فلسطين
السّبت 30 نوفمبر 2024 4:33 مساءً - بتوقيت القدس
المواجهة في الشمال في الميزان.. جردة حساب لحصاد الإسناد
القدس-خاص بـ"القدس"
بالرغم من بعض الخروقات التي ارتكبها جيش الاحتلال في جنوب لبنان، غير أن وقف إطلاق النار بات واقعاً مثبتاً على الأرض مع بدء الجيش اللبناني بالانتشار والذي سبقته عودة عشرات آلاف النازحين اللبنانيين إلى بيوتهم في الجنوب وفي البقاع والضاحية الجنوبية، ويقابل ذلك عدم عودة المستوطنين المهجرين إلى بيوتهم في مستوطنات الشمال.
حسابات الربح والخسارة بدأت حتى قبل سريان مفعول اتفاق وقف إطلاق النار، ولن تنتهي قريباً حيث سيحاول كل طرف، سواء إسرائيل أو المقاومة اللبنانية اعتبار أن ما حصل هو انتصار له، وهزيمة للطرف الآخر. غير أن في مثل هذه الحرب التي استمرت قرابة إربعة عشر شهراً وهي الأطول في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي قد يكون من غير المجدي اعتبار أن طرفاً من الأطراف حقق انتصارا كاسحاً والطرف الأخر مني بهزيمة كاملة، فقد يكون حسب الربح والخسارة باحتساب النقاط أكثر إنصافاً للطرفين المتقاتلين.
كتاب ومحللون تحدثوا لـ"ے" دوت كوم، أكدوا أن تقييم هذه الجولة من المواجهة يكون من خلال تقييم الأهداف التي حددها كل طرف وما تمكن من تحقيقه منها، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن إسرائيل التي تملك قوة عاتية ودعماً غربيا هائلا لم تتمكن من تحقيق أهدافها في اجتثاث حزب الله أو إعادة المستوطنين المهجرين إلى الشمال، وأن الاتفاق ينص على تنفيذ القرار الدولي 1701 الذي صدر عقب حرب 2006 والذي سبق لحزب الله أن وافق عليه.
الحرب لم تُفضِ إلى نصر حاسم لأي من الطرفين
وأكد اللواء الركن محمد علي الصمادي، الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني، أن الحرب التي استمرت نحو ثمانية أسابيع بين إسرائيل وحزب الله لم تُفضِ إلى نصر حاسم لأي من الطرفين.
ولفت الصمادي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يتمكن من تحقيق "صورة نصر مطلق"، حيث واجهت إسرائيل أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية خطيرة خلال هذه الحرب، شملت نزوح الآلاف، وتعطل الاقتصاد، وتوقف السياحة والصناعة.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي وصل إلى حالة "إرهاق الحرب"، مع تكبده خسائر فادحة على ثلاثة محاور قتال رئيسية: المحور الغربي: منطقة شمع والبياضة. المحور الأوسط: منطقة بنت جبيل. المحور الشرقي: منطقة الخيام.
وقال "إنه رغم مشاركة خمس فرق عسكرية، بما في ذلك قوات النخبة والفرقة 36 المدرعة النظامية، لم تستطع القوات الإسرائيلية التقدم سوى لمسافة محدودة بلغت تسعة كيلومترات، مع خسائر كبيرة شملت تدمير نحو 60 دبابة.
الميدان كان السبب الرئيسي وراء وقف إطلاق النار
وأكد اللواء الصمادي أن فرض الميدان نفسه كان السبب الرئيسي وراء وقف إطلاق النار، إذ أدركت إسرائيل أن التكاليف البشرية والمادية ستكون باهظة إذا ما استمرت في التوغل. وصرح نتنياهو بأن التركيز يجب أن يتحول إلى "التهديد الإيراني"، مع منح الجيش الإسرائيلي فترة راحة لإعادة بناء مخزونه من الأسلحة، مع فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة،وأشار إلى أن الاتفاقية الحالية، التي تشرف عليها الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل، تفرض انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب بدعم دولي لتأمين الحدود. كما تتضمن بنودها تفكيك منظومات الأسلحة الثقيلة لحزب الله، وهو ما قد يمهد لدمج الحزب في المنظومة السياسية اللبنانية مستقبلاً.
وأوضح الصمادي أن ردود حزب الله كانت مدروسة ومحدودة، حيث تجنّب استخدام الصواريخ النوعية على نطاق واسع، تفادياً لاستفزاز إسرائيل نحو تصعيد يستهدف البنية التحتية اللبنانية. ورغم ذلك، دفع لبنان وحزب الله ثمناً باهظاً نتيجة القصف الإسرائيلي المكثف، الذي استهدف المدن والضواحي والبنية التحتية بشكل كبير.
إسرائيل استنفدت "منظومة الأهداف"
وربط اللواء الصمادي بين التطورات في لبنان وقطاع غزة، حيث استنفدت إسرائيل "منظومة الأهداف" في غزة، وهي الآن تسعى لخلق ضغط سياسي ونفسي على السكان والمقاومة الفلسطينية.
ولفت إلى تصريحات إسرائيلية تدعو لإعادة احتلال غزة، وتخفيض عدد السكان إلى النصف، وتشجيع الهجرة الطوعية، ما يشير إلى مخططات تهجير وإعادة تهويد واسعة قد تستهدف القطاع مستقبلاً.
واوضح إن التطورات تشير إلى مرحلة جديدة من الصراعات غير المتماثلة في المنطقة، حيث تبقى المقاومة الفلسطينية في غزة وحيدة في مواجهة الضغوط الإسرائيلية.
كما حذر من استمرار إسرائيل في استغلال الأوضاع لتحقيق أهدافها التوسعية على حساب الفلسطينيين واللبنانيين، داعياً إلى تضافر الجهود العربية والدولية لمنع استمرار هذا السيناريو.
ويرى اللواء الصمادي، أن أسباب التصعيد في المنطقة ما زالت قائمة، رغم الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين لبنان وإسرائيل.
ووصف الصمادي شروط الاتفاق بأنها "قاسية"، مشيراً إلى أن بقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان سيتيح له فرض إملاءاته على الأرض.
ولم يستبعد الصمادي وجود تفاهمات أمريكية ايرانية ساهمت في الوصول إلى الاتفاق.
إسرائيل لم تحقق أهدافها وتكبّدت خسائر ميدانية فادحة
من جانبها، قالت نيفين أبو رحمون، المختصة في الشأن الإسرائيلي، إن معادلة الربح والخسارة في الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله تعتمد على الأهداف التي وضعت في بداية العدوان.
وأوضحت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم ينجح في تحقيق أهدافه الرئيسية، التي تمثلت في إعادة الأمن، وعودة المستوطنين إلى مستوطناتهم، والقضاء على حزب الله.
وأكدت أبو رحمون أن إسرائيل تكبّدت خسائر ميدانية فادحة، وفشلت في قراءة استراتيجية حزب الله العسكرية، التي اعتمدت على مستويين:
1- التكتيك الميداني: حيث أثبت حزب الله كفاءته في العمليات البرية واستهداف مواقع داخل إسرائيل.
2- نقل المعركة: إذ تمكن من تحويل المواجهة من الداخل اللبناني إلى الداخل الإسرائيلي، مما أربك حسابات الاحتلال.
وأضافت: إن سياسة الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل، بما في ذلك محاولات استهداف قيادات حزب الله، لم تحقق أهدافها. إذ تعافت المقاومة سريعاً وعادت إلى الميدان بشكل قوي، ما أصاب إسرائيل ونتنياهو بالدهشة.
وأشارت أبو رحمون إلى أن نتنياهو يواجه ضغوطاً هائلة على المستويات العسكرية، الأمنية، والاقتصادية، إلى جانب انتقادات أمريكية واضحة.
بايدن أجبر نتنياهو على قبول اتفاق وقف إطلاق النار
وقالت إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أجبر نتنياهو على قبول اتفاق وقف إطلاق النار، بعد أن فشل في تقديم أي مكاسب للولايات المتحدة أو للجمهور الإسرائيلي.
ووصفت أبو رحمون الاتفاق بأنه "مكسب للمقاومة"، مشيرة إلى أنه أعاد الوضع إلى ما كان عليه في عام 2006 وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 1701، رغم محاولات إسرائيل فرض إملاءاتها عبر الوساطة الأمريكية.
وأكدت أن الموقف اللبناني الرسمي والمقاومة تمسكا بسيادة لبنان ورفض الإملاءات.
في السياق ذاته، قالت أبو رحمون إن خطاب نتنياهو بعد الاتفاق كان ضعيفاً وغير مقنع، ما أثار انتقادات من رؤساء المستوطنات الحدودية الذين اعتبروا الاتفاق "هزيمة لإسرائيل وانتصاراً لحزب الله". وأضافت أن المستوطنين عبروا عن غضبهم بسبب عدم قدرتهم على العودة إلى منازلهم التي دُمرت، ما زاد من حالة التوتر الداخلي.
وخلصت أبو رحمون إلى أن إسرائيل تبدو اليوم "هشة" أمام جمهورها الداخلي، وأن نتنياهو يدفع ثمن فشله في إدارة الحرب وتداعياتها الداخلية والخارجية.
إسرائيل لم تحقق أيّاً من أهدافها
بدوره، قال د. أحمد شديد، أستاذ العلاقات الدولية والباحث في الشأن الإسرائيلي، إن تقييم المكاسب والخسائر في المواجهة الحالية يعتمد بشكل أساسي على الأهداف التي حددها كل طرف.
وأشار إلى الأهداف التي وضعتها إسرائيل وأعلن عنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ثم جاء وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس ليؤكد على بعضها والمتمثلة أولاً، بعودة المهجرين من مستوطنات شمال إسرائيل، ثم القضاء على قوة حزب الله ومنعه من العودة الى جنوب نهر الليطاني والذي تتفاوت مسافة بعده عن الحدود من 4 – 30 كيلومتر، وإعادة رسم الخريطه الجيوسياسية للشرق الأوسط.
وأضاف شديد: " لفهم التكتيك الذي اتبعته إسرائيل لتحقيق تلك الأهداف، نسلط الضوء على عمليتي تفجير أجهزة البيجر الأولى والثانية، واغتيال هيئة أركان الحزب، ثم إغتيال الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله وخليفته الشيخ هاشم صفي الدين.
وأشار إلى أن الجانب الإسرائيلي يعتقد أن الحزب قد تلقى ضربات قاتلة وأن الدخول البري أصبح ممكناً ليبدأ هجومه البري مركزاً على القطاعين الشرقي والغربي.
ورأى أن التقدم البري تعثر على القطاعين الشرقي والغربي، ووصلت صواريخ حزب الله يوم 24-11-2024 إلى قلب تل أبيب الكبرى لنشهد استدارة حادة في مواقف نتنياهو وحكومته وصولاً إلى إعلان نتنياهو في كلمة مسجلة عن وقف إطلاق النار، ثم تبعه بساعتين الرئيس الأمريكي جون بايدن ليؤكد على ما قاله نتنياهو، وكل ذلك قبل حتى أن تنعقد الحكومة اللبنانية كي تصادق على الاتفاق في سابقة هي الأولى في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي وفي آليات إنهاء جولات المواجهة.
سموتريتش والاستيطان جنوب الليطاني!
وقال شديد: في النتيجة قوات حزب الله لم يتم القضاء عليها، والمهجرون الإسرائيليون لم يعودوا لغاية الآن إلى مستوطناتهم في الشمال، ومقاتلو الحزب عادوا إلى كفر كلا وغيرها من البلدات الحدودية، لافتا إلى أن الأهم من كل هذا أن الهدف الاستراتيجي غير المعلن والمتمثل بخلق فتنة داخل لبنان وحرب أهلية جديدة في لبنان لم يتحقق.
وأشار إلى أن وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش ابتلع لسانه وسحب حديثه عن عودة الاستيطان إلى جنوب الليطاني على اعتبار أن هذه المنطقة جزء من إسرائيل، بل أنه تحول إلى مَنظر للاتفاق واصفاَ إياه بالحافظ لأمن شمال إسرائيل لسنوات قادمة رغم إعلانه رفض الاتفاق أكثر من مرة، وتوقفت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك عن الحديث عن الاستيطان في جنوب لبنان خاصة بعد مقتل عالم الآثار والمؤرخ الإسرائيلي زئيف إيرليخ في بلدة شمع في القاطع الغربي.
وعلى الجهة المقابلة، أكد شديد أن القوة الصاروخية لحزب الله ما زالت قوية وسبق لها أن قصفت تل أبيب قبل فقط يومين من إعلان نتنياهو وقف إطلاق النار، وقوته البشرية ومن خلال إحصائيات الجيش الإسرائيلي التي قالت أن الجيش قضى على ألفين وخمسمائة عنصر من الحزب، علمأ أن تعداد قوى الحزب البشرية يناهز المئة ألف عنصر.
وخلص شديد إلى التأكيد بأن إسرائيل وعلى المستوى الاستراتيجي خسرت الجولة.
الاتفاق قد يحقق لإسرائيل استقرارًا على حدودها الشمالية
بدوره، قال د. حسن مرهج، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، إن تقييم ميزان الربح والخسارة في الاتفاق الأخير بين إسرائيل وحزب الله يعتمد على تحليل عدة أبعاد سياسية، وعسكرية، واقتصادية.
وأوضح أن هذه المقاربة تتطلب فهمًا عميقًا للتطورات الإقليمية والدولية المحيطة بالمشهد بعيداً عن القراءة العاطفية.
وأضاف: إن ميزان الربح والخسارة، في ما يتعلق بـ إسرائيل أولاً، فإننا نقول بأن هذا الإتفاق قد يحقق لـ إسرائيل استقرارًا على حدودها الشمالية، ما يقلل من التهديدات الأمنية، مع إمكانية تحسين العلاقات مع بعض الدول العربية من خلال تقديم نموذج للتفاوض مع حزب الله.
وتابع: أما في ما يتعلق بـ الخسارة، فإنه قد يُنظر إلى الاتفاق على أنه تنازل عن بعض الحقوق أو الأراضي، ما قد يؤثر على صورة الحكومة الإسرائيلية داخليًا، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تعزيز موقف حزب الله كقوة سياسية وعسكرية في لبنان.
وفي ما يتعلق بحزب الله، أكد مرهج أن هذا الاتفاق قد يعمل على تعزيز شرعيته السياسية في لبنان، حيث سيظهر كمدافع عن السيادة الوطنية، مع إمكانية الحصول على دعم شعبي أكبر من خلال إظهار القدرة على تحقيق نتائج إيجابية.
و في الخسارة، قال مرهج إن الحزب قد يتعرض لضغوط داخلية من بعض التيارات اللبنانية أو من المجتمع الدولي، وإذا لم يكن الاتفاق مفيدًا للشعب اللبناني بشكل عام، قد يؤدي ذلك إلى تراجع شعبيته.
أسباب موافقة إسرائيل على اتفاق وقف النار
ورأى مرهج أنه قد تكون أسباب موافقة إسرائيل متعددة، منها، الرغبات الإسرائيلية في تجنب تصعيد عسكري قد يؤدي إلى خسائر بشرية أو مادية، وكذلك الحاجة إلى ضمان استقرار الحدود لتوجيه مواردها نحو قضايا أخرى، لافتا إلى أنه قد تكون إسرائيل قد تعرضت للضغوط الدولية أو الإقليمية التي قد تدفعها نحو الحلول الدبلوماسية.
وفي ما يتعلق بصورة حزب الله، قال مرهج إنه بعد الإتفاق مع إسرائيل، من المتوقع أن تتغير صورة حزب الله في المشهد السياسي اللبناني، وذلك بناء على إمكانية أن يظهر الحزب كقوة سياسية قادرة على تحقيق الإنجازات، ما يعزز من موقفه في الحكومة اللبنانية، بيد أن حزب الله قد يواجه انتقادات من بعض الأطراف اللبنانية التي تعارض أي نوع من التفاوض مع إسرائيل، ما قد يخلق انقسامات جديدة داخل الساحة السياسية.
وأكد أنه في حال نجاح الاتفاق في تحسين الأوضاع الاقتصادية أو الأمنية، قد يتحول الحزب إلى قوة أكثر تأثيرًا في السياسة اللبنانية.
وخلص مرهج إلى القول: "بشكل عام، سيكون هناك توازن دقيق بين المكاسب والخسائر لكل من إسرائيل وحزب الله، وسيتوقف ذلك على كيفية تنفيذ الاتفاق وتأثيره على الشعب اللبناني والمنطقة بشكل عام".
مصلحة الشعب الفلسطيني أولوية قصوى
من جانبه، أكد الدكتور رياض العيلة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، أن مصلحة الشعب الفلسطيني يجب أن تكون أولوية قصوى فوق أي اعتبارات أخرى، بما في ذلك مصالح الفصائل، مشيراً إلى الكارثة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة بسبب الحرب.
وأوضح العيلة أن الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها القطاع غير مسبوقة، حيث تجاوز عدد الشهداء 45 ألفاً، بينما بلغ عدد الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض أكثر من 250 ألف غالبيتهم من الأطفال والنساء. كما تم تدمير أكثر من 85% من المنازل والمستشفيات والمدارس والجامعات والبنية التحتية، مما ترك أكثر من 10 آلاف شخص بلا مأوى حتى دون خيام تقيهم حر الصيف أو برد الشتاء.
وانتقد العيلة استمرار ما وصفه بـ"نهج الطوفان"، الذي يراهن على الصمود على حساب حياة المدنيين، مشيراً إلى أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى تحويل غزة إلى صحراء بفعل القصف والدمار.
ودعا إلى وقف فوري للحرب وإنهاء المعاناة، قائلاً إن ذلك ضروري للحفاظ على الهوية الفلسطينية وحق العودة.
وأشار إلى أن اتفاق الهدنة في لبنان، رغم تعدد الفصائل والانتماءات الدينية، أكد أن مصلحة اللبنانيين ولبنان كانت الأولوية.
وأكد على ضرورة تبني هذا النهج في الحالة الفلسطينية، داعياً قادة الفصائل إلى ترك المجال لمنظمة التحرير الفلسطينية لتقود جهود إنهاء الحرب وإعادة الإعمار واستعادة الهوية الفلسطينية.
وخلص العيلة إلى القول: "نعم لوقف حرب الإبادة، نعم لإعادة إعمار غزة، ونعم للحفاظ على حق العودة ومفتاح البيت الذي تركه الآباء والأجداد".
الجيش اللبناني بدأ في الانتشار في مواقعه بالجنوب
وقال المحلل اللبناني د. عبد الله نعمة أن الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 قد انتهت رسميًا مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مضيفًا أن الجيش اللبناني بدأ بالفعل في الانتشار في مواقعه بالجنوب ضمن اتفاق شامل لوقف العمليات العسكرية.
وأكد نعمة أن نتائج الحرب لم تحقق مكاسب استراتيجية لأي طرف من الأطراف المتقاتلة. فلا إسرائيل نجحت في تحرير جميع رهائنها أو القضاء على حماس وحزب الله وصواريخهما، ولا تمكنت من تدمير البرنامج النووي الإيراني.
وقال: من الجهة الأخرى، لم تحقق إيران هدفها في تدمير إسرائيل أو تحرير القدس، كما لم يتمكن حزب الله من فرض وقف القصف الإسرائيلي على غزة، ولا استطاعت حماس تحرير الأسرى الفلسطينيين أو إسقاط حكومة نتنياهو اليمينية.
وأشار نعمة إلى أن المدنيين كانوا الخاسر الأكبر في هذا الصراع، حيث بلغت حصيلة الشهداء حوالي 55 ألفًا في غزة و5 آلاف في لبنان، إضافة إلى 500 قتيل إسرائيلي. كما شهدت المنطقة دمارًا واسعًا شمل غزة، وقرى جنوب لبنان، والضاحية، وأجزاء من بيروت والبقاع، إلى جانب تدمير جزئي في شمال إسرائيل.
وأوضح نعمة أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه، على الرغم من هشاشته، قد يحمل أفقًا لتثبيت وقف إطلاق النار بفضل الضمانات التي قدمتها الولايات المتحدة وفرنسا، بإدارة الجنرال الأمريكي السامي في لبنان ولجنة دولية.
تفاهمات دولية وإقليمية لإعادة ترتيب المنطقة
ولفت إلى وجود تفاهمات إقليمية ودولية أوسع بين إسرائيل، وأمريكا، وفرنسا، والدول العربية، بقيادة مصر والسعودية، تهدف إلى إعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز على لبنان كبداية لهذا المسار.
وذكر نعمة أن تطبيق القرار 1701 المُعدل أصبح خيارًا لا بديل عنه بالنسبة للبنان، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق يمثل مصلحة استراتيجية لإسرائيل وأمريكا، لكنه في الوقت نفسه يوفر فرصة للبنان لإعادة بناء دولته.
وكشف نعمة عن أن لبنان سيبدأ مسارًا جديدًا نحو بناء دولة حقيقية اعتبارًا من مطلع عام 2025، مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني على كافة الأراضي في ثلاث مراحل تمتد على مدى 60 يومًا.
وأشار إلى أن استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ساهم في توحيد الصف اللبناني، فيما لعب رئيس مجلس النواب نبيه بري دورًا محوريًا في المفاوضات ودعا إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في 9 يناير 2025.
دلالات
فلسطيني قبل 9 أيام
اللهم انصر المقاومة في غزة لأن هناك تفاهمات بين اسراىيل وامريكا وفرنسا ومصر والسعودية وهؤلاء جميعهم أداء لنا كشعب فلسطيني لكن نرجع الى قوله تعالى ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
الأكثر تعليقاً
الجولاني لسي إن إن: هدفنا هو الإطاحة بالأسد وإقامة دولة مؤسسات
في الذكرى الـ37 للانتفاضة الأولى.. "فتح": لن يتنازل شعبنا عن حقوقه الوطنيّة
هيئة الأسرى: الأسرى القصر في مجيدو فريسة لحقد السجانين
الجامعة العربية: تأجيل الاجتماع الطارئ الذي كان مقررا الأحد
تصريح وتغريدة يكشفان حقيقة الأطماع التركية في سوريا
صحف عالمية: غزة حركت العالم في 2024 وأدلة توثق جرائم إسرائيل فيها
لقاءات مع بوغدانوف وهاكان.. حماس تبحث سبل الوصول لوقف إطلاق نار في غزة
الأكثر قراءة
الجولاني لسي إن إن: هدفنا هو الإطاحة بالأسد وإقامة دولة مؤسسات
تصريح وتغريدة يكشفان حقيقة الأطماع التركية في سوريا
تقرير: الجيش الإسرائيلي قصف منزلًا في جباليا بعد تقديم إحداثياته للبيت الأبيض
إعلان سموتريتش.. الضم قبل السيادة
التداعي المتسارع للقوات السورية.. محللون يجيبون عن سؤال: ما الذي يجري؟
واشنطن: مزاعم الإبادة الجماعية في غزة لا أساس لها من الصحة
الحـرب الإسـرائيلية عـلى لـبـنان: حـصـيـلة قـاسـيـة وهـدنة هـشـة
أسعار العملات
الإثنين 09 ديسمبر 2024 9:38 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.55
شراء 3.53
دينار / شيكل
بيع 5.01
شراء 5.0
يورو / شيكل
بيع 3.75
شراء 3.72
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 201)
شارك برأيك
المواجهة في الشمال في الميزان.. جردة حساب لحصاد الإسناد