عربي ودولي
الخميس 28 نوفمبر 2024 8:48 صباحًا - بتوقيت القدس
بايدن يروج لوقف إطلاق النار في لبنان، ويضع ملامح رؤيته لعدوان أميركي إسرائيلي دائم
واشنطن – "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات
أعلن الرئيس جو بايدن، يوم الثلاثاء، عن اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا بين إسرائيل وحزب الله، والذي من شأنه أن ينهي أكثر من عام من القتال عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وقد وصل العنف إلى مستويات كارثية منذ الأول من تشرين الأول (لهذا العام)، عندما كثفت إسرائيل ضرباتها على المناطق المدنية اللبنانية وشنت غزوًا بريًا أدى إلى نزوح أكثر من مليون شخص.
وفي الكشف عن الهدنة، التي دخلت حيز التنفيذ بعد موجة من القصف الإسرائيلي في اللحظة الأخيرة على لبنان، زعم الرئيس بايدن بفخر أن حزب الله قد تعرض لضربة مدمرة.
وأعلن بايدن: "ما تبقى من حزب الله... لن يُسمح له بتهديد أمن إسرائيل مرة أخرى".
وبحسب الخبراء، تكبد حزب الله خسائر كبيرة، فقد تم القضاء على القيادة العليا للجماعة منذ فترة طويلة، كما فشل الحزب في وقف الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في غزة - الهدف الذي دفع قائد الحزب الراحل حسن نصر الله (الذي اغتالته إسرائيل يوم 27/10/2024) إلى التدخل ضد إسرائيل في أعقاب السابع من تشرين الأول.
وعلى الرغم من ادعاءات الرئيس بايدن وبنيامين نتنياهو الهزيمة في ساحة المعركة هي التي أجبرت حزب الله على التراجع، يقول الخبراء أن العكس هو الصحيح.
يقول آرون ماتي، الباحث والمؤرخ في موقع وبرنامج "ذي غرايزون، "حتى مع الدعم العسكري من راعيها الأميركي، لم تتمكن إسرائيل من وقف ضربات حزب الله على الأراضي الإسرائيلية، وتكبدت خسائر فادحة عندما غزت لبنان. وكانت قدرة حزب الله على البقاء على حاله بعد حرب أخرى عقابية ــ ليس فقط صراع عام 2006، بل وأيضاً سنوات من محاربة وكلاء الولايات المتحدة وإسرائيل المتمردين في الحرب القذرة في سوريا ــ سبباً في هزيمة هدف واشنطن وتل أبيب المتطرف المتمثل في تدمير الجماعة."
يشير ماتي، وهو إبن أحد اليهود الناجين من المحرقة النازية، إنه إلى جانب قتل نصر الله وقادة حزب الله الآخرين، "إن الإنجاز الاستراتيجي الرئيسي الذي حققته إسرائيل في لبنان يتلخص في إرهاب السكان المدنيين في البلاد بما يكفي، الأمر الذي أجبر حزب الله في نهاية المطاف على في القبول بالتوسط لإنهاء التدمير. وفي الوقت نفسه، ربما ساعدت لائحة الاتهام التي طال انتظارها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت من قبل المحكمة الجنائية الدولية في إجبار إسرائيل على التحرك".
يشار إلى أن فرنسا أعلنت إنها لن تعتقل نتنياهو على أراضيها، مما أثار تكهنات بأن نتنياهو استبدل وساطة فرنسا في لبنان بتعهد بعدم تنفيذ مذكرة المحكمة الجنائية الدولية.
ولأن الولايات المتحدة ملتزمة بالدفاع عن "هالة القوة" التي تتمتع بها إسرائيل، فلا يمكن "السماح" بردع احتكار إسرائيل للقدرة العدوانية، كما قال بايدن يوم الثلاثاء. وبالتالي، ستحتفظ إسرائيل بالحق في مواصلة العنف في أقرب فرصة ــ وهو التهديد الذي لن يؤدي إلا إلى تعزيز عزم حزب الله وقدرته على تجنيد الأعضاء بحسب ماتي.
وبفضل تفانيه الأعمى في العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمنطقة، زعم بايدن أيضا أن وقف إطلاق النار في لبنان "يقربنا" من ما وصفه بـ "رؤيته المميزة لمستقبل الشرق الأوسط... في سلام وازدهار". وقال بايدن إن في قلب هذا الجهد "مجموعة من الصفقات التاريخية مع المملكة العربية السعودية" حيث تطبيع المملكة الخليجية العلاقات مع إسرائيل في مقابل حوافز تشمل اتفاقية أمنية و"مسارا موثوقا لإقامة دولة فلسطينية".
إن فريق بايدن متحمس للغاية بشأن "رؤيته" لدرجة أنه يعتقد، كما قال أحد كبار المسؤولين الأميركيين، أن "النجوم السياسية والجيوسياسية متوافقة" من أجل التوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، وإن كان من المرجح أن يتم الانتهاء منه في ظل الإدارة المقبلة. وتحقيقا لهذه الغاية، أطلع المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين معسكر ترامب و"خرج وهو يشعر بأن الفريق القادم كان داعما"، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
يقول ماتي بشأن هذه النقطة " خارج دوائر بايدن وترامب الداعمة لبعضهما البعض، لا يرى بقية العالم سوى مسار واحد موثوق به إلى الدولة الفلسطينية - والولايات المتحدة وإسرائيل هما العقبة الوحيدة. وقد تم التعبير عن هذا المسار المعترف به عالميًا هذا الشهر في الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما نفذت الدول الأعضاء مجددا، العادة التي استمرت عقودًا من الزمان بالتصويت على "حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير"، ودعا هذا الإجراء إسرائيل إلى إنهاء احتلالها المستمر الآن منذ 57 عامًا للضفة الغربية وغزة، يليه إنشاء دولة فلسطينية هناك - وهو حل وسط كبير للفلسطينيين، الذين قبلوا ب 22٪ فقط من وطنهم ووطن أجدادهم المسروق منهم، ومرر القرار بهامش 170 مقابل 6، حيث أدلت الولايات المتحدة وإسرائيل بأصواتهما التقليدية المعارضة".
يشار إلى أنه في رفض حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، يتفق بايدن أيضًا مع خليفته القادم ترامب، الذي عين حكومة من المتشددين المؤيدين لإسرائيل والذين لا يكلفون أنفسهم عناء التظاهر بأنهم يقبلون بدولة فلسطينية.
إن إيمان بايدن المعلن بوجود "مسار" لدولة فلسطينية هو نسخة طبق الأصل من نهجه لوقف إطلاق النار في غزة. فقد أمضى أكثر من عام يتظاهر بالتوسط في هدنة في غزة، في حين كان يسهل تدمير إسرائيل للقطاع المحاصر ، وذبح عشرات الآلاف من السكان الفلسطينيين المحاصرين. وقد دفع نفس الالتزام بالازدواجية مؤخرًا وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى تهديد إسرائيل بإجراءات عقابية ما لم تسمح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، فقط لكي لا يفعلا شيئًا عندما انقضى الموعد النهائي واستمر الحصار والتجويع الإسرائيلي المتعمد.
يشار إلى أن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ، فيدانت باتيل، قال في معرض رده على سؤال مراسل القدس يوم 12 تشرين الثاني الجاري أن الولايات المتحدة تشعر بأن معاقبة إسرائيل غير مجدية، وأنه – إدارة الرئيس بايدن - تشعر بأن إسرائيل أظهرت مرونة في إدخال بعض المساعدات، علما بأن "منظمة التنمية الأميركية" قالت إن إدخال المساعدات تراجع بشكل كبير في الفترة التي استشهدت بها الإدارة.
يقول ماتي: "ينطبق الشيء نفسه على جوانب أخرى من نظام الاحتلال الإسرائيلي. فقد جلس بايدن مكتوف الأيدي وسط أكبر سرقة إسرائيلية لأراضي الضفة الغربية منذ عقود، كل ذلك في حين نفذ المستوطنون الإسرائيليون المتعصبون ورجال إنفاذ القانون الإسرائيليون أعمال عنف متصاعدة ضد رعاياهم الفلسطينيين المحاصرين. كما لم يقل معسكر بايدن وترامب شيئًا عن الدعوات العلنية من حلفاء نتنياهو لإعادة المستوطنين غير الشرعيين إلى قطاع غزة".
يشار إلي أنه في تصريحاته يوم الثلاثاء (26/11)، تعهد بايدن باستخدام الأسابيع المتبقية له "للعمل بلا كلل من أجل تعزيز هذه الرؤية لمنطقة متكاملة وآمنة ومزدهرة ... وكل ذلك يعزز الأمن القومي الأميركي".
يقول ماتي : "بايدن، الذي كان مخلصًا جدًا للهيمنة الأميركية الإسرائيلية لدرجة أنه كان على استعداد لإعطاء الأولوية للإبادة الجماعية على الفوز في الانتخابات، أضر في الواقع بقضية السلام الإقليمي أكثر من أي من أسلافه، بما في ذلك جورج دبليو بوش الذي غزا العراق. أيا كان ما يتمكن بايدن من تحقيقه في أيامه المتبقية، فإن أي خطوات أخرى نحو "رؤيته" للشرق الأوسط لن تؤدي إلا إلى تقويض السلام والأمن للجميع".
دلالات
الأكثر تعليقاً
أي شرق نريد؟
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
الإمارات تكشف هوية المشتبه بهم بقتل الحاخام كوغان
سموتريتش يدعو مجدداً إلى تهجير نصف سكان غزة
جيل دوفير.. رحيل المحامي الفرنسي الذي دافع عن القضية الفلسطينية
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
الأكثر قراءة
مهّدت له الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.."بسط السيادة" على الضفة.. أوهام التوسع والسيطرة
شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد
الرئيس يصدر إعلانا دستوريا بتولي رئيس المجلس الوطني مهام رئيس السلطة الفلسطينية حال شغور المركز
الشاباك ومصلحة السجون: هناك خطورة من زيارة الطيبي للأسير مروان برغوثي ونعارضها بشدة
الحكومة الإسرائيلية توافق على قطع العلاقات مع صحيفة "هآرتس"
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
أي شرق نريد؟
أسعار العملات
الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.64
شراء 3.63
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.12
يورو / شيكل
بيع 3.83
شراء 3.8
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 129)
شارك برأيك
بايدن يروج لوقف إطلاق النار في لبنان، ويضع ملامح رؤيته لعدوان أميركي إسرائيلي دائم