أقلام وأراء
الأحد 10 نوفمبر 2024 9:07 صباحًا - بتوقيت القدس
أين اتجهت أصوات العرب والمسلمين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
لم ينته رسمياً حتى الآن فرز جميع الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت في الخامس من نوفمبر الجاري، ولكن يمكن التكهن تقريباً باتجهات التصويت للجالية العربية والإسلامية في هذه الانتخابات الكبرى، إنطلاقاً من استطلاعات الرأي، ومن بعض المقابلات مع عدد مهم ومؤثر من أفراد هذه الجالية.
بشكل عام، فان اكتساح ترامب لجميع الولايات الأمريكية الخمسين سواء في المجمع الانتخابي أو في الأصوات العامة، يشير إلى أن ترامب نجح بشكل كبير في الحصول على أصوات الجاليات والأقليات في الولايات المتحدة، الأمر الذي كان حكراً على الديمقراطيين في الانتخابات السابقة. فعلى سبيل المثال في الانتخابات الرئاسية السابقة أعطى 75% من اليهود والعرب والمسلمين أصواتهم لبايدن، وفي بعض المدن مثل ديربورن بولاية ميشيغن حصل بايدن في مواجهة ترامب على 90% من الأصوات العربية والإسلامية.
بشكل عام، فإن نظام التصويت في الولايات المتحدة (نظام النقاط في المجمع الانتخابي) لا يعطي وزناً مهماً لأصوات الأقليات العرقية والدينية بمن فيهم العرب واليهود، الا أن بعض الولايات التي تمتاز بثقل ديمغرافي مثل نيويورك التي يعيش فيها أكثر من مليوني يهودي أو ميشغن التي يسكنها نحو 300 ألف عربي ومسلم، فإنه يمكن لهذه الأقليات أن يكون لها صوت مؤثر، خاصة إذا ما تقاربت نسب التصويت بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري. وهو ما حدث تقريباً في الانتخابات الرئاسية السابقة، حيث فاز ترامب في ميشيغن بفارق عشرة آلاف صوت تقريباً عام 2016 عندما هزم هيلاري كلينتون، ثم خسر ترامب الولاية بفارق مئة ألف صوت تقريباً أمام بايدن في عام 2020.
في الواقع يبدو أن القاعدة الذهبية التي ارتكز عليها الديمقراطيون في الانتخابات الأمريكية الرئاسية باعتبار أصوات الأقليات بما فيها العربية والإسلامية ستذهب حتماً للديمقراطيين، بدأت بالتصدع، وهناك عدة عوامل أدت إلى قلب هذه القاعدة، وأهمها:
أولاً: الأوضاع الاقتصادية السيئة التي مرت على الأمريكيين خلال فترة إدارة بايدن، حيث ارتفعت نسب الضرائب والتضخم بشكل كبير جداً، ما أدى إلى انتشار الفقر والبطالة. بالمقابل وعد ترامب الناخبين بتقليص الضرائب وتخفيض التضخم وزيادة الوظائف وهو أمر لمسوه في فترة إدارة ترامب الأولى.
ثانيا: استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتوسع الحرب في منطقة الشرق الأوسط في ظل إدارة بايدن الضعيفة، والتي لم تستطع وقف قتل المدنيين في غزة، بل على العكس قدمت لإسرائيل أكبر ترسانة عسكرية استراتيجية لم تحصل عليها إسرائيل في أي عهد رئاسي سابق. بالمقابل، فإن الرئيس ترامب الذي ظهر بمظهر القوة والثقة بالنفس وعد بإنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار. في هذا السياق، انطلقت حملة في الأوساط العربية والإسلامية منذ عام ترفع شعار "التخلي عن بايدن"، بسبب تحميله المسؤولية عن حرب غزة وعدم إيقافها.
وسرعان ما تحولت هذه الحملة، بقيادة العديد من أئمة المساجد والناشطين العرب بسرعة إلى حملة "التخلي عن هاريس".
ثالثاً: اتجاه نسبة لا بأس بها من الأصوات العربية والإسلامية إلى مرشحة حزب الخضر جيل ستاين برغم استحالة فوزها، كعقاب لإدارة بايدن ولماضي ترامب السيء بالتعامل مع القضية الفلسطينية. وهو الأمر الذي كان لصالح ترامب بالمطلق بسبب طبيعة نظام احتساب الأصوات. في هذا السياق، تظهر توقعات أخبار NBC أنه بفضل غضب المجتمع العربي والإسلامي من تعامل إدارة بايدن-هاريس مع عدوان إسرائيل على غزة ، تمكن ترامب من الفوز بأغلبية الأصوات في ديربورن – 47٪ مقابل 28٪ لنائبة الرئيس كامالا هاريس، التي تغلبت فقط على مرشحة حزب الخضر جيل ستاين بست نقاط مئوية.
رابعاً: إحجام نسبة كبيرة من الجالية العربية والإسلامية عن منح أصواتهم لكامالا هاريس خوفاً من فوزها وإقرارها قانوناً لحرية تغيير الجنس دون سن 18. وهي قضية حساسة جداً بالنسبة للمحافظين العرب والمسلمين. بالمقابل، فهذه قضية مرفوضة بشكل مطلق من قبل الجمهوريين المحافظين.
خامساً: تصاعد اهتمام ترامب بالأقليات بشكل لافت على عكس سلوكه في فترته الأولى. فقد نظم بين أوساط العرب والمسلمين أكثر من 15 لقاء انتخابياً، وسمح لهم بالمشاركة والحديث في هذه المهرجانات، ومن أبرز أمثلة ذلك حضور ترامب شخصياً لتلقي الدعم المباشر من عمدة مدينة هامترامك اليمني الأصل. كما قام قادة الحملة الانتخابية لترامب بالاتصال الشخصي بالعديد من كوادر الجاليات العربية والإسلامية، ومنهم من حظي بلقاء ترامب شخصياً. من جانب أخر، يتولى صهر ترامب العربي، مسعد بولس، تنسيق النشاط الانتخابي بفعالية لترامب في التواصل مع الأمريكيين العرب والمسلمين. وهذا الجهد الفاعل ساهم بتشكيل حركة "عرب أمريكيون من أجل ترامب" وهو لوبي عربي صغير نشأ في ميشغن لصالح ترشيح وفوز ترامب.
في الواقع، يظهر تحليلنا السابق، بأن العرب والمسلمين راهنوا على فوز ترامب لشعورهم بقدرته على إنهاء الملفات الساخنة والمهمة في شأنهم العام مثل العدوان الإسرائيلي وغيره، ولكن تبقى المسألة المهمة إذا ما ستنجح هذه المراهنة في التأثير على ترامب لتغيير سياسته المنحازة كلياً لإسرائيل وبالطبع سياسته التصفوية للقضية الفلسطينية والتي جربت في فترة إدارته الأولى. إن الإجابة على هذا التساؤل الكبير سيتم تحديدها خلال السنوات الأربع القادمة رغم أن المؤشرات الأولية تشير إلى عكس ذلك تماماً، خاصةً بعد قيام حملة ترامب بدعوة مجلس المستوطنات لحضور حفل تنصيب الرئيس.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
التقسيم يؤسس للترسيم
حديث القدس
عن الرسالة واختلاف أغراضها.. أسس الصراع بين الحقيقة والدعاوى
توفيق العيسى
لجنة الإسناد المجتمعي في غزة.. فرصة لتعميق الانقسام أم ضرورة تنموية؟
د. دلال صائب عريقات
إسرائيل وغلق ملفات القضية الفلسطينية !!
د. ناجي صادق شراب
سوريا بين مواجهة الإرهاب وبناء المستقبل.. أولوية التوازن بين الأمن والسياسة
مروان اميل طوباسي
محو غزة عن الخريطة
بهاء رحال
الصراع العربي الإسرائيلي وتداعياته على بلدان الجوار الفلسطيني
حمادة فراعنة
الاحتلال والهوية الفلسطينية: الانتهاكات الممنهجة للتراث الثقافي
د. سارة محمد الشماس
الذكاء الاصطناعي والعلاقات الرقمية: تحول شامل في نمط التواصل والاتصال
بقلم : صدقي ابوضهير، باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
هل الذكاء الاصطناعي "حرامي"؟
بقلم عبد الرحمن الخطيب، مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
بلاد الحرب أوطاني!
ابراهيم ملحم
النرويج تتضامن مع فلسطين: ملكاً وحكومة وشعباً وسفراء من كل أنحاء العالم
اياد أبو روك
تقييم متزن
غيرشون باسكن
الحل من عند رب السماء!
حديث القدس
الحـرب الإسـرائيلية عـلى لـبـنان: حـصـيـلة قـاسـيـة وهـدنة هـشـة
د. ماهر الشريف
تصريح وتغريدة يكشفان حقيقة الأطماع التركية في سوريا
وسام رفيدي
حكم الأغنياء أم حكومة الأثرياء؟
جواد العناني
هل يدمرون (الأونروا)... "دولة" اللاجئين الفلسطينيين؟
د. أسعد عبدالرحمن
نزوح تحت النيران ونيران تحرق كل مكان
حديث القدس
من لا يعرف سيدرا فليُغرق رأسه في الرمل
عيـسى قراقـع
الأكثر تعليقاً
الجولاني لسي إن إن: هدفنا هو الإطاحة بالأسد وإقامة دولة مؤسسات
الجامعة العربية: تأجيل الاجتماع الطارئ الذي كان مقررا الأحد
لقاءات مع بوغدانوف وهاكان.. حماس تبحث سبل الوصول لوقف إطلاق نار في غزة
المعارضة تسقط نظام بشار الأسد
مسح غزة من الخريطة!
9 خروقات إسرائيلية لوقف النار الجمعة ترفع الإجمالي إلى 150 في لبنان
الوساطة المصرية المتجددة .. هل تنجح جهود القاهرة هذه المرة بإنجاز الصفقة المتعثرة؟
الأكثر قراءة
صحيفة إسرائيلية تكشف تفاصيل الاقتراح الجديد لوقف إطلاق النار بغزة
المؤتمر الدولي المرتقب في حزيران.. هل ينجح في إنقاذ حل الدولتين؟
سيناتور مقرب من "إيباك" يقدم مشروع في الكونغرس لحظر استخدام تعبير الضفة الغربية
استشهاد الاسير علاء مروان حمزة المحلاوي من غزة
بانتظار القادم الجديد للبيت الأبيض.. لا مؤشرات تعد بإنطفاء الحريق
واشنطن: مزاعم الإبادة الجماعية في غزة لا أساس لها من الصحة
الحـرب الإسـرائيلية عـلى لـبـنان: حـصـيـلة قـاسـيـة وهـدنة هـشـة
أسعار العملات
الجمعة 06 ديسمبر 2024 8:09 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.6
شراء 3.59
يورو / شيكل
بيع 3.8
شراء 3.79
دينار / شيكل
بيع 5.07
شراء 5.06
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 198)
شارك برأيك
أين اتجهت أصوات العرب والمسلمين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟