ذلك، ذكر أن خيار الحسم لن يكون سهلاً أو سريعاً، حيث ستؤدي المواجهات المستمرة إلى تصعيد واسع النطاق، سواء في غزة أو الضفة. 


وأضاف: إن استنزاف الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية سيظل مستمراً، ما يضعف قدرة الاحتلال على تحقيق أهدافه على المدى البعيد.


 وتابع: "في حال اتجه الاحتلال إلى إنهاء الحرب الحالية في قطاع غزة وتخفيف العدوان على الضفة الغربية، قد تكون هناك فرصة لتهدئة طويلة الأمد".


وأعرب أبو ستة عن اعتقاده أن هذا السيناريو قد يشمل تخفيف معاناة سكان غزة، وإعادة إعمار القطاع، وتحقيق استقرار اقتصادي واجتماعي نسبي.


وقال: هذا السيناريو قد يطيل فترة الهدوء مقارنة بالمواجهات السابقة، ما يمنح فرصة لإجراء تغييرات سياسية قد تصل إلى إقامة دولة فلسطينية موحدة بين غزة والضفة، أو على الأقل تحقيق استقرار نسبي يمكّن الفلسطينيين من مواجهة تحديات الاحتلال بشكل أكثر تنظيماً.


وأشار إلى أن المنطقة العربية تشهد حالة من عدم الاستقرار، سواء في لبنان أو سوريا، ما يزيد من تعقيد الوضع الفلسطيني. كما أن الإدارة الأمريكية وحلفاءها في الغرب يراقبون الوضع عن كثب، لكن قدرتهم على التدخل لحسم الصراع أو تحقيق تهدئة طويلة الأمد تعتمد على التغيرات السياسية الإقليمية والدولية.


وأكد أبو ستة أن استمرار الاحتلال في التصعيد الحالي سيؤدي إلى مزيد من المواجهات والاستنزاف المتبادل، فيما يمكن أن يحقق خيار التهدئة الطويلة الأمد استقراراً نسبياً، يفتح الباب لتغيرات سياسية كبيرة في المستقبل. 


وختم بالقول: "في كل الأحوال، تظل القضية الفلسطينية محور الصراع في المنطقة، والسيناريوهات المقبلة تعتمد بشكل كبير على قرارات الاحتلال وإرادة الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات


دلالات

شارك برأيك

بانتظار القادم الجديد للبيت الأبيض.. لا مؤشرات تعد بإنطفاء الحريق

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.8

شراء 3.77

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 302)